تعرفي على هرمون السعادة وكيف يمكن تحفيزه بطرق طبيعية
الأكثر مشاهدة
السعادة هي السر الذي يبحث عنه جميع البشر، يسعون إليه بكل الطرق والوسائل، ويمكن للسعادة أن توجد في أبسط الأشياء لكننا لا ننتبه لوجودها، ولا نشعر بها، وفي بعض الأوقات نقوم بأنشطة كانت تجعلنا سعداء جدًا في السابق، لكنها لم تعد تفعل نفس الشيء، فما سبب ذلك؟.. هناك حاليًا ما يعرفه الناس بهرمون السعادة، وهو المرادف العامي للناقلات العصبية والمواد الكيميائية التي يفرزها الجسم بهدف التوازن والشعور بالراحة والهدوء ومكافحة القلق والتوتر والقدرة على ترجمة كل ما يوجد حولنا إلى أسباب للسعادة، واليوم سنعرفكم بالتفصيل عن هرمونات السعادة وكيف يمكن تحفيز إفرازها بشكل طبيعي.
ما هي هرومونات السعادة وكيف تعمل؟
هرمونات السعادة التي يفرزها الجسم، علميًا هي مجموعة من النواقل العصبية والمواد الكيميائية.. فالخلية العصبية الموجودة في جسم الإنسان قادرة على إرسال واستقبال الرسائل والأوامر ليتمكن الجسم من أداء مهامه المختلفة، وتكون النواقل العصبية تلك مسئولة عن حمل الرسائل من وإلى الخلايا العصبية، وإذا حدث أي خلال في كمية النواقل العصبية سواء بالزيادة أو النقصان، يتأثر الجسم سلبًا وتحدث مشكلة اتصال بين الخلايا، فمثلًا في حالات مرض الاكتئاب يرجع الأطباء النفسيين السبب إلى عدة عوامل متشابكة من أبرزها خلل في إفراز هرمون السيرتونين مما يؤدي لوجود مشكلة اتصال بين الخلايا تتسبب في صعوبة إحساس الشخص بالمتعة.. وهذا بالطبع تفسير بسيط للغاية لتلك العملية المعقدة.
اقرئي أيضًا: طرق للتغلب على صعوبة الاستيقاظ مبكرًا
وهناك عدد من النواقل العصبية المعروفة بهرمونات السعادة وهي:
هرمونات السعادة الأربعة:
1-هرمون السيروتونين
ناقل عصبي مهم في جسم الإنسان، وجوده بنسب طبيعية يعني راحة أكبر وقلق وتوتر أقل، ويصنعه الجسم عن طريق وجود الحمض الأميني تربتوفان، والذي يأتي عن طريق تناول أنواع معينة من الأطعمة مثل الجبن والمكسرات واللحوم الحمراء والأناناس والديك الرومي والسلمون والبيض، وبالتالي نقص التربتوفان في الجسم يؤدي لإفراز كميات أقل من السيروتونين وبالتالي مزاج أكثر تقلبًا.. ويؤثر السيروتونين على:
- الأمعاء: يتواجد السيروتونين في الجهاز الهضمي للإنسان، ويساعد على التحكم في حركة المعدة والأمعاء وعملية الهضم، والطعام هو المؤثر المباشر لإفراز السيروتونين.
- الغثيان: السيروتونين يساعد في التخلص من الأطعمة المزعجة والفاسدة لذلك يحفز الشعور بالغثيان من أجل صحة الجسم.
- المزاج: أدوية ومضادات الاكتئاب تعمل على زيادة إفراز السيروتونين، أو تثبيط استرداده في الخلايا مما يسمح بتواجده لفترة أطول ويزيد الشعور بالراحة والتوازن، لكنها لا يمكن تناول تلك الأدوية بدون استشارة طبية.
- النوم: السيروتونين يتحول فيما بعد في الجسم لما يسمى ميلاتونين وهو هرمون يفرز أثناء النوم ويساعد على الراحة ويوفر نوم هادئ وعميق.
- النشاط الجنسي: زيادة معدلات السيروتونين في الجسم يؤدي لتقليل الرغبة الجنسية، لذلك يجب الحفاظ على معدلات طبيعية منه.
- تخثر الجروح: يساعد هرمون السيروتونين في عملية تخثر الجروح، حيث يذهب جزء منه لأنسجة الدم وتساعده في التجلط والتئام الجروح.
- العظام: ارتفاع معدلات السيروتونين في الجسم يؤدي إلى الإصابة بهشاشة العظام.
اقرئي أيضًا: أشياء بسيطة تجعلنا ممتنين لحياتنا وسعداء أيضًا
2-هرمون الدوبامين
الدوبامين هو الناقل العصبي المسئول عن المكافأة والمتعة وتحفيز الدماغ للقيام بأنشطة معينة ثم مكافأته بإنتاج الدوبامين الذي يحقق شعورًا بالرضا والسعادة، وكما يساعد الدوبامين على الشعور بالمتعة فإن انسحابه يدفعنا لتكرار نفس الأنشطة مرة بعد أخرى من أجل استعادة تلك الأحاسيس من جديد، ولذلك فإنه متعلق بشكل كبير بالإدمان، فيتم إفرازه بكثرة بعد تعاطي المخدرات أو تناول الكحول، والدوبامين يم إنتاجه في الجسم إما بممارسة أنشطة إيجابية مثل التأمل واليوجا وسماع الموسيقى وممارسة الأعمال الفنية أو عن طريق نهم الطعام أو تناول الكحول والمخدرات.. كما يمكن للإنسان الحصول عليه عن طريق تناول الأطعمة الغنية بالبروتين دون إكثار. ويلعب هذا الناقل العصبي دورًا مهمًا في التحكم بالمهارات الحركية والاستجابات العاطفية، ونقصه في الجسم يؤدي للشعور بالكآبة والتشنجات العضلية والشعور بفقدان الطاقة والألم الجسدي ويصل إلى ثقل الحركة والأفكار الانتحارية.
اقرئي أيضًا: عادات سيئة عليكِ التخلص منها كامرأة ناضجة
3-هرمون الأوكسيتوسين
معروف باسم هرمون الحب وهو أحد أهم النواقل العصبية ويفرز بشكل رئيسي بعد الولادة وخصوصًا عند الرضاعة الطبيعية، وكذلك في أوقات الاتصال الجسدي المصحوب بمشاعر مثل الاحتضان ويرتبط بالنشاط الجنسي للأشخاص، ويزداد إفرازه لدى النساء وهو المسئول عن خفض التوتر والشعور بمزيد من الثقة بالنفس والراحة كما أنه يخفض ضغط الدم، لذلك ينصح باحتضان الشخص الذي يشعر بألم نفسي، من قبل شخص يهتم به، لأن ذلك يساعد على إفراز الأوكسيتوسين الذي يساعد على تهدئته.
يتم إفراز الأوكسيتوسين عن طريق الغدة النخامية في منطقة تحت المهاد بالمخ، وهو يحفز التعبير الحركي والشعوري للإنسان، ويزيد من التواصل والترابط الأسري، وينمي القدرات الذهنية والذكاء العاطفي، ويساعد في التخلص من أنواع معينة من الفوبيا.. لكن زيادة هذا هرمون يجعل الأشخاص أكثر حساسية وهشاشة.
اقرئي أيضًا: أنواع إدمان غريبة يمكن أن تكوني مصابة بأحدها
4-هرمون الأندروفين
ناقل عصبي تطلقه خلايا الدماغ والغدة النخامية استجابة للألم والجهد البدني المعتدل، فهو النظام المسئول عن تسكين وتخفيف الشعور بالألم ومنح الشخص إحساسًا بالراحة والسعادة، كما أنه يزيد الشعور بالارتباط بالآخرين، وكذلك يحارب الاجهاد والتعب.
ولأنه مسئول عن الشعور بالراحة وتسكين الألم يبدأ بعض الأشخاص في الحصول على مركبات كميائية خارجية من أجل الشعور بالسعادة والاسترخاء، مما يؤدي غالبًا إلى الإدمان وتوقف نظام إنتاج الأندروفين الطبيعي، كما يعتبر أبسط نشاط يمارسه الإنسان لتحفيز إنتاج الأندروفين، فكرة تناول الطعام الحار الذي ينطلق بعده الأندروفين محاولًا تسكين الألم الناتج عن الفلفل الحار، ومن ثم الشعور بالراحة، والرغبة في تجربة الأمر مجددًا، وكذلك ينطبق الأمر على مشاهدة أفلام الرعب وتجربة الألعاب المخيفة في مدن الملاهي.
اقرئي أيضًا: تخلصي من الكسل وشجعي نفسك بهذه الطرق
كيف أزيد هرمون السعادة؟
أما إذا كنتِ ترغبين في زيادة هرمونات السعادة في جسمك بشكل طبيعي وتحفيز إنتاجها، فتلك النصائح ستساعدك:
- اقضي بعض الوقت بصحبة أشخاص تحبهم فالمشاركة الاجتماعية تزيد من إفراز هرمونات السعادة.
- حافظي على التواصل الجسدي –غير الجنسي- مع الأهل والأصدقاء مثل الأحضان، فذلك يعزز إفراز هرمون الأوكسيتوسين المسئول عن الشعور بالحب.
- خططي لأهداف يومية تقومين بتحقيقها مهما كانت بسيطة وذلك، من أجل تحفيز الدوبامين المسئول عن المكافأة، يمكن أن تكون خطتك شرب مزيد من الماء أو تناول طعام صحي أو مساعدة شخص في الشارع.
- مارسي اليوجا أو التأمل وتمارين التنفس العميقة لمكافحة القلق والتوتر وتهدئة جسمك وبالتالي تقليل معدل الكورتيزول في الجسم مما يقلل معدلات التوتر وينفس عن الضغوط والقلق.
- تعرضي لضوء الشمس بشكل يومي، فذلك يساعد على إفراز مزيد من السيروتونين والأندروفين ويقلل من الشعور بالكآبة ويزيد الثقة بالنفس.. لذلك التمدد على شاطئ البحر من أكثر الأنشطة الاسترخائية المفيدة لصحتك الجسدية والنفسية.
- مارسي الرياضة بشكل دوري، فهي تحفز إنتاج الدوبامين المسئول عن المكافأة وكذلك يرتبط الأندروفين بالمجهود البدني غير الشاق، والأفضل أن تفعلي ذلك في الهواء الطلق وليس في صالات الرياضة المغلقة.
- اتبعي نظام غذائي صحي ومتوازن من أجل زيادة إفراز هرمونات السعادة لكن انتبهي ألا تصابي بنهم تجاه بعض الأنواع من الأطعمة فتؤدي بك إلى إدمان تلك العناصر وتدهور صحتك.. الاتزان والاعتدال مهمين جدًا.
اقرئي أيضًا: تمارين التنفس وفوائدها للحد من القلق والتوتر
أطعمة هرمون السعادة
كما ذكرنا سابقًا هناك بعض الأطعمة التي تحفز إفراز هرمونات السعادة.. ومنها:
- البيض: من محفزات إنتاج السيروتونين في الجسم.
- الفلفل الحار: تناول كمية معتدلة من الفلفل الحار مع الطعام تؤدي لإفراز الأندروفين الذي يساعد في الراحة والاسترخاء ومقاومة الألم.
- الموز: من أفضل أنواع الفاكهة التي تحارب التوتر لاحتواءه على كمية من البوتاسيوم ولأنه مصدرًا للحمض الأميني التربتوفان، الذي يتحول بعد ذلك إلى السيروتونين.
- السبانخ: قد تكون هذه مفاجئة للبعض.. لكن السبانخ من الأطعمة التي تخفض من التوتر لاحتوائها على حمض الفوليك.
- النشويات: مثل الأرز والخبز والمكرونة وغيرها من أهم الأطعمة التي تحفز إنتاج السيروتونين وبالتالي الشعور بالرضا، ولذلك فإن الأشخاص الذين يتبعون نظامًا غذائيًا خال من النشويات يكون مزاجهم سيء ومتقلب.
- المأكولات البحرية: بسبب غناها بعدد كبير من العناصر الغذائية مثل اليود والفسفور وفيتامين د والزنك وفيتامين ب لذلك فهي من أهم الأطعمة المحفزة على الشعور بالراحة.
- القهوة: تناول الكافيين الموجود في القهوة بجرعات معتدلة مرة أو مرتين في اليوم يساعد في إفراز الدوبامين الذي يحسن الحالة المزاجية.
وسنتناول الشوكولاتة بالتفصيل.
الشوكولاتة وهرمون السعادة
واحدة من أهم مسببات السعادة، وكثيرًا ما ترتبط في أذهاننا كمرادف للسعادة ومقاومًا للحزن والمشاعر السلبية، وذلك ليس بسبب خليط السكر والدهون الموجود بها –وإن كان أحد العوامل- لكن السبب الأساسي يرجع إلى مادة الفينيثيلامين الموجودة في بودرة الكاكاو والمسئولة عن تحسين المزاج وزيادة معدلات السيروتونين، كما أن الكاكاو به عناصر غذائية متعددة ويحتوي على مضادات أكسدة، لذلك ينصح الأطباء بتناول الشوكولاتة الداكنة التي ترتفع بها نسبة الكاكاو إلى ما فوق الـ70%.
اقرئي أيضًا:
الكاتب
ندى بديوي
الثلاثاء ١٦ يوليو ٢٠١٩
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا