توقفا عن اللوم المتبادل وحافظا على حبكما
الأكثر مشاهدة
عندما يتسلل اللوم إلى علاقتكما، وتصبح أي محاولة للنقاش وإنهاء الخلافات هي بمثابة مجال لتلقي اللوم أوالتفنن في جعل الطرف الآخر يشعر بالذنب، فلا أحد يحب أن يتحمل المسئولية أو أن يبدو في موقف يجعله مُجبر على الاعتذار والاعتراف بالخطأ.
في العلاقات الإنسانية، والعاطفية بشكل خاص، يعتبر العتاب ومحاولة مواجهة الطرف الآخر بالتصرفات التي تزعجك هو أمر صحي، ولكن عندما يتحول الأمر إلى رغبة في التملص من المسئولية، وعدم القدرة على مواجهة نفسك بالخطأ الذي قمت به، بأن تبدأ في إلقاء اللوم، وتعتبر أن كل ما تفعله هو رد فعل ونتيجة لما يقوم به شريكك، تصبح حينها العلاقة في منحى خطير، وكأنكما تتجهان معا نحو الهاوية.
تعرفي على: فن الاعتذار لتكسب قلوب الآخرين وتنهي أي خصام
اللوم المستمر
لوم الطرف الآخر، الذي يقابله لوم من جانبه، يجعلكما تقعان في دائرة من اللوم أو لعبة اللوم Game Blame، التي تتسبب في المزيد من المشكلات والبعد بينكما، فيصبح مجرد الحديث العادي أمر مرهق، ويبدا كل منكما في تجنب الآخر، خاصة، إن كانت دائرة اللوم هذه لا تتوقف حتى في المناقشات حول الأمور العادية.
تخبرين زوجك أن مصروفات المنزل قاربت على النفاد، فيخبرك أنك السبب كونك تسرفين في أمور ترفيهية، فتردين بأن السبب من البداية أن المصروف قليل ولا يتناسب مع احتياجات المنزل، أو تخبرها أنك لا تريد الخروج في مطعم معين، فتعتبر هي أنك لا تفضل الخروج معها، فتقول إن هذا لا يعني سوى أن اختياراتها لأماكن الخروج لا تراعيك.. وهكذا دون توقف حتى يصبح حديثكما معاعبء، أو تحاوط المشكلات والشعور بالضيق علاقتكما.
ما الحل إذن؟ كيف يمكن أن تكسرا هذه الدائرة من اللوم المستمر؟ متي يتحمل كل منكما المسئوليات عن ما يفعله حقيقة، ويبدأ في تقبل النقد وحل المشكلة دون تهرب.. تعرفوا على تلك مجموعة من النصائح التي يمكنها أن تساعدكما:
استخدام كلمات أخرى
بالتأكيد، يبدأ الأمر بتوجيه الحديث للطرف الآخر "أنت لم تقم بـ ..."، في حين أن الكف عن استخدام الكلمات والتعبيرات الموجهة للطرف الآخر، والتي تتناول تصرفاته، والبدء في عكس الأمر عليك نفسك، سيجعل النتيجة أفضل، فلوم الطرف الآخر هو في الغالب نتيجة الرغبة في أن يراعيك في أمور بعينها، لذلك سيصبح الوضع أفضل إذا قلت "أشعر بأننا أسعد عندما تقوم بـ.."، أو "أنا أحب جدا عندما تتذكر أن..".
اقرئي أيضا: المراحل السبع لتجاوز الانفصال العاطفي واستعادة طاقتك
التوقف فورا
عندما تلاحظ أن النقاش بينكما بدأ يأخذ شكل الجدال المغلف باللوم الذي لا ينتهي، والنتيجة في النهاية خسارة لكما معا، عليك إذن (أنت أو أنتِ) أن تقوم بالتراجع خطوة إلى الخلف، وتبدي التسامح مع وجهة نظره، وتنهي النقاش، على أن تلفت انتباه شريكك لأمر آخر، وتبدا في قول ملاحظات لطيفة عامة، وفي حين يكون هناك مجال اهدا للنقاش سيكون هناك تقبل أكبر للاختلاف وتحمل للمسئولية.
الاسترخاء والهدوء
من الممكن، أن تبدو تلك نصيحة غير مجدية أو غير واقعية، لكن عليكما تجربتها بالفعل، عندما يلاحظ أحدكما أن إلقاء اللوم وتلقيه قد اشعل النقاش ووصل به إلى مرحلة لا تنتهي من الاتهامات المتبادلة، من الممكن أن يقوم بالصمت تماما، ومحاولة تهدئة نفسه، إما بالجلوس بعيدا لدقائق، أو غلق عينيه والعد حتى يهدأ، ويعاود بعدها الحديث بصورة أكثر تماسكا وقدرة على الاستماع دون الشعور بأنه في موقف للدفاع عن نفسه.
عدم التطرق إلى موضوعات أخرى
قد يتسبب في مزيد من المشكلات، ويعمل على تفاقم الأمر أن يقومأي منكما بذكر موضوعات لا علاقة لها بالمشكلة الأساسية حتى يستفز الطرف الآخر، ويضعه في خانة الشخص المقصر على الدوام غير المتحمل لمسئولياته، وهو ما يجعل النقاش يتصاعد لمرحلة سيئة، وينتهي بمزيد من المشكلات، مع حمل كل منكما لمزيد من مشاعر الضيق للطرف الآخر.
اقرئي أيضا: أخطاء تقعين فيها عند اختيار شريك حياتك
البحث عن حل
بدلا من أن تجعلا النقاش حول مَنْ المسئول؟ من الممكن التخلص من الأمر بالنقاش حول الطريقة التي يمكنها حل المشكلة، فلا تستهلكا طاقتكما في الحديث عن ما كان يجب أن يفعله الطرف الآخر، واعملا على البدء في البحث عن ما يجب أن تفعلاه معا.
من المهم، أن يضع كل طرف نفسه مكان الآخر ويوجد له المبررات التي تجعله يريد التخلص من المسئولية، فيجب أن يكون لدينا رحمة في التعامل مع شريكنا، ونضع مشاعره في الاعتبار حتى لا تفسد العلاقة بينكما، وتزول ذكرياتها السعيدة ويتبقى منها المشاعر السلبية فقط.
اقرئي أيضا:
دروس من علاقة مونيكا وتشاندلر في مسلسل فريندز
الكاتب
هدير حسن
الخميس ١١ يوليو ٢٠١٩
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا