تعلمي فن التخلي لحياة أكثر راحة وسعادة
الأكثر مشاهدة
في العلاقات الإنسانية يبدو البعد قسوة وخيانة، ولكن في كثير من الأحيان يصبح التشبث أيضا ألم وعذاب، وعندها يجب التخلي، ليس فقط عن علاقة عاطفية مؤذية، أو صداقة مرهقة، ولكن عن الأشياء التي تحتفظين بها لتحل الذكرى برؤياها، والعمل الذي لا تملين من الذهاب إليه كل يوم، رغم أنك توقفت عن التعلم منه.
يقولون "في بعض التخلي حياة"، وذلك عندما يصبح التمسك بالأشخاص والأشياء تعلق مرضي، لا علاقة له بدورهم في حياتك، قدر ما هو يشير إلى عدم قدرتك على تحمل التغيير، والخوف الدائم من القادم، فبعضنا أيضا معلقين بالماضي غير قادرين على تجاوزه، ونترك آثاره تشدنا دوما إلى الخلف.
قالت الكتابة الجزائرية أحلام مستغانمي "الفاجعة، أن تتخلى الأشياء عنك لأنك لم تمتلك شجاعة التخلي عنها"، وهو ما يجب أن تدركيه، حتى لا يمر الزمن ويسرقك الوقت، وتجدين أن ما تمسكتِ به هش، وكان يجب فور التلميح بالرغبة في التخلي، أن تتخذين القرار بالتوقف عن التشبث، وتلتفتين لنفسك وأمورك.
تعرفي على: كيف تبدأين من جديد بعد أي مرحلة فشل أو إحباط
فن التخلي
من الشجاعة، أن تملكين القدرة على التخلي عن الأشياء والأشخاص وتدركين أن تلك هي طبائع الأمور، ما نقصده ليس أن تهملين من حولك وتكونين السبب في إذاء أحد بالبعد والتخلي عنه دون أسباب منطقية، أو أن تعتبرين أن تخليكِ يعني ألا تعيرين أحد من أسرتك وأصدقائك ومَنْ تحبينهم اهتمام، وتنشغلين بنفسك فقط، ولكن الهدف أن تختاري معاركك واهتماماتك بعناية، وتوجهين جهدك نحو ما يفيدك ويناسبك.
وإذا قررت أن تتخلصين من عبء التشبث، فهناك مجموعة من الشياء التي عليك أن تبدأي بها على الفور، وهي:
التخلص من مخاوفك
من الطبيعين أن يكون لكل منا مخاوفه الخاصة، قد يكون الصرصار من الأشياء التي تسبب لك الذعر، ولكننا نقصد المخاوف التي قد تعوق حياتك، وتجعلك تتراجعين عن اتخاذ القرار، فتخشين أن تكونين سعيدة حتى لا تهاجمك أحداثا سيئة فيما بعد، أو تخشي أن تغيرين مكان عملكن كونك أصبحت تعرفين زملائك، وتخشين من أن تكون الخطوة القادمة فاشلة وغير مجدية، وقد تكونين ممن يخافون الارتباط والالتزام.
تلك المخاوف، وغيرها من الأفكار السلبية التي تمنعك عن أن تطورين نفسك، وتمنحين نفسك الفرصة للتعرف على أشخاص جدد، وتجربة أمور مختلفة ومشاعر لا يمكن أن يمنحها لك الخوف والتشبث بوضعك كما هو.
التخلي عن التقليل من نفسك
عندما تكونين أنتِ مصدر الحديث والكلام السلبي لنفسك، فتكونين مصدر أذى كذلك، عندما تباغتين نفسك قائلة لها فور ارتكاب أي خطأ "أنتِ غبية"، أو تقولين لنفسك دوما "أنت لا تجيدين صنع هذا الشيء"، وغيرها من الكلام الذي توجهينه لنفسك تلومينها به وتقللين من شأنها.
عادة حديث النفس بكلام سلبي واحد من أخطر التصرفات التي يجب عليكِ التخلي عنها، بهذه الطريقة ستكونين أنت من آذيت حالك، فالكلام قد يصيب ثقتك بالاهتزاز ويُضعف منها، كما قد يؤدي بكِ إلى الاكتئاب واحتقار الذات، لذلك، احرصي على تغيير الطريقة التي تتحدثين بها إلى نفسك، وتحولين الأفكار السلبية التي تهاجمك إلى أخرى إيجابية.
اقرئي أيضا: 7 عادات في العلاقات نعتقد أنها صحية لكنها توكسيك
التخلي عن الماضي
"الماضي ممكن يوجع، لكن يا تهرب منه أو تتعلم منه" قالها رفيكي في فيلم الأسد الملك، ونقولها لكِ حتى لا تتمسكين بالماضي وأحداثه، وتظلين ملتصقة به، وتنتظرين أن تتغير وقائع أصبح وجودها أمر لا مفر منه، أو تعتقدين أن الفضل العودة للماضي لأنه كان أفضل.
الحياة عبارة مفترقات طرق، وأمواج، ومد وجزر، لا تثبت على حال، ولا يمكن لها أن تكون على نفس الوتيرة دون تغير، ولذلك عليك تقبل ما حدث في الماضي، والتأكد أنه مضى وذهب كان جيدا أو سيئا، وأن اللحظة الحالية هي الأهم لأنك تملكينها وتعيشينها الآن، فتعلقك بالماضي لن يغير من الواقع شيء، لكن حاضرك أنتِ تصنعينه بنفسك.
التخلي عن عيش حياة الآخرين
في بعض الأحيان، عندما لا ندرك أنفسنا جيدا، ولا نعي ما نريده، نبدأ في تتبع حياة أشخاص مشاهير أو أصدقاء مقربين، ونعتقد أن أحلامهم تناسبنا وطريقة حياتهم هي ما يجب أن نعيشه، ولكن هذا غير حقيقي، فلكل منّا حياته الناشئة من بيئته وخبراته وميوله، وهو ما يعني أن تصنعين أحلاما تناسبك وتليق باهتماماتك، وتتخلين على الفور عن عيش حياة لا تخصك.
التخلي عن إرضاء الاخرين
تتوه منك روحك، عندما تحاولين أن ترضين والدتك بأفعال لا ترغبين في فعلها، أو ترضين أصدقاءك بتجربة أماكن لا تودين زيارتها، أو تقولين ما يحبون سماعه، وهكذا الكثير من التصرفات التي تجبرين فيها نفسك على فعل أمور لا تريدين القيام بها من أجل الحصول على رضاء من حولك، وهو ما يجب أن تتخلصين منه، حتى تكونين نفسك وتسعين إلى إرضائها هي أولا.
التخلي عن الأشخاص المؤذيين
تلك واحدة من أهم الأمور التي يجب عليك التخلي عنها، فاالتعامل مع الأشخاص الذين يبثون الطاقة السلبية في مَنْ حولهم، ويعملون على التقليل من شأنهم، قادر على أن يهدم حياتك ويحولها إلى جحيم، كونك جعلتِ نفسك عرضة للانتقاد الدائم واللوم والتهميش، وتكونين أنت الطرف الذي يقدم ويضحي دون أن يتم تقدير ما تقومين به.
تخلصي من المؤذيين والسلبيينن سواء كانوا أصدقائك أو أقاربك أو حبيبك، حتى تستطعين أن تعيشين حياتك بسلام وطمأنينة، وتكونين قادرة على التطور والتغير وحب نفسك.
تشجعي واملكي مهارات فن التخلي حتى تعيشين أياما أكثر سعادة.
اقرئي أيضا:
كيف تتجاوزين الفقدان والحزن وتتقبلين الواقع
الكاتب
هدير حسن
الخميس ٠٥ سبتمبر ٢٠١٩
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا