ما هي أسباب كثرة النوم وآثاره السلبية وطرق الحد منه
الأكثر مشاهدة
النوم ميزان العقل، بدونه لا يمكن للإنسان أن يعيش حياته بشكل طبيعي، ويوصي الأطباء والمتخصصين بنوم عدد ساعات يتراوح بين 7 و9 ساعات، لكن هذا متوسط البشر بشكل عام، وهناك فروق فردية، فينام البعض 3 ساعات وتكون بتأثير نوم 8 ساعات لشخص آخر بنفس نتيجة الحيوية والنشاط، إلى جانب وجود فئة من أصحاب النوم القصير الذين يكفيهم بضع ساعات مثل نابليون، وأصحاب النوم الطويل مثل العالم ألبرت آينشتاين.. ويقضي الإنسان البالغ 78 عامًا، حوالي 25 عامًا منهم نائمًا، لكن كل هذا النوم؟، وهل هناك أسباب لشعورنا بالخمول والحاجة لمزيد من النوم رغم أننا حصلنا على قسط كبير من الراحة؟.. في هذا الموضوع سنجيبكم عن أسباب كثرة النوم وآثاره السلبية وطرق الحد منه.
أسباب كثرة النوم والخمول المفاجئ
الكثير من الأبحاث والدراسات العلمية تتحدث عن الأرق وعدم النوم وتقلباته، لك ماذا عن كثرة النوم، والشعور الدائم بالخمول الذي يؤدي في النهاية إلى عدم الإنتاجية في الحياة.. وهذه هي أهم الأسباب الرئيسية لكثرة النوم:
1-عدم الحصول على قسط كافي من النوم المريح
لا نتحدث هنا عن عدد الساعات، لكن عن جودة النوم، وما يوفره للجسم من الطاقة التي يحتاجها، النوم في فراش غير مريح (اعرفي أفضل أنواع المراتب)، أو النوم المتقطع، يجعلك في حاجة لمزيد من ساعات النوم في الصباح والتي لا تكون كافية أبدًا لأن مشكلة قلة الجودة مستمرة، وبالتالي المعاناة مع تشتت التركيز والتثاؤب المستمر والخمول الدائم، احرصي على وجود سرير مريح ونظيف ومرتب ونامي في أجواء صحية بعيدًا عن الهاتف أو مصادر الضوء والضوضاء، واختاري رائحة عطرية مريحة لتساعدك على الاسترخاء.
اقرئي أيضًا: تخلصي من الكسل وشجعي نفسك بهذه النصائح
2-السهر وتأخير النوم
جسمك مثل الآلة التي تعتاد على نمط حياة معين وتسير عليه بشكل دائم، لذلك فإن السهر لفترات طويلة من أكثر مسببات الإفراط في عدد ساعات النوم والخمول بعد ذلك، لأن الجسم لم يعتاد على تحديد أوقات بعينها للنوم والاستيقاظ ومن ثم يكون عليه التنبه الكامل فيها، وكما يقوم بتأجيل النوم ليلًا، يقوم بتأجيل الاستيقاظ في النهار.
3-اضطرابات نفسية
هناك أوقات يكون ترك الفراش وعدم الاستسلام لمزيد من النوم، أمر شديد الصعوبة، يزيد هذا الشعور في فصل الشتاء مع دفء السرير المريح، وأحيانًا يكون الأمر متعلقًا بمشاكل نفسية مثل المرور باكتئاب أو قلق واستخدام النوم كوسيلة للهرب من مشكلات وصعوبات الحياة.. وفي هذه الحالة لن يكون هناك حل سوى مساعدة مختص نفسي حتى تعيدي تعريفات الحياة لديك وبالتالي يكون هناك دافع قوي للاستيقاظ كل يوم.. كذلك قد يكون تناول المهدئات والأدوية المضادة للاكتئاب من مسببات زيادة عدد ساعات النوم.
اقرئي أيضًا: علاج الأرق ومعرفة أنواعه وطرق التخلص منه
4-اضطرابات الغدة الدرقية
هرمونات الغدة الدرقية تؤثر بشكل مباشر على الجسم وتحدث تغيرات كبيرة في وظائفه، فهي تساعد التحكم في النوم والوزن والحالة النفسية، لذلك فإن زيادة إفراز هرمون الغدة الدرقية يؤدي لزيادة الشعور بالخمول والحاجة إلى مزيد من النوم، ويجب استشارة طبيب مختص في الغدد الصماء.
5-العادات الغذائية السيئة
تناول الطعام الدسم وزيادة نسبة السكر والدهون يمكن أن يؤثر على جودة النوم وفاعليته وإمكانية شعور الجسم بالراحة بعده، كذلك تناول الكثير من الكافيين في القهوة والشاي والمشروبات الغازية يؤثر على النوم في المساء ويؤدي لتأخره مما يتسبب في تأجيل الاستيقاظ صباحًا، واستمرار الحاجة إلى مزيد من النوم والشعور بالخمول.
6-مشكلات صحية أخرى
هناك بعض الأمراض التي ترتبط باضطرابات النوم، ومنها مشاكل في القلب أو مرض النوم القهري الذي يصيب الجهاز العصبي، وحتى زيادة بعض العناصر الغذائية يمكن أن تسبب الشعور بالخمول، لذلك إذا لم تجدي معك النصائح القادمة أي نفع، قومي بزيارة طبيب فورًا وعمل التحاليل اللازمة للسيطرة على تلك المشكلة.
اقرئي أيضًا: تعرفي على هرمون السعادة وكيف يمكنك تحفيزه
أضرار كثرة النوم
النوم الزائد يأتي بمجموعة من الآثار الجانبية والأضرار الصحية، يماثل فيها عدم أخذ قسط كافي منه.. وهذه الأضرار هي:
- زيادة الوزن: الطاقة التي تكتسبينها من الطعام لا يعرف جسمك كيف يصرفها مع كل هذا النوم وقلة النشاط البدني، فيحول الطعام إلى دهون وسمنة تكسبك مزيدًا من الوزن وتؤثر على صحتك ككل.. وسيزداد الأمر سوءًا إذا كنتِ ممن يأكلون وجبات ثقيلة قبل النوم.
- الصداع: هذا العرض شائع جدًا، فكم مرة نمت عدد ساعات طويلة واستيقظت مع شعور قوي بالصداع!، وهذا يحدث بسبب زيادة مرحلة نوم حركة العين السريعة الذي يحدث في الفترة الأخيرة من النوم، وما قبل الاستيقاظ مباشرة، ومع زيادة نومك، تزيد هذه المرحلة وتؤثر على الناقلات العصبية في المخ فتسبب الصداع.
- آلام الظهر: النوم لفترات طويلة سيؤدي في النهاية لآلام الظهر، بسبب الثبات في وضعية واحدة لفترة طويلة أو عدم وجود مرتبة مريحة.
- انخفاض الإنتاجية وعدم الرضا عن النفس: زيادة ساعات النوم سيزج بكِ في دوامة لا تنتهي، من الخمول وعدم الشعور بالرضا عن النفس والذي يحدث بسبب انخفاض إنتاجيتك في العمل أو الدراسة والإحساس الدائم بكم الوقت المهدر وضياع حياتك في اللاشيء.. هذه الدائرة يجب أن تكسريها باتباع النصائح الآتية.
اقرئي أيضًا: طرق للتغلب على صعوبة الاستيقاظ مبكرا
كيفية التغلب على كثرة النوم
إذا لم يكن سبب كثرة النوم مرضيًا ويحتاج تدخل طبي، فإن التغلب على تلك المشكلة يأتي بالتمسك ببعض العادات الصحية وهذه النصائح:
تغيير طريقة النظر للنوم
النوم شيء مهم لجسمك، لكن لا يجب أن يكون معطل عن الحياة والإنتاج والاستمتاع بتجربة أشياء جديدة، وحتى إذا كنتِ تنظرين إليه على أنه نشاط مريح، فلا يجب أن يتعدى الحدود الطبيعية والتي تتراوح بين 7 إلى 9 ساعات على الأكثر.. واعرفي أن النوم الجيد هو الذي تستيقظين منه بنشاط أيًا كانت مدته، فإذا لم يتحقق هذا الشرط فهو مضر لصحتك.
اقرئي أيضًا: تمارين التنفس للحد من التوتر والقلق
تدريب ساعتك البيولوجية
حددي جدول لحياتك والتزمي به لمدة 30 يوم ليتحول إلى عادة لديك وبالتالي تتدرب ساعتك البيولوجية على عدد ساعات محددة للنوم، وروتين مسائي وصباحي، وفي البداية سيكون الأمر شاق قليلًا لكن مع التعود لن تحتاجي إلى منبه للاستيقاظ في الوقت المحدد.. التزمي بالنوم في موعد محدد والاستيقاظ بعده بحوالي 8 ساعات، واحرصي على اختيار سرير مريح وعدم الإكثار من الطعام الدسم وإتباع نمط حياة صحي، وممارسة الرياضة وخصوصًا اليوجا ستساعدك على ضبط عدد ساعات النوم بشكل لا يصدق.
التقليل بالتدريج
عند تطبيق النصيحة السابقة لا تقومي بذلك مرة واحدة وبشكل مفاجئ، فهذا يمكن أن يربك حسابات جسمك ويعرضه لمزيد من الإرهاق، لكن حاولي التقليل من النوم بالتدريج، من خلال خصم ربع أو نصف ساعة من عدد ساعات النوم الطويلة كل يوم أو يومين وبالتالي تعويد الدماغ على نوم محدد بسلاسة وهدوء.
اقرئي أيضًا: 8 علامات أنك مرهقة نفسيًا وليس جسديًا
اذهبي للسرير عند الحاجة للنوم
هناك فرق بين الشعور بالنعاس والشعور بالتعب، لا تذهبي إلى السرير إلا عندما تشعرين بحاجة شديدة للنوم، حتى لا تعاني من الأرق والتفكير الزائد والتشتت الآتي من استخدام الهاتف المحمول وبالتالي السهر وتأخير النوم الذي يؤدي في النهاية لنفس مشكلة زيادة عدد ساعات النوم في الصباح.
طقوس يومية
اجعلي السماع للموسيقى أو ممارسة تمارين الاسترخاء والتمدد أو استنشاق رائحة عطرية معينة أو شرب سائل دافئ مثل اليانسون، أحد الطقوس اليومية التي تقومين بتعويد عقلك عليها ليهدأ ويعرف أن وقت النوم قد حان، وعند الاستيقاظ يمكنك أخذ حمام صباحي منعش مع القيام ببعض التمرينات التي ترسل للعقل إشارات تفيد بأنه وقت النشاط.
جربي تلك النصائح واخبرينا في التعليقات ما الذي أفادك من بينها.
اقرئي أيضًا:
تمارين الاسترخاء وفوائدها وطرق ممارستها
الكاتب
ندى بديوي
الإثنين ٢٢ يوليو ٢٠١٩
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا