هدى قطان إمبراطورية تجميل بدأت العالمية من الإنترنت
الأكثر مشاهدة
بمتابعين تخطوا الملايين على مختلف منصات التواصل الاجتماعي، تمكنت العراقية- الأمريكية هدى قطان أن تصبح رائدة في مجال التجميل وصناعة مستحضراته، وتلهم كثيرات حول العالم، خاصة، العربيات بمشوارها المهني وقدرتها على بناء إمبراطورية بيزنس قوية من شغفها وحبها للمكياج، وإيمانها بأن "الجمال يمكنه أن يغير الطريقة التي تشعر بها المرأة نحو نفسها".
تعرفي على: سعدية مفرح سفيرة الشعر الكويتي المتحررة من كل قيد
هدى إبراهيم قطان
من والدين عراقيين هما إبراهيم قطان وسوسو القزز، ولدت هدى إبراهيم قطان في أوكلاهوما سيتي، أكبر مدن أوكلاهوما الأمريكية، وذلك بعد أن قرر والديها الهجرة للولايات المتحدة بحثا عن سبل أفضل للعيش في بلد جديد يتيح الفرص والإمكانيات، ففي 2 أكتوبر عام 1983 ولدت هدى قطان لتكون الأوسط بين أشقائها عليا ومنى وخالد.
استمر تنقل أسرتها من ولاية إلى أخرى في الولايات المتحدة، بسبب ظروف عمل والدها كأستاذ جامعي في تخصصات علمية وتدريس الهندسة الميكانيكية، مما كان يعطيها شعورا بعدم الاستقرار، وصعوبة التكيف مع تغير الأوضاع، فمكثت العائلة لفترة في ولاية تينيسي، ومنها إلى بوسطن.
تعتبر هدى قطان أن فترة طفولتها لم تكن سهلة على الإطلاق، فهي طفلة لها جذور عراقية، وتحمل ملامح عربية، مما يعني أنه كان عليها إيجاد طريقة للتوافق مع مجتمع لا يشبهها إلى حد كبير، ولم يكن دوما من الممكن أن تتوفر متطلباتها بسبب ظروف الأسرة الاقتصادية، ولكنها تتذكر كيف جعلها ذلك شخصا أكثر قوة وقدرة على التحمل، ولا يمكن بأي حال تعكير صفوها بسهولة.
بدأ شغف هدى قطان نحو المكياج واستكشاف أدوات التجميل في عمر صغيرة، فبعمر التسع سنوات، كانت تبحث عن طريقة لتجميل حاجبيها، كونها طفلة كثيفة الشعر وحاجبيها ملتصقين، فبحثت عن إمكانية تحقيق ذلك، ومن هنا، كان طريقها نحو الهوس بمنتجات التجميل، والبدء في الاهتمام ببشرتها ومظهرها الخارجي، والعمل كذلك على التعرف على اي جديد يخص هذا المجال.
في فترة المراهقة، وحين كانت في الرابعة عشر من عمرها، بدأت معرفة قطان بالمكياج ووأدوات التجميل تتسع، وباتت صديقاتها تلجأن لها لتضع لهن المكياج، وتقدم لهن النصائح المتعلقة بالعناية بالبشرة، والخدع التي يمكنها أن تجلعهن أكثر جاذبية، وتشارك في وضع مساحيق التجميل في العروض المسرحية المدرسية، فكانت تلك موهبتها الأساسية التي لم يقتنع والديها أن تتخصص في دراستها.
في جامعة ديربورن ميشيجان، درست هدى قطان الشئون المالية، وعملت في هذا المجال لشهور معدودة، ثم انتقلت مع الأسرة مرة أخرى، ولكن بعيدا عن أمريكا، لتكون الوجهة عام 2006 نحو الإمارات لتستقر العائلة بها، بعد أن عمل والدها مدرسا في الجامعة الأمريكية في الشارقة، وتجد هدى شغفها في المجال لذي تحبه، وتطلق إمبراطوريتها من دبي.
بعد سنوات من عدم قدرتها على العمل في وظائف تقليدية، أرشدتها شقيقتها منى إلى ضرورة دراسة المكياج، الذي تحبه وشغوفة به، ليكون التحاقها بمدرسة جو بلاسكو للمكياج في هولييود واحد من أفضل المور التي حدثت لها، فانتقلت غلى لوس أنجلوس لتخضع إلى تدريب مكثف لمدة شهرين حول المكياج وأدوات التجميل "كانت تجربة رائعة، ولم أكن أود الرحيل وترك البرنامج"، فاستطاعت خلال هذه الفترة التعاون والتعلم من خبراء التجميل العالميين.
عادت بعدها هدى قطان إلى دبي، واستقرت بها، بعد زواجها من كريس جونكالو، وإنجابها لطفلتها نور جيزيل، وأرادت أن تشارك الخبرة التي تعلمتها مع أخريات، فقامت بشراء موقع إلكتروني، ولكنها لم تعرف ما الذي يمكنها ان تفعل به، حتى تعرفت على عالم المدونات، وأعجبها أن تقدم لمن يتابعها المعلومات الخاصة بكل منتجات ومساحيق التجميل دون رقابة، ولديها الحرية الكاملة في أن توضح سلبياته إلى جانب مميزاته أيضا، فأنشأت مدونتها في 29 أبريل عام 2010 تحت اسم هدى بيوتي Huda Beauty.
واستطاعت من خلالها أن تقدم المعلومات الخاصة بالتجميل والنصائح والخدع التي يمكنها أن تحتاج له كل النساء، وتمكنت هدى قطان أن تجمع متابعات كثر أغلبهم من السيدات العربيات والمغتربات في جميع أنحاء العالم، كونهن تبحث عن من يرشدهم إلى نصائح ومعلومات يمكنهم ان يقوموا بتطبيقها، ومن شخص يشبههم، ويحمل نفس ملامحمهم العربية، ولذلكقررت قطان ان تكون مدونتها لها محتوى صادق، وبه أكبر قدر من المسئولية.
وظلت على مونتها تعرض رأيها وتجربتها الشخصية لكل منتج من مساحيق التجميل بصدق، وتعبر عما تؤمن به فقط، دون النظر لاعتبارات شهرة العلامات التجارية أو غيره، مما خلق لها مصداقية وشعبية واسعة، واعتبارها أن لكل فتاة جمالها الخاص المتفرد الذي لا يجب أن يجعلها مهووسة بمظهرها الخارجي دون أن تكون جميلة بالفعل من الداخل.
اقرئي أيضا: عزة فهمي مصممة حلي وصلت العالمية بالتراث المحلي
هدى بيوتي
مع استمرار نجاح مدونتها، واقتحامها لمنصات التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وإنستجرام ويوتيوب، ومتابعة الملايين لها، فكرت هدى قطان أن تحوّل هذه التجربة إلى بيزنس وعمل تجاري ناجح يلبي رغبات كثيرات من محبي المكياج، فاشتركت مع شقيقتيها منى وعليا في إطلاق علامتها التجارية "هدى بيوتي Huda Beauty".
كانت الفرصة متوفرة، لكن المنافسة شديدة، لذلك، قدمت قطان عبر علامتها التجارية المنتجات التي رأت أنها غير متوفرة في الأسواق، فأنتجت الرموش الصناعية، التي تعتبر واحدة من منتجاتها المتفردة، وأصبحت لا غنى عنها لدى كثيرين مثل كيم كاردشيان، كما قدمت الأظافر ذات الأشكال والتصميمات المختلفة، وتميزت بمتتجاتها من أحمر الشفاه السائل و"باليت الهايلايت"، لتكون تلك المنتجات معبرة عنها، كونها دوما ما تعلن "تلك منتجات أحبها وأستخدمها يوميا، وأثق بها".
نجاح علامة هدى بيوتي التجارية ما زال مستمرا، كونها كانت قادرة على أن تمنح المستخدمين منتجات تعبر عن احتياجاتهم، واستخدم منصات التواصل الاجتماعي كأداة تسويقية عن نفسها وعن شركتها بأفضل طريقة، فباتت علامتها التجارية قادرة على بيع أكثر من 140 منتج تجميلي متنوع، بمبيعات تصل إلى 250 مليون دولار سنويا.
عام 2017، كان الحساب الخاص بـ "هدى بيوتي" على منصة إنستجرام في المرتبة الأولى لقائمة "إنستجرام للمؤثرين" بمتابعين بلغوا حينها 25 مليون، في حين ازداد هذا الرقم ووصل إلى أكثر من 34 مليون متابع، غير أن مجلة فوربس ضمتها لقائمة "أقوى 10 مؤثرين في عالم الجمال" لعام 2017، كما اعتبرتها مجلة تايم الأمريكية واحدة من بين اكثر 25 شخصية مؤثرة Influencer على الإنترنت.
تتقاضى هدى قطان عن المنشور الذي يرغب في الإعلان عن منتج أو مكان على منصة إنستجرام ما يقرب من 18 ألف دولار، وهو ما يجعلها من بين المؤثرين الأعلى أجرا في العالم العربي، فهناك أكثر من سبعة ملايين يتابعون صفحتها على فيسبوك، وأكثر من 3 مليون مشترك على قناتها على يوتيوب، وأطلقت مؤخرا علامتها التجارية Wishful لتقدم منتجاتها للعناية بالبشرة.
تملك هدى قطان ثروة تصل إلى أمثرمن 550 مليون دولار، وفي عام 2018، قررت أن تبدأ حلقاتها من تلفزيون الواقع Huda Boss من خلال فيسبوك Watch، وهو برنامج يعرض لحياتها اليومية كأم وصاحبة علامة تجارية تحاول دوما أن تعمل على إنجاحها، وتعرض أيضا مواقف كثيرة من حياته الشخصية والسرية وعلاقاتها مع أفراد عائلتها.
استطاع برنامجها أن يحظى بانتباه كثيرين، فتابعه على فيسبوك أكثر من 700 ألف شخص، وقدمت هدى قطان موسمين منه، ويعتبر إعجاب المشاهدين به نابع من عرضها لمشاعرها وحياتها الطبيعية وتأثرها بالمواقف التي تمر بها وبكائها وضحكها، وتظهر في كثير من لقطاته دون مكياج.
اقرئي أيضا:
سارة بهاء مصممة تخطط لمنهج باسمها تطوف به العالم
الكاتب
هدير حسن
الخميس ٢٠ فبراير ٢٠٢٠
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا