غادة المطيري باحثة سعودية حققت إنجازات عالمية
الأكثر مشاهدة
غادة المطيري عالمة سعودية وصاحبة ما يقرب من عشر براءات اختراع، برهنت أن الإصرار مع القدرة على السعي، في ظل توفر الفرص، يمكنهما أن يغيرا كثير من الصور النمطية المأخوذة عن السيدات العربيات والسعوديات كذلك، فالسماح للعقول أن تتفتح وتسأل وتبحث عن الإجابة في العلم، يمكنه أن يجلب أجيالا قادرة على النهوض ببلادها، متعاونة معا، دون اعتبارات اختلاف الذكر عن الأنثى، ليكون العلم فقط هو الحكم.
تعرفي على: إيمان الحمود إعلامية سعودية على مونت كارلو الفرنسية
قصة نجاح غادة المطيري
تعتبر غادة نفسها فتاة محظوظة نشأت في كنف عائلة تقدر التعليم، فهي وأشقاؤها الأربعة (بنتان، وثلاثة رجال) صاروا أطباء ممارسين وأكاديمين، فالأب كان ذا عقلية متفتحة رغم نشأته التي كانت تجبره على الاهتمام بالعمل ولا تهتم لتعليمه، ولكنه كان يرى في العلم وسيلته ليصنع مستقبله.
ولدت غادة مطلق عبد الرحمن المطيري في الأول من نوفمبر لعام 1976 في بورتلاند بولاية أوريجون في الولايات المتحدة الأمريكية، وعادت مع أسرتها إلى المملكة العربية السعودية، موطنها الأصلي، حين كانت في سنوات الدراسة الأولى، وأصر والدها على أن يلحقها وأخوتها بالمدارس الدولية بالمملكة.
استمرت دراسة غادة المطيري في مراحل الدراسة الإبتدائية والمتوسطة والثانوية بالمدارس الأجنبية الدولية، وكان ظاهر عليها الاهتمام بما هو مختلف عن زميلاتها، فكانت صاحبة شخصية قوية وتحب الاكتشاف وتجربة الأمورالجديدة نتيجة فضولها الشديد، كما أن والدها غرس بها أن يكون لها هدف في الحياة "ما كان يحب الإنسان يعيش هامل، كان والدي عملي جدا ومثقف ولديه فراسة، يريد لنا أن نترك بصمة في الحياة"، فكان دائما ما يقول لهم "اصنعوا من أنفسكم شيء".
بعد الانتهاء من الدراسة الثانوية، أرادت ابنة المطيري أن تدرس الطب في جامعة الملك عبد العزيز، ولكن تم رفض طلبها، فانتقلت إلى الرياض، وقامت بالعمل في التدريس بواحدة من المدارس الأهلية لمدة سنة، وبعد أن كانت تشعر بخيبة أمل كونها لم تدرس ما كانت ترغب فيه، آمنت أن ترتيبات القدر هي أفضل ما حدث لها بعد أن استطاعت أن تحصل على منحة من إحدى الجامعات الأمريكية.
وفي لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا درست غادة المطيري بجامعة أوكسيدينتل، في البداية كانت تريد اختير التخصص في الهندسة، ولكنها وجدت نفسها تميل نحو الكيمياء بعد أن أعجبتها بشدة، فدرست هندسة الكيمياء، وحصلت على البكالوريوس في عام 2000، ومن ثم قررت أن تُكمل دراساتها والتبحر في تخصصها أكثر، ومن جامعة كاليفورنيا نالت درجة الدكتوراة في مجال كيمياء المواد عام 2005، وكانت رسالتها حول "تمركز الإلكترون والبنية الجزيئية".
تعرفي على: نادين البدير إعلامية سعودية ناصرت الحق وتجاهلت الهجوم
اختراعات غادة المطيري
لم تكن غادة المطيري من الأشخاص الذين يمكنهم الاستسلام للأفكار البديهية، فمن الممكن أن يكون لكل ما يدور حولها سبب وطريقة للتعامل معه، ولذلك كانت قادرة على أن تقدم براءات اختراع نبعت فكرتها بالأساس من مواقف حياتية عايشتها بنفسها، وأدت بها إلى الوصول إلى فكرة جديدة في مجال لم يخطر ببالها في البداية.
كان عملها يركز على النانو والتكنولوجيا المتعلقة به، والبوليمرات، وهي أمور متخصصة في الكيمياء، ويعود لها الفضل في تطوير بوليمر جديد للتشغيل الكهروميكانيكي، وعملت في الفترة ما بين 2005 إلى 2008 على أبحاث ما بعد الدكتوراة في الكيمياء والهندسة الكيميائية مع البروفيسور جان فيرشيه، وتذكر انها كانت تمكث في المعمل لساعات طوال قد تصل إلى 16 ساعة من العمل الدؤوب بجامعة كاليفورنيا.
تولت بعدها غادة المطيري منصب مدير مركز التميز في طب النانو بجامعة كاليفورنيا في سان دييجو، ووصلت براءات الاختراع التي تمكنت من أن تقدمها غادة المطيري إلى عشر تقريبا، ويعتبر من أهم الاختراعات التي عملت عليها استخدام الليزر للتخلص من الآلام دون الحاجة غلى الجراحة، وهو الاختراع الذي أهلها لأن تقوم بإنشاء شركتها الخاصة eLux Medical Inc، بينما واتتها الفكرة الأساسية في أثناء حملها عندما لاحظت زيادة وزنها التي أزعجتها، وناقشت أخيها إخصائي جراحة التجميل في إمكانية تخلص الشخص من الشحوم والدهون باستخدام الليزر دون حاجة إلى جراحة.
تطورت الفكرة لتصل إلى اختراع تم استخدامه في جراحات العيون وآلام مرض التهاب المفاصل الروماتويدي، وتسعى إلى تطوير استخدامه بشكل موسع، كما حصلت بسببه على جائزة الإبداع العلمي من منظمة HIN العالمية لدعم الأبحاث العلمية في عام 2009.
وتعمل غادة المطيري حاليا على تطوير تركيبات وجسيمات من الممكن أن تتفاعل مع الالتهابات، لتقود في النهاية إلى التخلص من كثير من المراض على رأسها السرطان، كون الالتهاب هو أساس أي مرض من الممكن أن يصيب الإنسان، وتسعى إلى أن تتمكن في النهاية من اختراع دواء جديد يقضي على هذه الالتهابات، وبالتالي يمنع ظهور المرض.
اقرئي أيضا: نوال المتوكل أول عربية وإفريقية تفوز بذهبية أولمبية
انضمت غادة المطيري إلى أعضاء في أقسام الهندسة الحيوية وهندسة النانو بجامعة كاليفورنيا، كما أنها أستاذ الكيمياء الصيدلية، غير أنها مدير مركز جامعة كاليفورنيا للتميز في النانو، وترى أن ما استطاعت أن تحققه في الولايات المتحدة ناتج من وجود اهتمام من الدولة بالأبحاث العلمية، لأنها تخصص ما يقرب من 3 في المئة من الدخل القومي لهذه الابحاث، بينما لا يتعدى ذلك في بلاد العالم العربية نسبة 0.1 في المئة.
ومن أهم الجوائز التي حصلت عليها غادة المطيري، جائزة الابتكارات الجديدة من المعهد الوطني للصحة عام 2009، وجائزة مؤسسة الصناعات الدوائية في الولايات المتحدة عام 2009، وجائزة مجلة Thiema للكيمياء عام 2009، وجائزة الباحث الشاب من أحد المؤتمرات العلمية في الصين عام 2012، وجائزة الزمالة من الأكاديمية الوطنية الأمريكية للعلوم عام 2016.
وبسبب الإنجاز الذي حققته المطيري، أصبحت واحدة من النماذج النسائية اتي تصبو إلها النساء في الوطن العربي، وخاصة المملكة العربية السعودية، التي تتمنى غادة أن يكون تغير الأوضاع بها في الفترات الأخيرة مساهم في تغير النظرة للنساء، مع إعطائهن فرص أكبر.
وفي حديث إعلامي على إحدى القنوات الفضائية، إن رغبتها في الحفاظ على تقاليد المجتمع السعودي جعلتها توصم بالنفاق، كونها كانت تضطر غلى ارتداء الحجاب في المملكة، ولكنها تخلعه في الولايتت المتحدة "ما كنت أريد أحس أني غريبة، والناس تشعر بوجودي وتنظر لي"، فكانت لا تريد أن تلفت الأنظار إليها، وهو ما جعلها في النهاية لا ترتدي الحجاب سواء داخل أو خارج الممكلة، كما ذكرت كيف كان وقع رحيل والدها في عام 2015 لها أثرها النفسي السلبي على حياتها، خاصة، وأنه كان داعم لها ولاختياراتها وفخورا بها.
ويمكن تلخيص أهم إنجازاتها في: عرض أول جسيمات نانوية في صور بوليمرية استجابة لتركيزات معينة، وتطوير أول بوليمر قابل للتحلل مما يؤدي إلى مزيد من الدقة في عمليات التحكم عن بعد، وتصميم جزيئات النانو البوليمرية.
اقرئي أيضا:
فاطمة الجابر امراة الأعمال الأكثر نفوذا في الإمارات
الكاتب
هدير حسن
الخميس ٠٣ أكتوبر ٢٠١٩
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا