ريما مكتبي الشغوفة بالقصص الإنسانية والخطوط الأمامية
الأكثر مشاهدة
في ظل التظاهرات الحاشدة التي يشهدها لبنان حاليًا، تجد المذيعة والمراسلة ريما مكتبي في وسط المتظاهرين تكلم هذا وتتحدث مع ذاك، ينفعل عليها المنتمون للأحزاب والتيارات فترد بالمنطق والمهنية وثبات انفعالي بنته عبر سنوات من العمل الإعلامي في مناطق الصراعات المحتدمة، وانتقالها بين غرف الأخبار بكل ما تحمله من كواليس شاقة.. السيدة التي ترأس مكتب قناة العربية في المملكة المتحدة، نزلت إلى الشارع اللبناني لتؤدي عملها كمراسلة صحافية بدون تكلف أو اعتبارات لمناصب، وعندما تعرض المراسلون والصحافيون للضرب في ساحة رياض الصلح قبل أيام، صعدت على سطح سيارة حتى تكمل عملها وتحاول نقل الصورة للمشاهد كما هي. في السطور القادمة سنتعرف أكثر على ريما مكتبي.
من هي ريما مكتبي مذيعة العربية؟
في يوليو من العام 2006 بدأت عمليات عسكرية ومواجهات شديدة بين كتائب حزب الله اللبناني وجيش الاحتلال الإسرائيلي شهدها العالم كله فيما عرف بعد ذلك بحرب تموز، وكانت ريما مكتبي وقتها مراسلة صحفية في بدايتها، لكنها استطاعت أن تحصل على الكثير من اللقاءات الحصرية والتغطيات القوية التي عرضتها شاشة قناة العربية وقتها، لتبدأ مكتبي في سطر اسمها واضحًا بين الكثير من الأسماء الصحفية والإعلامية اللامعة خصوصًا في هذا الوقت الحرج من تاريخ الوطن العربي والشرق الأوسط.
اقرئي أيضًا: غادة المطيري باحثة سعودية حققت إنجازات مهمة
نزلت هذه الشابة إلى ساحات المعارك بدون تدريب مسبق في 2006 وكأنها معتادة على الأمر، لأنها لم تكن الحرب الأولى التي تشهدها، فقد سرقت الحرب الأهلية اللبنانية والدها منها في بداية الثمانينات من القرن الماضي وتحديدًا في 26 أبريل 1980، وهي ما تزال في الثالثة من عمرها، ليتركها برفقة أمها ذات الـ21 عامًا وأخويها جورج وربيع، تقول عن ذلك: "بعمري كله قلت كلمة بابا أقل من 10 مرات"، وتصف أن يوم قتل والدها عنون حياتها بكلمة التحدي.
خلال ساعات الليل يتعرض الإعلاميون للكثير من المضايقات وتحاول بعض العناصر المندسة اخراج الإعلام من ساحة #رياض_الصلح من خلال الشتائم والاعتداء اللفظي لقطع البث المباشر والرسائل الصحافية من #وسط_بيروت #لبنان__ينتفض pic.twitter.com/JCmNBzNNRp
— Rima Maktabi (@rimamaktabi) October 20, 2019
القدر لعب دور البطولة في حياتها، ورسم لها حياة مختلفة عن التي خططت لها، بدلًا من أن تولي وجهها شطر كلية الهندسة، ذهبت لدراسة الإعلام بعدما عملت بالصدفة بتلفزيون المستقبل، وزللت الحياة الصعاب أمامها وساعدتها موهبتها الفطرية في الحصول على منحة دراسية من مؤسسات رفيق الحريري، لتتعلم بالجامعة الأمريكية ببيروت وتحصل على بكالريوس الإعلام ومن بعده ماجيستير في السياسة، "بنت ما بتملك ولا شي بقت بدرس بأغلى جامعة ببيروت".
اقرئي أيضًا: مريم المنصوري أول إماراتية برتبة رائد طيران
ظلت ريما مكتبي تعمل مقدمة للنشرة الجوية في تلفزيون المستقبل لمدة 10 سنوات، ثم قدمت بعدها عددًا من البرامج الخفيفة والترفيهية مثل برنامج ليلة أنس مع الممثل السور باسم ياخور، وريما وين وآخرها كان برنامج أصحاب عام 2001، وفي خلال تلك السنوات الطويلة ظل حلم تقديم الأخبار يداعبها، فتحولت لممارسة الصحافة الاستقصائية في صحيفة النهار اللبنانية، لتضع قدمها على أول السلم، وتتحول بعد ذلك إلى الصحافة المرئية وتنضم إلى قناة العربية. ساهمت الحرب اللبنانية عام 2006 في شهرتها كمراسلة خصوصًا وأنها تمتعت بأسلوب محترف، ولغة دقيقة وجرأة لنقل الأحداث وهي تحت القصف.
حلمت ريما بالانضمام إلى غرفة أخبار شبكة CNN العالمية، وكالعادة حققت حلمها ونجحت في أن تصبح واحدة من فريق عمل القناة لمدة عامين من أكتوبر 2010 إلى 2012، وفي تلك الفترة قدمت أكثر من 100 حلقة في برنامجها "داخل الشرق الأوسط"، الذي غطت فيه أحداث عربية مهمة مثل ثورة الخامس والعشرين من يناير في مصر والثورة التونسية والأحداث السورية.
عام 2012 اخترتها منظمة "العمل ضد العنف المسلحة الدولية" ضمن أهم 100 مراسل وصحفي مؤثرين في تغطية الحروب حول العالم، وتلقت العديد من التكريمات الدولية، لكن الحياة ليست بهذه السهولة، فكما يوجد نجاحات لا بد أن نواجه اختبارات ومحن، واختبار ريما لم يكن سهلًا على الإطلاق فقد اكتشفت بالصدفة عام 2015 ورمًا دماغيًا حميدًا كان يستدعي إجراء عملية خطيرة في أسرع وقت ممكن، "قضيت حياتي طيران، ما بين العراق وتونس ومصر ودبي ولبنان، كنت بالخطوط الأمامية والمواجهات دائمًا.. ونسيت أحلم بالصحة".
اقرئي أيضًا: هيفاء المنصور مخرج سعودية متمردة وصلت للعالمية
ذهبت لتلقي العلاج في الولايات المتحدة الأمريكية، وكانت تستغرب كثيرًا من أحوال القدر فالطفلة التي كانت عائلتها تخش المرض خوفًا من تحمل تكلفة العلاج التي تفوق قدراتهم المادية، صارت قادرة على الذهاب إلى أمريكا من أجل الاستشفاء، وبالفعل أجرت عملية استئصال للورم، كللت بالنجاح رغم فقدانها لصوتها لمدة شهور طويلة، لكنها عادت بصحة أفضل ورغبة كبيرة للاستمرار في نقل الصورة.
تحكي ريما في منتدى دبي للصحافة عن عودتها للشاشة وللتحليق قائلة: "رجعت للطيران.. واخترت أشوف بالناس الخير، وبعد عندي أحلام، بحلم إنا كإعلام ما نتوقف عن سرد قصص البشر بالعراق وفلسطين وسوريا واليمن، قد ما كانت مكررة وتعبنا منا.. بحلم إنه أرجع لقصص الناس حتى في المناطق الخطرة".
وفي عام 2016 تزوجت ريما مكتبي من الإعلامي السعودي عبد الرحمن الراشد، رئيس التحرير الأسبق لجريدة الشرق الأوسط وعضو مجلس إدارة مجموعة إم بي سي الحالي، وهي الآن تشغل منصب مديرة مكتب قناة العربية في المملكة المتحدة.
اقرئي أيضًا:
أحلام مستغانمي شمس جزائرية تضيء الأدب العربي
أميرة الطويل سيدة أعمال سعودية آمنت بحقوق المرأة
كريستيان بيسري مذيعة العربية التي أصابتها لعنة الجمال
مصدر الصورة الرئيسية
الكاتب
ندى بديوي
الخميس ٢٤ أكتوبر ٢٠١٩
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا