وئام الدحماني فنانة مغربية خنقتها الضغوطات فرحلت مبكرا
الأكثر مشاهدة
"حياة الفنان جدا صعبة.. أكثر مجال يمرض الإنسان هو المجال الفني" قد تبدو كلماتها صادمة ولكنها عبرت بصدق عن الحال التي وصلت إليها الفنانة المغربية وئام الدحماني قبل شهور من وفاتها في منزلها في الإمارات، بعد أن عاشت حياة قصيرة، ولكنها كانت مثيرة للجدل وسببت لها الضغوطات.
تعرفي على: رجاء عيسى القرق رائدة إماراتية وصاحبة أول سيرة ذاتية
وئام الدحماني
ما بين المملكة المغربية والإمارات العربية المتحدة، وتحديدا، أبو ظبي عاشت وئام الدحماني سنوات عمرها، التي لم تتخطَ الـ 34 عاما، فوالدها الدكتور المغربي عمر الدحماني، أما والدتها في طاهرة بناني الإماراتية، ولذلك خاضت تجربة التشبع بثقافتين مختلفتين، ولكنها ولدت بمدينة القنيطرة في الرباط، ومن مواليد 22 أغسطس عام 1983.
وهي بعمر الخمس سنوات، كانت وئام الفنانة شريهان، وكانت تقف أما المرآة وهي ما زالت طفلة تقلد حركاتها، وعلى خلاف بقية الأطفال كانت ترى في نفسها وجها آخر، وعندما تُسأل عن المهنة أو الوضع الذي تحلم أن تكون عليه عندما تكبر، كانت دوما ترد "أريد أن أصبح أميرة".
رغم حبها للشهرة والأضواء، درست الهندسة نزولا عن رغبة والدتها، التي أصرت على أن تلتحق ابنتها إما بكلية لدراسة الطب أو الهندسة، وبهذا، حصلت وئام على شهادة البكالوريوس من الجامعة الامريكية بالشارقة في الهندسة البيئية قسم كيمياء عام 2007، وحاولت أن تعمل في مجالها، والتحقت بإحدى شركات البترول في الإمارات، لكنها لم تتحمل طبيعة العمل الروتينية والالتزام بزي معين، فتركت الشركة بعد شهرين، ولم تعاود التجربة مرة أخرى.
تعتبر وئام متابعة شغوفة للإعلام والفن بصورة كبيرة، واستطاعت بذلك أن تكون ثقافة عن العمل بهما، وكانت بدايتها من خلال تقديم برنامج صباحي على قناة دبي الفضائية، وكان يسمى "دبي هذا الصباح" وظهرت فيه بطلّة خليجية مرتدية العباءة ومتمكنة من اللهجة الإماراتية، ومن بعده قدمت برنامج رياضي على قناة أبو ظبي الرياضية اسمه "السلم"، واستعرضت من خلاله أهم افنجازات الرياضية في ما يخص الرياضة النسائية.
اقرئي أيضا: نادين البدير إعلامية سعودية ناصرت الحق وتجاهلت الهجوم
مسلسلات وئام الدحماني
درست في نيويورك فيلم أكاديمي لمدة عام، وفي عام 2008، بدأت وئام الدحماني في تحقيق حلمها الأساسي بالتمثيل، والذي خاضت من أجله مجال تقديم البرامج التلفزيونية، فشاركت في مسلسل حاير طاير، وهو من إنتاج تلفزيون أبو ظبي، وشارك بطولته عدد كبير من الممثلين الخليجين ومن مصر وسوريا.
وعادت بعدها بثلاث سنوات إلى التلفزيون مرة أخرى من خلال المشاركة في مسلسل "ظلال الماضي" عام 2011، وهو من إخراج يوسف علاري، وقصة منذر رشراش وبطولة أسمهان توفيق وحبيب غلوم، وتوالت بعدها الأعمال الدرامية التلفزيونية، فشاركت في مسلسل "ملحق بنات" عام 2012، الذي يدور حول قصة 5 فتيات يعشن في الرياض بالسعودية ولكل منهن قصة، ولكن تجمعهن صداقة قوية، وهو قصة ليلى الهلالي وإخراج عامر الحمود.
وشاركت في مسلسل "فرصة ثانية" عام 2014، وهو إنتاج عربي مشترك، ومن إخراج معنز التوني وتأليف كلوديا مارشيليان، ومسلسل "سيلفي" عام 2015، وهو مسلسيل كوميدي اجتماعي سعودي من بطولة ناصر القصبي وإخراج أوس الشرقي وتأليف خلف الحربي وناصر العزاز، وبعدها بمسلسل "عود أخضر" عام 2016، من إخراج طارق خليل وتأليف حصة الملا، وآخرهم مسلسل "أصعب قرار" عام 2017، إخراج مازن السعدي وتأليف رفقي عساف.
وعلى مدار مشوارها مع التمثيل، كانت وئام الدحماني مستمرة في تقديم البرامج التلفزيونية، وقررت أن تحترف الغناء من خلال الفيديو كليب، الذي كانت تقوم بإنتاجه بنفسها، وتحرص على متابعة تصميمه، وكان أول فيديو كليب قامت به "أهلا وسهلا" عام 2010، وأدت به رقصات هندية، ثم فيديو كليب "سجناوي" عام 2012 بصحبة فرقة باكستانية "سرور باند"، الذي كان بوابتها نحو المشاركة في أعمال فنية وسينمائية هندية وباكستانية، وأنتجت أيضا فيديو كليب "واو" عام 2012، وفيديو كليب "ويش أسوي" 2014، وفيديو كليب "أنا ولا هي" عام 2015.
وكانت وئام الدحماني عاشقة للسينما والدراما الهندية، وتقدم برنامج عن أهم أخبارها وتلتقي بنجومها، واستطاعت أن تشارك في بطولة أول فيلم سينمائي طويل من إنتاج باكستاني اسمه "إشك خودا" بمعنى (العشق الإلهي)، وتمكنت من أداء الدور وإتقانه، وحصلت بسببه على جائزة افضل ممثلة مبتدئة من مهرجان تورنتو البنجابية السينمائي عام 2013، وكانت تقول "عندما أضع قدمي في الهند أو باكستان أحس بأن روحي كانت تعيش في هذا البلد.. عشقت هذا البلد من صغري، وتعلقت بالثقافة الهندية"، وطكانت ترى أن بوليوود هي العالمية، فشاركت في أفلام "هجرة"، و"هوتيل".
كانت تطمح إلى تقديم فيلم "عشق" إنتاج مشترك بين الإمارات والهند، من خلال شركة الإنتاج الخاصة بها إكس فاكتور برودكيشن، ولكن لم يسعفها الوقت لتحقق ما أرادت. وكانت وئام الدحماني تتلقى دوما الانتقادات بسبب ما تم اعتباره جرأة في الفيديو كليب، وعدم احترام للثقافة الخليجية، وبسبب تصريحاتها القوية.
ورغم الهجوم الذي تتعرض له، كانت تعتبر وئام تعتبر أن الالتزام بالعباءة سيحد من شهرتها ومشاركتها في أعمال فنية أخرى، وهو ما جعلها تتخلى عنها للحصول على فرص أكبر، ومن ضمن تصريحاتها في موضوعات أخرى أنها كانت ترى أن عبد الحليم حافظ مؤدي، وقالت عن ذلك "عبد الحليم أشهر واقوي مؤدي في العالم العربي.. لكن ولا مرة سمعت منه عُربة أو انتقل من مقام لمقام"، في حين كانت ترى أن الفنان المغربي سعد المجرد استطاع أن يفتج المجال الواسع للأغنية المغربية، ويحقق لها الشهرة والجماهيرية في العالم العربي.
اقرئي أيضا: جورجينا رزق العربية الوحيدة صاحبة لقب ملكة جمال الكون
وفاة وئام الدحماني
قبل وفاتها بشهور، ظهرت وئام في عدد من البرامج، وكان جليا الضغوط النفسية التي كانت تمر بها، رغم اعتمادها على الرياضات المختلفة مثل الكيك بوكسينج لتخرج الطاقة السلبية، ومحاولتها الاستقرار في المغرب كنوع من تغيير الجو العام، الذي كانت تحيط نفسها به.
أصبح الفن بالنسبة لها مجال يفسد عليها حياتها ويسبب لها الضغوط "أحيانا أقفل بيتي علي، وأصير أبكي وأصرخ، وأقول هذه نهايتي، أنا لا أستطيع تحمل الضغوطات.. من المجتمع والأهل والجمهور وحتى أقرب الناس لي"، وكانت تأتيها أيام تشعر معها كأن الحياة سوداء وترغب في افقدام على الانتحار، ولكنها كانت تتراجع وتحاول مرة أخرى.
وفي مساء يوم الأحد 22 أبريل 2018، توفيت وئام الدحماني تاركة مسيرة فنية حافلة وقصيرة ومثيرة للجدل، ورغم ما أشيع عن انتحارها أو اغتيالها، جاءت نتيجة التشريح الطبي لتؤكد أن الوفاة حدثت بسبب أزمة قلبية حادة.
اقرئي أيضا:
ليلى مراد صوت الحب العذب لكل الأجيال
الكاتب
هدير حسن
الأحد ٢٥ أغسطس ٢٠١٩
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا