بسنت ماكسيموس مصممة أزياء تؤمن أن الاختلاف في البساطة
الأكثر مشاهدة
تلهمها الخيوط وألوانها، وتقدرالأقمشة وتميز أنواعها، وتعتبر التفصيل هو الحرفة التي تستطيع أن تعمل بها "هو الحاجة اللي مستعدة أعملها طوال الوقت"، حتى خلقت لاسمها مكانته في مجال تصميم الأزياء، وأصبح بسنت ماكسيموس براند وعلامة تجارية يقدرها متابعوها ويميزون منتجاتها.
اقرئي أيضا: نرمين الدمياطي مصممة أزياء فلسطينية تحلم بالعالمية
المصممة بسنت ماكسيموس
بداية تعلق بسنت بالأقمشة والخيوط جاء مع سنوات طفولتها الأولى "كان بابا مهتم يعلمنا الفنون من التلوين والحرف وغيرها"، فجذبتها برامج التلفزيون التي تعلم الأطفال الصغار كيف يمكن إعادة استخدام المواد والخامات مرة ثانية، والذي بات يُعرف بـ DIY، كما تعرفت من خلالها على الحرف الصغيرة.
"وبدأت أخد قصاقيص القماش من الترزي، وأعمل بيها فساتين للعرايس بتاعتي وأخيطها" فكانت ترسم بسنت التصميمات، وهي ما زالت طفلة في المرحلة الابتدائية، على الورق، مقلدة المصممين الكبار، وظلت تطور نفسها في مهارات التفصيل والخياطة، من خلال فيديو على يوتيوب أو برنامج على التلفزيون أو تصميم منشور في مجلة، واستخدمت ماكينة خياطة متواجدة في المنزل، مضيفة مهارة صنع الإكسسوارات إلى هواياتها.
وفي أثناء دراستها بالسنة الأخيرة بالمرحلة الثانوية، أنتجت بسنت ماكسيموس أول فستان بالكامل لنفسها، وحضرت به حفلة تخرجها من المرحلة الثانوية، التي درست بقسمها العلمي رياضة، وكان تحمل شهادة بمجموعة كبير، لتبدأ الحيرة والبحث عن الكلية التي تناسب اهتماماتها.
اقرئي أيضا: زبيبة مشروع ميرهانة لتنتج من القماش فن وحياة
"مجموعي كان يدخلني هندسة، ومش هيناسبني فيها غير عمارة، ومكنتش متخيلة أنه هعرف أكمل فيها، ومش مستعدة أكافح في حاجات غير اهتماماتي"، فقررت بسنت أن تدرس ما تحب بدلا من أن تهدر سنوات عمرها مشتتة وتائهة مع مواد لا تستهويها، طالما تعرف ما تريده والمهنة التي تنوى احترافها مع انتهاء سنوات الدراسة بالكلية.
اتخذت بسنت ماكسيموس قراراها بدراسة تصميم الملابس بكلية الفنون التطبيقية "رغم أنه كله كان بيقولي خلي التفصيل هواية، لكن أنا كنت عاوزة أدرس الحاجة اللي عاوزة أشتغلها ومستعدة أعملها طول الوقت" ومنذ سنوات دراستها الأولى، كانت حريصة على أن تلتحق بعلامات تجارية لمصممين أزياء، وتقدم رؤيتها من خلال الفرص التي تُتاح لها، فعملت في علامة تجارية تجمع أكثر من مصمم اسمها Allaga في 2013، وهو الوقت الذي حصلت فيه على دبلوم تصميم الأزياء من مركز جارير جيتس.
وخلال السنة الدراسية قبل الأخيرة بالكلية، أطلقت بسنت أول تشكيلة (كولكشن) من الملابس تحمل اسمها كعلامة تجارية، ففي عام 2015، قررت أن تقتحم مجال تصميم الأزياء بطريقة احترافية، "كنت شايفة أن لما أعمل ده وأنا لسه طالبة، هيكون لسه عندي رفاهية أنه أفشل أو أنجح" مستغلة صغر عمرها وعدم وجود ضغط مادي كبير يلزمها بضرورة العمل في أماكن أو بطريقة لا ترضيها، محدثة نفسها "لو فشلت ممكن أدور على بدايل تانية، وإذا نجحت أديني مكملة".
استطاعت مجموعتها الأولى من التصميمات، التي تحمل اسمها واللوجو الخاص بها (بسنت ماكسيموس)، أن تنتشر وتحقق نجاح مناسب، وبعد التخرج في عام 2016، وفي أثناء بحثها عن أماكن وعلامات تجارية للعمل معها، كان يتأكد لها أن الاستثمار في العلامة التجارية الخاصة بها هو الطريق الأنسب لتحقق ما تريد.
اقرئس أيضا: حكاية ندى حسام الدين في عالم الموضة وتنسيق الأزياء
وعلى مدار خمس سنوات تقريبا، قدمت بسنت ماكسيموس من خلال علامتها التجارية التي تحمل اسمها أن تقد 3 تشكيلات من الملابس، الأولى كانت ملابس جاهزة وكاجوال للرجال والسيدات، أما التشكيلة الثانية والثالثة كانت مختصة بفساتين الزفاف، وحرصت على أن تحمل تيمة بسيطة نهارية، ومضاف إليها حرفة يدوية كالتطريز، بخلاف التصميمات التي يتم طلبها بشكل خاص.
"مش بحاول أكون مختلفة، قد ما بحاول أملأ الفراغ اللي المصممين سايبينه" تبدو رؤيتها عن الاختلاف بسيطة وغير عابئة بأن تدمج أقمشة وألوان لم يأتِ أحد بمثلها أو تصميمات تظهر قدراتها الفنية، ولكنها ركزت على أن تقدم للناس ما يحتاجونه بالفعل، فتميزت وجذبت كثير من الراغبين في تصميم ما يناسبهم دون أي تعقيدات.
اعتبرت بسنت ماكسيموس أن أحيانا "التصميم زيادة عن اللزوم" بابتكار أفكار جديدة واختلاق تصميمات قد يضر بما يريده الناس بالفعل، ولذلك سعت ان تقوم بتقديم "تصميمات بسيطة كلها حلو وفيها جانب فني، من غير ما يبان أني بعمل مجهود واضح في التصميم وبحاول أختلف"، لقناعتها أنه في كثير من الأحيان لا يريد الناس تصميم مبهر قدر ما يحتاجون إلى تصميم مميز وعملي ومظهره جذاب.
وبعيدا عن تصميم الملابس العادية، كان لبسنت تجربة مع تصميم الأزياء المسرحية، فاستطاعت أن تكون المصممة لملابس مسرحية طلابها، وتقول عن التجربة إنها "ممتعة جدا، ويمكن مشكلتها أنها في مصر مش مربحة ومش منتشرة في المسرح التجاري"، واعتبرتها مختلفة عن التصميم العادي للملابس، كونها تعتمد على الإبهار والتعبير عن روح الشخصية المكتوبة للمسرحية، وتعتمد على خامات وأقمشة بصورة أكبر، مما يجعلها مكلفة.
تعرفي على: تصميمات سلمى صابر تضيف لمسة جديدة لعبايات المحجبات
قناة بالتفصيل
على يوتيوب، وفي ديسمبر 2017، قدمت بسنت ماكسيموس أول فيديو لقناتها "بالتفصيل"، تخبر فيها المتابعين نيتها أن تختص القناة بكل ما له علاقة بالتفصيل والأقمشة واختيار الملابس، ولكنها تحكي أن الفكرة بدأت قبل ذلك بسنوات، حين كانت تدرس بالكلية، وتستخدم اليوتيوب والإنترنت للبحث عن أحدث التصميمات، ومتابعة المصممين العالميين، وكذلك تنمية مهاراتها.
"وقتها كان نفسي أعمل قناة تجمع الحرف اليدوية مش بس التفصيل، ويكون محتواها بالعربي" بدلا من البحث باللغة الإنجليزية، ومحاولة ترجمة الخامات والمصطلحات الفنية إلى العربية، أو البحث عن ما يعادلها، فبدأت تتحدث عن الفكرة مع من قد يكونوا مهتمين، وتجمع أكثر من صاحب حرفة للمشاركة في إنتاج المحتوى، ولكن بدا الأمر صعبا، حتى قررت أن تتولى أمر القناة وحدها.
"قررت أخد المخاطرة، شئ وأتكلم عن التصميم واللي أعرفه، ويمكن تتطور ويدخل ناس تانية معايا" فأحضرت كاميرا وبدأت في تصوير الفيديوهات، التي اقتربت من المائة فيديو، وتناولت فيهما مباديء التفصيل والخياطة، ومهارات إصلاح ما يطال الملابس بسهولة، مثل تركيب السوستة والجيوب، كما قدمت نصائح شراء الملابس بأسعار مناسبة من منطقة الوكالة، وعرضت تجربتها كمصممة أزياء أيضا.
تتمنى بسنت أن يقدم كل فنان أو صاحب حرفة خبرته من خلال يوتيوب كما تفعل، ويصبح الأمر متعارف عليه، ولا يحتكر المعلومة بل يعتبرها مكسب بطريقة مختلفة، تعتبر أن هدفها من قناة بالتفصيل، التي وصل عدد مشاهداتها إلى أكثر من مليون مشاهدة، و75 ألف مشترك، أن تقدم محتوى عربي ممتع وجيد، خاص بالتفصيل والخياطة يستطيع الأشخاص العاديون أن يعتمدوا عليه في تعلم مهارات ضرورية لهم.
"نفسي أنه حرفة التفصيل تنتشر، عشان الناس تقدر قيمته كحرفة يدوية فعلا، وميكونش أرخص طريقة نجيب بيها الهدوم"، معتبرة أن حل مشكلات الملابس مهارة من المهم تعلمها أيضا، كي يستطيع أي شخص أن ينفذ لنفسه ما يريد، ولكنها ترى أن قدرة المصمم تأتي كونه يستطيع أن يضيف لمسة فنية أو ابتكار مختلف عن السائد، بخلاف الخياطة والتفصيل المعتمدين على تنفيذ ما يريده العميل بالضبط دون إضافات أخرى.
تتابع بسنت ماكسيموس مصممي الأزياء من جميع أنحاء العالم، ووتؤمن أن مجال تصميم الأزياء شهد في الفترات الأخيرة تطور ملحوظ يزداد عام عن الماضي، مع وجود أسماء كبيرة على الساحة، وإتاحة الفرصة بشكل أكبر ليبرز كل مصمم قدراته وعمله، متمنية أن تحافظ على مهنيتها وتطورها الفني، وتتمكن من احتلال مكانة مميزة في السوق.
اقرئي أيضا:
أماكن تعليم التفصيل لتصنعين ملابسك بنفسك
ندى سمير من الإسماعيلية إلى إيطالية تؤسس براند لتصميم الأزياء
الكاتب
هدير حسن
الأحد ٠١ سبتمبر ٢٠١٩
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا