كيف تشعرين بالإنجاز وتقدرين قيمة ما تقومين به
الأكثر مشاهدة
"أنا لا أفعل أي شيء"، "لم أعد أملك القدرة على الإنجاز"، "لا أحقق أي هدف في الحياة".. بعضنا يخبر نفسه بهذه الجمل يوميا، فيقلل من قيمة ما يفعله، ويرى فقط إنجازات الآخرين، التي يتابعها على صفحات فيسبوك وتويتر وغيرهم من مواقع التواصل الاجتماعي، ويغفل بسببها الأمور التي يقوم هو بها في حياته.
في الغالب، قد تجدين أنكِ أحد هؤلاء الأشخاص الذين لا يدركون الأمور التي يقومون بها في حياتهم، ولديهم دوما الشعور وكأنهم بلا اي إنجاز، متناسية كثير من الأشياء التي استطعتِ ان تقومين بتحقيقها على مدار سنوات عمرك الماضية، وغافلة عن محاولاتك اليومية للتطوير من نفسك، حتى وإن بدت بطيئة وغير واضحة، لكن المشكلة أنك قد تكونين قد ركزتِ فقط مع إنجازات المحيطين بكٍ من الأصدقاء والمعارف، أو الانشغال في عمل يومي جعلك لا تدركين أهمية وقيمة ما تقومين به.
تعرفي على: كيف تستمتعين بوحدتك وتشعرين بالسعادة
الإنجاز في الحياة
الإنجاز لا يعني بالضرورة أن تقومين بأفعال مبهرة، كالسعي نحو تغيير العالم، أو امتلاك شركة برأس مال يفوق الملايين، أو حتى الإتيان بفكرة جديدة تكونين السباقة إليها، أو الحصول على درجات علمية مرموقة، فالإنجاز أيضا شعور نسبي، ولا يتعلق بالضرورة بأفعال وأمور ضخمة.
أن تخبرين نفسك بوميا "أنا لا أنجز أي شيء، ولا قيمة لما أفعله" لن يخلصك من مشاعرك السلبية، على العكس، قد يزيد الأمور سوءا، ويقلل من ثقتك في نفسك، ويهز صورتك أمامها، ويتكون لديك قناعة مع مرور الوقت، أنك لن تكونين قادرة على فعل أي شيء، ويتلبسك الشعور بالملل وفقدان الطاقة، رغم أن هناك الكثير الذي تقومين به يوميا، لكنك صرتِ لا ترينه.
مجاهدتك للكسل وعدة الرغبة في فعل أي شيء حتى تقومين للعمل يعد إنجازا، ومحاولاتك إسعاد الاخرين ومَنْ تحبينهم هو أفضل إنجاز، وسعيك نحو تطوير نفسك من خلال قراءة مقال أو مشاهدة فيلم، أو تعلم حرفة جديدة هو إنجاز أيضا، فلا تعتبرين أن سنوات عمرك ذهبت هباءا، فقط استعدي بأهداف جديدة، ونظرة مختلفة لحياتك.
ومن خلال هذه المجموعة من الطرق، ستتعرفين على السبيل الذي يُمكنك من تقدير قيمة الأمور التي تقومين بها، والوسيلة التي تساعدك على الشعور أنك أنجزتِ مع نهاية اليوم.
تحديد الأمر وتدوينه
عندما تجدين نفسك تقولين "أنا لا أنجز أي شيء"، فيجب أن تتوقفين عند هذه الجملة، وتبدأين في إحضار ورقة وقلم، حسبما توضح سوزان كراوس أستاذ العلوم النفسية، فتشرعين مع نهاية كل يوم في كتابة الأمور التي جعلتك تشعرين أنكِ لم تنجزي شيئا، أو تقومين بكتابة كل الأمور التي حدثت على مدار اليوم، في البداية لن تكون خطة الكتابة منظمة، لكن مع الوقت يتطور الأمر.
بعد الكتابة، ستلاحظين ما استطعتِ أن تنجزيه بالفعل على مدار اليوم، وما الذي جعل الشعور بالغضب من نفسك يزداد، هل عندما وجدتِ أنك لم تقومين يتحقيق هدف معين وضعتيه لنفسك خلال اليوم، أم لأنك اكتشفتِ بعد هذه السنوات أنكِ لم تدخري المال الكافي، أم ماذا؟ وبعد ان تعرفين السبب الحقيقي لشعورك بالفشل وعدم الإنجاز، تبدأين في وضع خطة او سؤال منطقي عن إمكانية تحقيقك لما تريدين، ومن هنا تنطلقين.
اقرئي أيضا: فن التخلي لحياة أكثر راحة وسعادة
وجود أهداف قابلة للتحقق
ترتيبا على النقطة السابقة، من غير الممكن أن تضعين لنفسك أهداف كبيرة وصعبة التحقق على مدى زمني طويل، ثم تحزنين لعدم قدرتك على الإنجاز، فهذا غير منطقي، والأفضل أن تهتمين بوضع أهداف قصيرة المدى وتؤدي في النهاية إلى هدف كبير، فمن الممكن أن تقررين قراءة صفحة أو أكثر من كتاب معين كل يوم، لتكون المحصلة في النهاية مُرضية، ومع قدرتك على تحقيق هذا الهدف يوميا، يزداد شعورك بالإنجاز.. وهكذا.
مقارنة حياتك بالآخرين
تتفحصين إنستجرام، وتجدين صديقة لكِ سافرت إلى لندن في رحلة او للدراسة، وتكتشفين أن صديق آخر أصبح يعمل في شركة كبيرة، وهناك مَنْ تزوج، وآخرون تمكنوا من الإتيان بأمور وجدتيها مبهرة، وتركت داخلك إنطباعا أنهم استطاعوا أن يحققوا ما يسعون له، وبدأتِ تسألين نفسك عن ما حققتيه.
هذا واحد من أكثر الأمور المزعجة التي تقومين بها تجاه نفسك، فبناء على مجموعة من الصور التي يتعمد أصحابها أن يظهرون في أحسن مظهر، قررتِ أنهم يعيشون حياة أفضل منكِ، وأنهم أنجزوا بالفعل ما يطمحون له، دون أن تعرفين المشاعر التي يمرون بها بالفعل، والخلفيات الحقيقية لما وراء هذه الصورة من متاعب أو صعاب أو حتى مشاعر سلبية، ولذلك يجب أن تتوقفين عن مقارنة حياتك بالآخرين، لكل شخص الظروف الخاصة به، وركزي فقط على نفسك وكيف يمكنك أن تتطورين، ليس من أجل أن تتفوقين عليهم، ولكن من أجل ذاتك.
الاحتفاء بالإنجاز
أنت تنجزين أمورا بالفعل، ولكنك تنسيها مع مرور اليوم، أو تقللين من شأنها، وتعتبرين أنها ليست كافية، معتقدة أنك بذلك ستحققين ما هو أفضل، لكن تجدين أن شعورك بالفشل أصبح يسيطر عليكِ، وببساطة، يمكنك التخلص من هذا الشعور بتدوين ما قمتِ بإنجازه بالفعل على مدار اليوم، وتعتبرينه خطوة جيدة وتستحق الاحتفاء، فإذا استطعت أن تعبرين الشارع أو تركبين المصعد دون أن تنتابك نوبات الفزع، فهذا إنجاز، احتفي به واستمري في فعله.
اقرئي أيضا: صفات الشخص المهووس بالسيطرة وكيف تتعاملين معه
أوجه متعددة للإنجاز
لا تجعلين الشعور بالإنجاز متعلق بأمر واحد، وكأنه هو ما يحدد هويتك فقط، كأن تركزبن كل طاقتك على ضرورة إنجاز العمل، وتغفلين دورك كأم أو صديقة أو أخت وزوجة، فإذا استطعت أن تكونين أخت حنون تنصت لأخواتها، وقادرة على أن تستوعب أحزانهم وافراحهم،ة فهذا واحد من أهم الإنجازات التي عليكِ التركيز عليها، وإذا كنتِ تملكين مهارة تنظيف المنزل بسرعة ودقه فهذا إنجاز من نوع آخر، أو القدرة على التطوع ومساعدة غيرك.
ربط حياتك بنوع واحد من الإنجازات يجعل الإخفاق فيه، بمثابة هدم لكل ما تقومين به، ولكن توزيع جهدك على أكثر من جانب وإدراك أن كل جانب يحتاج منكِ الصبر والاجتهاد، يصل بكِ إلى قناعة تدركين معها أنكِ قادرة على النجاح في أمور مختلفة، قد لا يملك الآخرون مهارة التعامل معها.
ردود الأفعال
أحيانا، تحتاج إلى أن نعرف صدى وإيجابية ما نقوم به، وإذا كان مَنْ حولك يغفلون أن يخبرونك بأهمية ما تفعلينه، من الممكن أن تسألينهم، فالاهتمام يُطلب أحيانا، فحاولي أن تعرفين من أصدقائك أهم الأمور التي يعتقدون أنك قادرة على فعلها، والتعرف من رئيسك في العمل على نظرته لجهدك وما تبذلينه وأهميته للعمل، واعرفي من أبنائك إن كان ما تقومين به كافيا لهم أم لا، ستجدين تعليقات مبهرة وغجايات يمكنها أن تشحنك من أجل المزيد من الإنجاز.
شعورك بالإنجاز لا يمكن له أن يتحقق يوميا، ولا تعتبرين أن العثرات التي مررتِ بها في حياتك هي دليل فشل أو تخبط، ولكنها الحياة وطبيعتها، فيوما نمتلك الطاقة لفعل كل شيء، وأيام أخرى لا نقوى حتى على القيام من سرائرنا، فلا تقسو على نفسك، وانظري لحياتك بطريقة مختلفة.
اقرئي أيضا:
كيف تبدأين من جديد بعد اي مرحلة فشل أو إحباط
الكاتب
هدير حسن
الإثنين ٠٩ سبتمبر ٢٠١٩
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا