أسباب الطلاق التي يمكن تفاديها ومحاولة إنقاذ زواجكما
الأكثر مشاهدة
بالطبع، لا يوجد كتالوج واضح عن العلاقات الزوجية يمكن للجميع اتباعه، فما يبدو طبيعيا ومقنعا لطرفين من الممكن أن يكون غير ذلك لآخرين، وبالحديث عن أسباب الطلاق، الذي يعد آفة في مجتمعاتنا الآن، لن يتواجد إجماع محدد على الأمور التي قد تؤدي إلى افتراق الشريكين، ولكننا سنحاول التطرق إلى الأمور الشائعة التي يمكن تفاديها.
الهدف من معرفة أسباب الطلاق التي أدت إلى فراق زوجين من قبل، هو محاولة إيجاد طريقة مناسبة للتعامل معها في حال تكرارها في تجربتكما، أو تفادي الوصول إلى النقطة التي يمكن عندها خسارة كل شيء، وحتى يكون لديكم خبرة من تجارب مختلفة لأشخاص آخرين، كما أن التعرف على السبب الذي أنهى زواج أحدهم، من الممكن أن يكون سبب في نجاح زواجك.
أهمية التعرف إلى أسباب الطلاق يأتي من تفاقم المشكلة، وارتفاع معدلات الطلاق مع مرور الأعوام، وفي آخر إحصائية للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في مصر، وجد أن نسب الطلاق وصلت إلى 6.7% بمعدل 211 ألف و554 شهادة طلاق لعام 2018، مقابل 198 ألف و269 شهادة عن العام الذي قبله.
تعرفي على: هل التعود أصعب من الوقوع في الحب؟
أشهر أسباب الطلاق
لا يحدث الطلاق فجأة ودون مقدمات من الطرفين، فقبل أن ينفصل الزوجان بصورة رسمية يكون قد سبق ذلك محاولات من أحدهما للتقارب، وإيماءات من الآخر لتوضيح أن هناك خلاف، وشجار وخلاف للدرجة التي يتحول فيها المنزل إلى حلبة للصراع، لكن احيانا ما يجد الطرفان أنفسهما يتصارعان، وأصبح وجودهما معا يسبب لهما الشعور بعدم الراحة، غير مدركين ما الذي وصل بهما إلى هذه المرحلة؟
فإن كنتما على مشارف الفراق، وأصبحت الحياة التي تجمعكما لا تطاق- من وجهة نظركما- تلك مجموعة من الأسباب التي قد تكون وصلت بكما إلى هذه المرحلة، والتي من الممكن أن يرشدكما التعرف إليها إلى طريقة للحل والتراجع عن القرار النهائي بالانفصال، خاصة، في حالة وجود أطفال.
ومن أكثر الأمور التي يمكن أن يحدث الطلاق بسببها:
الخيانة
يبدو الأمر بديهيا بالطبع، فالخيانة من أي طرف لها العامل الأكبر في إنهاء الزواج، والوصول به إلى نهاية المطاف، كونها من أكثر أسباب الطلاق شيوعا، فشعور الزوج أو الزوجة أن علاقته التي استثمر بها مشاعره ووقته ذهبت بلا مبالاة، ودون احترام من الطرف الآخر، غالبا ما يكون قاسيا، ومن الصعب تجاوزه أو التسامح والتهاون معه.
اقرئي أيضا: الثقافة الزوجية وكل ما تريدين معرفته عنها
المشكلات المادية
المال يتعلق بكل شيء في حياتنا، وعندما تكون العلاقة الزوجية محاطة بكثير من المشكلات والعوائق المادية، يؤثر ذلك على طبيعة الأشخاص، ويجعلهم دوما في حالة من التوتر والقلق، لأنهم يشعرون وكأنهم تحت ضغط، فهم مطالبون بتلبية حاجيات وأمور بيتهم، وقد تضغط الزوجة من أجل توفير أساسيات المعيشة، فيكون الطلاق حينها- بالنسبة للطرفين- هو الحل الوحيد للتخلص من هذه الأعباء، والتوقف عن الشار والشكوى من الطرفين.
فقدان التواصل
عندما يكون الزوجان غير قادرين على التفاهم، ولا يمكنهما حتى خلق لغة تواصل فيما بينهما، تصبح المعيشة بينهما صعبة، فكل منهما لا يرى الآخر، هو فقط يستوعب وجهة نظر نفسه، وغير مستعد للاستماع إلى الطرف الآخر، أو حتى فهم دوافعه ورغباته، ففقدان التواصل واحد من أكثر الأمور المفسدة للزواج، والتي يؤدي عدم القدرة على علاجها والتغلب عليها إلى حدوث الطلاق في النهاية.
ومن أشكال فقدان التواصل، أن يكون الصمت هو سيد الموقف، وفي حالة الكلام والحديث عن أي شيء يكون الصراخ والشجار هو النهاية الحتمية للحوار، كما أن التفكير في الطرف الآخر ومحاولة استيعاب غضبه ومشاعره ومشكلاته أمر لا يحدث على الإطلاق، وحتى محاولات الضحك وقضاء وقت ممتع لا تمر على خير، فالطرفان يعيشان تحت سقف واحد، ولكنهما يتجنبان أي موقف أو حديث يجمعهما.
الجدل واللوم
من أسباب الطلاق الشائعة أيضا، الجدال الدائم على كل ما يخص المنزل والعلاقة الزوجية، فمنذ ساعات الصباح اليوم الأولى، وحتى قبل النوم يتجادل الطرفان باستمرار حول كل شيء، بدءا من معرفة المسئول عن ترك أنوار المطبخ مضاءة، ومن سيقوم بتوصيل الأبناء إلى مدارسهم، وحتى النقاش حول البرنامج الذي سيشاهدونه معا، ليبدو الأمر وكانه مبارزة، لا يريد فيها أحد للآخر أن ينال استراحة.
والأسوأ أن يصبح هذا الجدال لوم دائم، فكل طرف يُحمّل الثاني مسئولية كل شيء ويبرأ نفسه، وكأن العلاقة الزوجية غير قائمة على تعاون الطرفين، وكأن الفشل سيطال أحدهما وحده، رغم أن عدم نجاح العلاقة الزوجية سيكون سببه الطرفان معا، ولكن دوما ما نجد أشخاص يحبون التنصل من مسئولياتهم.
اقرئي أيضا: أشهر المشاكل الزوجية التي تهدد الزواج السعيد
التنمر
نعم، هذا يحدث. تشهد العلاقات الزوجية أيضا حالات من التنمر، والتقليل من شأن الطرف الآخر والسخرية منه والتهكم عليه، فعندما يريد الزوج زوجة ذات وزن مثالي وشكل معين، ويبدأ في السخرية منها ومضايقتها بسبب وزنها الزائد أو لون بشرتها، والإشارة دوما إلى زوجة صديقه الفلاني، ورغبته في أن تكون مثلها، أو عندما تريد الزوجة أن تستخدم زوجها كواجهة اجتماعية، فتريد منه أن يرتدي ملابس معينة، وأن يتمتع بطريقة معينة في الحديث، فهذا دليل على عدم احترام الطرفين لعلاقتهما الزوجية.
افتقار العلاقة الزوجية إلى الاحترام، وتوقع كل طرف أنه سيتمكن من تغيير شريكه ليتواءم مع توقعاته ورغباته، فغالبا ما سيكون الشعور بالإهانة هو السائد، والرغبة في التخلص من علاقة سامة مؤذية يقلل فيها أحد الطرفين من الأخر، فيكون ذلك أحد أسباب الطلاق، لأن الزواج قائم على التقبل والتفهم، وفقدان الشعور بالراحة والقبول قادر على أن يميت اي علاقة.
العلاقة الحميمة
تجاهل ممارسة العلاقة الحميمة بين الطرفين، سواء بصورة متعمدة من أحدهما أو بعزوفهما الاثنين عن ذلك، هو واحد من أهم أسباب الطلاق، لأن الزواج قائم على وجود علاقة جسدية وعاطفية بين زوجين محبين لبعضهما، والعلاقة الحميمة هي التعبير عن هذا الحب، وفور أن يكون البرود هو سيد الموقف، وعدم وجود أي تلامس محب وعطوف بين الزوجين، فهذا إنذار ومؤشر واضح على أن الزواج يواجه نهايته الحتمية.
فقدان التوازن
العلاقة الزوجية شراكة بين طرفين، بمعنى أنهما يتحملان معا نتائج اختياراتهما، ويستمتعان معا، ويحزنان معا، وحتى المسئوليات مقسمة بينهما، ولكن فقدان التوازن، وغياب روح الشراكة بين الطرفين، من الممكن أن يؤدي إلى شعور أحد الطرفين بالإنهاك، فإذا كان هناك طرف (سواء الزوج أو الزوجة) هو دوما ما يتحمل مسئوليات المنزل واتخاذ القرارات، ويحاول أن يعمل على إرضاء الطرف الآخر، فهذا يعني أنه في مرحلة ما سيصاب بالانهيار، ورغب في الرحيل، ليكون سبب الطلاق هو عدم مراعاة الطرف الآخر، وعدم المشاركة في تحمل المسئولية.
عدم الاستعداد
كم مرة شاهدنا زوجين، وشعرنا أن الزواج غير مناسب لهما؟ في الغالب، حدث هذا كثيرا، لأنه بالفعل هناك أشخاص يتزوجون في أعمار صغيرة ودون خبرة أو فهم حقيقي لماهية الزواج ومتطلباته ومسئولياته، لنجد أن هذا واحد من أهم أسباب الطلاق، فدخولهما في علاقة جادة بروح الأطفال الذين لا يعيرون لاختياراتهم وقراراتهم أي انتباه، سيجعل من الزواج مأساة حقيقية، ولذلك يجب أن يكون كلا الطرفين مؤهل ومتفهم لمعنى أن يشترك مع شخص آخر بتفاصيل حياته اليومية.
العنف والإيذاء
كيف لا يكون التعرض للعنف من أسباب الطلاق؟ عندما يتعرض أي طرف للعنف والإيذاء من قِبل الطرف الآخر، وفي الغالب تكون المرأة هي التي تتعرض للأذى، عليه ألا يقبل أن يستمر بهذه العلاقة، سواء كان هذا العنف لفظي أو جسدي، لأنه يعني أن الطرف الآخر لا يراك كبشر لك مشاعر يجب مراعاتها، ويتعمد الإهانة وفرض السيطرة، وهو ما يعد واحد من الأمور غير المقبولة في العلاقة بين الزوجين، وتعني أن هذا الزواج لا يجب أن يستمر.
يوجد أسباب أخرى للطلاق، ولكننا انتقينا أكثر الأسباب الشائعة والمتكررة، غير أن هناك أمور تتعلق بطبيعة كل علاقة زوجية، والتي تعتبر خاصة ولا تشبه غيرها، ولذلك لا يجب أن تقيسوا علاقاتكم بعلاقات الآخرين، ولكن تعاملوا معها على أنها شيء فريد ويخصكم وحدكم.
بالطبع، الزواج ليس سهلا على الإطلاق، والحفاظ عليه، ومن أجل ضمان استمراره واستقراره بنجاح، يجب أن يتكاتف الزوجان، ويالعد كل منهم الآخر، حتى لا تؤدي المشكلات المادية والشعور بعدم التقدير وفقدان التواصل وقلة الاهتمام إلى تسلل الرغبة في إنهاء هذه العلاقة والهرب، ليكون الطلاق هو الحل حينها.
اقرئي أيضا:
تأثير الاكتئاب على العلاقة الحميمة
الكاتب
احكي
الأحد ٠١ ديسمبر ٢٠١٩
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا