هدى قطب مصرية في الإعلام الأمريكي وحكايتها مع التبني
الأكثر مشاهدة
هدى قطب واحدة من الأسماء اللامعة في عالم الإعلام الأمريكي ومن أهم النساء المؤثرات والملهمات، فمشوارها لم يكن سهلًا على الإطلاق بل تغلبت فيه على الكثير من الصعوبات، في البداية كانت الهجرة والأصول غير الأمريكية، ثم الرفض في أكثر من مؤسسة إعلامية، وبعدها فشل الزواج والإصابة بالسرطان.. ورغم كل تلك العقبات لم تفقد هدى إيمانها وأكملت حياتها بالكثير من التحدي لتسطر بطولات حياتية ومهنية، فقد وصلت إلى تقديم البرنامج الصباحي الشهير "توداي" ضمن برامج شبكة "أن بي سي" الأمريكية، وحصلت على جائزة "الإيمي" عن فئة تقديم البرامج.
من هي الإعلامية هدى قطب؟
ولدت هدى قطب في أغسطس 1964 في مصر، والدها عبد القادر قطب المتخصص في الطاقة الأحفورية، ولها أخ وأخت، وقد سافرت عائلتها بعد عام واحد من ولادتها ليستقرون في الولايات المتحدة الأمريكية، وتعمل والدتها في مكتبة الكونجرس. وقد تحدث هدى في عدة مقابلات عن أصولها المسلمة وكيف أنها تقدر ما فعله والديها بالانتقال إلى أمريكا.
تربت هدى في بيت مصري بثقافة أمريكية، في مورجانتاون بولاية فيرجينيا الغربية، وتخرجت في مدرسة هانت فورنت الثانوية عام 1982، ثم حصلت على درجة البكالوريوس في الصحافة الإذاعية.
اقرئي أيضًا: الملكة رانيا زوجة وأم مهمومة بوطنها العربي
بعد التخرج واجهت قسوة الحياة العملية، وتم رفضها في كل المقابلات الخصية التي أجرتها لتلتحق بمؤسسات إعلامية صغيرة كانت أو كبيرة بدعوى أنها غير مؤهلة، إلى أن أتها عرض مفاجئ عام 1998 من شبكة "أن بي سي" لتصبح واحدة من مراسليها. وفي وقت قصير حققت هدى قطب إنجازات كبيرة وأثبتت قدراتها الصحفية وموهبتها في الوصول إلى الحقائق والتغطية في أماكن الصراع والحروب، فخرجت بالعديد من القصص الإنسانية من إعصاري كاترينا وتسونامي عام 2004، وحرب ميانمار (بورما) حيث حاورت الرئيسة المنتخبة أونج سان سو كي والتي كانت رهن الإقامة الجبرية وقتها.
وفي أحد الاحتفالات عبرت هدى عن حبها العميق لعملها، وبالرغم من ذلك قالت إنها تمنت الانضمام لصف الصليب الأحمر في هذه الأوقات الصعبة بدلًا من العمل الإعلامي ونقل الأحداث، ووصفت أن كل هذه الأحداث المأساوية لم تؤهلها لمواجهة أهم قصة في حياتها، عندما اكتشفت إصابتها بسرطان الثدي.
في مارس 2007 خضعت هدى لاستئصال الثدي، ومنذ ذلك الحين أصبحت واحدة من الداعمين لمرضى سرطان الثدي والمشجعات على تلقي العلاج، خصوصًا بعدما سمحت لكاميرات برنامج "توداي" بتوثيق رحلة علاجها حتى تعافيها من المرض. وعام 2008 في خضم حربها الشرسة مع السرطان، وجدت أنه لن يمنحها أي فرصة للإنجاب والحصول على أطفال في المستقبل، في نفس الوقت انفصلت عن زوجها، وفي عام 2010 روت قصتها الملهمة في كتابها "كيف تغلبت على مناطق الحرب: الشعر التالف، السرطان كاثي لي"، ليكون كتابها عونًا لكل من فقد الأمل في مجابهة هذا الوحش.
اقرئي أيضًا: ريما مكتبي إعلامية شغوفة بالقصص الإنسانية والخطوط الأمامية
استمرت هدى في التألق العملي، حتى أصبحت عام 2017 مذيعة رئيسية لبرنامج "توداي" الذي يعرض عل شبكة "أن بي سي" من العام 1952، والمصنف ضمن أفضل 50 برنامجًا أمريكيًا من خلال احتلاله المرتبة الـ17 في التصنيف، لتكون مع زميلتها سافانا جوثري، أول امرأتين تقدمان البرنامج معًا بدون اشتراك من الجنس الآخر منذ بداية عرضه عام 1952. ويبدو أن 2017 كان عام سعدها، فقد وجدت ضالتها الحياتية حين أقدمت على تبني طفلة تدعى هالي جوي قطب، وفي الشهور الأولى من عام 2019 تبنت طفلة أخرى.
شخصيتها من البدايات الأولى كانت قوية، وظهرت فيها ملامح الشغف والقدرة على إلهام ومساعدة الآخرين، فقد ألقت خطاب التخرج لدفعتها بجامعة فرجينيا، ثم أنتخبت رئيسة لمجلس إدارة جمعية خريجي كلية التكنولوجيا في نفس الجامعة، وألقت الكثير من الخطابات التحفيزية للطلاب بجامعات أخرى، وكانت مسئولة عن تحرير صفحة خاصة للخطابات الملهمة في صحيفتي "دايلي نيوز" و"نيويورك تايمز".
أصدرت قطب خلال مسيرتها 5 كتب، منها كتاب "أنت سعادتي" الذي يتحدث عن علاقة الأباء والأبناء، والحاصل على أكثر الكتب مبيعًا في تصنيف مجلة نيويورك تايمز لعام 2019. وخلال مسيرتها المهنية والإنسانية الحافلة استطاعت أن تثبت أهمية الرغبة في النجاح والإصرار عليه، فقد كانت بدايتها صعبة وقوبلت بأكثر من 27 رفضًا حتى تجد قطارها الصحيح الذي أخذها في رحلة رائعة ومؤثرة وإن كانت صعبة.
اقرئي أيضًا:
الملكة نازلي صاحبة الجلالة والجدل التي حرمت من لقبها الملكي
6 ناجيات من سرطان الثدي حاربن المرض بشجاعة وإيمان
غادة المطيري باحثة سعودية حققت إنجازات عالمية
مصدر الصورة الرئيسية
الكاتب
ندى بديوي
الأربعاء ٣٠ أكتوبر ٢٠١٩
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا