فاطمة محمود استوصت بالنساء وواجهت الختان بمشروع تخرجها
الأكثر مشاهدة
في جداريات أحجامها 120 × 80 سنتيمتر، تم تصميمها بلوحات جمعت بين الزجاج والخشب، استطاعت فاطمة محمود أن تواجه عادة اجتماعية، وتعلن عن رفضها لها، متوسمة أن تصل رسالتها، وتمحو من خلالها أحد أسوأ أشكال العنف ضد المرأة، وهو "الختان".
تعرفي على: 4 أفلام عن الختان وتأثيره
في السنة النهائية لدراستها بقسم التصوير الجداري، في كلية الفنون الجميلة، اختارت فاطمة محمود سلامة رسلان، 23 سنة، أن تنفذ مشروع تخرجها من الكلية بفكرة قائمة على مناهضة العنف ضد المرأة، بأشكاله الجسدية والمعنوية، والتي تؤثر بطريقة مباشرة على جميع نواحي حياتها بصورة سلبية نفسيا وجسديا، وبما يؤدي إلى تقييد حريتها، فكان الختان وتأثيره على المرأة، وكونه أحد اشكال عنف الجسدي هو خيارها.
فور عرض فكرتها بتجسيد معاناة الفتيات اللاتي يخضعن لعمليات الختان غير الشرعية أو القانونية، وجدت فكرتها قبولا لدى أساتذتها بقسم التصوير الجداري الدكتورة زينب نور والدكتور رضا عبد السلام، وجاءت مرحلة التنفيذ الفعلي، التي اعتمدت فيها على استخدام العبارات والأحاديث المتداولة حول موضوع الختان، مع التركيز على الأدوات التي يتم استخدامها لإجراء عمليات تشويه الأعضاء التناسلية، وأشهرها "الموس".
اقرئي أيضا: مواجهة المرأة لصمتها الداخلي بريشة منة الله
وباستخدام خامة الزجاج الملون والموزاييك، والاعتماد على ألوان قادرة على لفت الانتباه مثل الأحمر والأصفر، قررت فاطمة أن "استوصوا بالنساء"، التي استلهمتها من حديث الرسول في خطبة الوداع، وجعلتها شعارا لمشروع تخرجها، الذي كان عبارة عن 13 لوحة، جاءت ممتزجة بالزجاج والخشب والعبارات والصور الفوتوغرافية للبنات.
"الختان تشويه للبراءة"، و"لما لا نعتبر اليوم الأسود"، "لكن الله خلقها جميلة فلماذا تشوهها بالختان"، و"صدمة عصبية وبنات أموات.. دول ضحايا الختان"، عبارات جمعت في لغتها بين العامية والفصحى، مع عدد من أحاديث الرسول وآيات من القراآن الكريم استخدمتهم فاطمة في تصميم لوحاتها، مع تكرار ظهور "الموس" الذي كانت تتم به عمليات الختان قديما، وما زال استخدامه ساريا في بعض المناطق، معتبرة أنها تعمدت إظهاره لتشير إلى أنه مع صغر حجمه، لكنه قد يؤدي إلى موت الفتاة.
واهتمت فاطمة بأن تكون صور الفتيات في لوحاتها وكأنها تنكسر وتتحلل شيئا فشيئا، بهدف أن يعمل المشروع على توعية أولياء الأمور وفئات المجتمع المختلفة بما يمكن أن يتسبب به الختان، وبالفعل أتتها تعليقات إيجابية تشيد بقيامها بتجسيد واحد من أهم الأمور التي تعاني معها المرأة في مصر منذ الصغر، استنادا إلى اعراف وتقاليد، ومعتقدات دينية غير صحيحة.
نال "استوصوا بالنساء" المركز الأول على الدفعة التي تتخرج فيها فاطمة، كونها استطاعت أن تنفذ رسالتها بطريقة بسيطة، وتجعلها سهلة لدى المتقلين دون تكلف، وتتمنى فاطمة أن يتم عرض لوحاتها بالمجلس القومي للمرأة، كونه واحد من أهم الهيئات التي تعمل على مناقشة قضايا النساء في مصر.
اقرئي أيضا: نورهان صلاح تحيي تراث نجوم الزمن الجميل بالجرافيك
من خلال مشروع تخرجها، أرادت فاطمة أن تناقش قضية هادفة، وتكون قادرة على أن تغير نظرة المجتمع تجاهها، وتتمنى أن تعمل في مجالات متعلقة بالفن، وتمكنها من استخدام الألوان والرسم والزجاج.
ويعتبر الختان (تشويه الأعضاء التناسلية للأنثى) هو عادة اجتماعية ترجع جذورها إلى بلدان مختلفة في إفريقيا، والبعض يرجح أن اصولها فرعونية، وفي عام 2016 قدرت منظمة اليونيسيف عدد الإناث اللاتي خضعن لعملية الختان (المختونات) بحوالي 200 مليون، وتعتبر مصر من أكثر الدول التي تخضع فيها الفتيات لهذه العادة، فبعض التقديرات تشير إلى أن 87% من المصريات اللاتي تتراوح أعمارهن ما بين 15 إلى 49 تم تختينهن.
اقرئي أيضا:
الكاتب
هدير حسن
الخميس ١٨ يوليو ٢٠١٩
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا