خولة الكريع سعودية في هارفارد وصاحبة أول وسام ملكي
الأكثر مشاهدة
"بنتي ارفعي رأسك طيّري عيونك، بنت رجال ما تستحي من الرجال" كلمة قالها والد الدكتورة خولة الكريع لها في طفولتها، فحفرت في ذاكرتها بحروف من نور لتكون دستور حياتها في كل خطواتها وتصل بها لأن تكون أول سعودية تحصل على وسام الملك عبد العزيز من الدرجة الأولى عام 2010 تكريمًا على إنجازاتها العلمة وتمثيلها المشرف للمملكة، وهي عالمة لها ثقلها بأكثر من 120 بحثًا علميًا معتمدًا، وما يقارب 300 ورقة علمية منشورة في مجلات طبية محكمة، وهي من أوائل العضوات في مجلس الشورى السعودي حينما انضمت له النساء لأول مرة عام 2007 في سابقة تاريخية.. تعرفوا على خولة الكريع عن قرب.
من هي خولة الكريع؟
هي خولة بنت سامي الكريّع العنزي، مولودة في المملكة العربية السعودية عام 1973، نشأت في بيئة بدوية تحترم بناتها كما الأولاد بالضبط وكلاهما لهم نفس الحقوق والواجبات، حتى أنها كانت تحضر مجالس الرجال مع والدها وإخوانها، وفي يوم كانت تدخل المجلس وهي مطأطأة الرأس وتشعر بالخجل بسبب هيبة الحضور وعلى رأسهم والدها، ليقول لها: "بنتي ارفعي رأسك طيّري عيونك، بنت رجال ما تستحي من الرجال" وتظل من يومها هذه الكلمات محركًا لها ودافعًا لكسر الخجل والخوف.
اقرئي أيضًا: حكاية مريم مطر عالمة الجينات ورائدة الابتكار الصحي
شبت خولة الكريع وهي المهاجمة في فريق إخوانها واستمتعت كثيرًا بلعب كرة القدم، وكذلك ممارسة الصيد بالبندقية، وحينما أردات شراء دراجة هوائية ولم يرض البائع، وافقها والدها ووقف أمامه. ولم تنس أيضًا الاهتمام بدراستها في نفس الوقت، فوضعت أمامها هدف للوصول للمركز الأولى على طالبات المملكة في المرحلة الثانوية، ونشرت هذا الهدف لتلزم نفسها به لكنها حصلت على المركز الثاني.
مصدر الصورة
التحقت خولة بكلية الطب التي كانت حلمًا لها منذ الطفولة، وتزوجت ف نفس الوقت وأصبحت أمًا في السنة الأولى، ورغم كل ما تححتاجه الأمومة من مجهود كان زوجها خير معين لها ولم تعيقها الحياة الأسرية، وأنهت بكالوريوس الطب وهي أم لأربعة أبناء. هذه الأم الشابة التي حصلت على شهادة الطب، قررت التخصص في دراسة السرطان وهو العلم الأكثر صعوبة. وامتد طموحها حتى حصلت على الزمالة الأمريكية في علم الأمراض من جامعة جورج تاون الأمريكية، ثم أنجزت دكتوراه في سرطانات الجينات من المركز القومي الأمريكي للأبحاث في ميريلاند بالولايات المتحدة الأمريكية.
اقرئي أيضًا: غادة الميطري باحثة سعودية حققت إنجازات عالمية
ومن بعد هذه الدراسة المتعمقة أصبحت الكريع رائدة في مجال بحوث السرطان الوراثية، وتترأس فريقًا من العلماء والأطباء للتعرف على الصفات الجينية للخلايا السرطانية لدى المرضى السعوديين، وذلك لتحسين طرق التشخيص والعلاج. وهي الآن كبيرة علماء أبحاث السرطان في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث، ورئيس الأبحاث بمركز الملك فهد الوطني للأورام في نفس المستشفى.
استحقت خولة الكريع جائزة التميز العلمي من جامعة هارفارد العرقة عام 2007، وذلك بسبب اكتشافها لدور جين يدعى MED12 له دور في الإصابة بسرطان القولون والمستقيم، وهو ما يساعد الأطباء في فحص المرضى قيل بدء العلاج الكيماوي للتنبؤ باستجابة المريض للعلاج قبل أن يأخذه. ومؤخرًا تم تعينها كبروفيسورة في جامعة هارفارد وتحديدًا مركز دانا فاربر للسرطان.
اقرئي أيضًا: إيمان الحمود إعلامية سعودية على إذاعة مونت كارلو الدولية
كما أنها عضوة الجمعية الأمريكية لأبحاث السرطان، والأكاديمية الكندية لعلم الأمراض وعضوة هيئة التحرير في المجلة الطبية للجينات BMC Genomics، ولها كرسي في عضوية رئاسة تحرير مجلة ناشيونال جيوجرافيك. وللدكتورة كتاب روت فيها خواطرها عن مسيرتها العلمية والشخصية يحمل عنوان "تستاهلين" صدر عام 2015.
كل هذه الإنجازات والسجل العلمي المميز والثمين، لم يحل بينها وبين التعرض للهجوم، وذلك حينما ظهرت في لقاء تلفزيوني وصرحت أن ماء زمزم بسبب تركيبته الكيميائية له ضرر على مرضى السرطان، فلم تسلم من السب والشتم والخوض في دينها، رغم أنها قالت ما قالته من وجهة نظر علمية بحتة ليس لها علاقة بما يخرج من البئر المبارك وقدسيته لدى المسلمين.
وعلى الصعيد الشخصي ذكرت الدكتورة في حديثها على فضائية mbc ببرنامج من الصفر، أنها خاضت أصعب تحدي في حياتها الشخصية، حينما تعرض ابنها نواف إلى غيبوبة أثناء دراسته في أمريكا وذلك بعد ساعات من عودتها إلى المملكة بعد زيارته في بوسطن، وحينها توقفت حياتها تمامًا وأسلمت أمرها لله حتى استردته سالمًا معافى.
ورغم ذلك لم تتأثر المسيرة المميزة للبروفيسورة السعودية العربية اللامعة، فهي خير ممثل للملكة في المحاضرات والمحافل الدولية منذ سنوات، كما أنها لا تكف عن إصدار الأوراق العلمية المحكمة وبحث ودراسة عناصر جديدة في مجالها المهم للإنسانية.. اخبرونا في التعليقات عن أبرز ما تتميز به الدكتورة خولة الكريع من وجهة نظركم؟
اقرئي أيضًا:
مريم المنصوري أول إماراتية برتبة رائد طيران مقاتل
الكاتب
ندى بديوي
الجمعة ١٣ ديسمبر ٢٠١٩
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا