اليوم العالمي للفتاة في نشرة الأمم المتحدة للمرأة
الأكثر مشاهدة
في نشرتها الصادرة في 9 أكتوبر 2019، تشير هيئة الأمم المتحدة للمرأة إلى الحملة التي تتبناها بمناسبة مرور 25 عاما على إعلان منهجية بيكين، التي تم إطلاقها في مؤتمر عالمي بالصين عام 1995، من أجل تمكين المرأة وضمان حصولها على حقوقها كاملة ومتساوية مع الرجال، وقررت على إثر ذلك أن تحمل حملتها الجديدة اسم "مساواة الجيل"، كما تتطرق إلى خطط العام الجديد لاحتفال باليوم العالمي للفتاة (11 أكتوبر).
اليوم العالمي للفتاة
تدعو الأمم المتحدة إلى الاحتفال بالفتيات من كل أنحاء العالم في الحادي عشر من أكتوبر كل عام، باعتبارهن مصدر إلهام وصانعات المستقبل، مع الإشارة لما تتعرض له الفتيات في بلاد العالم المختلفة من انتهاك لحقوقهن الأساسية، فمن بين 1.1 مليار فتاة ، تشير الأحصائيات إلى تزوج 12 مليون فتاة كل عام أعمارهن أقل من 18 عاما، وتعرض 15 مليون مراهقة إلى الإجبار على ممارسة الجنس.
في مخيم كاكوما للاجئين بغرب كينيا، تعيش الفتيات من أصول مختلفة من الصومال وجنوب السودان وبوروندي، تحكي إحداهن كيف تمكنت في المدرسة الداخلية بالمخيم، والتي قامت الفنانة أنجلينا جولي ببنائها، بتعلم لغة البرمجيات وإنشاء المواقع وتصميم ألعاب الكمبيوتر، رغم الصورة النمطية عن دور الفتيات في المجتمع، وتحلم هي وزميلاتها بتصميم مواقع للتواصل الاجتماعي وتطبيقات تساعدهن على التعلم، مما فتح لهن آفاقا جديدة لتبادل المعرفة والعلم.
وتهدف هيئة الأمم المتحدة للمرأة في مبادرات الاحتفال باليوم العالمي للفتاة أن تنهي وصمة الدورة الشهرية، واوضحت طبيعة فترة الحيض التي تصيب الفتيات مع بلوغ سن المراهقة، ويصبحن في أجزاء معينة من العالم منبوذات، فخلال هذه الفترة تعتقد مجتمعات بوجود خرافات بعينها حول النساء.
"إذا لمست الطعام أو قمت بإعداده خلال الدورة الشهرية سيتعفن"، و"إذا نظرت إلى شخص، ستجعلينه يمرض"، و"القروش سوف تهاجمك، إذا قمت بالسباحة في البحر"، جمل تسمعها بعض السيدات في مناطق ما حول العالم، إلى جانب سوء المعاملة إما بالاجبار على الانعزال عن الناس خلال هذه الفترة، أو الامتناع عن الاستحمام، واستبعادها من التعامل اليومي مع الاخرين، مما جعل كثير من الفتيات والنساء يتعاملن معها على أنها تابوه، ويطلقن عليها أسماء أخرى.
تعاني 12.8% من الفتيات والسيدات حول العالم من الفقر، مما يجعل الحصول على منتجات العناية بالمرأة خلال فترة الحيض من فوط صحية ومسكنات أمر يصعب تحقيقه، بسبب غلاء سعرها أو اعتبارها سلع غير مهمة لا تسعى الدول إلى توفيرها، مما يضطرهن إلى استخدام أوراق الجرائد، ومناديل دورات المياه، وأكياس البلاستيك، والملابس، أو الحقائب.
توجد 1.25 مليار فتاة وسيدة حول العالم لا يمكنهن التمتع باستخدام دورة مياه خاصة وآمنة، وهناك 526 مليون سيدة وفتاة لا يملكن دورة مياه على الإطلاق، وبسبب التردي والفقر والعنصرية تجاه النساء غياب القدرة على الحصول على منتجات عناية خلال فترة احيض، من الممكن أن تؤثر الدورة الشهرية على صحتهن النفسية والجسدية، وتمنعهن نظرة المجتمع من الحصول على فرص تعليم جيدة، وكذلك تقل فرص توظيفهن، مما على تمكينهن اقتصاديا واجتماعيا.
وتسعى الأمم المتحدة إلى انتشار الوعي بإزالة الوصم عن الدورة الشهرية، وضرورة توفير ادوات العناية بالنساء خلال هذه الفترة، مع ضرورة تحسين أماكن العمل والدارسة بوجود دورات مياه نظيفة تراعي طبيعة النساء، وحاجتهن الفسيولوجية الطبيعية.
مساواة الجيل
وتأييدا لحملة الأمم المتحدة للمرأة "مساواة الجيل"، بدأت القيادات النسائية من حول العالم تحشد من أجل المشاركة في الحملة ودعم أفكارها، وذلك في اجتماعات الدورة الـ 74 للجمعية العامة للأمم المتحدة، بالإشارة إلى ضرورة تسريع إجراءات المساواة بين الجنسين.
وعبرت كوليندا كيتاروفيتش، رئيسة كرواتيا، عن ضرورة وجود تحولات جذرية من أجل ضمان تعزيز الدور القيادي للمرأة، وأضافت خلال الاجتماع مع القيادات النسائية من حول العالم أن "هناك تشريعات مثالية في أوكرانيا خاصة بالمساواة بين الرجل والمرأة، ولكن لا يتم تنفيذها على أرض الواقع"، وعبرت عن عدم قدرة النساء على الوصول لمناصب قيادية بصورة أكثر، بسبب "متاهات زجاجية" لا "سقوف زجاجية"، موضحة أن المراة تتخبط في أروقة السلطة دون الوصول.
وقال أحد الإئمة المسلمين في بوروندي، والممثل القانوني للتحالف الشمالي من الإئمة من أجل التنمية الإنسانية، بوكورو إيلي خلفان إن عقبات التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية في بلاد بوروندي تتنوع ما بين الزواج المبكر والقسري وتعدد الزوجات، مشيرا إلى أن الاستمرار في جهود تنمية المرأة وتمكينها يجعل الإنسانية قادرة على التقدم بصورة أكبر،وأضافت هناء فيضي، ناشطة نسوية ليبية، أنه رغم مرور 25 عاما على إعلان بيكين، ما زال هناك تمييز في سوق العمل والمدرسة والرياضة، مما يعني ضرورة السعي والمحاربة من أجل المساواة.
اقرئي أيضا:
الكاتب
هدير حسن
الخميس ١٠ أكتوبر ٢٠١٩
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا