مريم المنصوري أول إماراتية برتبة رائد طيران مقاتل
الأكثر مشاهدة
تحمل عدّتها وتنظر إلى الطائرة المقاتلة التي تنتظرها، تتذكر كم تمنت لهذا اليوم أن يأتي، تبتسم وتتحرك نحوها، موقنة داخلها أن سنوات شغفها بالطيران لم تذهب هباءا، فها هي تخلد اسمها في التاريخ، وتصبح مريم المنصوري أول إماراتية برتبة رائد طيران.
تعرفي على: الشيخة فاطمة بنت مبارك أم الإمارات ونصيرة المرأة
الطيارة مريم المنصوري
نشأت مريم حسن سالم المنصوري في عائلة من 9 أبناء، بينهم ست فتيات وثلاثة أولاد، فهي من مواليد العاصمة أبو ظبي في الأول من يناير عام 1979، ويقال إن لعائلتها التي تملك صيتا واسعا في الإمارات العربية المتحدة جذورا بلوشية إيرانية، من منطقة منسوري التي تقع على مسافة قريبة من قرية الجسمي الإيرانية، ويقال إن اسم عائلتها الحقيقي هو منسوري ولكنه أصبح منصوري عند انتقال الأجداد إلى الإمارات، ترتبط عائلتها بسلطان بن سعيد المنصوري المهندس ووزير الاقتصاد منذ عام 2008.
كان لدى مريم المنصورى طموحها الخاص في أن تكون قائدة طائرة، عكس أحلام الفتيات الأخريات، ورغم أن هذا الحلم يبدو مستحيلا، فلا فرصة تلوح في الأفق يمكن أن تجعل مريم طيّارة،، ولكنها آمنت أنه من الممكن لها أن تحققه يوما ما، وفي البداية التحقت بجامعة الإمارات العربية المتحدة، ودرست اللغة الإنجليزية وآدابها، وحصلت بتفوق على درجة البكالوريوس.
ظلت رغبتها في الالتحاق بسلاح الطيران وقيادة طائرة مقاتلة تلاحقها، وانتظرت لعشر سنوات حتىحققتها، بعد أن فتحت أكاديمية القوات الجوية الإماراتية باب الالتحاق بسلاح الطيران للسيدات، فكانت مريم المنصوري ضمن أوائل الملتحقين بالأكاديمية، وكانت قبلها قد قررت أن تعمل في القوات المسلحة الإماراتية لفترة من الزمن.
تخرجت مريم المنصوري من الكلية الجوية في عام 2007، وبدأت رحلتها نحو تنفيذ الحلم، الذي كان الأمل والثقة بالنفس والإيمان سلاحها نحوه، متخطية كثير من الحواجز المتعلقة بالثقافة العربية التي قد ترفض أن تعمل المرأة كمقاتلة تحارب من أجل وطنها، بعد أن كان المتعارف عليه أن تكون مسفعة، لا أن تنخرط في ساحات القتال.
استطاعت المنصوري أن تثبت جدارتها، وتتفوق في مشوارها المهني، حتى وصلت إلى رتبة رائد طيران مقاتل، قادرة على أن تقود الطائرة المقاتلة إف 16، لتشارك في واحدة من أهم العمليات العسكرية الحربية، في أثناء مشاركة دولة الإمارات في التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة.
وكان التحالف الدولي يضم 81 دولة حول العالم قررت هزيمة تنظيم الدولة (داعش) كأحد المنظمات الإرهابية التي تهدد الوجود الإنساني، وكانت بداية التحالف في سبتمبر 2014، واشتركت بها كثير من الدول العربية من بينها مصر والكويت والأردن والإمارات.
اقرئي أيضا: رجاء عيسى القرق رائدة إماراتية وصاحبة أول سيرة ذاتية
وكانت مريم المنصوري واحدة من أعضاء القوات التي أرسلتها الإمارات لتحارب داعش، ورأت هي في ذلك كثير من المسئولية المحمولة على عاتقها، واستطاعت أن تؤدي مهمتها بنجاح وتقصف مواقع التنظيم في سوريا والعراق، رغم ما أشيع عن استهداف المدنيين ورفض الكثيرين لمهمة هذا التحالف.
وكان الانبهار هو التعبير المسيطر على كل من يعرف بوجود مريم المنصوري كسيدة ضمن قوات تحالف دولي يحارب الإرهاب، فعندما طلبت من أحد قائدي الطائرات الأمريكية وقودا لطائرتها، لم يصدق أن هناك سيدة في الدول العربية يمكنها أن تعمل على مهمة من هذا النوع.
اعتبرت مريم المنصوري ان مهمتها رغم صعوبتها، لكنها تعني حجم الثقة التي منحها إياها القادة، رغم أنها لم تحظ بأي نوع من الاستثناءات، على العكس، كانت تُعامل بالمثل، وتمتثل لقواعد التدريب واوامر القيادات، وهو ما جعلها تتميز وتتفوق وتكون أيضا قائدة سرب كله من الرجال الذين تقودهم.
اقرئي أيضا: نوال المتوكل أول عربية وإفريقية تفوز بذهبية أولمبية
إنجازات مريم المنصوري
كون مريم المنصوري أول إماراتية وعربية أيضا تصل إلى رتبة رائد طيران، منحها كثير من الشهرة والاهتمام الإعلامي، فباتت نموذج تطمح فتيات الخليج والعالم العربي إلى الوصول إليه، رغم ما تلقته من تهديدات بالقتل من تنظيم داعشن لكنها كانت قوية وشجاعة وقادرة على المواجهة.
في عام 2014، ضمتها شبكة سي إن إن الأمريكية في قائمة الشخصيات الأكثر تأثيرا، كما جاءت مريم المنصوري في المرتبة السادسة ضمن قائمة مجلة أرابيان بيزنس في قائمة 2015 لأقوى 100 امرأة عربية، حصلت على جائزة الشيخ محمد بن راشد للتميز بعنوان "فخر الإمارات"، وقلدها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ميدالية تحمل اسمه، كما منحها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تكريما في مارس 2019 ضمن ختام ملتقى الشباب العربي والإفريقي.
اقرئي أيضا:
توحيدة بالشيخ أول طبيبة في العالم العربي من تونس
الكاتب
هدير حسن
الأربعاء ٢٥ سبتمبر ٢٠١٩
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا