حليمة مظفر كاتبة وشاعرة سعودية ميزتها الجرأة والشجاعة
الأكثر مشاهدة
حليمة مظفر كاتبة سعودية استطاعت أن تشتهر بعمودها "كلاكيتيات"، الذي تتناول فيه قضايا النساء السعوديات والعريات، كما تتطرق من خلاله إلى ما يخص الشأن السعودي والخليجي، فهي واحدة من الكاتبات اللاتي استطعت ان تخوض في كثير من النقاشات التي بدت مثيرة للجدل، وحاولت أن تعبر عن رغبة المرأة السعودية في مزيد من التحرر.
تعرفي على: نبيلة التونسي كبيرة مهندسي أرامكو والأكثر نفوذا
حليمة مظفر السيرة الذاتية
"امرأة تسكن سماء ليست زرقاء" تترك هذا التوصيف عنها على حسابها على موقع تويتر، مؤمنة أنها مختلفة ولها طريقتها المتفردة في التفكير والنظر إلى الأمور. ولدت حليمة عبد القادر مُظفّر في مدينة جدة بالملكة العربية السعودية، في أسرة من ثلاثة أبناء هي أصغرهم، كانت دوما تتلقى الدعم والتشجيع من كل أفراد أسرتها، وبالأخص من والدها الراحل، الذي اهتم بتعليمها وإرشادها، والذي ما زالت تحن إلى وجوده بعد رحيله "اشتقت إلى وجه أبي.. صوته ونحن نقرأ القرآن معا وتصويبه لأخطائي.. اشتقت إلى ندائه لي..إلى قلبه".
منذ صغرها كانت تهوى حليمة الكتابة، ووجدت داخل أسرتها من يشجعها دوما وعندما أتمت السابعة عشر وجهتها نحو الصحف والمجلات واقترحت عليها الكتابة بها، التعبير عن نفسها خلال صفحاتها، والتحقت حليمة بكلية التربية للبنات بمدينة جدة، ودرست في كلية الآداب والتربية، وحصلت منها على شهادة البكالوريوس بعد أن تخصصت لتعلم اللغة العربية عام 1999.
خلال سنوات دراستها الجامعية، عملت حليمة كمتدربة صحفية بجريدة المدينة، وكان لديها اهتمامها أيضا بالشعر والموسيقى والأدب، كما تسهم في الحديث عن الشأن العام ووضع المرأة السعودية، وكذلك الدراما والمسرح، وكانت رسالة الماجيستير الخاصة بها في الأدب والنقد العربي، وتناولت خلالها "مفهوم الدراما وتطبيق نظرية الدراما في السرح السعودي"، ونالت درجة الماجيستير من جامعة الملك عبد العزيز بجدة في عام 2007.
في البداية، عملت حليمة كمعلمة لغة عربية لمدة عام دراسي واحد في مدرسة خاصة للبنات بمدينة جدة، انتقلت بعدها لتكون محاضرة بقسم اللغة العربية عام 2001 بالكلية الجامعية للبنات التابعة لجامعة أم القرى، وظلت بها حتى عام 2008، وخلال هذه الفترة عملت على كتابة المقالات والعمل في المجلات والصحف السعودية والخليجية، فعملت كمحررة صحفية مختصة بالشئون الثقافية والمحليات بصحيفة الشرق الأوسط في الفترة من 2003 إلى 2007.
عملت حليمة مظفر خلال عامي 2008 و2009 كمسئولة تحرير لمجلة سيدتي بمكتبها الإقليمي في جدة، ولها عمود صحفي إلى اليوم بعنوان "كلاكيتيات" بدأته منذ عام 2007 في جريدة الوطن السعودية، واستمر حتى عام 2014، ثم انتقلت به إلى صحيفة المدينة، وما زال المنصة التي تعبر من خلالها عن أهم القضايا التي تشغلها.
اقرئي أيضا: غادة المطيري باحثة سعودية حققت إنجازات عالمية
كان لحليمة ظهور وحضور في التلفزيون السعودي، فقد قامت بإعداد وتقديم 3 برامج تلفزيونية، هي برنامج "60 دقيق ثقافة وفن" وكان يُعرض على القناة الأولى بالتلفزيون السعودي عام 2008، واستمر على الشاشة لمدة عام كامل، وتهتم فيه بالتعرض للقضايا المتعلقة بالأدب والحركة الثقافية السعودية، كما قدمت برنامج "خارج الإطار" عام 2007 على قناة اقرأ الفضائية، وتمكن أن يحصد مشاهدات عالية، وآخرها برنامج "صريح جدا"، وهو برنامج حواري تم إنتاجه عامي 2010 و2011، وكان يُعرض على القناة الثقافية السعودية، وكان لها دور إشرافي على إعداد وتنفيذ برنامج "4 على الخط" عام 2010، والذي كان يعرض على القناة الثقافية السعودية.
وعلى مستوى المشاركات الثقافية والاجتماعية، كانت حليمة مظفر عضو اللجنة العليا لجائزة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن للتميز النسائي السعودي، وتعمل مشرفا ثقافيا بوزارة الثقافة والإعلام، كما كانت عضو لجنة تطوير المبادرات في "كيف نكون قدوة" ضمن ملتقى مكة الثقافي 2017- 2018.
وتولت حليمة رئاسة لجنة توقيعات ومنصات الكتب في معرض جدة الدولي للكتاب لعامي 2016 و2017، وكانت عضو اللجنة الثقافية بمعرض الرياض الدولي للكتاب في عام 2014، وشغلت منصب نائبة مسئولة اللجنة الثقافية النسائية بالنادي الأدبي الثقافي بجدة في الفترة من 2006 وحتى عام 2011.
وبخلاف المناصب التي تولتها، كان لحليمة مظفر إسهاماتها الأدبية والمعرفية، فأصدرت مجموعة من المؤلفات، منها: "عندما يبكي القمر" وهي مجموعة نصوص وصفتها بـ "الوجدانية" في عام 2003، وديوان "هذيان" الشعري عام 2005، كما أصدرت كتاب "المسرح السعودي بين البناء والتوجس" في عام 2009، وأصدرت نصوصها الشعرية "حبة عنب" عن دار طوى للنشر عام 2011، ومن ضمن إصدارات وزارة الثقافة والإعلام جاء كتابها "أنطولوجيا الأدب السعودي" عام 2011، وفي عام 2013 صدر الجزء الأول والثاني من كتابها "ما وراء الوجوه"، آخر ما صدر عنها كتاب "رجال منقبون ونساء سافرات" عام 2015، الذي يضم مجموعة متنوعة من المقالات التي ترصد فيها آراؤها حول الثقافة والمجتمع والسياسة أيضا.
اقرئي أيضا: نورة الفايز نائبة التعليم وأول سعودية بمنصب وزاري
قبل أن تكتسب المرأة السعودية كثير من الحقوق التي تم إهدارها على مدار سنوات، وقبل أن يتحرر المجتمع السعودي من قيود هيئات تحدثت مطولا باسم الدين، وكان مخولا لها تنفيذ أو منع ما تراه مخلا بهذا الدين، كانت حليمة مظفر تنادي عبر مقالاتها وكتاباتها، وكذلك ظهورها التلفزيوني، بضرورة وجود قوانين واضحة تطبق على الجميع دون منح سلطة غير منطقية لأحد، مع التأكيد على التوقف عن إهدار حقوق المرأة لضمان مجتمع سليم.
كثيرا ما تمت مهاجمة حليمة مظفر بسبب نقاشاتها وآرائها الرافضة للولاية على المرأة، وتدخل هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في الحياة الاجتماعية اليومية للسعودي، وبسبب ذلك كادت أن تتعرض لهجوم، فتم افتعال حريق منذ سنوات في نادي الجوف الأدبي حين عرف أنه سيتم استضافتها به لمنع حضورها، ولكن ذلك لم يثنها عن التعبير عن رأيها دون خوف وبشجاعة.
وكانت ترى أن عام 2017، والقرارات التي اتخذت خلاله، يعد علامة فارقة في تاريخ المملكة العربية السعودية الحديث، لما تضمنه من قرارات إصلاحية وتنموية لها تأثيرها الإيجابي على الوضع الاجتماعي والاقتصادي السعودي، وركزت على القرارات التي تخص المرأة من قيادة السيارة وتمكين المرأة من إتمام الإجراءات الحكومية والحصول على الخدمات دون الحاجة إلى الولاية، وكذلك إدخال التربية البدنية إلى مدارس البنات، وجود صندوق نفقة للمطلقات.
تحرص حليمة مظفر على الإشادة بالتغيرات التي يشهدها المجتمع، وكذلك تتناول القضايا التي تطمح أن يطالها التحسن، وفي مقالها بجريدة لمدينة تعبر عن آرائها، ساعية أن تكون إعلامية لها تأثيرها وبصمتها في المجال الفكري العربي.
اقرئي أيضا:
إليف شافاق الروائية الشهر التي منحت الأقلية صوتا
الكاتب
هدير حسن
الخميس ٢٨ نوفمبر ٢٠١٩
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا