وجيهة الحويدر كاتبة ناصرت السعوديات بأول عريضة للملك
الأكثر مشاهدة
مع الساعات الأولى لصباح يوم الأحد 24 يونيو 2018، أصبح من حق السيدات السعوديات أن يقدن السيارات بحرية، دون خوف من مواجهة المنع، بعد نضال استمر لما يقرب من 25 عاما، خاضته سيدات سعوديات كانت وجيهة الحويدر من بينهن، إن لم تكن الأولى التي عبرت عن آمال المرأة السعودية في نيل حقوقها.
تعرفي على: إيمان النفجان سعودية ناضلت من أجل القيادة وحرمت منها
الكاتبة وجيهة الحويدر
ولدت الكاتبة وجيهة الحويدر عام 1962، وإن كان البعض يرجح أنها من مواليد 1963، درست في الولايات المتحدة الأمريكية، وتعمل في الكتابة والصحافة، ولكنها تقول إنها دوما ما كانت تشعر بأنها مختلفة عن أقرانها في المملكة العربية السعودية، فهي من أبناء المذهب الشيعي، مما كان يشعرها بالتهميش إلى حد ما.
ورغم أنها فتاة في مجتمع يتسم بالمحافظة، ويقيد في كثر من الأمور تحركات السيدات والفتيات، كانت وجيهة الحويدر تعتبر نفسها فتاة مختلفة قادرة على تجربة كثير من الأمور، فوالدتها كانت تسمح لها ببعب كرة القدم مع الأولاد الآخرين في شوارع المملكة، مما كان يشعرها دوما بالمساواة معهم.
درست وعاشت لفترة في الولايات المتحدة، وهي الفترة التي جعلتها تجد بيئة يتم معاملة النساء بها بطريقة متساوية مع الرجال، ووفق حقوق واضحة وقوانين تحميهن، واعتبارهن مكيانات مستقلة لا توابع.
عملت وجيهة الحويدر في الصحافة، وإن كانت تهتم بكتابة الشعر والقصص القصيرة أيضا، ولكن كانت تنشر المقالات حول القضايا السياسية والاجتماعية وحتى الثقافية، فكانت مهتمة بالشأن العام العربي بشكل عام، والشأن السعودي بشكل خاص، وكانت تنشر مقالاتها في جريدة الوطن اليومية، وصحيفة عرب نيوز التي تصدر باللغة الإنجليزية.
في عام 2003، تم منع وجيهة الحويدر من النشر في المملكة العربية السعودية، بسبب مقال لها أشارت فيه إلى تطلع السعوديين إلى المزيد، كونهم يشعرون بخيبة أمل ويطمحون أن يكون المستقبل افضل ويحمل معه تغييرات، وكان نتيجة هذا المنع هو حصول وجيهة على تضامن المؤسسات الدولية المهتمة بحرية الرأي والصحافة.
اقرئي أيضا: حياة سندي قصة عالمة سعودية استطاعت أن تنفع البشرية
وفي احتفالها لعام 2004 في لاهاي، قامت مؤسسة PEN الدولية بمنح وجيهة الحويدر جائزة حرية الصحافة، وهي الجائزة التي تقدمها المؤسسة الإنجليزية لدعم الصحفيين وكتاب الرأي الذين يواصلون التعبير عن آرائهم رغم الخطورة التي قد يتعرضون لها، وتعتبر هذه المنظمة من اوائل المؤسسات غير الحكومية في العالم التي تدافع عن حقوق الإنسان، ويعود إطلاقها إلى عام 1921.
تتسم وجيهة الحويدر بالشجاعة والقدرة على المواجهة، مهما بدت الظروف صعبة، فكانت من أوائل السيدات اللاتي خضن معركة المطالبة بحق المراة السعودية في القيادة، ففي عام 2006، وتحديدا في الرابع من أغسطس، قامت بخلع العباءة التي تعتبر الزي الرسمي للمرأة في المملكة، وارتدت قميص وبنطال باللون الزهري وحجاب من نفس اللون، وقادت السيارة في مملكة البحرين حتى وصلت بها إلى جسر الملك فهد، وهي النقطة التي تفصل بين السعودية والبحرين، رافعة لافتة تشير إلى حق السعوديات في القيادة.
قامت السلطات السعودية في 20 سبتمبر من نفس العام، باستدعاء وجيهة والتحقيق معها لما يقرب الست ساعات، وتوجيه إنذار لها بعدم تكرار فعلتها، بعد توقيعها على تعهد خطي ومنعها من السفر لفترة، وفي العام التالي (2007) وقت تأسيس وجيهة الحويدر ومعها فوزية العيوني لجمعية الحماية والدفاع عن حقوق المرأة في المملكة العربية السعودية، تم اعتبارها واحدة من أهم الناشطات والمدافعات عن حقوق النساء السعوديات، بعدما قامت بجمع التوقيعات على عريضة - تعتبر الأولى من نوعها- موجهة إلى الملك عبد الله للمطالبة بالسماح للنساء بالقيادة، ولكن تم تجاهل هذه العريضة.
تعتبر وجيهة أن قضية قيادة النساء في السعودية أمر اجتماعي لا علاقة له بالسياسة أو الدين، وهو ما قالته في فيديو مدته 3 دقائق، قامت بتصويره في عام 2008، عندمنا قامت بتجربة قيادة سيارتها بمنطقة صحراوية في المملكة، وكان ذلك رغبة منها في تثبيت حقها، وإظهار قدرتها على نيله أيا كانت الظروف.
توالت بعدها محاولات وجيهة الحويدر من أجل التخلص من القيود المجتمعية المفروضة على النساء دون نصوص قانونية على الأقل، ففي عام 2009 كانت اول سيدة تتعمد السفر إلى خارج المملكة العربية السعودية دون الحصول على إذن ولي الأمر، مما شجع سعوديات أخريات على الإتيان بنفس الفعل.
الإصرار كان هو دافع وجيهة لتنال حقها وتساند حقوق النساء الأخريات في السعودية، فلم يثنها الاضطهاد أو محاولات تثبيط الهمم، معتبرة أن خوف السعوديات هو ما يجعلهن قادرات على القبول بالوضع البائس الذي يعشنه، لدرجة وجود سيدات تعارض قيادة المرأة، وهن من قالت عنهن وجيهة "اللي يعارض حق نفسه وحق الآخرين، هذا حاقد، إذا لم تعرف حقك إذن أنت جاهل بنفسك"، معتبرة أن عدم وجود قانون يحمي النساء من العنف والتمييز هو السبب الحقيقي لخشيتهن من المواجهة.
اقرئي أيضا: أحلام الثنيان أول سعودية تحصل على رخصة قيادة
وفي عام 2011، ضمن حملة "من حقي أن أقود Women 2 Drive" قادت وجيهة سيارتها مرة أخرى، ونشرت فيديو تشير فيه إلى أن الحملة يقودها سيدات لديهن رخصة قيادة دولية، وطالبت وقتها بتوفير تدريب للسيدات على القيادة، كما أكدت على استمرار هذه الحملة حتى صدور أمر ملكي يسمح للنساء بالقيادة.
طوال هذه السنوات، وحتى تحقق للنساء السعوديات جزء من حقوقهن، ظلت وجيهة تعبر عن رأيها من خلال اللقاءات التلفزيونية والتصريحات الصحفية والمقالات المنشورة لها عن رفض ثقافة المجتمع الذكوري السائدة في المملكة، قائلة إن "الرجل في السعودية، منفوش الريش، لأنه أعطي أكبر من حقه، وسلطة أكبر من أن يتحملها".
فور صدور قرار الملك سلمان بالسماح للمرأة بقيادة السيارة داخل المملكة في عام 2017، كانت وجيهة غير مصدقة ولكنها سعدت أن يتم تكليل سنوات الكفاح بهذه اللحظة.
اقرئي أيضا:
إيمان الحمود إعلامية سعودية على مونت كارلو الفرنسية
الكاتب
هدير حسن
الأربعاء ٣١ يوليو ٢٠١٩
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا