أمل كلوني المحامية والناشطة الحقوقية من أصول لبنانية
الأكثر مشاهدة
للسيدة القوية دوما حضور مختلف ومميز، وقدرة متفردة على لفت الأنظار لشخصيتها، دون مجهود يُذكر، وأمل كلوني واحدة من هؤلاء السيدات القادرات على أن تجبر الجميع على احترام وجودها، والتهيب إجلالا وتقديرا لمسيرتها العملية واجتهادها المستمر، الذي جعلها واحدة من أهم الناشطات الحقوقيات في العالم في مجالي القانون الدولي وحقوق الإنسان.
تعرفي على: منى أبو سليمان مذيعة سعودية أثرت في الأسرة العربية
أمل علم الدين
تحمل أمل كلوني لقب زوجها الممثل الأمريكي جورج كلوني، وقد تكون اكتسبت شهرة أكبر في جميع أنحاء العالم بعد ارتباطهما، ولكن قبل ذلك وهي "أمل علم الدين" المحامية التي عملت في كبرى قضايا النزاعات الدولية، وطالبت مرارا محاكمة مقاتلي داعش كمتهمي ارتكاب جرائم إبادة جماعية.. ولكم من أين كانت البداية التي منحتها هذه القوة؟ ومكنتها من أن تصبح رمزا حقوقيا عالميا.
ولدت أمل في لبنان في 3 فبراير عام 1978، فوالدها هو الشيخ رمزي علم الدين من بلدة بعقلين في قضاء الشوف (الشوفية)، ومع تصاعد أحداث الحرب الأهلية اللبنانية، التي اندلعت في عام 1975 واستمرت تمزق في "مفتاح الشرق" لـ 15 سنة، وفرقت أبناءه بين طوائف وأحزاب، وحين كانت أمل تبلغ عامين، جاء القرار بالهجرة إلى المملكة المتحدة، حيث نشأت.
رمزي علم الدين، والد أمل، هو رجل أعمال لبناني وأستاذ في الجامعة الأمريكية في بيروت، حيث درس إدارة الأعمال، وحصل على درجة الماجيستير، كما أنه مالك لوكالة كوميت COMET السياحية، أما والدتها فهي صحفية لبنانية عملت محررة للشئون الخارجية في جريدة الحياة، وكذلك عملت بشبكة CNN، وأسست شركة للعلاقات العامة والاتصلات الدولية، وتعتبر أمل هي الابنة الأصغر من بين أخواتها تالا وسامر وزياد.
تحمل أمل كلوني الجنسية البريطانية، كونها استقرت في المملكة المتحدة لأكثر من 30 عاما، فعاشت مع أسرتها في باكينجهامشير، مقاطعة في جنوب شرق إنجلترا، وخلال مرحلة الدراسة الابتدائبة ألحقتها الأسرة بمدرسة صغيرة بالمقاطعة، ثم تمكنت الفتاة الصغيرة المجتهدة أن تحصل على منحة للدراسة بجامعة أوكسفورد، فدرست بكلية سانت هيو، ثم تخرجت منها في عام 2000، وهي تحمل درجة البكالوريوس في علم القانون (والشهادة تعادل ليسانس الحقوق)، ولكنها لم تكتفِ.
استكملت أمل كلوني دراستها بجامعة نيويورك، حيث التحقت بكلية الحقوق حتى تحصل على درجة الماجيستير، كما كانت منضمة لبرنامج الكتابة القضائية التابع لمحكمة العدل الدولية، ونالت جائزة جاك جيه كاتز التذكارية للتميز، وفور انتهائها من الفصل الدراسي الأول، تمكنت من اقتناص فرصة العمل ككاتبة قضائية في محكمة الاستئناف في الولايات المتحدة للدائرة الثانية في مكتب سونيا سوتومايور (التي تعد أحد القضاة التسعة بالمحكمة العليا للولايات المتحدة).
في عام 2002، تمكنت أمل كلوني من إنهاء دراستها، والبدء في اجتياز مراحل الدخول لنقابة المحامين في نيويورك، وبدأت في العمل في شركة سوليفان آند كرومويل، التي تعتبر واحدة من أشهر وأفضل شركات المحاماة في ولاية نيويورك، وتولت بها عدد من القضايا المهمة، واستمرت في العمل بها لمدة 3 سنوات.
عادت أمل مرة أخرى إلى محكمة العدل الدولية في عام 2004، واستكملت تدريبها القضائي، وكان لها فرصة العمل ككاتبة قضائية مع قضاة ومستشارين أصحاب خبرة واسعة من بينهم المستشار المصري نبيل العربي (الذي تولى منصب أمين عام جامعة الدول العربية 2011- 2016)، وانتقلت بعدها للعمل في مكتب المدعي العام في المحكمة الخاصة للأمم المتحدة للبت في قضية اغتيال الرئيس اللبناني الراحل رفيق الحريري عام 2005.
وبعد العمل في القانون الدولي بمحكمة العدل لفترة، عادت مرة أخرى إلى لندن للعمل، وعملت كمحامية دفاع بعد الانضمام إلى نقابة محامي إنجلترا، وانضمت في 2010 إلى شركة "دوتي ستريت تشامبرز" البريطانية، التي تمتلك تاريخ كبير في الدفاع عن الحريات المدنية، كما استمرت مشاركتها في القضايا الدولية، وفي عام 2013 عينتها الأمم المتحدة في عدد من لجانها.
وكانت أمل كلوني مستشارة في الشأن السوري لموفد الأمم المتحدة والجامعة العربية، وفي قضايا تقييم استخدام الطائرات المسلحة بدون طيار في مطافحة الإرهاب، عملت كلوني كمستشارة قانونية لمقرر الأمم المتحدة، وتعتبر أبرز القضايا التي تولتها، دفاعها عن مؤسس وثائق ويكيليكس جوليان أسانج، كما تولت الدفاع عن رئيسة وزراء أوكرانيا السابقة يوليا تيموشينكي، وعبد الله السنوسي رئيس المخابرات الليبي في عهد معمر القذافي، وتم توكيلها لتمثيل دولة كمبوديا في قضيتها مع تايلاند حول ملكية إحدى الإراضي.
وفي عام 2014، كانت أمل كلوني محامية الدفاع عن الصحفي الكندي المصري محمد فهمي، كما انضمت إلى فريق الدفاع عن رئيس جمهورية المالديف محمد نشيد بسبب خضوعه للاحتجاز التعسفي، ومع إدانته والحكم بحبسه 13 عاما، سعت إلى إعداد المقابلات من أجل فرض العقوبات على دولة المالديف في 2017.
وبخلاف مساهماتها الدولية في الدفاع عن الحريات المدنية لكثير من الشخصيات حول العالم، آخرها عندما أعلنت نيتها تمثيل الإيزيدية العراقية نادية مراد، التي تعرضت للاغتصاب على يد داعش، من أجل مكاكمة التنظيم الإرهابي ومقاتليه، كان لأمل كلوني إسهاماتها الأكاديمية، فكانت زميلة وزائرة رفيعة المستوى بمعهد حقوق الإنسان بكلية الحقوق في جامعة كولومبيا، وحاضرت في مدرسة الدراسات الشرقية والإفريقية في لندن حول القانون الجنائي الدولي، وكذلك قاكت بإلقاء محاضرات حول القانون في أكاديمية لاهاي للقانون الدولي وجامعة ذا نيو سكول بنيويورك، وفي عام 2019، تم تعيين أمل كلوني بمنصب المبعوث الخاص لحرية الإعلام من قبل وزارة الخارجية البريطانية والكومنولث.
جورج وأمل كلوني
"استقبلنا هذا الصباح إيلا وأليكساندر كلوني، وهما وأمل بخير.. بابا فخور، فقبل الزواج بأمل كان شخصا واحدا معروفا"، بهذا البيان أعلن الممثل الأمريكي جوروج كلوني، صاحب الأصول الإيرلندية، والذي يبلغ من العمر 58 عاما، عن ولادة زوجته أمل كلوني لطفليه في 6 يونيو 2017، ممتنا دوما لزواجه من المحامية والناشطة الحقوقية، معتبرا إياه أفضل ما حدث في حياته "عندما تزوجت أمل، لم أكن أدرك أنني تزوجت أمة كامل.. أمل الناس يعلمون عن ذكائك ونزاهتك، ولكنهم لا يعلمون كم أنتِ قادرة على الحب والعطاء، وتجعلين كل يوم ليلة مميزة".
بداية التعارف بين الممثل المشهور والمحامية الأشهر كانت من خلال أحد الأصدقاء، الذي كان يزوره في منزله واقترح أن يصطحب أمل معه، فلم يمانع كلوني ورحب بالفكرة، ويحكي قائلا "اللطيف أن والديّ كانا في زيارة لي أثناء حضور أمل، فتعرفا عليه، وظللنا جميعا نتحدث طوال الليل"، واستمرت علاقتهما لفترة كأصدقاء، لتتغير الأمور بعدها، ويصرح لها بحبه ويقدم خاتم الزواج في عشاء رومانسي جاثيا على ركبتيه "لا أستطيع تخيل حياتي بدونك".
تقول أمل عن زواجها بجورج كلوني "عندما قابلت جوروج كنت 35، وحينها كنت بدأت أوقن أنني سأصير عزباء إلى الآبد.. وبدأنا نتقابل في الخفاء بشقتي في لندن، ثم بدأت أدرك أنني لا يهمني أي شيء، فقط لا أريد أن أكون مع أي شخص آخر غيره، هو الشخص الذي يمتلك إعجابي الكامل، وتجعلني ابتسامته أذوب.. ما وجدته معك هو الحب العظيم الذي لطالما حلمت أن يكون له وجود، ورؤيتك مع أطفالنا إيلا وأليكساندر هو أعظم متعة بالنسبة لي في الحياة، لقد ملأت منزلنا بالحب والسعادة".
رغم أن أمل كلوني عاشت كمواطنة بريطانية، لم تنسِ أصولها اللبنانية، فهي دوما تمرتبطة ببلادها، وفي زيارات دائمة لها، ويشغلها ما يدور بها، ولذلك وقتما انتشرت الاحتجاجات في ربوع بيروت ومدن لبنان في أكتوبر 2019، كانت أمل متابعة ومهتمة، وكتبت في جريدة النهار مقالا بعنوان "لبنان واللحظة المفعمة بالأمل"، وكان أهم ما ذكرته به "ما يجري اليوم يكتسي أهمية فائقة، فاللبنانيون يعلنون أنهم لن يقبلوا بعد الآن بأن يكونوا ضحية التلاعب والخداع، ولن يسمحوا للزعماء الفئويين بأن يؤلبوا فريقا على آخر استنادا إلى مزاعم واهية.. أراقب بفخر واعتزاز الشباب اللبناني وهو يقود زمام المبادرة لبناء وطن أفضل، والمرأة تظهر تصميمها على الدفع نحو التغيير والعمل من أجله.. لن تكون الأيام المقبلة سهلة، وآمل بألا تعمل قوى العنف على تحويل مسار التاريخ في لبنان. يستحق الشعب اللبناني مصيرا أفضل. وأعتقد أننا نعيش لحظة جميلة في مخاض بلد جميل".
اقرئي أيضا:
ديانا أميرة ويلز آسرة القلوب التي مزقتها الأحزان
الكاتب
احكي
الإثنين ٢٣ ديسمبر ٢٠١٩
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا