هل التعود أصعب من الوقوع في الحب!
الأكثر مشاهدة
تعلمين في بعض الأوقات أنه عليك إنهاء علاقتك العاطفية، فكل الأمور والمعطيات المتوافرة لك تؤكد لكِ ضرورة إنهائها، إلا أنكِ لا تستطيعين اتخاذ القرار، لأسباب كثيرة قد تكون خاصة بك، إلا أن السبب الرئيسي في ذلك هو التعود، والذي يكون في أغلب الأوقات أصعب من الحب نفسه، فلماذا يكون التعود في أغلب الأوقات أصعب من الحب؟
التعود أصعب من الحب
لماذا قد يكون التعود على الشخص أصعب وأقوى من الحب؟ إليكِ بعض الأسباب...
التورط في العلاقة
بالطبع لا يدخل أحد في علاقة دون اختيار منه، ولكنه قد يستمر بها رغمًا عنه، فقد يبدو هذا المنطق غريبًا لك، ولكنه في حقيقة الأمر حقيقة، فتخيلي معي!.. اعتدت كل يوم على وجود الطرف الآخر في حياتك بشكل يومي، فهو موجود في كل تفاصيل يومك.. مكالماتك الهاتفية.. الأماكن التي تفضلين الذهاب إليها.. مشكلاتك، وأحداثك الجيدة، وغيره، فربما ترفضين مجرد التخيل باختفاء هذا الطرف من الحياة نهائيًا.. وهو ما يدفعك للاستمرار في علاقة لا تحقق لك أي إشباع نفسي أو معنوي، ولا تلبي احتياجاتك العاطفية.. فقط لمجرد أنكِ تعودتِ على الوجود ولا تتخيلين غيره!.
رفض البدايات الجديدة
فربما ترفضين اقتراح تغيير منزلك، سيارتك، هاتفك المحمول وتوضحين ذلك بالرد "تعودت عليه".. فهذه الإجابة قد تنطبق على جميع قرارتك وأولها قراراتك العاطفية، فقد تستمرين في علاقة أنتِ تعلمين أنه لا فائدة منها فقط لأنك تعودتِ عليها! فترفضين قرار الانسحاب، وتبذلين قصارى جهدك في الاحتفاظ بها رغم كل المؤشرات التي تنبهك بضرورة انهائها، خوفًا من البدء من جديد.
التغاضي
بعض الأمور تتطلب اتخاذ موقف أو رد فعل، إلا أن التعود يدفعك للتغاضي عن هذه الأمور وتجاهلها لعدم قدرتك على اتخاذ رد فعل تجاهها بالانسحاب أو إنهاء العلاقة، فتتراكم لديك الكثير من المشاعر السلبية تجاه أمور أنتِ لم تتحدثي عنها، فمثلًا يقوم الطرف الآخر بارتكاب فعل يتطلب انسحابك من العلاقة، إلا أنكِ تعودت عليها وتكونت لديك القناعة بأنك لن تستطيعين العيش بدون هذا الشخص، فتستمري في العلاقة وتحاولين التغاضي عم كثير من الأمور التي من المؤكد أنها ستترك أثرها النفسي عليك مع مرور الوقت.
التبرير
تعودك على الشخص يخلق بداخلك سلوك التبرير الدائم، ووضع المبررات تجاه أي فعل يتطلب اتخاذ موقف واضح وصريح، كأن تقولين "لم يكن موجودا في هذا الموقف رغم احتياجي الشديد له لأنه كان مشغولًا"، أو "أنه دخل في علاقة أخرى في لحظة ضعف"، أو "هو معي الآن ولم يكمل العلاقة التي مر بها فلماذا يستدعي الأمر الانسحاب".. وبمنتهى السهولة تجدين نفسك جاهزة للتبرير ووضع الدوافع أو بمعنى أدق اختلاقها لكل موقف سلبي يقوم به الطرف الآخر.
الهروب من العلاقات الجيدة
أو دعينا نطلق عليها المعنى الدارج "تفويت الفرص"، فطوال الحياة نمر على أشخص يختلفون في طباعهم وسلوكياتهم، والدخول في علاقة جديدة ليس بالأمر المستحيل، إلا أنك قد تهربين من علاقة ستكون هي الأنسب لك ولاحتياجاتك في المستقبل فقط لأنك تعودت على علاقة ما وتخشين التجربة أو الخوض فيها.. ففي بعض الأوقات يجبرك التعود على الاستمرار في علاقات غير صحية.
الخوف الدائم
لعلمك بأن علاقتك غير صحية وأن كل المعطيات والمؤشرات تنبه لذلك فتشعرين بالخوف الدائم على الطرف الآخر أو بشكل أدق من انسحابه ودخوله في علاقة جديدة، فتجدين نفسك طوال الوقت تفسرين تصرفاته بأنه يوجد شخص آخر في حياته، أو أنه يحاول الهروب من العلاقة للدخول في أخرى، وربما يصل الأمر إلى الشك في أي جنس آخر يتعامل معه، وهو ما لن يتسبب في أي ضرر غير لكِ.
فتعودك على العلاقة جعلك تضعين جميع الأسباب التي تكون في أغلب الوقت "زائفة غير منطقية" لمجرد الاستمرار، وهو ما سيتسبب في نهاية الأمر في كثير من التأثيرات السلبية التي تبدأ بالتوتر وتصل إلى فقدان ثقتك بنفسك، لذلك فإمه على الرغم من كل الأساطير والأفلام والأغاني والقصص التي تتحدث عن الحب وقوته وتأثيره، فإن التعود في أغلب الأوقات يكون أصعب من الحب، فالمشاعر الجيدة والتي يعتبر الحب من أهمها لا تتسبب إلا في تحقيق السعادة لطرفيها، والوجع بها يكون بسبب فقدان الشخص للسعادة، وهو عكس ما يُحدثه التعود، والمسئول عن أغلب المشاعر السلبية التي تتكون في داخلك وتجعلك ستمرين في علاقة غير صحية.
الكاتب
هبة حامد
الجمعة ٢٩ نوفمبر ٢٠١٩
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا