مارلين مونرو الحلم الأمريكي الذي رحل مبكرا
الأكثر مشاهدة
مارلين مونرو اسمٌ لا يأتي ذكره دون أن يحضر بالأذهان ساحريتها وجاذبيتها، وكذلك أنوثتها التي جعلتها أيقونة للجمال والإغراء حول العالم، كما كان دوما ظهورها مثير للجدل، وظلت الحقائق وكثير من الشائعات ترتبط بها حتى بعد وفاتها، التي ما زالت مجهولة السبب لكثيرين، فمنهم مَنْ اعتبرها انتحارا وآخرين رأوا رحيلها انتقاما.
حقائق عن مارلين مونرو
كيف يمكن لـ 36 عاما فقط أن يكونوا قادرين على تخليد شخص؟ لكن يبدو أن حياة مارلين مونرو رغم قصرها كانت حافلة بالأحداث التي انشغل بها كثيرون، واستمر الاهتمام بسيرتها التي تعلقت بآخرين إلى الآن، والبداية كانت مع مولدها في الأول من يونيو عام 1926 في لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا.
من البداية، حملت حياتها تفاصيل غير معتادة، فقد ولدت مارلين مونرو باسم "نورما جين مورتنسون"، وحملت لقب والدتها جلاديس بيرل بيكر فأضحت "نورما جين بيكر"، ورغم أنها تحمل اسم زوج والدتها، أنكرت مارلين مونرو دوما أنه أبيها، فالشهادات تؤكد أنها طفلة شرعية ووالدها هو مارتن إدوارد مورتنسن، ولكن قبل ولادة مارلين مونرو بعام كان قد انفصل عن والدتها وهجرها، وحصلت منه على الطلاق في أغسطس 1928، وهو ما يعني أنها ليس والدها بشكل فعلي، وتتذكر أن والدتها أرتها صورة لرجل أخبرتها أنه والدها لا يشبه إدوارد موتنسن.
لدى مارلين مونرو أشقاء من زيجة سابقة لوالدتها، ولكن هرب بهما والدهما ليعيشوا معا في ولاية كنتاكي، ولم تعلم عنهما شيء إلا بعد أن أتمت 12 عاما، وقضت مارلين مونرو طفولتها وحيدة، وبسبب عدم قدرة الأم على أن تعولها تم إلحاقها بدور الرعاية، وتناوبت كثير من الأسر على تربيتها، فعاشت في كنف ما يقرب من 12 من الآباء الحاضنين، وكانت أول عائلة تولت مسئوليتها هما ألبرت وإيدا بولندر.
ومع تحسن الأحوال المعيشية لوالدتها، التي استأجرت منزل في هوليوود، انتقلت للعيش معها وهي بعمر السبع سنوات، ولكن لم يدم هذا التحسن طويلا، فسرعان ما انهارت جلاديس بيكر، والدة مونرو، بعد إصابتها بانهيار عقلي وتم إيداعها بالمستشفى بعد أن تم تشخيصها بمرض الفصام المصحوب بجنون العظمة، لتعود مارلين مونرو وحيدة لا تجد من يهتم بشئونها، سوى صديق والدتها جريس جودارد.
عاشت الطفلة الجميلة مارلين مونرو حياة بائسة، فطوال سنوات طفولتها والمراهقة لم تعرف الاستقرار، فتارة تعيش في كنف أسرة ترعاها وتقوم بتربيتها، وأخرى يتم إلحاقها بدار للرعاية أو مدرسة داخلية، وخلال هذه السنوات، تعرضت مارلين مونرو لتجارب قاسية، كان الاعتداء الجنسي الأسوأ من بينها، وفي 19 يونيو 1942 وفور إتمامها الستة عشر عاما، تزوجت من عامل مصنع يدعى جيمس دوجيرتي، الذي لم يتخطَ الـ 21 عاما.
تحولت حياتها إلى المنزل، الذي شعرت بالملل للتواجد المستمر به دونما فعل شيء، ومع انتقال زوجها عام 1944 إلى المحيط الهاديء بسبب ظروف عمله، صحبها معه وعملت هناك في شركة Radioplane حتى التقت بالمصور ديفيد كونوفر، الذي كان في مهمة عمل للمصنع لتصوير سير العمل والعاملات به، وبدأت علاقة عمل بينهما لتصويرها كعارضة Model في مجال الأزياء.
وعقدت مارلين مونرو عقدا مع واحدة من شركات الدعاية في أغسطس 1945، ومع نهاية العام كانت قد ظهرت على غلاف ما يقرب من 33 مجلة ، وكانت حينها معروفة باسم "جان نورمان"، وعملت على صبغ شعرها الأسود بلون آخر أشقر يمنحها فرصا أكبر، حتى سعت لتوقيع عقد مع شركات دعاية أخرى بحلول عام 1946، وتم منحها اسم "مارلين مونرو"، وبسبب عدم رضا زوجها دوجيرتي عن عملها، قررت الانفصال وحدث الطلاق في سبتمبر 1946.
ومن عروض الأزياء على صفحات المجلات إلى السينما، التي كان لديها شغف كبير للتعرف عليها وتعلمها، فعكفت لمدة ستة أشهر تدرس التمثيل والغناء والرقص بعد أن وقعت عقدا مع شركة فوكس، وبدأت فيالحصول على أولى أدوارها السينمائية مع حلول عام 1947 بالمشاركة في فيلم Dangerous Years، وأعقبه فيلم Scudda Hoo! Scudda Hay! عام 1948، وتم تقديمها على أنه "جين هارلو الجديدة" وهي ممثلة أمريكية اشتهرت في أوائل القرن العشرين، في حين اعتبرها آخرون بمثابة "الحلم الأمريكي" كونها تشبه غالبية الأمريكيين، فأتت من بيئة فقيرة إلى العالمية.
وحتى عام 1951، كانت مارلين مونرو تسعى لتثبيت أقدامها في السينما والتمثيل، وتسعى للظهور والتواجد على الساحة الفنية بأكثر من طريقة، فظهرت في عدد من الأفلام السينمائية كمشاركات صغيرة، فدرست الأدب والفنون بمعهد السينما في جامعة كاليفورنيا، وتعلمت بمسرح لس ستراسبورج.
حضور مارلين مونرو بدأ يتخذ طريقا مثيرا للجدل، بعد أن ظهرت بصور عارية في تقويم ميلادي، بمارس 1952، لتصبح حديث الصحافة والمجتمع وتزداد شهرة، رغم صراحتها بالاضطرار لفعل ذلك من أجل المال، وبدأت مشاركاتها في الأعمال السينمائية تتوالى بعدها، فحصلت على دور ثاني في فيلم Clash by Night عام 1952، وفيلم We're Not Married، ونالت بعدها الدور الرئيسي في فيلم Don't Bother to Knock.
ويعتبر فيلم Monkey Business من أول الأفلام التي تشارك بها ويتمكن من تحقيق إيرادات جيدة في شباك التذاكر، وعام 1953، جاء دورها في فيلم Niagara كزوجة تريد أن تتخلص من زوجها، ليمنحها آراءا إيجابية من جانب النقاد، فقال عنها الناقد كونستانس برينت حينها "ينتظرها مستقبل كبير"، رغم وجود آراء أخرى تعتبرها "مبتذلة".
توالى ظهور مارلين مونرو في الأعمال السينمائية، فاشتركت في فيلم Gentlemen prefer Blondes، وكذلك فيلم How To Marry a Millionaire الذي يدور حول 3 عارضات أزياء تحاول كل منهن أن تفوز بالزواج من مليونير، بعدها رغبت مارلين مونرو في أن تجسد أدوارا درامية، ولكن دوما ما كان يتم مواجهة رغبتها بالرفض من قبل شركة الإنتاج، وحين رفضت التصوير في فيلم "الفتاة ذات اللباس الوردي الضيق" مع فرانك سيناترا، أوقفتها شركة الإنتاج عن العمل، وركزت في زواجها.
في مارس 1954 عادت مرة أخرى إلى هوليوود، بعد أن أنهت خلافاتها مع شركة الإنتاج، واشتركت بفيلم There's No Business Like Show business، وأعقبه دورها الأشهر في واحد من أهم أفلامها The Seven Year Itch، الذي أحدث شهرة واسعة، فخلال تصويره تم التقاط واحدة من أشهر الصور لها، وهي تمر فوق شبكة مترو الأنفاق فارتفع فستانها.
أنشأت مارلين مونرو مع صديقها المصور في ميلتون جرين في ديسمبر 1954 شركة للإنتاج السينمائي تحمل اسمها، بهدف أن تتحرر من العقود مع شركات الإنتاج الأخرى، ثم اشتركت في فيلم Bus Stop عام 1956، وفيلم The Prince and the Showgirl عام 1957، وفيلم Some Like it Hot عام 1959، وفيلم Let's Make Love عام 1960، وفيلم The Misfits عام 1961، وكان آخر الفلام التي لم تكمل دورها بها Something's Got to Give.
فازت مارلين مونرو بجائزة دريستال سشتار، وتم ترشيجها لجائزة الأكاديمية البريطانية للأفلام، وحصلت على جائزة جولدن جلوب، وبعد وفاتها صنفها معهد الفيلم الأمريكي في عام 1999 كسادس أكبر ممثلة أمريكية عبر التاريخ، كما نالت المركز الأول وحملت لقب "المرأة الأكثر جمالا عبر الزمان" في عام 2009.
أزواج مارلين مونرو
بعد زواجها الأول من جيمس دوجيرتي، الذي انتهى بالنفصال بعد اتجاهها للسينما، وتزوجت بعدها في 14 يناير 1954 من لاعب البيسبول جو ديماجيو، وابتعدت قليلا بعدها عن السينما، وتحدثت للصحافة عن رغبتها في أنها تتمتى التركيز فيزواجها، ليحدث الطلاق في نوفمبر من نفس العام، وفي 29 يونيو 1956 تزوجت من آرثر ميللر الكاتب والروائي المسرحي الأمريكي، وحدث الطلاق في 24 يناير 1961.
وكان دوما علاقتها بالرئيس الأمريكي السابق جون كينيدي محل كثير من التساؤلات والشائعات التي لم تتوقف إلى الآن، فأثير حينها وجود علاقة غرامية تجمعهما، ويبدو أنها كانت السبب في رحيلها، ولم يتم تأكيد تلك العلاقة سوىبحلول عام 1970 أي بعد وفاتها بسنوات، بعدما تم نشر ما يخص هذه العلاقة في كتاب تناول موتها وحاول أن يجيب عن غرابة رحيلها.
ويذكر أن غناءها للرئيس في حفل عيد ميلاده بفستان ضيق من الحرير، كان مثيرا للشكوك أيضا، غير أنه كان مثيرا لمحبي الاقتناء أيضا، فقد تم بيعه في مزاد علني عام 1999 مقابل 1.3 مليون دولار ليكون أغلى فستان في العالم.
جنازة مارلين مونر
كانت مارلين مونرو تعاني كثيرا، فقد كانت تكثر في سنوات عمرها الأخيرة من شرب الكحول وتعاطي الحبوب المنومة، وأصيبت بالاكتئاب وقيل إنها كانت تنوي القيام بعملية إجهاض لحمل غير معروف سببه، وفي الساعات الأولى من صباح يوم 5 أغسطس عام 1962 دخلت مربيتها مع طبيبها النفسي ليجدا جثتها ملقاة على السرير وفي يدها سماعة الهاتف، وإلى جانبها الحبوب المهدئة التي كانت تستعملها.
ورغم حضور المحققين، لم يتبين السبب الرئيسي في وفاتها، فتم اعتباره "انتحار"، في حين شكك كثيرون في مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي ووكالة المخابرات المركزية بقتلها بعد أن أشيع أنها كانت تعمل لحسابهما من أجل جمع أدلة تدين آل كينيدي، وقررت الأجهزة قتلها، ليظل رحيلها مفجعا وغير مبررا لكثيرين، ومثير للشكوك التي يم تنحل عقدها إلى الآن.
وفي جنازتها، تم تغطية شعر رأسها بباركة لها نفس تسريحتها في آخر أفلامها، ودفنت في 8 أغسطس عام 1962 في مقبرة حديقة قرية وستوود في لوس أنجلوس، وانتهت مراسم الدفن بعد تشغيل أغنية Over The Rainbow التي كانت تحبها، لترحل وهي بعمر الـ 36 عاما، تاركة مسيرة تخطت الـ 30 فيلم، وسيرة ما زالت قادرة على إحداث الجدل والشكوك، وجمال لم يجد الزمان بمثله.
اقرئي أيضا:
أنجلينا جولي نجمة هوليوود التي جاربت المرض بالإنسانية
الكاتب
هدير حسن
الخميس ٣٠ يناير ٢٠٢٠
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا