ما هي طبيعة العلاقات الصحية!
الأكثر مشاهدة
العلاقات الإنسانية هي أكثر الأمور المعقدة، فلا توجد ثوابت في أي علاقة، وما يكون سببًا في نجاح علاقة ما قد يكون سببًا في فشل أخرى، أو دعينا نقول بمعنى أدق أنه لا يوجد "كتالوج" واضح للعلاقات الإنسانية خاصة العلاقة بين الشريكين، إلا أن طبيعة العلاقات الصحية واضحة ومفهومة، ربما تختلف تفاصيلها من علاقة لأخرى إلا أنه يوجد خط عريض يجعلك تشعرين بأنك في علاقة صحية لا تستنزفك أو تستهلك طاقتك.
طبيعة العلاقات الصحية
الخصوصية
أهم شيء في العلاقات الإنسانية بشكل عام هو احترام كل أطرافها لخصوصية الآخر، وربما يكون هذا الأمر محور جدل في العلاقة بين الشريكين، فما يراه طرف أنه خصوصية له، يعتبره الآخر أنه حق له.
ولكن، احترام مساحة الخصوصية بين الشريكين أمر يضمن استمرار العلاقة ويشعرهما بأنها غير محاصرين، فمن اللطيف أن يذوب كل منكما في الآخر ويشاركه تفاصيل يومه، ولكن من غير المنطقي على سبيل المثال أن يفرض أحدكما شرطه بضرورة معرفة كلمة السر للحساباتالشخصية للآخر، أو يلزمه بإفشاء أسرار دوائر أصدقائه، أو ما شابه ذلك من أمور ترتبط بخصوصية الآخر.
لذلك فإن احترام الخصوصية أحد الأمور المهمة التي تجعل من العلاقة علاقة صحية وليست علاقة مزعجة تتسبب في أضرار للطرفين.
اقرئي أيضًا: أشياء عليك تقبلها للحصول على علاقة عاطفية صحية
التقبل
أحد أسوأ الأمور المزعجة في العلاقة بين اشريكين، هو رغبة أحدهما في تغيير الآخر، بل وجعل الأمر هدفًا أساسيًا له ويراقب من وقت لآخر ما إذا كان قد حدث تغيير بالفعل أم لا، وتكون سلبية النتائج سببًا في المشكلات الدائمة بينهما. فمن له الحق في تغيير طبيعة شخص آخر!.
الطرف الآخر غير مسئول تمامًا عن توقعاتنا التي بنيناها له، أو ملزم بأن يغير من نفسه ليتوافق معها! فمن غير المنصف أن نحاسب الآخرين على توقعاتنا فيهم ونتجاهل طباعهم وتفاصيل شخصياتهم، لذلك، فإن العلاقات الصحية تبنى على تقبل كل من الطرفين للآخر، أو دعينا نقول أن الحب فيها غير مشروط، فيتقبل كل منكما الآخر بعيوبه ومزاياه دون إلزامه بالتغير.
المصارحة
في كثير من العلاقات قد يخضى أحد أطرافها التعبير عن مشاعره أو غضبه من أمر ما خشية ترك الطرف الآخر له، أو خوفًا من رد فعل يتسبب له في أذى نفسي، فيكون الخوف من رد الفعل أسوأ وأكثر إيذاء من الفعل نفسه، ولكن هذه العلاقات علاقات مَرضية تبعد تمامًا عن العلاقات الصحية التي تكون فيها المصارحة جزءًا أساسيًا.
فتكون هناك دائمًا مصارحة بالمشاعر السلبي منها قبل الإيجابي، ويصبح كلا الطرفين قادرًا على التعبير عن نفسه بشكل واضح وصريح دون خشيته من النتائج، بل يساعد الأمر على فتح باب للنقاش.
الثقة بالنفس
أسوأ ما يمكن أن تلحقه العلاقات غير الصحية هو فقدان الثقة في النفس، إما بسبب الخيانة أو الكذب أو عدم التقدير، أو التقليل طوال الوقت من شأن الآخر، أو التصرفات والأفعال التي تعطي انطباع بأن هنا طرف عبء على الآخر، كل هذه الأمور تتسبب بشكل أو بآخر في فقدان الثقة في النفس، فمن غير المنطقي أن يشعر شخص بأنه مرفوض طوال الوقت ويكون قادرًا على الحفاظ على ثقته بنفسه.
لذلك فأفضل ما تمنحه العلاقات الصحية لطرفيها هو الثقة بالنفس.
دعم العلاقات الاجتماعية الأخرى
في بعض العلاقات قد يحدث انسحاب من العلاقات والدوائر الاجتماعية الأخرى، وقد يلزم أحد الطرفين الآخر على الانسحاب منها! لتصبح الحياة هي الآخر فقط! إلا أن هذه العلاقات مرضية فيرغب أحد طرفيها في عزل الآخر عن كل دوائره، ليصبح هو فقط المتحكم في كل شيء.
وفي العلاقات الصحية فيحتفظ كل منهما بدوائره وعلاقاته الاجتماعية الأخرى، بل يحسنها وتكون له الطاقة والقدرة على التعامل بشكل هادئ، وهو ما لا تفعله العلاقات غير الصحية أو المرضية والتي قد تدفع وتقوي الرغبة في الانسحاب والشعور بأنه ليس هناك طاقة لأي تعامل اجتماعي ولا توجد فيها غير رغبة بالانسحاب والوحدة.
اقرئي أيضًا: 8 أخطاء تقعين فيها عند اختيار شريك حياتك
الدعم غير المشروط
وهنا لا يتوقف الأمر فقط على الدعم في الأمور التي يراها الآخر أنها تتوافق متطلباته والأمور التي يرضى عنها فقط، وإنما الدعم غير المشروط بأي شيء، فقد تكون دراستك لأمر ما في مكان ما ضد رغبة شريكك، إلا أنك تجدين منه دعمًا خالصًا لك لإدراكه بأن الأمر يتعلق برغبتك.
في النهاية فإن طبيعة العلاقات الصحية تفرض نفسها، وانعكاس ذلك عليك سيكون واضحًا على عكس ما يمكن أن تفعله العلاقات غير الصحية المرضية التي لا تكون سوى مشاعر سلبية، ويشعر الشخص بعد انتهائها أنه سيبدأ من الصفر بعد استنزافه واستنزاف طاقته وثقته بنفسه تمامًا.
اقرئي أيضًا:
الكاتب
هبة حامد
الخميس ٣٠ يناير ٢٠٢٠
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا