نادين البدير إعلامية سعودية ناصرت الحق وتجاهلت الهجوم
الأكثر مشاهدة
كرهت أن يحكم عليها المجتمع من المظهر، دون أن يدرك عقلها ويستوعب طريقتها في التفكير، وأحبت دوما أن تكون صوت من استضعفتهم مجتمعاتهم، مناصرة لحقوق المرأة بشجاعة ودون خوف من منتقد أو متطاول، لتكون الإعلامية السعودية نادين البدير واحدة من نساء المملكة القويات، اللاتي سيشهد لهن التاريخ.
تعرفي على: وجيهة الحويدر كاتبة ناصرت المرأة بأول عريضة للملك
نادين البدير سيرتها الذاتية
في الرابع من أكتوبر عام 1980، ولدت نادين سليمان محمد سليمان البدير في مدينة القريات بالمملكة العربية السعودية، لوالدها رجل الأعمال وعضو مجلس غرفة القريات سليمان البدير، ووالدتها نبيلة الناظر سيدة المجتمع، بسبب اقتصار كليات الإعلام في المملكة على الرجال، درست الاقتصاد والإدارة بجامعة الملك عبد العزيز، وحصلت منها على البكالوريوس في إدارة الأعمال، ثم نالت درجة الماجيستير.
بدأت عملها في الإعلام بالكتابة الصحفية في جريدة عكاظ التي تصدر من جدة، ويقال إن ذلك كان نتيجة نصيحة من إحدى صديقاتها، وانتقلت بعدها للكتابة في "المجلة" التي كانت تصدر أسبوعيا، ومنها إلى جريدة "الوطن" السعودية، كما كانت تنشر المقالات في جريدة "الرآي" الكويتية، و"الوقت" البحرينية و"المصري اليوم" المصرية.
وكانت البدير تملك خلفية ثقافية مختلفة، ورؤية مغايرة لمستقبلها، ولوضع المرأة في المجتمع السعودي، فكانت تتطرق في المقالات التي تنشرها إلى موضوعات السياسة المحلية والدولية، وقضايا المجتمع السعودي والخليجي.
اقرئي أيضا: أميرة الطويل سيدة أعمال سعودية آمنت بحقوق المرأة
بعد أن وصلت نادين البدير إلى الجمهور والقاريء الخليجي والعربي، واستطاعت بمقالاتها أن تعبر عن وجهة نظر مختلفة، تمكنت من أن تصنع شعبية ومتابعين ينتظرونها، وبعد أن احتارت في إكمال دراستها العليا بين العلوم السياسية والقانون، قررت أن تتخصص البدير في الصحافة والإعلام بصورة أكبر.
انتقلت إلى الإمارات العربية المتحدة، وتحديدا دبي، حتى تلتحق ببرنامج تدريبي متعلق بالإعلام، ومن بعده استطاعت أن تخوض مجال العمل في الصحافة التلفزيونية، وبعد أن شاركت في برنامج حواري على قناة الحرة عرضت من خلاله رأيها فيما يتعلق بحقوق النساء في السعودية، تمسكت إدارة القناة أن تقوم نادين البدير بتقديم برنامج منفصل، لتشهد قناة الحرة، على أول ظهور إعلامي لنادين البدير كمقدمة برامج، من خلال البرنامج الذي اختارت له اسم "مساواة"، الذي ذيعت أولى حلقاته في 28 يناير 2006.
اسم البرنامج والقضايا التي كان يسعى إلى مناقشتها، نابعين من إيمان نادين بحق المرأة في مساواتها بالرجل، ومن خلاله تناولت كثير من القضايا المتعلقة بالمجتمع السعودي، وكانت يعد ذلك جرأة وشجاعة في التطرق والحديث إلى موضوعات تعد تابوهات، فتناولت أمور الولاية على المرأة السعودية، وحقها في قيادة السيارة، وانتقدت كثير من القيود المفروضة عليها من المجتمع السعودي.
الجرأة التي قدمت بها نادين البدير موضوعات برنامجها، جعلتها محل انتقاد وهجوم من كثيرين، ورفض آخرين لملابسها وظهورها المنفتح البعيد عن طبيعة المظهر الذي حكم به المجتمع والعرف المرأة في السعودية، فكانت تطل على المشاهدين دون غطاء للرأس، ومتردية من الملابس ما يناسبها، معتبرة أنها تناقش الأفكار، متعجية من اهتمام مفكرين ومشاهدين بتنورتها، مبتعدين عن مناقشة القضايا والأمور التي تطرحها للنقاش.
اقرئي أيضا: غصون الخالد سيدة أعمال كويتية واجهة الأزمة الاقتصادية
برنامج اتجاهات
أكملت نادين البدير مشوارها الإعلامي، وانتقلت إلى قناة روتانا خليجية لتقدم برنامجها "اتجاهات"، واعتمد البرنامج على تقديم الفقرات الحوارية التي يطرح من خلالها قضايا المجتمع الخليجي والسعودي للنقفاش، ويترك للضيوف من مختلف الخلقيات الثقافية أن يعبروا عنها.
"المرأة لا تعيش في مجتمعنا كجوهرة ولا مصونة، ولا هي درة، ولا هي حجر ثمين من أي نوع.. قد يعاملها البعض على أنها حجر، ولكن كأرخص أنواع الأحجار" بدأت نادين البدير واحدة من حلقات برنامجها اتجاهات بهذه المقدمة، وهو ما جعل البرنامج يتميز وينتشر، فيمكن لنادين البدير مناقشة الموضوعات والقضايا التي تريدها من خلاله مع مساحة أكبر من الحرية.
بخلاف قضايا المرأة وحقوقها، وطموحات نادين البدير في أن تحظى السعوديات بمزيد من الحرية، كانت تملك القدرة على مناقشة رجال السياسة وقضايا الإرهاب، وكذلك الدخول في المساحات التي يخشاها كثيرون، فتناولت دور هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في السعودية، وغيرها من أمور السياسة والمجتمع والدين والاقتصاد أيضا.
تحب نادين البدير ممارسة الرياضة، فكانت تلعب التنس والسباحة في فترة من الفترات، كما تعتبر نفسها محظوظة بالنشأة في أسرة ليبرالية تحترم رغباتها، وكانت البدير تحب القرأة، وتأثرت كثيرا بالكاتبة المصرية نوال السعداوي وبعد قراءة كتبها أصبحت تمتلك نظرة مختلفة لنفسها كأنثى، فباتت ترفض أن يتم إلصاق التمميز ضد المرأة في احكام الدين والتقاليد والأعراف.
بعد القرارات الخاصة برفع الولاية عن المرأة في السعودية، والأخرى المتعلقة بالسماح لها بقيادة السيارة في المملكة، عبرت نادين البدير عن سعادتها وشعورها بالفخر، وقالت "شغرت اليوم عشرين سنة.. أعيش أسعد أيام المساواة والحرية".
صغرت اليوم عشرين عاما #محمد_بن_سلمان أعاد لي الأمل..
— Nadine Albudair (@nadinealbdear) August 2, 2019
أعيش أسعد أيام المساواة والحرية..وليسقط الجهل والجهلة والتخلف والضعف والانكسار ..
#لا_ولاية_على_سفر_المرأة pic.twitter.com/XnVLXhJymP
ورأت البدير أن الحياة في السعودية قد تغيرت، بعد أن كان مجتمع مخصص للذكور فقط، وأنها لم تعد خائفة على ابنتها من النشأة في هذا المجتمع.
ما عاد يتملكني ذلك الرعب على مستقبلك يا صغيرتي..ستنشئي بين قوانين وأحكام. وستنعمي بحريات وحريات.. ولن تنشغلي عن الإبداع مثلما انشغلت بنقاش مسائل الستر والنقاب وولاية المرأة وعباءتها وحقها في الوجود. هنيئا لنا أنا وأنت في وطن حر معطاء.. اليوم سنرقص طربا ويدا بيد نبدأ من جديد pic.twitter.com/8kaoi8xZTu
— Nadine Albudair (@nadinealbdear) August 2, 2019
لتظل نادين البدير تقاوم من اجل المزيد من الحقوق للمرأة السعودية، بعد أن كانت مثال وقدوة لكثيرات من الخليجيات اللاتي اقتحمن مجال العمل الإعلامي.
اقرئي أيضا:
إيمان الحمود إعلامية سعودية على مونت كارلو الفرنسية
الكاتب
احكي
الأحد ١١ أغسطس ٢٠١٩
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا