أسئلة تسأليها لنفسك تجعلك تعرفيها أكثر
الأكثر مشاهدة
في فترات من حياتنا، ومع مرور السنوات وتبدل أحوالنا، نشعر أننا فقدنا البوصلة، فلم نعد نفهم أنفسنا بشكل كافي، تدور الأيام من حولنا دون أن نتمكن من التقاط أنفاسنا حتى نستوعب التغيير الذي طرأ على شخصيتنا، ونشعر كأننا بتنا غريبين عن أنفسنا.
هل مرّ عليكِ وقت شعرتِ خلاله بالضياع، فلم تعد روحك قادرة على أن تنسجم معك، وتبدو وكأنها هائمة بعيدا، تدورين في روتينٍ يومي وأحداث متلاحقة، وتشعرين كأنك تعيشينها دون شعور حقيقي، وهذا يعني أنك بحاجة إلى أن تبحثين مع نفسك عن نفسك.
تعرفي على: أمور يمكنها ان تعيد الثقة في علاقتك بشريكك
كيف أفهم نفسي؟
شعورك بعدم الاستقرار النفسي، أو ما يمكن وصفه بالتوهان، لا يمكنك الاستسلام له والاعتقاد بأنه طبيعي، فلا بدّ لكِ أن تهتمين بمنح نفسك الفرصة كي تتمكنين من فهم مشاعرك ونفسك جيدا، حتى يكون أسهل لكِ اتخاذ أي قرار يخصك، والبدء في تطوير نفسك بما يتلائم مع صفاتك الفعلية، الجيد منها والسيء أيضا.
بالتأكيد، ليس من السهل أن يصل أي شخص إلى مرحلة يكون بها على وعي بذاته بطريقة سليمة وغير مشوشة، وهو ما يعني أن قد تحتاجين إلى ما يمكنه أن يدلك على التعامل مع نفسك، واستيعاب مشاعرك السلبي منها والإيجابي، وفهم ما الذي تريدينه من الحياة؟ وما الذي يمكنه أن يجعلك سعيدة؟ وما الذي يغضبك؟ وكيف يمكنك العيش بصورة أفضل؟
تلك مجموعة من الأسئلة التي قد تساعدك على فهم نفسك والتعرف عليها أفضل، حاولي أن تجيبين عنها، وتكتشفين ذاتك.
ما التغيير الذي سيحدث في حياتي بعد سنة، خمس سنوات، أو عشر سنوات؟
يمكن أن تمنحك الإجابة عن هذا السؤال تخيل لما يمكن أن يكون عليه مستقبلك، وفي الغالب تعبر إجابتك عن طريقة تعاملك مع الأحداث المستقبلية، فهل أنتِ شخص لديه خطة، أم تتركين الأمور تسير كيفما يكون؟ وهل تفضلين وضع الأهداف، أم يصيبك ذلك بالخوف والتردد؟
وبعد أن تأخذين الانطباع الأول عن إجابتك، تبدأين بعدها في التحليل، ومحاولة وضع خطة، إما على المدى القصير أو البعيد لشكل الحياة وطبيعة العمل الذي تقومين به، والمكان الذي تعيشين فيه، وكذلك القرارات التي تنوين اتخاذها، ووضع أهداف من الممكن أن تكون حافز لكِ على الاستمرار والتطوير من نفسك.
ما الشيء الذي أشعر بالامتنان لوجوده في حياتي؟
يقولون دوما إن الشعور بالامتنان يمكنه أن يجعل الحياة بشكل عام أفضل، كونه واحد من المشاعر الإيجابية التي يمكنها ان تساهم في التقليل من التعرض للتوتر والقلق، ويجعلك تستمتعين بما لديكِ بصورة أكبر، فعندما تعرفين الأشياء والأشخاص الذين تشعرين نحوهم بامتنان وكأنهم نعمة وجودها يجعلك أكثر تقبلا لكثير من الضغوط والتقلبات.
بالتأكيد، لا يعنيالامتنان أن تفقدين الرغبة والحافز والحماس لتطورين من نفسك، ولكنه يعني أن تقدرين ما لديك، فالبعض يشعرون بالامتنان تجاه الفن والقدرة على الاستمتاع بالموسيقى ومشاهدة الأفلام، وآخرون يمتنون لعائلاتهم أو أصدقائهم، وقد يمتن شخص ما لعمله، والأمر لا يعتمد على المكاسب التي تعود من الشيء والأشخاص، بقدر الشعور بالراحة والاطمئنان الذي تشعرين به تجاه الشياء التي تمتنين لوجودها في حياتك.
ما هي القيم التي أؤمن بها، وهل هي صحيحة؟
لا يمكن أن يكون هناك شخص يعيش بلا قيم أو مجموعة من المرجعيات الأخلاقية التي تجعله يعود إليها، وفي الغالب هي التي تمثل جوهره الأساسي، فتدله على الصواب والخطأ، وتجعله قيمه قادر على اتخاذ القرار الذي يتناسب مع مبادئه ومعتقداته، وأهمية الإجابة عن هذا السؤال تأتي لتمنحك فرصة التعرف على مدى تغير أو تبدل القيم والمباديء التي كنت تؤمنين بها، كما يُمكنك من فهم دوافعك أكثر في أثناء اتخاذ أي قرار، وتعرفين كيف يمكنك تقييمها، وهل هذه القيم تعبر عنكِ بالفعل أم لا؟
هل أشعر بالقلق تجاه ما يعتقده الآخرون عني؟
إجابة هذا السؤال قد تدلك على كثير من مفاتيح شخصيتك، لذا يجب أن تكونين صادقة تجاهها، وتكتشفينها بصورة دقيقة بعد أن تلحظين ردود فعلك، فالقلق الشديد تجاه اعتقادات الآخرين عنكِ يمكنه أن يؤثر على اتصرفات التلقائية التي تقومين به، ويجعلك تغيرين كثير من الأمور في حياتك ونفسك حتى تنالين رضا المحيطين بكِ، ولذا من المهم أن تكونين على علم إن كنتِ أحد هؤلاء الأشخاص، أم أنك لا تبالين بآراء الأخرين عنك، حتى يمكنك تغيير ما هو سلبي، والبدء بالاقتناع أن رضا الناس غاية لا يمكن إدراكها.
اقرئي أيضا: أمور يدفعك الخوف من الوحدة لتقبلها في العلاقة
هل أشعر بالرضا عن شكلي؟
من المهم أن تعرفين إن كنتِ تشعرين بالرضا تجاه شكلك ومظهرك، فهذا يعني بصورة كبيرة شعورك بالرضا عن واحد من أهم جوانب حياتك، فعدم رضا الشخص عن شكله من الممكن أن يسبب له كثير من التوتر والقلق والخوف، وعدم الشعور بالأمان، وقد يدفعك لاتخاذ قرارات خاطئة تغيرين بها شكلك، في حين يمكنك تقبل ما أنتِ عليه، حتى تشعرين بالراحة.
ماذا يمكن أن أفعل إذا كان اليوم هو آخر يوم لي في الحياة؟
من الممكن أن يبدو سؤال بائس أو كئيب، ولكنه ببساطة يشير إلى أولوياتك، وما تريدين حقا أن تقومين به، ولكن أحداث الأيام المتلاحقة تمنعك، فقد تجدين أنك ترغبين في قضائه مع أسرتك، أو في عمل خيري، أو مقابلة الأشخاص والأصدقاء الذين تأجلين دوما الالتقاء بهم بسبب العمل وضغوطه اليومية، فإجابة هذا السؤال تجعلك تكتشفين محبتك للآخرين، وما الذي يعوقه الروتين اليومي عنكِ.
ما هي طبيعة الدائرة الاجتماعية المحيطة بي من الأصدقاء والعائلة؟
حاولي أن تحددي الدائرة الاجتماعية المقربة منكِ من الأصدقاء والعائلة والمعارف وزملاء العمل، واعرفي طبيعة العلاقة التي تجمعك بهم، وهل هم أشخاص داعمين ومتفائلين، أم دوما يبثون طاقة من الإحباط واليأس، ويثنونكِ عن فعل أي شيء، فهذا يمكنه أن يغير كثير في حياتك، فحين تكونين محاطة بأشخاص داعمين وإيجابيين سينعكس ذلك عليكِ بالتأكيد.
ما الذي أريد أن يذكره الناس عني بعد وفاتي؟
هذا السؤال تحديدا، هو ما يجعلك تفهمين نفسك وما تريدينه من حياتك بشكل فعلي، فالكلام الذي تتمنين أن يذكرك الناس به في غيابك، هو المفترض أن تعملين على تحقيقه في حياتك.
حاولي الإجابة عن هذه الأسئلة، واهتمي دوما بأن تقضين وقتا مع نفسك تفكرين وتحاولين التأمل والتحليل، لأن الحياة لا تسير دون فهم وتقبل لها ولأنفسنا.
اقرئي أيضا:
التبرير المستمر أولى خطوات فشل علاقتك العاطفية
الكاتب
احكي
الخميس ١٦ يناير ٢٠٢٠
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا