أسباب عدم التركيز والتشتت وما هو العلاج‎

عدم التركيز وتشتت الانتباه مشكلة تقابلنا جميعًا، ربما بسبب إيقاع الحياة السريع، وربما أيضًا بسبب كثرة المهام والأعمال المطلوبة من كل منا، ويشمل عدم التركيز أثناء العمل أو المذاكرة، عند الاستماع، النسيان، الشعور بالخمول، ولمعرفة أسباب عدم التركيز بشكل مفصل لتحديد المشكلة ومن ثم العمل على حلها، تابعي معنا هذا المقال.

مصدر الصورة

أسباب عدم التركيز والخمول

هل يراودك التفكير لماذا يكون من السهل على بعض الأشخاص التركيز، بينما لا يمكن لأخرين فعل نفس الأمر لمدة دقيقتين دون الشرود؟ فيما يلي 12 أكثر أسباب عدم التركيز شيوعًا لتحديدها والمساعدة في التغلب عليها:

عدم الحصول على ما يكفي من النوم: النوم مهم جدًا فهو يساعدنا على إعادة شحن كل طاقتنا، وهو يمنح الدماغ فرصة لممارسة الاتصالات العصبية، ويمنح أجسامنا وقتًا لإصلاح العضلات واستبدال المواد الكيميائية، لذلك عندما لا نحصل على كمية مناسبة من النوم (وهو ما يختلف من شخص لأخر، ولكن حوالي ست إلى ثمان ساعات في المتوسط) ستكون هناك معاناة بعدة أشكال العقل يأخذ العبء الأكبر منها، وسوف تجدين صعوبة بالغة في التركيز على أي شيء لأن عقلك ليس متعبًا فحسب بل مشوش ومرتبك، لأنه لم يكن لديه الوقت الكافي الذي يحتاجه للاستعداد ليوم كامل آخر من النشاط، ويصبح حائر بين المهمة التي يقوم بها حاليًا، والرغبة في الراحة، كما يجب التأكد من عدم وجود اضطراب في النوم، مثل توقف التنفس أثناء النوم، لأنك إذا لم تحصلي على قسط جيد من النوم العميق المريح سيحدث مثلما يحدث كنتيجة لقلة النوم.
النظام الغذائي غير الجيد: مع النوم الجيد وممارسة التمارين الرياضية يحتاج الجسم إلى الوقود، ومثل أي جهاز سيواجه جسمك مشكلات إذا لم يتم تزويده بالوقود الصحيح، وهما الماء والطعام الصحي، لذا يجب عدم تناول الوجبات السريعة والمشروبات الغازية المليئة بالسكر.
عدم ممارسة الرياضة بما يكفي: لو اعتبرنا النوم الوجه الأول لعملة، فالجانب الآخر لها هو ممارسة الرياضة، وللأسف معظمنا لا يحصل على تمرين جيد بما فيه الكفاية، ولكن قلة التمرين ستؤثر على العقل والجسم.
المشتتات الكثيرة: فمثلًا المذاكرة أو العمل مع استخدام الهاتف، التلفزيون، الكمبيوتر يؤدي هذا إلى عدم التركيز، نحتاج جميعًا إلى إلقاء نظرة فاحصة وطويلة على الطريقة التي تعيق بها الأجهزة التي نملكها ونستخدمها عملنا.
عدم التعامل مع المشاكل: الكثير من الأشخاص يشكون دائمًا من مشاكل كثيرة، ولكن لا يتعاملون معها، ما يسبب تشتيت ذهنهم، لذا يجب تحديد طريقة التعامل مع المشكلات، وستتوقف هذه المشكلات عن إزعاجنا، فإذا كانت مدرجة في قائمة الأشياء التي يجب التعامل معها، أو نتخذ خطوات لإنجازها، حتى إذا المشكلة الفعلية لم يتم حلها، فبمجرد البدء في العمل عليها فستتوقف عن تشتيت انتباهنا.
عدم وضع خطة جيدة: وهذه النقطة تتعلق أيضًا بالنقطة السابقة، فالخطة ضرورية إذا كنت تريدين التركيز، عندما تتعاملين مع شيء ما يجب أن يكون لديك خطة، سواء أكان الأمر بسيطًا مثل إعداد قائمة قبل الذهاب إلى السوبرماركت أو بناء مجموعة كاملة من الخطط للعمل أو لأمور البيت، تأكدي من أن لديك خطة، بهذه الطريقة يمكنك التركيز على كل خطوة، وليس على المشروع بأكمله، حتى لا يتشتت انتباهك، ويجب تحديد ما المشكلة بالضبط التي تحاولين حلها؟ قبل أن تركزي على المهمة نفسها.
العمل في بيئة فوضوية: عند العمل أو المذاكرة فأنت تحتاجين إلى مكان خالي من الفوضى لا يشتت انتباهك، فحتى مجرد تراكم الأشياء على سطح المكتب، سيشتتك، الهدف أن تعطي لنفسك وعقلك القدرة على التركيز بسهولة على شيء واحد فقط.
العمل الستمر: العمل المستمر يجعل قدرتنا على التركيز تضعف، فمن المفيد للغاية الابتعاد عن المكتب والتفكير في شيء آخر، وفي المهن الإبداعية على وجه الخصوص أسهل طريقة لحل مشكلة عدم التركيز هي التوقف عن التفكير في الأمر لفترة من الزمن.
الإجهاد: نحن جميعًا نعاني من الإجهاد ويبدو أن هذا هو روتين الحياة هذه الأيام، والإجهاد يليه القلق المستمر، والإجهاد ليس جيدًا لجسمك أو لعقلك، وقد لا يمكننا التخلص من سبب الإجهاد، ولكن يمكننا جميعًا إيجاد طرق لتقليله.

اقرئي أيضًا: رجيم الديتوكس وكل ما تريدين معرفته عنه

سبب أخر لعدم القدرة على التركيز والتشويش في التفكير

بخلاف الأسباب السابقة قد يكون سبب عدم التركيز (اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه للبالغين)ADHD، فهل لديك مشكلة في الاستماع إلى الناس؟ واتباع التعليمات؟ هل غالبًا تعانين من تقلب المزاج؟ هل لديك الكثير من المتاعب وعدم القدرة على الاسترخاء؟ هل تعانين من القلق والتحرك باستمرار وتهزي ساقيك؟ هل لديك مشكلة في تحديد أولويات المهام؟ هذه كلها أعراض محتملة للإصابة باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه للبالغين، وإذا كنت تعاني من ذلك، فستواجهين مشكلات كبيرة في التركيز على المهمة التي تقومين بها، وقتها تحدثي إلى طبيبك إذا كنت تعتقدين أنك تعانين من ذلك لإيجاد حل سواء كان دواءًا أو تقنيات تأمل أو طرق أخرى ممكنة للتخفيف من الأعراض.

مصدر الصورة

علاج لصعوبة التركيز

التركيز عبارة عن نتاج دورة صحية، لذا يجب تجنب أسباب عدم التركيز وتغيير نمط الحياة إلى النمط الصحي عن طريق ما يلي لتشعرين بتغير كبير في التركيز ومن ثم في الأداء:.

الحصول على ما يكفي من النوم الجيد المتواصل.
تناول غذاء وشراب صحي عن طريق شرب كمية كافية من الماء، وإضافة زيوت السمك والفيتامينات إلى روتين الإفطار، وتناول المزيد من الفواكه والخضروات الطازجة، فقط ابدئي وقومي ببعض التغييرات المهمة في نظامك الغذائي، وستلاحظين بسرعة النتائج في قدرتك على التركيز، وإنجاز الأمور.
ممارسة التمارين الرياضية فالتمرين يحفز نمو الدماغ، ويعزز الهرمونات، ويقاوم القلق والاكتئاب، ويقلل من الإجهاد، ويزيد من الحساسية للأنسولين، كل هذه عوامل يمكن أن تؤثر على التركيز، لذلك مارسي بعض التمارين حتى لو بدئتي ببطء في تغيير نمط الحياة.
يجب إيقاف تشغيل كل شيء لا نحتاج إليه تمامًا عندما تحتاجين إنجاز مهمة، فإذا أزلنا كل هذه المشتتات، فيمكننا تحسين تركيزنا بشكل كبير.
إتخاذ خطوات جادة لحل أي مشكلة ووضع خطة مناسبة للتخلص من تأثيرها على عقلك الباطن كأحد أسباب عدم التركيز.
ترتيب مكان العمل والتخلص من أي فوضى قد تشتت العقل عن المهمة الأساسية التي يقوم بها.
الحصول على استراحة وإعطاء العقل راحة لتقليل التوتر كممارسة اليوجا، التأمل، الحصول على المزيد من النوم، تناول طعام أفضل، قضاء وقت أكثر للراحة، فكلها طرق للمساعدة في تقليل التوتر في حياتنا، ومع وجود قدر أقل من التوتر والقلق، يمكننا التنفس بسهولة أكبر والتركيز على المهام التي تنتظرنا، ومع التركيز أكثر، فإننا نحقق المزيد من الإنجاز.
أما في حالة استمرار المشكلة وقتها ستحتاجين إلى المشورة الطبية وإجراء بعض التحاليل لاستبعاد الأسباب الطبية.

عدم التركيز والتشتيت مشكلة عامة في هذا الزمن، ولكن يمكن التخلص منها بتجنب أسباب عدم التركيز التي تناولنها.