التبرير المستمر.. أولى خطوات فشل علاقتك العاطفية
الأكثر مشاهدة
تضعين المبررات بشكل دائم للطرف الآخر في أي موقف مهما اختلفت درجة حدته، بل قد يصل البعض لوضع مبررات للمواقف التي تتطلب اتخاذ موقف واضح، كالخيانة، ولكن هل التبرير المستمر للطرف الآخر يفيد العلاقة أم يضرها، وما هي الأوقات التي تتطلب رؤية الموقف بوضوح دون وضح أي أسباب وهمية لها؟.
فالتبرير المستمر في العلاقات هو أولى خطوات فشلها، حيث يحاول البعض في أغلب الأوقات رؤية الأمور كما يحب أن يراها وليس كما يجب أن يراها، وهو ما يتسبب في كثير من المشكلات التي تضر بطرفي العلاقة في النهاية.
وهناك كثير من الأسباب التي تدفع إلى التبرير منها:
عدم تحمل البعد
في أي علاقة هناك الجيد والسيء في الأفعال، وهو أمر طبيعي فمن غير المنطقي أن تسير العلاقات على خط واحد طوال الوقت، ولكن هناك كثير من الخلافات التي تحدث لاختلاف الطباع وتفاصيل الشخصيان لكل طرف عن الآخر، ولكن التعامل مع الخلافات بشكل عقلاني ومنطقي قد يحمي العلاقة من كثير من التوترات التي يمكن أن تحدث بها، وتجاهل الخلاف أو تبرير أحد الأطراف للأآخر خطأه بشكل مستمر قد يتسبب في فشل العلاقة.
ولكن في بعض الأوقات يكون أحد الأطراف غير قادر على قرار البعد، فيبدأ بوضع تبرير لأي موقف مهما اختلف حجمه، كأن يبرر التخلف عن موعد ما أو يبرر الخيانة! فقط لأنه لن يتحمل البعد، فيبدأ بوضع المبررات التي تُجمل وجوده أو تجعله يستمر دون أن يرى أنه تجاوز في حق نفسه، وهو ما سيكون له نتائج نفسية سيئة بالطبع.
اقرئي أيضُا: كيف ترفضين العلاقة الحميمة بدون أن تُزعجي زوجك
إعطاء فرص جديدة
إعطاء فرص جديدة لشريك العلاقة أمر مهم وضروري بالتأكيد، ولكن استمرار طرف في الخطأ واستمرار الطرف الآخر في التبرير من المؤكد أنه لن يكون أمر منصف! فالخطأ طبيعة بشرية، ومن الطبيعي أن تحدث أخطاء متبادلة تجاه طرفي العلاقة كل منهما في حق الآخر، ولكن من الطبيعي والمنطقي أيضًا أن نقف عند هذه الأخطاء ونناقشها ويشرح كل طرف نفسه للآخر ويوضح ما يعتبره تجاوزًا غير مقبول في حقه.
ولكن، في بعض العلاقات يكون هناك طرف هو الذي يقدم طوال الوقت تبريرات لأخطاء الطرف الآخر، ظنًا منه أنه يعطي له فرصة جديدة تصحح ما أفسده في المرات السابقة! وفي حقيقة الأمر أن ما يحدث عكس ذلك، فيعتاد الطرف الآخر الخطأ ويستمر الطرف المتضرر في العلاقة في التبرير.. فهل تكون هذه العلاقة صحية في النهاية!
الرصيد
في أي علاقة، هناك رصيد جيد بين أطرافها وآخر سيئ من المواقف والكلمات، وقد يشفع الرصيد الجيد لأصحابه كثير من المواقف، أو كما يُقال بشكل عام "ليه اللي يشفع له"، ولكن تمادي طرف في الخطأ في حق الطرف الآخر سيستنفذ هذا الرصيد الجيد، وسيتحول الأمر إلى استهلاك نفسي للطرف المغلوط في حقه، لذلك فلا يجب أن يكون التبرير طوال الوقت أو تجاه المواقف التي يجب الوقوف أمامها والبحث عن حلول لها.
والتبرير في العلاقات لن يحقق نتائج متوقعة، فتظنين في بعض الأوقات عندما تبررين للطرف الآخر بأن هذا سيدفعه للتغيير من سلوكه أو شخصيته، وهو ما لن يحدث بالطبع، فلا أحد يستطيع تغيير طبيعته منا، ولكن سيدفع التبرير لكثير من السلبيات في علاقتكما أهمها:
اقرئي أيضًا: أشياء عليك تقبلها للحصول على علاقة عاطفية صحية
الاستهلاك العاطفي
ستقدمين تبريرات مستمر تمكنك من البقاء في علاقة ربما لا تستحق سوى النهاية حتى تشعرين باستهلاك مشاعرك إلى النهاية، فلا تصبحين قادرة على العطاء أو اتخاذ قرارات الانسحاب.. تقفين في نقطة تتحرك من حولك الأشياء والحياة دون أن يكون لكِ يد أو دور فيها!.
استهلاك العمر
كل يوم يمر عليكِ محسوب من عمرك، فتخيلي أن تستمري في علاقة فقط لأنك لا تستطيعين الخروج منها، أو تخشين البدايات الجديدة، على الرغم مما تفعله بك هذه العلاقة من استهلاك نفسي وعاطفي! ستقفين عند نقطة لن تستطيعي التحرك بعدها وتتجاوزك الأمور والحياة، لذلك فمن المهم إدراك أن نهاية العلاقات ليست نهاية الكون طالما استدعت المواقف ذلك.
التراكمات
ستستمري في التبرير ويستمر الطرف الآخر في الأخطاء، وستستمر التراكمات أيضًا في التزايد، والتراكمات ما هي إلى حاجز نفسي ضخم يبنى بين أي طرفي علاقة قادر على تشويه كل ما هو جيد وزيادة كل ما هو صعب.
تشويه الذكريات
فكل علاقة لها جانب سيئ وآخر جيد، وطول فترة العلاقة مع تزايد الخلافات والمواقف التي تتسبب في خذلان طرف ما، لن يكون له أي نتيجة شور تشويه الذكريات الجيدة وربما نسيانها، لذلك فالتبرير لن يكون حلًا صحي لطرفي العلاقة وإنما سيضر بهما.
لذلك، فتجنبي التبرير المستمر، وأنظري للأمور بحجمها الطبيعي دون تجميل أو تشويه لها، فلن يؤدي التبرير لأي نتيجة أخرى سوى الإضرار بالعلاقة.
اقرئي أيضًا:
الكاتب
هبة حامد
الثلاثاء ٢٤ ديسمبر ٢٠١٩
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا