الشيخة فاطمة بنت مبارك أم الإمارات ونصيرة المرأة
الأكثر مشاهدة
ألقاب لا حصر لها نالتها الشيخة فاطمة بنت مبارك الكتبي عن استحقاق وجدارة، فهي حجر أساس تحقيق حلم الإماراتيين في وطن يفتخرون به، وينعمون بخيراته، فحفظت مكانتها داخل قلوبهم، وباتت بالنسبة لهم مصدر الأمان ونور الاستقرار، بعطائها المستمر من أجل تنمية المرأة وتنشئة الطفل ورعاية الأسرة.
تعرفي على: نورة الفايز نائبة التعليم وأول سعودية بمنصب وزاري
الشيخة فاطمة أم الإمارات
في عائلة محافظة لها تقاليدها الصارمة، ولدت الشيخة فاطمة بنت مبارك الكتبي في قرية الهير، التي تبعد 45 كيلو متر شمالي مدينة العين، والموجودة في إمارة أبو ظبي، وهي من مواليد عام 1943، وهي الابنة الوحيدة لوالديها، رغم وجود أقاويل عن أخوات من الأم فقط. في طفولتها درست القرآن الكريم وتفسيره، كما أطلعت على الحديث الشريف وحفظته، حتى تزوجت من زايد بن سلطان آل نهيان عام 1960.
كان الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس الإمارات العربية المتحدة، يحكم منطقة العين عام 1946، وعمل من خلال منصبه على أن يطور من المدينة التي تعاني بسبب ندرة المياه وقلة الإمكانيات، واستطاع أن يُنشيء سوقا تجارية وشبكة طرق، وظل ينمي من الموارد المتاحة بها، وقبل عامين من انتقاله إلى أبو ظبي ليتولى إمارتها عام 1962، تزوج الشيخة فاطمة بنت مبارك.
يقال إن الشيخة فاطمة كانت زوجته المفضلة من بين ثمانية زوجات تزوجهم على فترات، وبعدما انتقلت معه إلى أبو ظبي صارت تساند خطواته نحو بناء دولة الإمارات وتعمل وفق رؤيته على منح بنات وأبناء الدولة الجديدة الفرصة ليشاركوا في نهضة أمتهم، ودرست حينها مجالات الآداب المختلفة والعلوم الإنسانية والتاريخ وعلوم السياسة والاصول الدبلوماسية.
أصبح الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان أول رئيس لدولة الإمارات العربية المتحدة بعد إعلان قيام الدولة في 2 ديسمبر عام 1972، ومن بعد هذا التاريخ بدأت نشاطات الشيخة فاطمة ومبادراتها نحو الأوضاع المعيشية والاجتماعية لسيدات الإمارات، فاهتمت بالطفل والأسرة، وكانت داعما قويا للمرأة الإماراتية ورائدة للعمل الإنساني، استمرت حتى بعد وفاة الأب والمؤسس للدولة في نوفمبر 2004، فكانت واحدة من مقولاته "لا شيء يسعدني أكثر من رؤية المرأة الإماراتية تأخذ دورها في المجتمع، وتحقق المكانة اللائقة بها، يجب ألا يقف شيء في وجه مسيرة تقدمها".
اقرئي أيضا: نعمات عبد الله أول سودانية وعربية تترأس القضاء
إنجازات الشيخة فاطمة أم الإمارات
حرصا منها على أن تنمي وعي المرأة الإماراتية، وتضمن لها حقوقها وتساهم في تحسين أوضاعها، قامت الشيخة فاطمة في فبراير عام 1973 بتأسيس جمعية نهضة المرأة الظبيانية، وكان حينها يعتبر أول تجمع خاص بالنساء في الإمارات العربية المتحدة، وانتشرت فروعها في مدن البطين، والمرفأ، والوثبة، والسلع، وجزيرة دلما، والشهامة، والهير، ومنطقة الرأس الأخضر، ولذلك بعد عامين، قررت أن تؤسس للاتحاد النسائي العام في أغسطس عام 1975، وأقامت به مركزا للصناعات اليدوية والبيئية، كما قررت أن تكون الوجهة التي تلجأ إليها الإماراتيات من أجل نيل حقوقهن، فأنشات مكتب الشيخة فاطمة لشئون المواطنات والخدمات الاجتماعية في سبتمبر 1999، كما أنشات صندوق المرأة اللاجئة بالتعاون مع المفوضية السامية لشئون اللاجئين في 2000.
اهتمت الشيخة فاطمة أيضا بأن تكون الأسرة العربية والإماراتية في وضع أفضل، وعملت على تعزيز مكانة المرأة العربية والاهتمام بالفئات المهمشة من الفقراء وذوي الاحتياجات الخاصة والأطفال، فأسست المجلس الأعلى للأمومة والطفولة عام 2001، ومؤسسة التنمية الأسرية عام 2006، وقادت حملات وطنية مكثفة على مدار السنوات الماضية من أجل محو الأمية بين النساء في البوادي والحضر، وتعتبر عضو مؤسس لمنظمة المرأة العربية.
قالت في واحدة من رسائلها بعنوان "شجعيها" لدعم الأم العربية والإماراتية، وكذلك دعم الفتيات "عزيزتي الأم الكثير من المسئولية تقع على عاتقك، أنتِ ركيزة مجتمعنا ومنارة المعرفة لابنتك وقدوتها، عليك أن تعلميها الجمال الخارجي والداخلي، الأناقة والصحة والثقة.. ولكن تحتاجين أيضا أن تعلميها أن روحها في طاقتها، وأناقتها في لياقتها، وأنوثتها في عزيمتها، سحرها في أهدافها، حماسها في تشجيعها".
ومن بين مبادراتها المتعددة، قامت بإطلاق يوم المرأة الإمارتية في 28 أغسطس عام 2015، وظل الاحتفال به يتم سنويا، بهدف دعمها وإثبات جدارتها وكفاءتها، والاحتفاء بعطائها وتضحياتها في مجالات مختلفة، وكانت الشيخة فاطمة تدعم عمل السيدات في مجالات السياسة، وتشجع مشاركتها في تولي المناصب بالسلطات التنفيذية والقضائية والتشريعية، من خلال مشروع تعزيز دور البرلمانيات لتأهيل المرأة للمشاركة في الحياة السياسية والبرلمانية.
أولاد الشيخة فاطمة 6 رجال وسيدتين، هم: محمد بن زايد آل نهيان، وهو ولي عهد أبو ظبي ونائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وحمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الغربية، وهزاع بن زايد آل نهيان مستشار الأمن الوطني، وطحنون بن زايد آل نهيان عضو المجلس التنفيذي، ومنصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير شئون الرئاسة، وعبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية، وشما بنت زايد آل نهيان، واليازية بنت زايد آل نهيان.
فاطمة بنت مبارك الكتبي
يعتبر من أهم ما حرصت عليه الشيخة فاطمة بنت مبارك أن تكون فتيات الإمارات قادرات على أن يقدن بلادهن، ولذلك، عملت على تبني ورعاية حفلات تخريج الفتيات الإماراتيات من الجامعات والمعاهد والكليات العليا، واهتمت بقيادة حملة وطنية للقضاء على الأمية بين النساء، كما عملت على الاهتمام بإنشاء موقع على شبكة الإنترنت لخدمة قضايا المرأة العربية في بلاد المهجر، ويُذكر أنها تتولى الرئاسة الفخرية لهيئة الهلال الأحمر، ومولت في عدد من الدول برامج إنسانية ومشورعات خيرية وتنموية بأكثر من 71 مليون درهم، وقادت حملة وطنية للسلامة المرورية.
اقرئي أيضا: رجاء عيسى القرق رائدة إمارتية وصاحبة أول سيرة ذاتية
ألقاب الشيخة فاطمة
على اسمها يتم منح العديد من الجوائز والتكريمات في مجالات الصحة وريادة الأعمال، من أجل تحفيز الشباب والأجيال المختلفة على العطاء والسعي، لذلك منحها الإماراتيون ألقاب متعددة تعبر عن امتنانهم لمجهوداتها التي استمرت لأكثر من 30 عاما، فهي "نصيرة الأسرة" و"فخر الأمة العربية" و"أم العرب"، وأهمهم لقب "أم الإمارات".
ومن أهم أقوالها " إننا نؤمن بأن أكبر استثمار هو استثمار الإنسان نفسه، ولكي نجني ثمار هذا الاستثمار كان علينا أن نوفر كل سبل الرعاية الاجتماعية لكل الأفراد"، كما ترى أن "عظمة الأمم لا تقاس بثرائها المادي ولا بتطورها العمراني، بقدر ما تقاس بقيمها الإنسانية النبيلة ونسيجها الاجتماعي المتماسك، وما يضلل أبناؤها من وحدة المشاعر وعمق الروابط، فتلك هي قوام الحضارات الخالدة، وضمان بقائها واستمرارها في أداء رسالتها".
ورغم نشاطاتها المتعددة، لا توجد صورة رسمية للشيخة فاطمة، ويقال إن جواز السفر الخاص بها يوجد به طابع للبرقع، وتخطت الجوائز التي حصلت عليها ما يقرب من 31 جائزة تقدر دورها الريادي ومساهماتها الخيرية والاجتماعية، وكان صندوق الأمم المتحدة الإنمائي يعتبرها "بطلة حقوق المرأة".
اقرئي أيضا:
أميرة الطويل سيدة أعمال سعودية آمنت بحقوق المرأة
الكاتب
هدير حسن
الثلاثاء ٢٤ سبتمبر ٢٠١٩
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا