رجاء عيسى القرق رائدة إماراتية وصاحبة أول سيرة ذاتية
الأكثر مشاهدة
ما تحققه الإمارات العربية المتحدة من ازدهار ونمو لم يأت من قبيل المصادفة، بل كان نتيجة الكثير من العمل الجاد، والإيمان المطلق بأهمية التعليم كاللبنة الأولى في طريق التنمية، وهذا بالضبط ما حدث في حياة رجاء عيسى القرق التي آمن أهلها بالدراسة ولم يخشوا التقاليد والعادات التي لم تكن تعودت على سفر البنات للتعليم، وبذلك سطروا أول الأبيات في حياة ابنتهم وأخواتها، اللاتي أصبحن من أهم رائدات الأعمال في المنطقة، وكتبت رجاء أول سيرة ذاتية نسائية في دولة الإمارات.
عائلة القرق
البداية كانت عند تأسيس الوالد لمجموعة عيسى صالح القرق عام ١٩٦٠، والتي هي مجموعة تجارية عائلية تتألف من ٢٨ شركة متعددة، لتؤثر العائلة بمجموعتها في اقتصاد دولة الإمارات، وتخرج عددًا من أهم الأسماء في عالم ريادة الأعمال، وتساهم في أسواق ممتدة في جميع أنحاء دولة الإمارات العربية المتحدة، وسلطنة عمان، والمملكة العربية السعودية، وجزءًا من السوق الإفريقي، وأجزاء من أمريكا وأستراليا.
اقرئي أيضًا: ريم الهاشمي.. أصغر وزيرة إماراتية وقدوة المرأة العربية
شغل عيسى صالح القرق –سابقًا- منصب سفير دولة الإمارات إلى المملكة المتحدة وجمهورية أيرلاندا، وأسس شركته بالتعاون من بناته الثلاث، رجاء ومريم ومنى.
أما عن رجاء عيسى القرق، فهي الابنة الكبرى لوالدها، ولدت عام 1955 في دولة الإمارات، وتعتبر من الرائدت الإماراتيات في مجال التعليم، فقد كانت من أوليات من حصلن على شهادة جامعية، بعدما حازت درجة البكالوريوس في الأدب الإنجليزي من جامعة الكويت عام 1977، وبعدها بدأت حياتها المهنية كمديرة مدرسة زعبيل الثانوية للبنات في دبي عام 1978، وتقول: "في التعليم. تعلمت الانضباط، تعلمت كيفية إدارة الوقت، تعلمت كيفية التعامل مع الناس."
وبعدها بأكثر من 10 سنوات انضمت رجاء إلى مجموعة والدها وتحديدًا عام 1989 كعضو في مجلس إدارة المجموعة، ثم تدرجت في المناصب لمدة 14 عامًا حتى أصبحت المديرة الإدارية عام 1998، ويعمل تحت قيادتها أكثر من 4 آلاف موظف، وتتجاوز استثمارات مجموعة القرق 12 مليار درهم.. "حين بدأت العمل في شركة والدي، كان علي إثبات قدرتي على النجاح كسيدة اختارها والدها لأداء هذه المهمة، وساعدني في ذلك إيماني بضرورة أن تمتلك كل السيدات العزيمة والإصرار لتحقيق النجاح".
اقرئي أيضًا: نورة الكعبي وزيرة الإمارات للثقافة وتنمية المعرفة
لم تكتف رجاء بوجودها في مجموعة والدها، وقررت أن تستمر في تطوير نفسها وأصبحت عضو مجلس إدارة غرفة دبي للتجارة والصناعة، وعضو مجلس التنمية الاقتصادية في دبي، وعضو في المجلس الاستشاري الوطني لكلية العلوم التجارية في جامعة زايد، ومؤسسة مبادرات محمد بن راشد العالمية، ومع اكتسابها مزيدًا من الخبرة العملية والحياتية، ترشحت لمناصب أكبر فهي تترأس مجلس سيدات أعمال دبي، ونائبة رئيس مجلس إدارة سلطة مدينة دبي الطبية، وتقدم استشارات قيمة لمختلف المجموعات التجارية، وهي أول امرأة إماراتية في مجلس إدارة بنك HSBC في الشرق الأوسط، ومركز دبي المالي العالمي.
كما حصلت بتفوقها الإداري وعلمها الواسع على الدكتوراه الفخرية في الآداب من جامعة أميتي الهندية، ودكتوراه فخرية من جامعة كوينز في المملكة المتحدة تقديرًا لدورها في عالم الأعمال والعلاقات الدولية.
كل هذه الجهود التي تقوم بها الدكتورة رجاء القرق جعلتها محل تقدير واحترام من كل مؤسسات العالم التجارية، وكانت ضمن قائمة أقوى 100 سيدة أعمال عربية عام 2017، وضمن المائة الأقوى على مستوى العالم عام 2015، وتم اختيارها من قبل مجلة فوربس مرتين لتكون من بين أفضل 100 امرأة قوية في عام 2018، والثانية في قائمة النساء الأكثر نفوذًا في الشرق الأوسط لنفس العام.
كل هذا لم يشغلها عن مهامها كرئيس مجلسة إدارة مؤسسة عيسى صالح القرق الخيرية، والتي يتم وقف مبلغ سنوي لها يقدر بـ272 مليون دولار سنويًا، وتقول: "أي ساعة أقضيها خارج منزلي لابد أن تكون مفيدة فعلا، لأعطي مقابلها حنانًا لصغاري."
اقرئي أيضًا: جاة بلقاسم.. راعية غنم مغربية أصبحت وزيرة في فرنسا
كتاب رجاء القرق
أصدرت الدكتورة رجاء القرق كتابها Raja Al Gurg: An Autobiography عن سيرتها الذاتية، وتم إصداره باللغة الإنجليزية في بداية عام 2019، وبعد 4 شهور أطلقت النسخة العربية في معرض أبوظبي الدولي للكتاب، عن دار نشر موتيفيت الإماراتية.
ويدور الكتاب حول الصعوبات والعقبات التي واجهتها خلال مسيرتها المهنية وفلسفتها في الحياة وما علمته لأبناءها، وتقول أنها كتبتها بهدف: "إلهام الأجيال الشابة للإيمان بقدراتهم على بلوغ أحلامهم وتحفيزهم على بذل أفضل ما بوسعهم والسعي بجدية لتحقيق هذه الأحلام دون الوقوع في فخ الاستسلام".
وقد افتتح الكتاب بمقدمة الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح في دولة الإمارات، وربط ما حققته الدكتورة من نجاح مع قصة تطور الدولة في مختلف المجالات، فيما اختتمت الكتاب بأمنياتها التي لخصتها في: "آمل أن يلهم كتابي هذا السيدات للسعي لتحقيق أحلامهن في ريادة الأعمال".
:اقرئي أيضًا
مها الغنيم.. سيدة كويتية أحدثت ثورة في عالم الأعمال
الكاتب
ندى بديوي
الثلاثاء ١٣ أغسطس ٢٠١٩
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا