مريم مطر عالمة الجينات ورائدة الابتكار الصحي
الأكثر مشاهدة
"أمثل جيل الإماراتيات، ونريد أن نرد الفضل لهذا الوطن" فالدكتورة الإماراتية مريم مطر تعلم أن لموطنها عظيم الأثر في نفسها، وتريد أن تعمل من أجل أن تجعله يحظى بمواطنين أصحاء، وتعيش الأجيال المتعاقبة في ظروف صحية أفضل، وتطمح أن يكون لأبحاثها الجينية ومبادراتها العلمية دور في تحقيق ذلك، خاصة، وهي أول غماراتية تتولى منصب وكيل وزارة الصحة.
تعرفي على: نبيلة التونسي كبيرة مهندسي أرامكو والأكثر نفوذا
العالمة الإماراتية مريم مطر
في أسرة مكونة من تسعة أبناء، خمس منهم من البنات، وأربعة من الأولاد، ولدت مريم محمد مطر بن أحمد عام 1975، داخل بيئة لا تعرف التفرقة بين الأولاد والبنات، فلا أفضلية لأحد عن الآخر، فرغم عدم تسني الفرصة للأب والأم للحصول على أي قدر من التعليم، كان توفير البيئة المناسبة ليتعلم الأبناء هو الشغل الشاغل.
تعرّف مريم نفسها على موقع التواصل الاجتماعي تويتر بـ "مريم محمد فاطمة مطر"، في إجلال وتقدير لـ"فاطمة" والدتها، التي تعتبرها أكبر الداعمين لها طوال مشوارها، من بداية حرص الأم على ضمان مستقبل أبنائها، وحتى ثقتها في إمكانيات ابنتها وتحفيزها الدائم لها.
عندما توفيت جدة مريم، حين كانت ما تزال طفلة في السابعة من عمرها تقريبا، أدهشها حضور كثير من المعزين على اختلافاتهم، وبسؤال والدتها، علمت أن ذلك لعمل الجدة كمداوية، فتمنت أن تصبح طبيبة حتىى تترك أثرا طيبا، كالذي جعل الناس يحضرون عزاء جدتها، وبالفعل، في عام 1998، بدأت مريم مشوارها نحو تحقيق حلمها، بعد أن نالت درجة البكالوريوس في الطب والجراحة من كلية دبي الطبية.
كانت مريم تتميز بقدرتها على التفوق الدراسي والأكاديمي، كما نالت شهادة من برنامج طب الأسرة بدرجة امتياز على مدى أربع سنوات، وسعت إلى الحصول على عدد من الدورات والمنح التدريبية والبعثات التي تُمكنها من تطوير إمكانياتها، فدرست في الجامعة الملكية البريطانية، وألمت بطرق علاج الجروح وفن التعامل مع المرضى، كما حصلت على عدد من الدورات التدريبية في جامعة جورج واشنطن في الولايات المتحدة الأمريكية، حتى قررت أن تتخصص علم الأمراض الوراثية الجينية في اليابان.
وبعدها، التحقت مريم ببرنامج الشيخ محمد بن راشد لتنمية القيادات، وتخرجت عام 2004، وبدأ مشوارها المهني مع تأسيسها مركزالعافية الصحية في كليات التقنية العليا في عام 2002، وتولت رئاسته، كما أسست نادي دبي للسيدات في كلية دبي للطالبات، ثم تخصصت في مهنتها كطبيبة، بتولي منصب وكيل وزارة الصحة في عام 2006، لتكون أول إماراتية تتولى هذا المنصب.
واستطاعت مريم من خلالها منصبها، الذي استمرت به حتى عام 2008، على ان تطلق عدد من برامج الرعاية الصحية والمجتمعية في الإمارات، وساهمت في زيادة عدد مراكز الرعاية الصحية من 52 مركز، حتى 97 مركزا في مناطق مختلفة من البلاد.
اهتمت مريم مطر بعلم الجينات، ورأت أنه يمكنها باتباع الفحوصات والتحاليل، وإجراء الأبحاث، أن تجعل استكشاف الأمراض المنتشرة داخل الإمارات أسهل، والتمكن من خلال الوقاية ضد الأمراض الجينية من الحظي بأجيال قادمة أكثر صحة، ولذلك عملت على إنشاء جمعية الإمارات للامراض الجينية عام 2004، وقامت برئاستها.
اقرئي أيضا: غادة المطيري باحثة سعودية حققت إنجازات عالمية
ومن خلال فريق بحثي، اختارته مريم على مستوى عالي من الحرفية والمهنية ومن جنسيات مختلفة، تمكنت منفحص آلاف الإماراتيين لاكتشاف الخارطة الجينية لهم، والعمل على تحديد أكثر الأمراض الجينية انتشارا، ورأت أن مرض الثلاسيميا أبرز هذه الأمراض، وهو المعروف بـ "أنيميا البحر المتوسط"، وهو اضطراب وراثي ينال من خلايا الدم، ويؤدي إلى انخفاض نسبة الهيمجلوبين في الدم، مما يؤدي إلى انخفاض مستوى الأكسجين.
بسبب خطورة المرض، وانتشاره بين أهل الإمارات العربية، سعت مريم مطر إلى التوعية به من خلال كثير من المبادرات، حتى تمكنت من إقناع الشيخ نهيان بن مبارك وزير التعليم العالي في الإمارات بحاجة الجمعية إلى مبلغ ضخم تستثمره في الأبحاث والفحوصات من أجل نشر الوعي، والعمل على استكشاف طرق الوقاية منه، وبالفعل، حصلت على المبلغ، ورفعت جمعيتها عام 2012 شعار "إماراتنا خالية من الثلاسيميا"، حتى تمكنت بسعيها واجتهادها أن تساهم في إصدار قانون الفحص الإلزامي قبل الزواج، بما يقلل من نسب انتقال الأمراض الجينية.
ولمريم مطر، نشاطات أخرى مختلفة عن الطب، فأسست جميعة الإمارات لمتلازمة داون، وشغلت منصب نائي رئيس مؤسسة "دبي العطاء" عام 2007، كما تولت منصب المدير العام لهيئة تنمية المجتمع، ونالت عن نشاطاتها وأعمالها العلمية مجموعة كبيرة من الجوائز والتكريمات، وآخرها جائزة المرأة العربية الرائدة في مجال الابتكار الصحي لعام 2019.
وتم اختيارها لتكون سفيرة النوايا الحسنة بالجماعة العربية للمرأة والطفل، كما حصلت على جائزة الشيخ راشد للتفوق العلمي في كلية الطب، وفي عام 2002، حصلت على جائزة أفضل مشروع صحي على مستوى كليات التقنية العليا، وجائزة أفضل مشروع مجتمعي من برنامج محمد بن راشد لإعداد القادة، وضمتها مجلة العلوم الإسلامية، التي تصدر في المملكة المتحدة، ضمن قائمة أفضل 20 امرأة عالمة مسلمة، والأكثر تأثيرا في المجتمع الدولي، كما اختارتها مجلة أرابيان بيزنس كأقوى امرأة إماراتية في مجال العلوم والبحوث.
تقول مريم في أحد التصريحات إنها تتمنى أن تحصل على جائزة نوبل في العلوم، غير مستبعدة هذا الحلم، مؤمنة أن عملها من أجل وطنها هو الذي قد يمكنها من ذلك، فهي تعتبر نفسها محظوظة بدعم أسرتها ودعم قادة الإمارات، الوطن الذي تعبر عن حبها له بـ "الإخلاص والتفاني في العلم، والتكاتف من أجل ضمان مستقبل أفضل للأجيال القادمة"
اقرئي أيضا:
مريم المنصوري أول إماراتية برتبة رائد طيران مقاتل
الكاتب
هدير حسن
الإثنين ٢١ أكتوبر ٢٠١٩
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا