ديانا أميرة ويلز آسرة القلوب التي مزقت الأحزان روحها
الأكثر مشاهدة
كانت أمنية ديانا أميرة ويلز أن تمنحها الحياة زوج محب وداعم، وحياة هادئة دون قلق وخوف، أن تشعر بأنها بخير دون نوبات البوليميا، وأنها مطمئنة دون ملاحقة كاميرات وسائل الإعلام وتساؤلات الصحفيين المخترقة لشئونها وحياتها الخاصة، أرادت أن تعيش حرة، فاستطاعت أن تكون سيدة قوية وملهمة.
ديانا لم تكن ديانا أميرة عادية، ولم تمس حكايتها القصر الملكي في بريطانيا فقط، ولكنها كانت ملكة القلوب بحق، فهي الشخصية العالمية الوحيدة التي بكى الجميع رحيلها من كل أنحاء العالم، وانحنت الملكة إليزابيث احتراما لنعشها في أثناء مراسم الجنازة والدفن، في سابقة لم تحدث من قبل وواقعة تغيرت فيها قواعد البروتوكول، بما يليق بشخصية استثنائية كديانا.
تعرفي على: إليف شافاق الروائية الأشهر التي منحت الأقلية صوتا
الأميرة ديانا
لم تكن طفولتها سعيدة على الإطلاق، فالطفلة الرابعة لجون سبنسر، قد ولدت في منزل بارك بمقاطعة ساندرينجهام في الأول من يوليو عام 1961، حاملة اسم "ديانا فرانسيس سبنسر" تيمنا باسم والدتها فرانسيس فيكونت ألثورب، وأشقاؤها هم سارة مكوركوديل وجين فيلوز وتشارلز سبنسر، وكانت الأسرة مرتبطة بشكل وثيق بالعائلة المالكة، ارتباطا امتد لأجيال متعاقبة.
"كانت طفولتي تعيسة للغاية، كنت أرى أبي وهو يصفع أمي، فكنت أختبيء خلف الباب" فمشكلات الوالدين كانت طاغية على سنوات الطفولة، وجعلتها منها أياما قاسية، حتى حدث الانفصال وهي بعمر الثامنة، مما كان له تأثيرها على حياتها وأضر برؤيتها عن نفسها، وهز ثقتها.
بعد الانفصال، عاشت ديانا في بيت عائلة والدتها، وتلقت المراحل الأولى لتعليمها في مدرسة ريدلو وورث هول، ثم التحقت بمدرسة ويست هيث الداخلية، ورغم أن حياتها تبدو عادية، كان لدى الفتاة الجميلة شعورا يخبرها بأنها "مختلفة عن الجميع" وهي ما زالت في الثالثة عشر من عمرها، وكان لديها يقين بأنها ستتزوج من شخصية عامة "كنت أتوقع أن يكون سفيرا لا أميرا".
وبعد حصول والدها على لقب إيرل سبنسر عام 1975، تم منح ديانا لقب "ليدي Lady"، وكانت طفلة خجولة ولكن حضورها مميز، غير أنها كانت مهتمة بالموسيقى وأحبت عزف البيانو، وكذلك الرقص، وتعلمت رقص الباليه الكلاسيكي لفترة، وسافرت إلى سويسرا، وتعلمت في إحدى المدارس، ثم عادت إلى إنجلترا، وخلال مراحل دراستها لم تكن طالبة مجتهدة رغم ذكائها، ولكن عرف عنها بأنها طالبة متواضعة.
بدأت ديانا تعمل مع الأطفال، فعملت كمعلمة في روضة أطفالبمدية Young England، كما كانت تعمل مربية للطفلة أليكساندرا ابنة الرائد جريمي وزوجته فيميبا، وكانت مدربة رقص للشباب في فترة من الفترات، وحصلت على وظيفة مساعدة اللعب الجماعي في مدرسة تمهيدية، وعملت كذلك كمضيفة حفلات.
الأميرة ديانا وتشارلز
عندما كانت تبلغ هي السادسة عشر من عمرها، وتحديدا في نوفمبر 1977، التقت الليدي ديانا للمرة الأولى بالأمير تشارلز، وريث العرش البريطاني، حين كانت تجمعه علاقة مع شقيقتها سارة، وكانت هي فتاة مراهقة "أذكر أنني كنت بدينة غير أنيقة، وبلا مساحيق للتجميل"، ولكنها كانت عفوية وتلقائية وصاحبة ضحكة مميزة.
جمعتهما على مدار ثلاث سنوات بعدها عدة لقاءات في حفلات عامة ومناسبات خاصة، ولكنه بدأ يلتفت لها في صيف عام 1980، في خلال إحدى العطلات بالريف، وقرر أن يدعوها إلى متن اليخت الملكي، ثم استضافتها الأسرة الملكية في مكان إقامة العائلة المالكة في بالمورال بإسكتلندا، واستطاعت أن تحظى بقبول وترحيب الملكة إليزابيث، واتخذت علاقتهما شكلها الرسمي، وتقدم الأمير تشارلز لخطبتها في 6 فبراير عام 1981، وأعلنا الخطبة بشكل رسمي في 24 فبراير.
في اللقاءات التلفزيونية والحوارات الصحفية، كان الاحتفاء كبيرا بالأمير الذي اقترب من الأربعين، ولكنه استطاع بعد أن أثارت علاقاته النسائية كثير من الجدل، أن يجد رفيقته وشريكة حياته، وكانت ديانا أيضا محط الأنظار، كونه شابة جميلة طموحة، وتبدو كالهدية التي استحق الأمير أن يحظى بها بعد هذه السنوات، رغم فارق العمر الذي يقدر بما يقرب 14 عاما.
اختارت ديانا خاتم الخطبة ليبدو مكون من 14 ماسة تحيط ياقوتة زرقاء اللون شكلها بيضاوي عيار 12 قيراطا مثبتة في خاتم من الذهب الأبيض، يقال إنه يشبه خاتم والدتها، وهو الخاتم الذي أهداه ابنها ويليام لزوجته كيت ميدلتون لخطبتها، وكان الخاتم ضمن مجموعة مجوهرات جيرارد.
بدأت الصحافة تحاوط ديانا وتلحقها في كل مكان، والصورة العامة أن السعادة والحب يغمران علاقة الأمير بخطيبته، في حين كانت التعاسة وخيبة الأمل يسكنان قلب ديانا ويحرقان مشاعرها، بعد أن اكتشفت أن الأمير تجمعه علاقة بأخرى، وهي كاميلا باركر باولز، وحين كانت ترغب في التراجع عن الخطبة، كان الآوان قد فات.
"بدأت البوليميا في الأسبوع التالي للخطبة" فمأساة ديانا مع النهام العصبي (البوليميا) كانت نتيجة للضغوط النفسية التي تعرضت لها، وهو أحد اضطرابات الأكل التي تجعل الشخص يتناول كميات كبيرة من الطعام وبنهم شديد خلال فترة زمنية قصيرة، ثم يلجأ بعدها إلى أي طريقة تمكنه من التخلص من هذ الطعام، فكانت ديانا تُرغم نفسها على التقيؤ.
شعرت ديانا بانعدام الثقة في النفس، لم تكن لديها الجرأة لتتحدث عن ما اكتشفته وعلمت به، ولم تكن لديها رفاهية العودة في قرار الزواج والخطبة، وعاشت أياما صعبة، عانت خلالها من فقدان الوزن، الذي فسره كثيرون بأنه مرتبط بالانشغال في ترتيبات الزواج، ولكنها كانت تعاني من نوبات متكررة من البوليميا، التي تأتيها بسبب الخوف والقلق من عدم القدرة على الوفاء بمهامها الجديدة كفرد من العائلة الملكية البريطانية.
بعمرها الصغير وخبرتها المحدودة، كانت ديانا تواجه مصيرا جديدا بدا مخيفا بالنسبة لها، فالليلة التي سبقت زفافها عانت من نوبات البوليميا المتكررة، لا تعلم ما الذي يتوجب عليها فعله، بينما رأت شقيقتها سارة أن هذا مضحكا، وقبل ساعات من حفل الزفاف الأسطوري، كان الهدوء قد سكن جوانبها "شعرت بأنني حمل يُساق إلى الذبح" ولكنها استسلمت.
وبأمل لأن يكون ما هو قادم أفضل، تجهزت ديانا ليوم 29 يوليو لعام 1981، الذي اعتبرته "أظنه أسوأ يوم في حياتي"، فارتدت فستانها الذي صممه إليزابيث وديفيد إيمانويل وتكلف تسعة آلاف يورو، وجاء ذيله بطول أكثر من سبعة أمتار، وأقيمت طقوسه في كاتدرائية القديس باول، وتابعه في جميع أنحاء العالم ما يقارب من 750 مليون شخص، بخلاف اصطفاف أكثر من 600 ألف شخص في شوارع بريطانيا لرؤية الأميرة ديانا.
في اليوم التالي للزواج، قضت ديانا، التي صارت تحمل لقب "أميرة ويلز"، ليلتها تحلم بكاميلا وتبكي، وشعرت أن العالم ينهار من حولها، فكانت شابة رقيقة لا تعي كثير من مهام الملكية، ولا تجد من يرفق بها ويدعمها، فشعرت بأنها وحيدة، خاصة، والأمير تشارلز لا يعيرها الاهتمام الكافي، وظلت أيامها تمر محاولة أن تجد سبيل للعيش براحة، حتى علمت بخبر حملها الأول.
كانت ديانا سعيدة أنها ستُرزق بطفلها الأول، ورأت في وجوده فرصة جديدة لأن تنعم بحياة أفضل، وخلال فترة الحمل، زادت نوبات تعرض ديانا للبوليميا، وتتذكر اليوم الذي سقطت فيه على درجات السلم، وهي في الأسبوع الثاني عشر من الحمل، وانتشر الخبر في الصحف البريطانية، بينما هي تعرف ما حدث بالفعل، فالأمير تشارلز كان يرى ألمها وحالات الإعياء الشديدة وبكائها المستمر في أثناء الحمل إدعاءا منها، وفي أحد المرات، عندما أرادت منه أن يكون بجانبها، فضل هو ان يذهب ليركب حصانه، فأسقطت نفسها على السلم حتى تلفت انتباهه، في محاولة يائسة، لكنه لم يهتم ورحل.
بسبب حادثة السقوط من الدرج، أصيبت ديانا بعدة كدمات، ولكن كان الجنين بخير، وفي 21 يونيو عام 1982، رزقت بابنها "ويليام آرثر فيليب لويس"، الذي أسمته بنفسها، وأجرت عملية ولادته في مستشفى، وتم اعتبار ذلك كسر لتقليدي ملكي، وفي الفترة التي تلت ولادته، أصيبت ديانا باكتئاب ما بعد الولادة، وكانت دائمة الخوف والهلع، وفي حالة اضطراب شديدة، ولكنها تعافت منها، وأصبح وجود الطفل الجديد له أثره في استقرار حياتها الزوجية، إلى حد ما.
وبعد عامين، أنجبت الأميرة ديانا ابنها الثاني "هاري" في 15 سبتمبر 1984، الذي أصر الأمير تشارلز أن يسجله باسم "هنري تشارلز ألبرت دافيد"، وكان يتمنى أن يكون بنتا، ورغم ذلك فكان الطفل الجديد سبب بهجة كبيرة وكان قريبا من والده، وعرف عن يانا أنها أم محبة وحنون، جعلت أطفالها يعيشون بطبيعة وتلقائية، غير عابئة بتقاليد العائلة المالكة والبروتوكلات الحاكمة، فكانت تجعلهما يزوران مدينة الملاهي، ويجربان طعام الوجباات السريعة، وتحرص على أن تصحبهما لمدارسهما التي اخترتها بنفسها، فكانت تهتم بشئونهما بعد أن تخلت عن المربية الملكية، وتصر على أن يكونا معها في جولاتها حول العالم.
كان مطلوبا من الشابة العشرينية أن تراعي الواجبات الملكية، مما سبب لها ضغطا مضاعفا، رغم أنها تحمل شخصية لها روح محبة وقريبة من العامة، فكانت تقوم بالزيارات الرسمية إلى مختلف أنحاء العالم مع الأمير تشارلز، فرافقته للمرة الأولى إلى هولندا وحصلت على وسام الصليب العظيم من ملكة هولندا، وفي جولاتها معه نحو أستراليا ونيوزيلندا اصطحبت ابنهما ويليام، فكانت تحرص على أن يكون طفليها بصحبتها، وهو ما جعل الجماهير في جميع أنحاء العالم يشعرون بحنانها ويسكنونها قلوبهم.
على مدار سنوات زواجها التي امتدت لـ 11 عاما، كانت ديانا دوما ما تعاني، فكانت مشاعرها تُقابل بالاستنكار والاستهزاء، فيتم عرضها على أطباء نفسيين لم تجد الراحة معهم، فكان انعدام الثقة بالنفس هو شعورها العام، وتعبيرها عن ذلك كان يتم اعتباره طفولية، وعدم تقدير لمهامها الملكية ودورها كأميرة.
بعد سنوات، وفي جلسة مع طبيب نفسي جديد، عندما اعترفت بمحاولتها التخلص من حياتها أكثر من مرة، اكتشفت ديانا الحقيقة فور أن أخبرها الطبيب "المشكلة ليست بكِ"، ليتوقف شعورها بالذنب، ويبدو وكأنه فتح لها بابا جديدا، لتستعيد ثقتها بنفسها، فكان الأمر بمثابة نقطة تحول في حياتها، وقررت أن توقف كل شيء.
وفي حدث ضم أفراد العائلة المالكة، حضرته كاميلا، التي أصبحت تعلم ديانا بيقين علاقتها بزوجها، قررت أن تواجهها "أعلم ما بينك وزوجي، أعرف كل شيء ولا تعامليني كالحمقاء"، وتذكرت عندما سمعته يهاتفها "مهما حدث سأحبك إلى الآبد"، لتخبر الأمير تشارلز بعدها بما فعلته، وتنوي أن تعيش حياتها بطريقتها.
وبعد أن تم نشر تفاصيل الحياة التي جمعت بين الأميرة ديانا وزوجها الأمير تشارلز، في حلقات نشرها الصحفي أندرو مورتون في مايو عام 1992 في جريدة صن داي تايمز، التي تم جمعها بعد ذلك في كتاب "ديانا: القصة الحقيقية"، والإفصاح عن علاقة غرامية نشأت بين الأميرة والرائد جيمس هويت، معلم ركوب الخيل الخاص بأبنائها، أعلن القصر الملكي انفصال الأميرين، معلنين أن " مرض ديانا جعلها تبني كل شيء في ذهنها".
وفي 3 من ديسمبر 1993، أعلنت ديانا أميرة ويلز في خطاب رسمي للجماهير، بأنها تريد أن تبتعد عن الحياة العامة، وتفضل أن تكرّس وقتا أطول لحياتها وأمورها الشخصية، ولكنها لم تنس أن تشكر الجماهير التي أحبتها "لقد ساعدني عطفكم ومحبتكم في اجتياز بعض أصعب فترات حياتي، ودائما كان حبكم واهتمامكم يُسهل تلك الرحلة، وأشكركم على كل ذلك، من أعماق قلبي".
فستان الانتقام
ورغم الانفصال، والابتعاد عن الحياة العامة، جاء "فستان الانتقام"، كما عرّفته الصحافة البريطانية حينها، ليوضح أن لديانا شخصية قوية وملهمة وقادرة على أن ترد الإهانة، ويصبح أيقونة فيعالم إطلالات المشاهير، ففي حفل أقامته مجلة فانيتي في لندن في 29 يونيو عام 1994، نوت الأميرة ديانا ان تحضر الحفل، وبعد ان رتبت معإحدى دورالأزياء اختيار الفستان الذي ستطل بها، أزعجها أن تستغل الدار الأمر قبل الحفل وتعلن عن تفاصيل الفستان.
قررت حينها أن تعود إلى الفستان الذي صممته لها المصممة اليونانية كريستينا ستامبوليان قبل موعد الحفل بثلاث سنوات، ولكنها لم ترتديه ساعتها بسبب "جرأته" التي لا تناسب وضعها الملكي، فارتدت فستانها الأسود القصير باكمام مكشوفة وفتحة من أحد الجانبين، ومعه قلادة مميزة، ليكون خطتها الاستراتيجية في مواجهة اللقاء التلفيزيوني الذي قام به الأمير تشارلز في اليوم نفسه، واعترف خلاله بعلاقته بكاميلا (التي تزوجها بعد ذلك وأصبحت كاميلا دوقة كورنوال)، وفي 28 أغسطس عام 1996، تمت إجراءات الطلاق بشكل رسمي بين المير تشارلز والأميرة ديانا.
أعمال ديانا الخيرية
كانت ديانا مهتمة بالأعمال الخيرية، وترغب في أن تترك بصمة إنسانية لا سياسية، فكانت تزور ملاجيء الأطفال حول العالم، من ملجأ الأطفال المعاقين التابع للصليب الأحمر في طوكيو، ومستشفيات الطفال في نيجيريا والكاميرون، ومركز علاج الأطفال في البرازيل، كما زارت المدارس الحكومية ومراكز علاج المعاقين في مصر، كما زارت دار الأم تيريزا للمرضى والمحتاجين في الهند، فكانت تحرص على ألا تفوت زيارة أي مكان له علاقة بالأطفال والمحتاجين في زياراتها العالمية
وإلى جانب الزيارات الرسمية، التي كانت تقدم من خلالها الدعم والمساندة، قادت ديانا حملات لحماية الحيوانات والتوعية بمرض الإيدز، كما كانت ترعى المنظمات والجمعيات التي ترعى المشردين، فتولت منصب رئيسة مستشفى جريت أرموند ستريت للأطفال عام 1989، كما كانت رئيسة منظمة الحوال الزوجية البريطانية حتى عام 1996، ورئيسة الأكاديمية الملكية للموسيقى، وتعلمت لغة الإشارة في الجمعية البريطانية للصم.
وتولت الأميرة ديانا رعاية منظمة مكافحة الجذام، واهتمت بإزالة الوصم عن لمس هؤلاء المرضى، وتم تأسيس مركز باسمها لمعاونة مرضى الجذام في الهند، كما اهتمت بأن تساهم في التخلص من سوء الفهم المتعلق بمرض الإيدز، وافتتحت مركز لاند مارك للإيدز في جنوب لندن، واهتمت بان تظهر أنه لا ينتقل عن طريق الملامسة، فكانت تتواصل مع المرضى وتلمسهم لتزيل هذا المفهوم الخاطيء، موضحة "الإيدز لا يجعل معرفة الناس خطرا، يمكنك أن تمسك أيديهم وتعانقهم، هم بحاجة لذلك"، كما دعتها منظمة الصليب الأحمر في عام 1997 لدعم حملتها لنزع الألغام الرضية.
حادثة وفاة الأميرة ديانا
"لا أريد أن أكون ملكة لهذه البلاد، أريد أن أكون ملكة في قلوب الناس" هكذا قالت ديانا أميرة ويلز في لقاء تلفزيوني نشرته شبكة بي بي سي، فحين قررت ان تعيش حياتها كما تراها ظلت الصحافة تطاردها، فنشبت بينها وبين رجال العمال صاحب الأصول المصرية دودي الفايد علاقة غرامية، ولم يكن ذلك مرضيا للعائلة المالكة، خاصة بعد ان انتشرت الصور التي تجمعهما وتفضح علاقتهما.
وفي 30 أغسطس عام 1997، في العاصمة الفرنسية باريس، خرجت ديانا ودودي الفايد من فندق ريتز واستقلا سيارته، وفجأة في أثناء سالسير ومع محاولات السائق الابتعاد عن أعين الصحفين والمصورين، واضطراره للقيادة بسرعات غير مصرح بها، اصطدمت بأحد أعمدة نفق ألما، ليرحل الجميع عدا الحارس الشخصي، ليتم الحكم في القضية بعدها بأكثر من عشرة أعوام في 2008 باتهام السائق بالتهور والصحفيين بالتسبب في الحادث.
وفي صباح الأحد 31 أغسطس 1997، تم الإعلان عن وفاة ديانا أميرة ويلز، التي كانت قوية ملهمة ومتفردة، مما جعلها دوما مصدر تهديد، فلم تخضع لقوانين العائلة المالكة، وإنما صنعت طريقها بنفسها، وسارت وفق ما يمليه عليها قلبها، معتبرة أن أهم إنجاز قدمته أنها "لم أنحني أمام الضغوط"، ورغم أحلامها البسيطة في زوج يدعمها ويرعاها ويحبها، رحلت أسيرة القلوب وهي راضية، مخلّدة محبتها في أفئدة عشاقها.
اقرئي أيضا:
زها حديد ملكة المنحنى وسيدة المعمار
الكاتب
هدير حسن
الأربعاء ٠٤ ديسمبر ٢٠١٩
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا