رشيدة طليب محامي الشعب وأول مسلمة عربية بالكونجرس
الأكثر مشاهدة
من أصول فلسطينية مسلمة، استطاعت رشيدة طليب أن تقتحم دهاليز السياسة الأمريكية، وتنتمي إلى إيديولوجيا وتدافع عن معتقدات فكرية أقنعت بها الناخبين الأمريكيين، فصارت أول سيدة مسلمة تحتل مقعدا بالكونجرس، غير مساهماتها ومحاولاتها المستمرة في دعم فقراء المقاطعة التي طالما عاشت بها، كسياسية ومحامية، واشتهرت بمعارضتها الصريحة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
تعرفي على: أمل كلوني المحامية والناشطة الحقوقية من أصول لبنانية
من هي رشيدة طليب
من قرية بيت عور الفوقا، الواقعة في رام الله بفلسطين، تنحدر أصول رشيدة حربي طليب، حيث تعيش عائلة والدتها، بينما جذورها من والدها تعود إلى بيت حنينا بالقدس، وهاجر والديها إلى الولايات المتحدة الأمريكية، ولدت في مدينة ديترويت، إحدى كبرى المدن بولاية ميشيجان، في 24 يوليو 1976، كأكبر أخواتها الـ 13.
في مدينة ديترويت عاشت رشيدة طليب طفولتها وشبابها، حيث يغلب عليها السكان من الأصول الإفريقية واللاتينية، واقتربت من حياتهم، للدرجة التي جعلتها تشعر أن معاناتهم مع العنصرية تشبه كثيرا ما يعانيه الفلسطينيون مع الاحتلال الإسرائيلي، واتضح لها ذلك بصورة كبيرة، عندما زارت فلسطين وهي بعمر الـ 11 عاما، ولاحظت حواجز الإسرائيليين التي تخنق المدينة.
رشيدة طليب، إلى جانب جذورها العربية الفلسطينية، هي مواطنة أمريكية درست في المدارس العامة بالمدينة التي تقطنها، وحصلت على بكالوريوس الآداب في العلوم السياسية من جامعة واين ستيت عام 1998، وبسبب اهتمامها بالسسياسة العامة، ورغبتها في تحسين الأوضاع التي يعيشها المواطنون الأفارقة واللاتينيون، قررت دراسة القانون أيضا، فحصلت على درجة الدكتوراة في القانون من كلية الحقوق بجامعة ويسترن ميشيجان عام 2004.
شجعها والدها على أن تحمل بطاقة للانتخاب والتصويت، ولكنه كان دوما متخوفا من مشاركاتها في العمل السياسي، ويحاول أن يثينها عنه، ولكنها أرادت أن تصنع مستقبل سياسي مختلف يعبر عن التنوع الذي عاشته، فتدربت مع ستيف توبوكمان الممثل التشريعي لولاية ميشيجان، فضمها لفريقه بعدما حصل على الأغلبية عام 2007، ثم شجعها على الترشح لمقعده.
وفي عام 2008، اشتركت رشيدة طليب في الواقع السياسي الأمريكي بصورة فاعلة، ففازت في انتخابات المقعد التشريعي لولاية ميشيجان بأكثر من 90% من أصوات الناخبين في الانتخابات العامة، لتكون أول سيدة مسلمة من أصل عربي ينضم إلى المجلس التشريعي للولاية، واستمرت بمنصبها فيالفترة من 2009 وحتى 2014، عندما خسرت المعركة الانتخابية أمام السيناتور سميث جونيور.
خلال فترة توليها المنصب التشريعي، تمكنت رشيدة طليب من تنظيم برامج وجبات لكبار السن، والحصول على ملايين الدولارات لدعم العيادات المجانية، كما اهتمت بقوانين حماية مالكي المنازل، وعملت على إنقاذ مئات العائلات بسبب الرهن والضرائب، كما يشهد لها بقدرتها على التصدي لرجال الأعمال وأصحاب الشركات متعددة الجنسيات التي تلوث مخلفاتها نهر ديترويت، خاصة، شركة كوتش التي كانت تتخلص من منتجات فحم الكوك على ضفاف النهر، فأجبرتهم على إزالتها.
وبسبب نضالها المستمر، وجهدها الملموس، أطلقت عليها صحيفة ديترويت مترو تايمز لقب "محامي الشعب"، فكانت تحرص على أن يستمر عطائها تجاه العمال والطبقات الفقيرة والأقليات، فعملت مع مركز شوجر للعدالة الاقتصادية والاجتماعية من أجل توفير التمثيل القانوني المجاني للعمال، وواجهت قانون إدارة الطواريء المناهض للديمقراطية والعنصرية في ولاية ميشيجان، واهتمت بمحاربة كافة أشكال التعصب والكراهية ضد العرب والمسلمين.
وعُرف عن رشيدة طليب، التي تنتمي إلى الحزب الديمقراطي الأمريكي، وتميل للجناح الأيسر منه، مناهضتها لأجندة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منذ ترشحه، وحتى الآن.
اقرئي أيضا: لبنى العليان السعودية التي كسرت الحواجز وأثبتت نفسها
رشيدة طليب والكونجرس
في عام 2018، أعلنت رشيدة طليب عن نيتها الترشح لانتخابات الكونجرس الـ 13، وبالفعل استطاعت اجتياز المراحل التمهيدية والعامة، لتكون أول سيدة مسلمة من أصل عربي فلسطيني تنضم للكونجرس الأمريكي، وتولت منصبها في الثالث من يناير 2019، وكان فوزها سبب في شعور كثير من أفراد عائلتها وأقاربها ومن ينتمون إلى القرية التي تعود لها جذورها في فلسطين، بالفخر والاعتزاز، وكأنه انتصار يخصهم، فكان أخوالها وأعمامها يستقبلون المهنيئن في منازلهم.
ومنذ اليوم الأول لتوليها منصبها بالكونجرس وبعد ساعات فقط من حلفها لليمين، وصفت رشيدة طليب ترامب بـ "ابن العاهرة" في خطاب قصير، ومن وقتها والجدال والتصريحات التي يتراشقها كل منهما عن الاخر لا تنتهي، وكانت رشيدة طليب وإلهان عمر من النائبات المسلمات الأوائل، مما جعلهم في مرمى النيران بسبب كثير من تصريحات ترامب الموجهة لأصحاب العرقيات والمعتقدات المختلفة، فوصفها في أحد تصريحاته بأنها "معادية للسامية"، بينما اعتبرت رشيدة أن ما يقوم به سببه هو الخوف منها "لقد بات الأمر واضحا لي إن الرئيس ترامب يخافنا.. لأننا لا نخافه".
واستمرت المضايقات في ملاحقتها بسبب عدائها لنظام ترامب، فعند رغبتها في زيارة فلسطين أغسطس 2019، من أجل الاطمئنان على جدتها التي تبلغ من العمر 90 عاما، خشية مرضها وعدم قدرتها على رؤيتها مرة أخرى، ولكن واجه طلبها تعسف من قبل السلطة الإسرائيلية، ورغم رضوخها لما اشترطته حكومة إسرائيل، حدثتها جدتها رافضة "قالت لي ستي أنا عصفورتها الحرة، أنا حلمها الذي تحقق، فلماذا أعود إلى القفص وأنحني، في حين جعلها انتخابي فخورة وأشعرها بالكرامة للمرة الأولى".
ومن التصريحات التي هاجمت من خلالها رشيدة طليب الرئيس الأمريكي ترامب وسياساته التي لا تتوافق مع ميولها الحزبية وأيديولوجيتها، وآخر هذه المواقف عندما نشرت فيديو لها يظهر حماسها للتصويت داخل قاعة الكونجرس من أجل عزله، بعد تسريب مكالمة له مع رئيس وزراء أوكرانيا، وضح من خلالها استغلاله لسلطاته وعرقلة عمل الكونجرس، وتظهر رشيدة طليب في الفيديو وهي مبتسمة وتقول "أنا في طريقي لإقالة الرئيس ترامب"، مما جعل الرئيس الأمريكي يعيد نشر الفيديو ويعلق "هذا هو ما يتعامل به الديمقراطيون، هل يعتقد أحد أن هذا جيد للولايات المتحدة".
Schiff and House Intel Dems drank and cheered at fancy dc restaurant last night.
— Alex Bruesewitz (@alexbruesewitz) December 19, 2019
Rashida ‘Impeach that MF’ Tlaib posted this giddy video on Instagram today.
But Pelosi had the audacity to say on live TV today that this is a ‘somber day’ and no one wanted this.
Sick people! pic.twitter.com/XMYb1bCqj1
رشيدة طليب أم لطفلين تعتز بثقافتها الإسلامية، وجذورها العربية، فحين أدت اليمين الدستورية بالكونجرس اصطحبت عائلتها ووالدتها، وارتدت الزي التقليدي الفلسطيني، وأقسمت على القرآن الكريم، كما ذكرأحد أفراد عائلتها قيامها بالاحتفال بزواجها عام 1997 في قريتها بيت عور الفلسطينية، في حين كانت آخر زياراتها لها عام 2006. تنوي رشيدة طليب أن تنتصر دوما لمبادئها ومعتقداتها، غير عابئة بما يمكن أن يجلبها لها ذلك من متاعب.
اقرئي أيضا:
خولة الكريع سعودية في هارفارد وصاحبة أول وسام ملكي
الكاتب
هدير حسن
الإثنين ١٣ يناير ٢٠٢٠
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا