نيت إقرت ملكة مصرية قديمة بين الحقيقة والأسطورة
الأكثر مشاهدة
ألغاز التاريخ المصري القديم ما تزال غير مكتشفة حتى الآن بشكل كامل، وكل يوم يفصح عن جديد، ومن الملكات التي تعد سيرتهن واحدة من هذه الألغاز، الملكة نيت إقرت، أو نيت إقرتى، أو نيتوكريس باللغة النونانية، وهي التي حكمت مصر لفترة في نهاية عصر الأسرة السادسة للدولة القديمة.
من هي نيت إقرت؟
في نهاية عهد الأسرات المصرية غالبًا ما كانت تظهر أسماء نساء يصعدن إلى الحكم بسبب الظروف السياسية التي تدفعهن إلى ملء الفراغ السياسي الحادث بسبب تصارع الطبقة الحاكمة وانتشار الدسائس، وقد يصلن كحكمات منفردات أو وصيات على عروش أبنائهن.
اقرئي أيضًا: قصة ميريت نيت أول امرأة تجلس على عرش مصر والعالم
ورغم أن اسم نيت إقرت منقوشًا ومدونًا في الخرطوشة التي تحمل اسم ملوك الأسر السادسة، فهناك من العلماء من يقول أنها أسطورة وليست ملكة فعلية حكمت مصر القديمة لأن ذكرها اقتصر على عدد محدود للغاية من المؤرخين، فيما يعتقد البعض الآخر بوجودها لأن اسمها ذكر في كتاب التواريخ للمؤرخ العظيم هيرودوت، وكذلك في مؤلفات المؤرخ المصري مانتيون السمنودي، الذي كان كاهنًا في عهد بطليموس الثاني وتم تكلفته بكتابة وتدوين تاريخ مصر في القرن الثالث قبل الميلاد تقريبًا.
يرجع البعض نسب نيت إقرت إلي الملك بيبى الثانى، الذي يعد أحد أطول ملوك مصر القديمة حكمًا للبلاد، وزوجته الملكة نيت، وهي أخت الملك مرن رع الثانى، الذي حكم مصر لمدة عام واحد ثم جاءت بعده نيت إقرت بحسب بعض المصادر.
اقرئي أيضًا: السلطانة شجرة الدر التي أوقفت الصليبيين وماتت عارية
وقد جاء في كتاب تاريخ هيرودوت ما نصه: "أخبروني بأنها ورثت العرش بعد مقتل أخيها على يد رعاياه، وهم الذين نصبوها على العرش. و لما تولت عرشها ظلت تدبر الخطط للانتقام لمقتله"، وتقول بعض المصادر ومنها هيرودوت أن نيت إقرت وضعت خطة ماكرة للثأر من قتلة أخيها، وانتهزت فرصة إنشاء مبني كبير تحت الأرض وأقامت مأدبة كبيرة احتفالًا بالبناء، ودعت إليها من تأكد مشاركته في قتل الأخ، وحينما تأكدت من انشغالهم بالطعام، امرت الخدم بفتح بوابة يتدفق منها ماء النيل ليغمرهم فيموتوا غرقى، وأنها أقدمت على الانتحار خوفًا من غضب أسر القتلى.
وبينما يذكر هيرودوت هذه الواقع، وينسب إليها مانتيون بناء الهرم الأصغر بسبب تشابه اسم الملك منكاورع و "منكارع" الذي هو اسم العرش الخاص بنيت إقرت، فإن اسمها لم يذكر صراحة في المصادر المصرية القديمة.
وهناك من يقول أن اسمها ورد في بردية تورينو الذي تضم أسماء الملوك الذين جلسوا على عرش مصر قبل الملك رمسيس الثاني مع ذكر مدة حكمهم، وهو الاعتقاد الذي يرد عليه علماء المصريات بأنه خاطئ وقت حدث بسبب وجود مشكلة نسخية حدثت عند تجميع المخطوطة، خصوصًا وأن اسمها لم يذكر في قائمة أبيدوس ومكانها نقش اسم الملك نتر كا رع سبتاح.
اقرئي أيضًا: الملكة ناريمان زوجة الملك فاروق وآخر ملكات مصر
وقد أشعلت هذه الملكة المجهولة خيال الأدباء والمؤلفين الخصب، واستخدموا أسماء وبنوا لها شخصية في الدراما الخاصة بهم، ومنهم الكاتب الكبير نجيب محفوظ في روايته رادوبيس، بينما استلهم الكاتب المسرحى الأمريكى تينيسي وليامز قصته القصيرة "انتقام نيتوكريس" والتي تدور حول فكرتها للثأر من قتلة أخيها من خلال ذكر التفاصيل الدقيقة للخطة، وهي القصة المنشورة في مجلة Weird Tales الأمريكية عام 1928.. كما تظهر شخصيتها أعمال غربية أخرى.
وبذلك تكون نيت إقرت قد عاشت في الأسطورة أكثر بكثير من وجودها الواقعي، خصوصًا وأنه لم يكتشف لها أية آثار أو مقبرة أو برديات ونقوش.
اقرئي أيضًا:
الملكة إليزابيث الثانية الأطول عمرًا على عرش بريطانيا
تعرفوا على أشهر الحركات النسوية على مر التاريخ
الكاتب
ندى بديوي
الأحد ٢٧ أكتوبر ٢٠١٩
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا