كيف تتسبب توقعاتك المرتفعة في فشل العلاقة
الأكثر مشاهدة
يحلم أي شخص بحياة معينة مع شريكه، لها تفاصيلها التي تخيلها وتوقعها، ولكن هل هذه التوقعات تكون منصفة في أحكامنا على الطرف الآخر، أم أنها قد تدفعك للظلم في بعض الأوقات دون قصد منك في ذلك!
تتسبب التوقعات في أغلب العلاقات في كثير من المشكلات والتراكمات التي قد تدفع في النهاية إلى إنهاء العلاقات، والتي قد تكون –في بعض الأحيان- غير منصفة لأحد الأطراف، فتعرفي على ما تتسبب فيه التوقعات في العلاقة وكيف يمكن التغلب عليها.
التحامل على الطرف الآخر
على مستوى العلاقات الإنسانية هناك الكثير من ردود الأفعال والمواقف التي يجب أن تتٌخذ تجاه مواقف معينة، منها ما تفرضه الطقوس والأوضاع الاجتماعية، إلا أنه على مستوى العلاقات الشخصية والشريكين، فربما يكوت الأمر استثنائيًا بعض الشيء، فيتوقع الطرفان كل منهما من الآخر ردود أفعال معينة في أوقات ومواقف ما، وهو ما قد لا يحدث.
فكل طرف له طباعه الخاصة وتفاصيل شخصيته التي من المفترض أن تكون اتضحت بشكل كاف في وقت ما قبل قرار الدخول في العلاقة، فعلى سبيل المثال، يتوقع أحد الأطراف تواصل الآخر معه على الهاتف بشكل مستمر طوال اليوم، في الوقت الذي يرفض فيه الآخر استخدام الهاتف ليس لأنه لا يريد التواصل مع الشريك ولكن لأنه لا يحب التواصل عبر العههاتف مثلًا، أو لا يفضل استخدامه بشكل دائم!
فتوقع الطرف التاني أو افتراضه بحتمية حدوث ذلك قد يكون تحاملًا على الطرف الآخر، وتبدأ خلافات على أمور أِبه في كواليسها كثيرًا بالمثال السابق، ربما تختلف في حجمها إلا أنها في النهاية ترتبط بطباعات وتفضيلات كل شخص.
الإلزام
"كان لازم تعمل/ي ده.. ده كان لازم يحصل".. كم مرة استخدمتِ هذه الجملة أو استخدمها شريكك في نقاشاتكما المختلفة! ربما تكون هذه الجملة سبب في كثير من الخلافات بين الطرفين، وفي بعض الحالات قد تدفع إلى العند! فلا أحد يحب شعور أنه مجبر أو ملزم على فعل أمر ما، خاصة إن كان ضد رغباته أو طباعه.
فتدفع التوقعات في بعض الأوقات إلى إلزام الطرف الآخر بعمل ما يناسب هذه التوقعات، وليس ما يناسب طباعه وشخصيته.
عدم الانصاف
من غير المنصف محاسبة الطرف الآخر على توقعاتنا فيه وليس حسب طباعه وشخصيته، فتخيلي معي أن يلومك أحد لأنك تحبين النوم، أو يتهمك بعدم الاهتمام به مقابل اهتمامك بالنوم لساعات طويلة على سبيل المثال، فهي تفصيلة بسيطة إلا أنها غير منصفة بالطبع، فليس من المنطقي أن يُلام شخص على طباعه طالما تم الارتضاء بها بداية العلاقة، كما أنه من غير المنصف أن تُنسب له تهم أو إحساس بالتقصير بناء على طباعه، والتي لن يستطيع تغييرها.
الاجهاد النفسي
من أكثر ما يسبب الاستهلاك النفسي هو الانتظار، خاصة إذا كان انتظارًا لأمور أو مواقف لن تأتي، فتلقائيًا يتسبب لك ذلك في كثير من المشاعر السلبية، والتي قد تصل إلى حد فقدان الثقة في النفس بعض الأوقات، فتنتظرين رد فعل معين في موقف ما، أو اهتمام بدرجة معينة، أو مشاركة في بعض المواقف، والتي تقتضي بالفعل ذلك، إلا أنه لأسباب تتعلق بطباع الطرف الآخر وشخصيته لا تأتي، فتشعرين بكثير من الإزعاج الذي سيدفعك بالطبع إلى توقعات بأن يقوم الطرف الآخر بإصلاح الموقف، لتجدي نفسك تدخلين في دوامة من التوقعات أنت فقط من سيدفع ثمنها!
التراكمات
التوقعات أحد أهم العوامل المتسببة في تكوين التراكمات المختلفة، التي قد تدفعك في النهاية لتجدي نفسك ترغبين في انهاء العلاقة وأنت لا تجدين سبب يبدوا أكثر إقناعًا لقوله للطرف الآخر، فقط مجموعة من المشاعر السلبية والتراكمات التي تكونت على مدار الأشهر أو السنوات الماضية، والتي تسببت فيها التوقعات التي لم تحدث، فشعورك بالخذلان لفترات طويلة بسبب عدم قيام الطرف الآخر بما توقعتيه منه سبب كاف لإنهاء أي علاقة، خاصة إذا تمادى الطرف الآخر في ذلك.
في النهاية، فمن المنطقي أن يتوقع أي شخص من شريكه أمور معينة وتصرفات محددة في مواقف ما، ولا تتوقف التوقعات عند الأفعال فقط بل قد تكون كلمة واحدة للدعم! إلا أنه في النهاية فإن طباع الطرف الأخر وشخصيته هي التي يجب أن نبني عليها توقعاتنا، لأنه في حال المبالغة في سقف التوقعات، أو التوقع بفعل شيء ما لا يتناسب مع طبيعة شخصية الشريك فإن ذلك بالطبع سيدفع إلى غضب الطرف الآخر وتكوين تراكمات بداخله تتسبب مع مرور الوقت في افساد العلاقة، لذلك فمن الضروري اتجاهك لاختيار الشخصية التي تناسب طباعك، فمن غير المنصف أن يلام شخص ما على توقعات شخص آخر فيه.
اقرأي أيضاً:
الكاتب
احكي
الثلاثاء ١٠ ديسمبر ٢٠١٩
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا