نورة الفايز نائبة التعليم وأول سعودية بمنصب وزاري
الأكثر مشاهدة
نورة الفايز كانت أول سيدة في المملكة العربية السعودية تتولى منصب نائبة وزير، بعد أن جاء ذلك كنتيجة لاحترام دورها والإنجازات التي قدمتها على مدار مشوارها المهني، الذي قد يتخطى الـ 25 عاما، في مجال التعليم بالسعودية، مبدية دوما رغبتها في أن تقدم الأفضل .
تعرفي على: نادين البدير إعلامية سعودية ناصرت الحق وتجاهلت الهجوم
نورة الفايز
نورة بنت عبد الله بن مساعد الفايز الناصري من مواليد عام 1954، ولدت ونشات في محافظة شقراء، التي تقع على بعد ما يقرب من 185 كيلو متر شمال الرياض، الاهتمام بالتعليم وقدرته على إحداث التغيير، يأتي كنتيجة للنشأة في كنف أسرة تهتم بالثقافة والعلم، فوالدها هو الشيخ عبد الله بن مساعد الفايز الناصري، وهو شاعر ومؤرخ وباحث في علم النسابة له شهرة واسعة في المملكة العربية السعودية.
درست نورة علم الاجتماع في جامعة الملك سعود، وفي آخر سنة دراسية لها، وقبل أن تنال شهادة البكالوريوس، تزوجت من سليمان الصولاي، ثم نالت شهادتها عام 1978، ولم يكن زواجها عائق أمام رغبتها في العمل وقدرتها على الترقي وتولي المناصب، بل والسفر لاستكمال الدراسة.
ومن جامعة ولاية يوتا في الولايات المتحدة الأمريكية، استطاعت نورة الفايز أن تحصل على درجة الماجيستير في التربية عام 1982، وتخصصت في مجال تقنيات التعليم، وكانت قد بدأت مشوارها المهني بالعمل كمعلمة ثم مراقبة في الفترة من 1975 إلى 1974، وانتقلت بعدها للعمل في وزارة المعارف (وزارة التعليم حاليا) عام 1989، وكانت مشرفة تربوية تعمل على الإشراف على معلمات التربية الخاصة، وظلت في هذا المسار الوظيفي حتى عام 1993.
في عام 2001، تولت نورة الفايز منصب المديرة العامة للفرع النسائي بمعهد الإدارة العامة في الرياض في عام 2001، وبسبب خبرتها في مجالات تقنيات التعليم، وحصولها على درجة ماجيستير متخصص في هذا المجال، تم الاستعانة بخبراتها لتعمل كأستاذ معاون في كلية التربية بجامعة الملك سعود، من أجل تدريس مواد تقنيات التعليم، والعمل على نثل علمها إلى الطلاب وزملائها من الأساتذة، وكانت تعمل طوال مسيرتها المهنية هذه على المشاركة في إعداد كثير من البحوث الأكاديمية، والمشاركة في الدراسات إلى جانب استغلال مهاراتها في الترجمة والتاليف من اجل إنتاج محتوى ثري في مجالات الإدارة والتدريب والتربية.
اقرئي أيضا: وجيهة الحويدر كاتبة ناصرت السعودبات بأول عريضة للملك
تعيين نورة الفايز
وفي عام 2009، دخل اسم نورة الفايز التاريخ في المملكة، بعد أن صدر مرسوم ملكي في فبراير من هذا العام بتعيينها كنائبة لوزير التربية والتعليم، لتكون بذلك أول سيدة سعودية تتولي منصب وزاري، وقالت فور علمها "أنا أعتبر أن هذا التكليف وسام شرف، لي شخصيا وللفتاة السعودية بشكل عام، وأعتقد أن هذا بداية لتطورات وترشيحات قادمة لفتيات آأخريات في مناصب مثل هذا المنصب".
استمرت نورة الفايز في منصبها قرابة الست سنوات، حتى تم إعفاؤها منه في مايو 2015، وكانت قد سعت من خلال توليها شئون تعليم البنات بوزارة التعليم أن تعمل على تطوير وضع الفتيات، وتحسين مستوى التعليم الذي يتلقوه مع إمكانية المساهمة في الزج بهم نحو تولي المناصب أيضا فيما بعد.
دعت نورة الفايز إلى ضرورة تعليم الفتيات الرياضة بالمدارس، وفتح أندية متخصصة لهن، وهو الأمر الذي سبب لها كثير من الهجوم، حينها، من قِبل بعض المتشددين، على اعتبار أن الرياضة لا تناسب الفتيات، ولكن استمرت الفايز في محاولاتها من أجل تحقيق ما تسعى له، كما عملت من خلال المشاركة في عدد الأبحاث وأوراق العمل والمؤتمرات المختصة بالتعليم، وساهمت في ترجمة كتاب "تدريب القيادات"، الذي يسعى إلى تطوير مهارات العاملين في مجال التعليم.
اقرئي أيضا: أميرة الطويل سيدة أعمال سعودية آمنت بحقوق المرأة
بعد إعفاء نورة الفايز عن منصبها، قالت في كلمة ودعت بها سنوات طويلة من العمل والجهد "إن مصدر فخري ليس لأني أول امرأة سعودية في منصب نائب وزير، ولكن لآن هذا التكليف دليل على إيمان قادة هذا الوطن بأهمية مشاركة المرأة في اتخاذ القرار، وأن النساء في هذه البلاد شقائق للرجال، وأن مشوار مساهمة المرأة في التنمية يبدأ بتمكينها".
وعن مشاعرها طوال مدة عملها في هذا المنصب، قالت نورة الفايز "أشعرني هذات التكليف بكبر المسئولية الملقاة على عاتقي، وعظم الثقة بي"، مؤكدة أن الإنجازات التي تحققت خلال فترة توليها للمنصب، جاء كنتيجة للجهود الداعمة من القيادات السعودية. وفي 2016 تولت منصب مساعدة المدير العام للشئون التعليمية بمنطقة الحدود الشمالية.
وبخلاف توليها للمنصب الوزاري، عملت نورة الفايز في الملحقية الثقافية السودية في واشنطن في عام 2010، وكانت ضمن الجهاز الأكاديمي، ولها مسئولياتها الاجتماعية الأخرى، فعملت كرئيسة وعضوة ومستشارة للعديد من الجمعيات والمنظمات الخيرية في المملكة العربية السعودية، فكانت مسئولة عن المتحف الوطني، والجمعية الخيرية لمتلازمة داون (ديسكا)، وكذلك جمعية رعاية الطفولة.
في مؤتمر "قمة المرأة العالمية الـ 20"، الذي اتعقد في الصين عام 2010، حصلت نورة الفايز على الجائزة الأولى عن أفضل الممارسات من أجل توسيع نطاق عمل المرأة وفرص توظيفها، كما منحتها المؤسسة العربية للسيدات جائزة "المرأة العربية المتميزة" لعام 2011 عن مجهوداتها في مجال التعليم، ومنحتها جامعة يوتا الدكتوراى الفخرية عام 2012، في حين صنفتها مجلة "أرابيان بيزنيس" في قائمة "أقوى 30 امرأة سعودية" لعام 2014.
اقرئي أيضا:
توحيدة بالشيخ أول طبيبة في العالم العربي من تونس
الكاتب
هدير حسن
الأحد ٠٨ سبتمبر ٢٠١٩
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا