سعاد الصباح شاعرة الكويت الحالمة بالقومية والحرية
الأكثر مشاهدة
من أول نظرة تلقيها عليها تعرف أنها امرأة قوية شامخة بملامح عربية منحوتة وصوت واضح وثابت لم تقدر الظروف والأيام على إسكاته، هي سعاد الصباح شاعرة الكويت الشهيرة والاسم الذي حلق في الوطن العربي من المحيط إلى الخليط بفضل أعمالها الشعرية وإسهاماتها الأدبية والعلمية وإيمانها القومي الذي لم يتزعزع رغم كل شيء.. هي امرأة مؤمنة بحقوق النساء لم تدخر جهدًا ولا مالًا إلا وبذلته عن طيب خاطر حتى تضع رأسها على وسادتها كل يوم راضية عما تفعله تجاه ما يصدقه قلبها حقًا.
نشأة سعاد الصباح
هي الابنة البكر لوالدها الشيخ محمد الصباح الذي حمل اسم جده محمد الصباح حاكم الكويت في نهاية القرن التاسع عشر، ولدت سعاد الصباح في الزبير بمدينة البصرة العراقية التي كانت ملاذَا لعائلتها العريقة بعد مقتل الشيخ محمد الصباح، وتربت في بيت يعشق القراءة والأدب ويؤمن بأهمية تعليم الأبناء، ورغم ما تفرضه تقاليد هذا الزمان من صعوبات على تعليم البنات الذي يدخل في زمرة العيب، كان والدها يحضر لها دواوين الشعر مخبأة تحت عباءته قائلًا: "أنا أحضرك للمستقبل"، وتراهنت والدتها يومًا مع الوالد حين أخبرته أنها علمت سعاد الطفلة القراءة قبل أن تدخل المدرسة، فنادى الأب طفلته وطلب منها أن تقرأ من الجريدة ففعلت، فمنحها دينارًا كان الأغلى بالنسبة لها.
تتذكر السيدة سعاد الصباح طفولتها بين أب وأم يعشقان القراءة ويتنافسان أيهما سيقرأ مجلة الرسالة أولًا ومن ستقع يده على مقالة كاتبه المفضل قبل الآخر، وجدة تصحبها إلى بساتين العائلة وأراضيها الخضراء لتكوّن بداخلها أول اتصال لها بالطبيعة، فتكبر الطفلة وهي محاطة بالجمال من كل ناحية.
وفي منتصف الخمسينات عادت العائلة إلى بلدهم الكويت، وهناك أكملت سعاد الصباح دراستها في مدرسة الخنساء الإعدادية وفي هذه المرحلة زارها رسول الشعر للمرة الأولى، فكانت تكتب خواطرها في كل مرة تجلس للمذاكرة، تسجل ما يدور بخلدها وتقرأه على زميلاتها، ووصل الخبر إلى المعلمات فكن يستمعن لها ويحثنها على الاستمرار في كتابة الشعر.
الشعر الذي تفجر في سن الثالثة عشرة كان نتاج سنوات من القراءة والإطلاع الذي جعل ذاكرة سعاد "عبارة عن بازار فيه جميع أنواع القراءات والكتب والفضل الأول يرجع لأبي" على حد وصفها.
هذه الفتاة الحالمة التي ظهر عليها علامات الإبداع، والتي كبرت في عائلة عريقة حرصت على تدليلها وتعليمها على حد سواء، واجهت قسوة الحياة مبكرًا جدًا حين زارها الموت وطحن عظامها فخطف منها الأم في ريعان الشباب، وبعد 11 شهرًا فقط، حمل الأب معه أيضًا، وخلال مدة قصيرة تبعته الجدة، لتنضج الفتاة على نيران الحزن الذي بدونه لا تكتمل التجربة الفنية.
"إنني بنت الكـويت
بنت هذا الشاطئ النائم فوق الرمل،
كالظبي الجميل
في عيوني تتلاقى
أنجم الليل، وأشجار النخيل
من هنا.. أبـحـر أجدادي جميعًا
ثم عـادوا.. يحملون المستحيل.."
اقرئي أيضًا: الأميرة فاطمة إسماعيل صاحبة الفضل المؤمنة بالتعليم
سعاد الصباح وزوجها الشيخ عبد الله مبارك الصباح
الفتاة التي فقدت الأب والأم مرة واحدة وهي في الصف الأول الثانوي، تزوجت من قريبها الشيخ عبد الله مبارك الصباح الذي كان نائب حاكم الكويت والقائد العام للقوات المسلحة في وقتها، تزوجا عام 1959 وقت أن كانت سعاد المراهقة تحلم بأمير يخطفها إلى عالم الأمنيات، فتحقق الحلم في الشيخ عبد الله الذي أحبها من كل قلبه، وأشركها في حياته وعالمه حتى أنها كانت تحضر "الديوانية" أو المجلس العام معه وتجلس دائمصا على يمينه وتتناقش في القضايا مثلها مثل الحضور، وهو أمر مستغرب جدًا في هذا المجتمع الذي تقتصر مجالسه على الرجال.. هذا الزوج المؤمن بزوجته والمقدر لعقلها، جعلته سعاد الصباح ملهمًا للكثير من قصائدها وصديقها الذي كانت تطلبه في قصيدتها الشهيرة كن صديقي التي غنتها قيثارة الوطن العربي ماجدة الرومي والتي تقول:
"كن صديقي
كن صديقي
كم جميل لو بقينا أصدقاء
إن كل امرأة تحتاج أحيانًا إلى كف صديق..
وكلام طيب تسمعه..
وإلى خيمة دفء صنعت من كلمات
لا إلى عاصفة من قبلات
فلماذا يا صديقي؟
لست تهتم بأشيائي الصغيرة
ولماذا.. لست تهتم بما يرضي النساء؟كن صديقي
كن صديقي
إنني أحتاج أحيانًا لأن أمشي على العشب معك..
وأنا أحتاج أحيانًا لأن اقرأ ديوانًا من الشعر معك..
وأنا – كامرأة- يسعدني أن أسمعك..
فلماذا –أيها الشرقي- تهتم بشكلي؟..
ولماذا تبصرالكحل بعيني..
ولا تبصر عقلي؟
إنني أحتاج كالأرض إلى ماء الحوار
فلماذا لا ترى في معصمي إلا السوار؟
ولماذا فيك شيء من بقايا شهريار؟"
سعاد الصباح من بيروت إلى القاهرة
انتقلت أسرة سعاد الصباح للعيش في لبنان، وذلك بعد أن استقال الشيخ عبد الله مبارك الصباح قبل استقلال الكويت بشهرين، حفاظًا على تماسك الأسرة الحاكمة، وبسبب تحفظات الاحتلال الإنجليزي على وجوده بعد قراراته الحاسمة من إلغاء تأشيرات دخول الكويت للعرب، ودعمه للقومية وقربه من الزعيم جمال عبد الناصر.
بعد أن استقر بهم المقام في بيروت حيث البيئة الثقافية منتعشة ومليئة بالمثقفين العرب والأجانب، عرضت سعاد الصباح على زوجها فكرة جمع أشعارها في ديوان ونشرها، فشجعها بكل ما أوتي من قوة، فأصدرت ديوانين عام 1961 هما "ومضات باكرة" و"لحظات من عمري"، وبذلك كانت أول امرأة كويتية تصدر ديوانًا شعريًا.
لكنها ترى أن ديوانها الثالث "من عمري" الصادر عام 1965 هو الأكثر نضوجًا واختلافًا عن سابقيه الذين كانا أقرب لكتابات مراهقة، وتعتبر سعاد الصباح هذا الديوان ابنها البكري لما كان به من قصائد سياسية وقومية عن لبنان وفلسطين والمناضلة الجزائرية جميلة بوحيرد.
وفي نفس العام سافرت العائلة من بيروت إلى القاهرة لتكون مقرهم الجديد وذلك تلبيًا لدعوة الرئيس جمال عبد الناصر، الذي كان صديقًا مقربًا من الشيخ عبد الله مبارك الصباح، وكانت أسرة الصباح حاضرة في حفلات الزعيم العامة والخاصة ومنها زواج ابنته منى.
الدور الوطني لأسرة الصباح لم يقتصر على الإيمان الكامل بفكرة القومية التي دعى إليها جمال عبد الناصر، لكنه تجلى بعد نكسة 1967 حينما أطلقت كوكب الشرق أم كلثوم صرخة المجهود الحربي من بيتهم في القاهرة، وبعده مشاركة سعاد الصباح في جهود الهلال الأحمر بنفسها، وإرسالها مع زوجها معدات وأدوية للمستشفيات بالإضافة إلى تبرعهم بمليون دولار.
وعلى الجانب الشخصي لم تكن القاهرة محلًا للنضال السياسي القومي فقط، بل شهدت عودة سعاد الصباح إلى درب التعليم الذي انقطعت عنه بعد زوجها، فقررت استكمال التعليم الثانوي وهي زوجة وأم، ثم التحقت بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية عام 1969 وكانت وقتها كلية حديثة، وسرعان ما عرفت سعاد بنشاطها الجامعي وأعمالها الشعرية وانضمامها لفريق كرة السلة، وبعد عام واحد من انضمامها للجامعة حدث الزلزال الذي هز أركان العالم العربي أجمع، حينما توفي الزعيم جمال عبد الناصر، فأقامت الكلية أمسية شعرية كانت الأولى بالنسبة لسعاد الصباح، وفيها نعت الزعيم بقصيدة "عندما رحل ناصر":
"لا تقولي.. سقط الفارس عن ظهر الجواد
وسجا الحُلم المرجى، وهوى الصرح وماد
إنه كان النبض الذي يغذو الفؤاد
إنّه كانَ الّذي علّمنا معنى الجهاد
بيد تبني وتعلي.. ويد فوقَ الزناد
أنه استشهدَ كي يُصبح للجرحِ ضماد
باذلاً في جهدهِ من دمهِ الغالي مداد
لوفاق العُربِ بعد المحن السّودِ الشّداد
أروِ عنهُ.. أنّه قربَ أيامَ الحصاد
لقيامِ الوحدةِ الكبرى.. وتحقيق المراد
سائراً في دربِ عمرو.. وطريق ابنِ زياد"
اقرئي أيضًا: الملكة إليزابيث الثانية الأطول عمرًا على العرش البريطاني
الفاجعة وقصيدة سعاد الصباح في رثاء ابنها
بعد سنوات من الغياب أصدرت سعاد ديوانها الرابع "أمنية" عام 1971 وكان رومانسيًا ومختلفًا عن سابقيه. واحتفلت بتخرجها من كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بمرتبة الشرف عام 1973، لكن الحياة كانت تخفي لها فاجعة كبيرة تمثلت في فقدان ابنها البكر مبارك وهو في سن الثانية عشرة، حينما مات بين يديها في الطائرة إثر تعرضه لأزمة تنفسية في ظل حدوث عطل في جهاز التنفس.. وتقول سعاد الصباح عن الأمر: "مهما تقدم العمر يظل الأمر وكأن شيئًا فيك قد مات، تأكلني الحرائق عندما أنظر لصورته رغم مرور سنوات على وفاته"، وقد نعته بقصيدة مؤثرة اسمها "في طائرة الموت" وديوان كامل بعنوان "إليك يا ولدي".
"صاحَ بي طِفلي المٌفدَّى وهو مخنوقُ الأنينِ
وَيكِ أُمِّي ادْركيني .. ويْكِ أمِّي انقذيني..
اسعفيني بهواءٍ من صِمامِ الأُوكسِجين
وخُذيني في ذِراعيكِ لأرتاحَ.. خُذيني..
قَرِّبيني.. قبِّليني.. عَانقيني.. ادْفِئيني..
إنَّني أشعرُ بالرِّعشةِ تَسرِي في وَتِيني
اخرجِي الحبَّةَ من جَيبي، فقد كَلَّتْ يَميِني
وضَعِيها في فَمِي، علِّي أشفَى بعدَ حينِ..
وانزَعي ربطةَ صَدري، إنها قيدُ سجينِ
الضَّنى فوقَ احتمالي، فاعينِيني. اعيني..
قَالها، ثمَّ أرتمَى في الأرضِ كالفَرخِ الطَّعينِ
فارتَمى قَلبي عَليهِ في ارتياعٍ وحنينِ"
سعاد الصباح ودراسة الاقتصاد
أحبت سعاد الصباح دراسة الاقتصاد ووقعت في غرام الأرقام، فاتجهت إلى بريطانيا وهناك حصلت على درجة الدكتوراه في الاقتصاد عام 1982وكان موضوع رسالتها التخطيط والتنمية في الاقتصاد الكويتي ودور المرأة، وحينما تسلمت شهادتها بكى زوجها وقال لها إنك تحققين حلمك وحلمي، وبهذا كانت أول سيدة كويتية تتم التعليم الثانوي والجامعي إلى الدكتوراه وهي زوجة وأم.
دراساتها للاقتصاد جعلتها مشغولة بمشكلات بلدها الكويت، ودعت للبحث عن مصادر أخرى تجعل من الاقتصاد الكويتي أكثر استقرارًا بدلًا من اعتماده الكامل على النفط الذي اشتعل قنديله منذ عام 1937، وقدمت في ذلك دراسات كثيرة مثل "السوق النفطي الجديد" و"الاقتصاد السياسي الدولي" و"أوراق في الاقتصاد الخليجي".. لكن لغة الأرقام لم تهمش دور الشعر فكتبت هذه الكلمات عن نفس الموضوع:
"إنَّ عصرَ النفطِ ما لوثني
لا ولا زعزع باللهِ اقتناعي
أنتَ لو فتشتَ في أعماقِ رُوحي
لوجَدْت اللؤلؤ الأسودَ مزرُوعا بقاعي"
اقرئي أيضًا: جيهان السادات محاضرة ورئيس مجلس شعبي وسيدة أولى
دار سعاد الصباح للنشر
في الوقت الذي كانت فيه سعاد الصباح في أوج نشاطها الأدبي ، وبعدما أسست عام 1988 دار سعاد الصباح للنشر، وكانت أول دار نشر تقدم جوائز لتشجيع إبداع الشباب العربي وتنشر أعمالهم، وأسست جائزة خاصة للإبداع الفلسطيني، واجهت المنع في نهاية الثمانينات، حينما منعتها وزارة الإعلام الكويتية من الكتابة وحظرت تداول كتبها وتم مصادرة أي مجلة تسمح لها بالتدوين، ومع ذلك ديوانها "فتافيت امرأة" باع 120 ألف نسخة، ثم ردت على مقيديها بقصيدة للأُنثى قصيدتها وللرجل شهوة القتل:
"سيظلُّون ورائي
بالبواريدِ ورائي
والسّكاكين ورائي
والمجلاَّت الرّخيصاتِ ورائي..
فأنا أعرف ما عُقْدَتُهُمْ
وأنا أعرف ما مَوْقفُهُمْ
من كتاباتِ النَّساء..
غير أنّي..
ما تعودتُ بأن أنظرَ يومًا للوراء..
فأنا أعرفُ دربي جيد2ا
والصَّعاليك ـ على كثرتِهمْ ـ
لن يطالوا أبداً كعبَ حِذائي
لن ينالوا شعرةً واحدةً من كِبريائي
فلقد علَّمني الشِّعْرُ، بأن أمشِي
ورأسي في السَّماء.."
أعمال سعاد الصباح
المرأة التي استطاعت إثبات نفسها في مجتمع قبلي لا مكان فيه للنساء، وترجمت كتبها إلى 10 لغات، وأنشأت سنة 1995 مبادرة الوفاء لتكريم الرواد العرب وهم أحياء وإنتاج مجلد ضخم عنهم لتوفير المعلومات مثل المفكر عبد العزيز حسين والشاعر إبراهيم العريض والدكتور ثروت عكاشة وغيرهم، لم تتوقف عند ذلك وشاركت في إنشاء المنظمة العربية لحقوق الإنسان واشترت مركزًا لها من أموالها الخاصة وأودعت وقفًا كبيرًا لتغطية نفقات المنظمة حتى تستمر.. وتقول سعاد الصباح في حوارها مع برنامج رائدات الذي عرض على قناة الجزيرة عام 2008: "أنا كامرأة ملتزمة بحقوق الإنسان ولدي التزام بكل ما أؤمن به.. الكلمة لا بد أن نقولها بكل زخمها أو نسكت".
كما أنها دائمَا ما كانت مؤمنة بحقوق النساء، وترى أن "الحرية هي أن تقرر المرأة لا أن يُقرر لها".
"قد كان بوسعي،
أن أبتلع الدّمع
وأن أبتلع القمع
وأن أتأقلم مثل جميع المسجونات
قد كان بوسعي
أن أتجنّب أسئلة التّاريخ
وأهرب من تعذيب الذّات
قد كان بوسعي
أن أتجنّب آهة كلّ المحزونين
وصرخة كلّ المسحوقين
وثورة آلاف الأمواتْ..
لكنّي اخترتُ.. مواجهةَ الكلمات"
اقرئي أيضًا: ماجدة الرومي صوت ذبي آمن بالوطن العربي
سعاد الصباح ومأساة غزو الكويت
كامرأة مؤمنة بالقومية العربية مولودة في العراق وخطت أولى خطواتها على أرضها، نظمت سعاد الصباح الكثير من القصائد التي تغازل العراق وأهله، وهو ما جعلها في مهب ريح الاتهامات بعد مأساة غزو الكويت، حينما استفاق الكويتيون على كابوس سحب سجادة الوطن من تحت أقدامهم، لكنها لم تعر تلك الترهات اهتمامًا، وذهبت مع الكثير من مواطنيها واستقرت في لندن وهناك نظمت مظاهرات، وشاركت في تشكيل اللجنة الكويتية العليا، وكتبت مقالات يومية وقدمت برامج إذاعية عن الكويت، وكذلك سافرت إلى واشنطن لعرض قضية بلدها، وأقامت في القاهرة أمسيات شعرية في حب الكويت في جامعة القاهرة واتحاد المحامين العرب، وأصدرت ديواني "برقيات عاجلة إلى وطني" و"هل تسمحون لي أن أحب وطني"، ثم ذهبت إلى دمشق وألقت قصيدتها "سوف نبقى غاضبين" عام 1991:
"سوف نبقى واقفينْ
مثلَ كلِّ الشجرِ العالي، سنبقى واقفين.
سوف نبقى غاضبينْ.
مثلما الأمواجُ في البحر الكويتيّ..سنبقى غاضبينْ
أبداً.. لن تسرقوا منا النهارا
أيها الآتونَ في الفجرِ على دبّابة
من رأى دبابةً تُجري حوارا؟
أبداً.. لن تجدوا في وطني
نجمةً واحدةً ترشدُكُمْ
نخلةً واحدةً تذكُركُمْ
طفلة واحدة تشكركم"
فقدت سعاد الصباح الكويت عام 1990 وفقدت رفيق دربها الشيخ عبد الله مبارك الصباح بعدها بعام، فوثقت حياته سيرة وشهرًا ونعته بقصيدة "آخر السيوف" وحتى الآن لا تفوت فرصة حتى تلقي قصيدتها.
"صَعْبٌ على الأحْرارِ أن يَسْتَسْلِمُو
قَدَرُ الكَبيرِ، بأن يَظَلَّ كَبيرا
يا فارِسَ الفُرْسَان، يا ابْنَ مُباركٍ
يا مَنْ حَمَيْتَ مَدَاخِلاً، وثُغُورا"
كما أن غزو الكويت وما تلاه من أحداث غيرت الخريطة العربية وموازين القوى لم يجعل بنت العزة القومية تفقد إيمانها، ومازالت تقول أن الخطأ ليس في المبادئ القومية ولكن في من طبقوها.. كذلك ظلت تبذل كل ما بوسعها من أجل المرأة حتى تم منح الكويتيات حق المشاركة السياسية أخيرًا عام 2005، وذلك بعدما تم تلقيبها بالعضو رقم 51 في مجلس الأمة لأنها كانت تواظب على حضور الجلسات رغم عدم عضويتها.
وتقول سعاد الصباح عن نفسها: "أنا احترم عائلتي ولكن أحترم عقلي أيضًا، ولذلك كان عقلي هو الحكم في حياتي.. أنا مواطنة كويتية عربية اجتهدت وعملت وسافرت في بحار العلم والمعرفة لإيمانها بعقل المرأة".
اقرئي أيضًا:
هدى قطان إمبراطورة التجميل التي بدأت من الإنترنت
الكاتب
ندى بديوي
السبت ٢٩ فبراير ٢٠٢٠
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا