نزهة حياة دركية البورصة المغربية والأقوى عربيا

نزهة حياة أو نِزهة حيات سيدة مغربية لها شانها فس مجال المال والأعمال، فتمكنت من خلال كفاءتها وقدراتها على الإدارة أن تتولى شئون واحدة من أهم المؤسسات المالية في المملكة المغربية، فهي رئيسة الهيئة المغربية لسوق الرساميل (هيئة سوق المال الغربية) منذ عام 2016، وتسعى من خلال منصبها أن تعمل على تفعيل المبادرات التنموية، وافسهام في تحسين أوضاع الاقتصاد المغربي.

تعرفي على: فاطمة الجابر امرأة الأعمال الأكثر نفوذا في الإمارات 

معلومات عن نزهة حياة 

ولدت نزهة حياة في الدار البيضاء (كازابلانكا) عام 1963، في عائلة مكونة من ولدين، وخمس فتيات، وكانت حياة هي الأكبر، ونشأتها في كنف أب أراد دوما لأبنائه الأفضل، فحرص على تعليمهم، واهتم بتحسين مستوياتهم الدراسية، منحها فرصة أن تتعلم وتتطور وفق رغبتها، فمع انتقال الأسرة إلى مراكش ثم مدينة طنجة، اختارت حياة أن تستكمل دراستها بعد الانتهاء من مرحلة البكالويا في باريس.

في البعثة الدراسية بفرنسا، درست حياة في المدرسة العليا للعلوم الاقتصادية والتجارية ESSEC، وحصلت على درجة الماجيستير في إدارة الأعماللعامي 1988-1989، وبعد أن اجتازت سنواتها الدراسية بنجاح، شرعت في بدء مسارها المهني، وانتقلت إلى مدريد بإسبانيا، وعملت في مجالات البنوك، وشركات المال والقطاع المصرفي، واستطاعت على مدار 7 سنوات أن تكتسب خبرة واسعة في هذا المجال.

عادت نزهة حياة إلى المغرب في منتصف التسعينات تقريبا، ليبدأ فصل جديد في مسيرتها المهنية، بعد أن تمكنت من إثبات قدراتها الإدارية في تولي عدد من الشركات بمدريد، وقامت بالعمل في بنك سوسيتيه جينرال بالدار البيضاء، في الوقت الذي كانت أسواق الاستثمار في المغرب تنهض وتسعى للانتعاش.

ظلت تترقى المناصب في البنك، وأصبحت المدير التنفيذي لعدد من الفروع، ثم رئيس مجلس الإدارة في الفترة من 2013 إلى 2016، وحصلت عضوية مجلس إدارة الشركة العامة في المغرب عام 2007، لتكون أول سيدة مغربية ترتقي إلى هذا المنصب في قطاع المصارف، كما تولت رئاسة الخدمات المصرفية الخاصة والمؤسساتية، وأصبحت عضوة في مجلس إدارة الاتحاد العام للمؤسسات المغربية CGEM، كما كانت عضوة في إدارة بورصة الدار البيضاء، حتى تولت إدارتها بنفسها منذ عام 1996.

من خلال هذه المناصب والمهام، كان دور نزهة حياة يتركز بشكل أساسي على تطوير وتعزيز سوق الأوراق المالية في المغرب، كما كان لها دورها الاجتماعي في تحسين صورة أصحاب العمل، فنالت عضوية المجلس الوطني لأرباب العمل، وعضوية مجلس الإدارة الجماعية للشركات العامة والأبناك في المغرب.

اقرئي أيضا: وئام الدحماني فنانة مغربية خنقتها الضغوط فرحلت مبكرا 

وإيمانا منها بأهمية وجود المرأة بنسبة أكبر في كثير من المناصب الإدارية والقيادية، عملت نزهة حياة على تشجيع النساء على كسر "السقف الزجاجي" لمجالس إدارات الشركات والهيئات العامة، وأنشأت جمعية "النساء قادة الأعمال" عام 2012، لتكون قادرة على ضم سيدات الأعمال المغربيات، وتعمل على دعمهن والضغط من أجل مزيد من أصوات النساء في مجالس إدارات الشركات والبنوك، ومجالات الأعمال المختلفة، وتحدي أيا من الظروف والعقبات التي قد تمنع أو تعوق مشاركتهن وتمثيلهن، كونها تؤمن أن وجود المرأة دليل على قدرة الشركة على العمل بجودة وإمكانية التطور.

وتتويجا لمشوار مهني طويل، كان أبرز ما يميزه هو الاجتهاد والعمل الجدي، تمكنت نزهية حياة من الحصول على منصب رئيس الهيئة المغربية لسوق الرساميل في عام 2016، لتحمل مهام ومسئوليات جديدة، قد تبدو صعبة، ولكنها مقدرة لمشوارها المهني المميز، فحياة سعت من خلال منصبها الجديد إلى تفعيل عديد من المبادرات التي تحث طبقات المجتمع على فهم السوق المالية، من خلال الأنشطة التوعوية وباستخدام وسائل رقمية حديثة.

اقرئي أيضا: نوال المتوكل أول عربية وإفريقية تفوز بذهبية أولمبية 

حملت نزهة حياة لقب "دركي البورصة"، التي تمكنت من أن تحرص وتعزز من إمكانيات عمل سوق الأوراق المالية، كما تولت منصب نائبة رئيس اللجنة الجهوية لإفريقيا والشرق الأوسط للمنظمة الدولية لهيئات أوراق المال حتى عام 2018.

وفي عام 2017، ضمتها مجلة فوربس ضمن قائمتها لأقوى السيدات العربيات، وجاء تصنيفها في هذا العام بالمرتبة السادسة، بعد أن كانت تحتل التصنيف التاسع في العام السابق له، كما اختارتها مجلة جون أفريك التي تصدر في فرنسا ضمن قائمة أقوى 25 سيدة في القارة الإفريقية  2016.

تتحدث نزهة حياة اللغات العربية والإنجليزية والفرنسية والإسبانية، واستطاعت أن تبني جسور من العمل المتعاون بين المغرب وعدد من الدول الأوروبية، مما جعلها تحصل على تكريم من الحكومة البريطانية ونالت جائزة الامتياز المهني في القطاع المصرفي والمالي، ومنحتها الحكومة المغربية أيضا وسام العرش من درجة ضابط لعام 2013، ونالت مؤخرا في يوليو 2019 وسام الاستحقاق المدني بدرجة قائد من العاهل الإسباني الملك فيليبي السادس، وتسلمته في احتفال بالسفارة الإسبانية، كنوع من التقدير لمجهوداتها في العمل على تعزيز العلاقات الإسبانية المغربية، وإشادة بحياتها المهنية وشغفها بمبادئها وذكائها ووفائها لعملها وبلادها.

اقرئي أيضا: 

توحيدة بالشيخ أول طبيبة في العالم العربي من تونس 

أحلام مستغانمي شمس جزائرية تضيء الأدب العربي 

نجاة بلقاسم راعية غنم مغربية أصبحت وزيرة في فرنسا