خناقات يومية بين العقل والقلب محتاجين نحسمها
الأكثر مشاهدة
ما بين قلوبنا التي لا تعرف المنطق، وعقولنا التي تحتكم إلى التحليل نضيع، ولا ندرك أيهما نتبع، نبحث عن راحة القلب وطمأنينته، لكن يرهقنا صراع العقل وكثرة تفكيره، تطوق نفوسنا إلى شيء ما، فيثنينا العقل وينبهنا للمخاطر، نبتأس ونشعر بالحزن، أو يحثنا عقلنا على اتخاذ قرار ما، نتراجع لأن القلب غير متاح.
الصراع بين ما يرتاح له القلب ويريده العقل، يفسد علينا التمتع بالكثير، ويجعل كل تفصيلة نمر بها قاسية، لأننا لم نتمكن من إرضاء أنفسنا، أو نفعل ما يبدو أنه الصواب، وحتى ينتهي هذا النزاع المؤلم لمشاعرنا والمرهق لتفكيرنا، علينا أن نجعل القلب والعقل على توافق، فكثيرون يرون أن العقل منبته القلب ولكنه زُرع في الدماغ، وأن قراراتنا جذورها من حيث يأتي النبض.
تعرفي على: فن الاعتذار لتكسب قلوب الآخرين وتنهي أي خصام
قرار العقل أم القلب
يجب أن يرتاح القلب والعقل لما يتم اختياره في النهاية، ولكن هناك كثير من المواقف التي نشتت فيها حيارى لا نملك أن نريح هذا أو نُطمئن ذاك.. تلك مجموعة من المواقف التي قد نمر بها يوميا، ولكننا نجد أنفسنا نقف مكتوفي الأيدي مشغولين بالتفكير والقلب ينبض في قلق، قررنا أن نحسم الجدل حولها، ونفهم أن قلوبنا لا تخطيء على الدوام، وعقولنا قد ترى بشكل مختلف.
عصبية الطرف الآخر
من الممكن أن نحب شخص يمتلك صفة العصبية، ونجد أننا في كل مرة نتعرض لطريقة مهينة في المعاملة ونتحملها لأننا نعتقد أن معاملتنا الجيدة يمكنها أن تجبره على التغيير، ونجد أن:
القلب على استعداد كامل لتقبل أي شيء لأن مشاعر الحب طاغية، فيقبل معاملة الطرف الآخر أيا كانت، بإيمان تام أنه سيتغير ويقدر هذا الحب.
العقل يعلم أن لا أحد يتغير، وصفة كالعصبية لا يمكن تغييرها، فالشخص نتيجة تجارب ومواقف متعددة، وما وصل إليه في النهاية من طباع، حتى وإن كانت حادة، لا يمكنه التخلص منها.
النتيجة أنه لا يمكنك تغيير عصبيته والتخلص منها، ولكن يمكنك أن تكوني صارمة تجاه معاملته المهينة، وتصري على أن يتوقف عنها، أو تنفصلي عنه.
العمل لساعات طويلة
اقرئي أيضا: دروس في العلاقات ألهمتنا بها أفلام هاري بوتر
أحيانا، ما تضطرنا ظروف العمل إلى البقاء لساعات طويلة، رغم الإنهاك البدني والنفسي، ونجد أن:
القلب يشعر أن هذا مبالغ به، وأنه أيا كانت الظروف التي تضغطك لتكمل عملك، فيجب إهمالها بشكل تام، والذهاب إلى المنزل للراحة، او الخروج مع أصدقائك للترفيه عن نفسك.
العقل يرى أن الواجب والإلتزام المهني يحتم عليه أن ينصاع لظروف العمل، ويُنهي ما هو مكلف به، مهما تأخر الوقت.
النتيجة التي يجب العمل بها أن يلتزم الشخص بعمله، ويكون متواجد في الحالات والظروف التي تحتاج إلى ذلك، ولكن دون أن يعود ذلك بنتائج سلبية على صحته البدنية، فيعمل وفق ما يستطيع دون مزيد من الضغط، مع الحرص على الحصول على إجازة بعد هذه الفترة.
اختيار شخص مؤذي
عندما نلحظ أننا بدأنا ننجذب لشخص غير مناسب على الإطلاق، ونعلم أنه لن يقدر الحب وقد يختفي فجأة مسببا الألم، فهو شخص مؤذي لمَنْ يحبونه بحكم التجارب السابقة، فنجد أن:
القلب هنا يرى الشخص المؤذي على أنه نتيجة تجارب سابقة سلبية، بينما في داخله يحمل قلب طيب ومحب لن يهون عليه أن يكسره أو يسبب له الألم.
العقل يعي جيدا أن الشخص المؤذي لا يحترم مشاعر الآخرين، وأن الفراق والبعد هو الحل الأوحد
النتيجة أن تختارين ما يقوله العقل دون جدال، فالشخص المؤذي سيترك أوجاعا ومشاعر سلبية سيصعب التخلص منها.
زوج مثالي
لا يوجد ارتباط عاطفي مع أي شخص في هذه الفترة، فيعتقد المحيطون بكِ أن هناك زوج مثالي يناسبك، فهو يمتلك مقومات تجهيز بيت وأسرة، ولديه عمل مستقر، كما أن طباعه ليست حادة، فهو طيب وحنون، ويحمل لكِ المشاعر، ولكن..
القلب لا يشعر بالراحة، فتلك المميزات والصفات لم تجعلك تبادلينه المشاعر، على العكس، تشعرين في وجوده بعدم الراحة.
العقل يراها فرصة للزواج من شخص جيد، يمكنه أن يؤسس لبيت هاديء، وإهدار هذه الفرصة قرار متسرع وغير حكيم.
النتيجة أن تستمعين لقلبك فقط، في الزواج والعلاقات العاطفية من الضروري أن يكون للعقل كلمته، ولكن عدم الشعور بالراحة أمر لا يمكن التعامل معه، ومهما تم وصف الطرف الآخر بالطيبة، فكونك لا تحملين له المشاعر سيجعلك ذلك تعيشين تعيسة غير راضية.
اقرئي أيضا: أنواع إدمان غريبة غير المخدرات قد تكونين مصابة بأحدها
أكلة حلوة
أمامك الآن طبق من المولتن الكيك، والشيكولاتة تناديكِ، ولكنك تعانين ارتفاع نسبة السكر في الدم أو تحتاجين إلى إنقاص عدد من الكيلوجرامات الزائدة.. فنجد:
القلب لا يرى أي مشكلة في الحصول على وجبة واحدة ستجعله سعيدا، على اعتبار أن العواقب يمكن تحملها أو التغاضي عنها.
العقل يدرك أن طبق كهذا كفيل بتدمير صحتك، وتناوله يعني مزيد من العواقب السيئة غير المحمودة.
وببساطة، يمكنك تناول ملعقة واحدة صغيرة لا أكثر، ترضين بها ما تاقت له شهيتك، وتبذلين أمامها مجهود بدني ورياضي كالمشي أو الجري.
عمل غير مناسب
العمل في مكان لا ينمي مهاراتك، وتتلقين فيه أحيانا معاملة سيئة وغير مهنية من مدرائك، كما أن الراتب يعد متوسط، لكن زملائك أشخاص جيدين، ويهتمون لأمرك، وأصبح التواجد معهم كمساحة آمنة تلجأين إليها يوميا.. تجدين:
القلب مستمتع بالتواجد مع أشخاص يقدرونه ويحبونه، معتبرا أنها الهدية التي يحصل عليها في مقابل المعاملة السيئة من الآخرين، مع الشعور بالرضا والقنوع والقبول.
العقل يعلم أن وجود أي فرصة أخرى أفضل من التواجد في بيئة عمل لا تضيف لمهاراتك، خاصة، أن الزملاء قد يرحلون في أي وقت.
النتيجة أنك يجب أن تتركين العمل، وتبحثين عن فرصة تقدرك وتجعلك قادرة على تحقيق التطور المهني، مع البقاء على تواصل مع زملائك، وتلتقون كل فترة.
الاستقلال والأهل
واحد من أكثر الخيارات المحيرة، التي تجعل نفوسنا تتصارع يوميا، فنحتار بين اختيار الاستقلال بعيدا عن الأهل، أو الاستمرار في العيش معهم..
القلب يختار المكان الذي يشعر فيه بالراحة والسكينة، وهو حيث يتواجد الأب والأم، فنشعر باهتمامهما ومراعتهما لنا، ونرتاح لرؤيتنا لهما يوميان والشعور بالاطمئنان معهما.
العقل يعلم أن الاستقلال سيجعلنا قادرين على فهم أنفسنا بشكل أفضل، ويمنحنا صفات الاعتماد على النفس وقوة الشخصية.
النتيجة أن تقومين باختيار ما يناسب ظروفك.
المواصلات
الشعور بالراحة دون ضوضاء الشارع، والوصول للمكان الذي نريده في عربة مكيفة هو دوما ما نبحث عنه، ولكن يأتي آخر كل شهر ليذكرنا أننا صرفنا راتبنا بأكلمه وأننا مجبرين على ركوب المواصلات العامة، وذلك لأن:
القلب يسعده الشعور بالرفاهية، وسيختار الذهاب للعمل والمشاوير الأخرى بالتاكسي أو استخدام أوبر وكريم.
العقل يرى في التصرف بحكمة مع المال، والصرف في حدود المعقول هو الاختيار الأنسب.
النتيجة أن تسعدي قلبك أيام، وتحتفظين بمالك أياما أخرى.
اقرئي أيضا: المراحل السبع لتجاوز الانفصال العاطفي واستعادة طاقتك
تتبع الإكس Stalking
حبيبك السابق يدخل على فيسبوك، ويقوم بتحميل صورة لها مع أصدقائك، تمسكين بهاتف صديقتك وتبدأين في تصفح حسابه على كل مواقع التواصل الاجتماعي..
القلب يريد أن يطمئن أن حبيبك السابق لم ينشغل بغيرك، ويتأكد أنه ما زال مهتم بأخبارك.
العقل يملك مهارات التتبع، ويعرف كيف يأتي بالمعلومة، لكنه غير مقتنع بالانصياع وراء رغبات القلب وأحكامه.
لا فائدة من معرفة اخبار لم تعد مهمة لكِ بعد الآن، ركزي في حياتك.
اقرئي أيضا:
كيف تتعامل مع شخص يقلل من قيمتك ولا يقدرك
الكاتب
احكي
الثلاثاء ٣٠ يوليو ٢٠١٩
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا