التعامل مع الخوف من الرفض وطرق لمواجهته
الأكثر مشاهدة
قدرتنا على التعامل مع أي مشكلة، يأتي بداية من مواجهتها، وإذا لم نواجه أنفسنا بأننا بتنا نخشى التعامل مع الأخرين خوفا من الرفض، ونشعر بالرغبة في الهرب إذا اقترب أي شخص منا، معتقدين أننا نحمي أنفسنا من عزوف الآخرين عنا، فلن يؤدي بنا ذلك سوى إلى مزيد من الانعزال والبعد عن ممارسة حياتنا بشكل طبيعي، سواء كان ذلك الخوف من الرفض مرتبط بالدخول في علاقة عاطفية، أو بالتعامل اليومي مع المجتمع المحيط بك بشكل عام.
تعرفي على: 6 طرق تساعدك في تكوين صداقات جديدة في العمل
في البداية، كيف يمكنك التعرف على أنك مِمَن يخافون من الرفض، فيتجنبون التعامل مع الآخرين أو الدخول في علاقات عاطفية؟
بالتأكيد، الشعور بالرفض قاسي، ولا يرغب أي منّا أن يمر به، ولكنها طبيعة الحياة، فلن نكون دوما أشخاص مرحب بهم، ولن يشعر الجميع بنفس المشاعر تجاهنا، وقد يكون الأمر لا علاقة له بشخصياتنا، هي فقط القلوب لم تتآلف، والعقول لم تلتقِ.
أسباب الخوف من الرفض
رغم إيمانك أنه يمكن للبعض ألا يكن لكِ مشاعر الحب والقبول نفسه، يتحول الأمر إلى خوف مرضي عندما يمنعنا من الاستمتاع بحياتنا، ويعوقنا عن ممارسة أبسط النشاطات اليومية، ويرسخ داخلنا الاعتقاد بأننا منبوذون، فننفصل عن العالم ونخشاه، وهنا، علينا أن نبدأ في معرفة السبب الذي جعلنا نصل لهذه الحالة.
- بسبب التعرض للتنمر في فترة من الفترات، خاصة، فترات المراهقة والطفولة، فينتج ذلك فقدان الشعور بالثقة في النفس.
- الدخول في علاقات عاطفية مؤذية تستهلك مشاعرك، للدرجة التي ترفض معها الدخول في علاقة جديدة.
- اتخاذ قرارات لا تتفق مع المجتمع المحيط بك، ولها تغير واضح عليك، مما قد يجعلك تشعر بأنك منبوذ، مثل قرار متعلق بالمظهر كخلع أو ارتداء الحجاب، وتغيير قناعات فكرية معينة.
- عدم التواجد مع أشخاص ودوائر أصدقاء يشبهونك، ولكم اهتمامات مشتركة معا، ويمكنك الحديث عن أفكارك بتلقائية في حضورهم.
- الرفض يعني فشلك في أمر ما، فرفضك في مقابلة عمل، وعدم قدرتك على كسب قلب مَنْ تحبين، واختفاء الأصدقاء من حولك أمور تلقين فيها باللوم على نفسك، وتعتبرينه فشلا منكِ، فيبدأ الخوف من الرفض يحاصرك.
أسباب خوفك من الرفض قد تكون مختلفة عن ما ذكرنا، ولكنها بالتأكيد، قد تؤثر على تعاملك مع المحيطين بكِ، ويجب عليكِ التعامل معها ومواجهتها، كونه قد يؤثر على مستقبلك المهني، وتكوين الصداقات، والدخول في علاقات عاطفية والزواج.
اقرئي أيضا: البريك فيالعلاقات العاطفية.. قرار صح ولا مؤذي؟
مواجهة الخوف من الرفض
في بعض الأحيان، من الممكن أن يتحول الخوف من الرفض إلى اضطراب يصيب الشخصية، وتجتاحها مشاعر القلق والدونية وانخفاض تقدير الذات، وتجنب التفاعل الاجتماعي، والوحدة والعزلة، ويسيطر الشعور بانعدام الكفاءة اجتماعيا، والحساسية تجاه النقد، والتوتر الدائم.
ولأن الوصول إلى هذه المرحلة لا يعد أمرا طيبا لأي شخص، فلا يجب الاستسلام لمشاعر الخوف من الرفض، والبدء في التعرف على طريقة ممكنة لمواجهة هذا الرفض، والتدريب على تقبل الذات، وهناك مجموعة من الأمور التي مكنها مساعدتك:
يحدث للجميع
من الممكن أن يكون معرفتك بأننا جميعا نتعرض للرفض، بشكل أو بآخر، متقبل للأمر بصورة أكبر، ويجعله هين على نفسك، ولكن ما يجب إداركه أن الرفض بالفعل يحدث للجميع دون استثناء، فمهما بدا الأشخاص متفائلين ولديهم ثقة بأنفسهم، لا ينفي ذلك تعرضهم للرفض وعدم القبول في اي من المواقف الحياتية اليومية، وبمزيد من التفكير بالأشخاص الذين عرفتهم على مدار حياتك، قد تجدين أنكِ قد جعلت- دون أن تدركين- أحدهم يشعر بأنه منبوذ ورفضتِ وجوده.
الرفض تجربة عالمية، ليست حكرا على شخص أو مجموعة من الأفراد، فمن منّا لم يتجاهل رسالة صديق يريد الخروج معه، أو رفض أن يرتبط بشخص ما، وغيرها من المواقف اليومية.
واجه مشاعرك
لا تتجاهلين مشاعرك، فإذا وجدتِ أن رفض أحدهم جعلك تشعرين بمرارة وألم، احترمي ما تشعرين به، وحللي هذه المشاعر، واحرصي على التعبير عنها، اجعليها تأخذ الوقت حتى يتم معالجتها والتخلص منها، ولا تستمعي للحديث الذي يقلل منها، وكأنك تبالغين، ولكن المهم أن تملكين القدرة على التخطي أيضا.
فرصة للتعلم
من الممكن أن يبدو هذا غير منطقي وغير مناسب، لكن الرفض من الممكن أن يكون له أسبابه وجوانبه المختلفة، وتعتبرينه فرصة للتعرف على نفسك مرة أخرى، فإذا تعرضتِ للرفض خلال مقابلة عمل، لا تبدأين بالانزواء والغضب والحزن، لكن حاولي أن تستجمعي قواكِ، واعرفي السبب، هل تحتاجين إلى مزيد من الخبرة مثلا؟
وإذا لم تكتمل علاقتك العاطفية، أو لا تجدين أصدقاء حولك، فقد يعني هذا أنك تحتاجين إلى محاوطة نفسك بأشخاص يفهمونكِ ويتقبلون طبيعتك، ولديكم اهتمامات مشتركة، ولا يكون ذلك دافعك للبعد والهرب، بل واجهي نفسك وتعرفي عليها.
أنتي تستحقين
شعور الرفض رغم قسوته، لا يجب أن يهز ثقتك في نفسك، فالأمر قد لا يتعلق بشخصك قدر ما يكون احتياجات مختلفة من الآخرين أو طباع غير متوافقة معكِ، ولذلك، إذا شعرت بمرارة الرفض، وبدأتِ تلومين نفسك على أنك غير جذابة بالدرجة الكافية، و"مملة"، ولا تملكين أي مقومات، فتوقفي على الفور، وابدأي في تذكير نفسك بمميزاتك، ويمكنك كتابة المواقف التي جعلتك فخورة بنفسك، والأمور التي يحبها فيكِ المحيطون.
أسباب خوفك
من المهم، أن تكتشفين ما الذي يجعلك ترتبكين من الرفض وتخافينه لهذه الدرجة، وتحاولين تحليل مشاعرك، فهل تخشين أن يكون رفضك في مقابلة عمل سبب في بقائك دون عمل أو مال؟ مما يعني ضرورة سعيك في طرق مختلفة، أو أن يتسبب لك الرفض في العلاقات العاطفية في البقاء وحيدة، وهو ما يدفعك نحو تكوين صداقات قوية.
الحديث السلبي للنفس
توقفي فورا عن حديثك السلبي لنفسك، لا تستمرين في تكرار أمور غير حقيقية عن نفسك لذاتك، وتوقفي عن قول "أنا غبية"، "أنا لا أستحق شيئا"، "أنا شخص ممل"، "أووف، لقد تحدثت كثيرا" وغيرها من الجمل التي تجعلك لا ترين شخصيتك على حقيقتها، وتجعلك تقللين من نفسك، ويعزز أن فكرة الرفض لها علاقة بكِ وحدك، فتلومين باللوم كه على نفسك.
عاملي نفسك وكأنها صديقتك، فاحرصي على الحديث الإيجابي والشجيع وتقديم الدعم، نفوسنا أيضا تتأثر بما نفعله بها ومعها، ولذلك إهمالها والتقليل منها سيؤدي بها إلى القاع، فقومي بانتشالها وعدم الاستسلام.
البحث عن الدعم
اعمل على محاوطة نفسك بأشخاص يقدرونكِ، ويوفرون الدعم والمحبة، ويرون الجيد في شخصيتك، ولديهم قدرة على جعلك تشعرين بأنك أفضل، ولا تخافين في ظل وجودهم.
التحدث لمتخصص
مع تطور الأمر إلى الإصابة بالقلق والتوتر، ونوبات الهلع، وعدم القدرة على ممارسة حياتك اليومية بصورة طبيعية، فيجب عليكِ التحدث إلى معالج نفسي أو طبيب متخصص يساعدك على التخلص من هذا الخوف وأعراضه.
الخوف واحد من المشاعر التي يمكنها أن تعوقنا عن العيش بطبيعية، ويمنعنا من التعبير عن أنفسنا، تخلصي منه واستمتعي بما لديكِ.
اقرئي أيضا:
أفكار تتعرفي بيها على ناس جديدة وتفتحي كلام معاهم
الكاتب
احكي
الخميس ١٣ فبراير ٢٠٢٠
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا