شميشة الشافعي سفيرة المطبخ المغربي في الوطن العربي
الأكثر مشاهدة
شغف الطهي والاستمتاع بالبحث عن أصول الأطباق والوصفات موهبة مُميزة يحظى بها البعض. وفي عالمنا العربي الكثير من مواهب الطهي المُميزة التي تعكس صورة الوطن العربي من خلال أطباق تحمل بالإضافة لمذاقها المميز، قصص وحكايات وتاريخ كل دولة عربية. ولا شك أن المغرب من الدولة الغنية بالتراث والوصفات والأطباق المشهورة عربيا وعالميا أيضا. ومن أشهر شيفات المغرب في الوقت الحالي بطلة حكايتنا اليوم الشيف شميشة الشافعي، واحدة من الشيفات المغربيات التي لها بصمة خاصة على أطباقها وتجمع بين الأصالة والحداثة في وصفاتها. ليس هذا فقط فهى تُحاول ترك بصمتها في العديد من مجالات الطهي وليس فقط الطبخ، مثل تقديم البرامج وتأليف كتب الطهي وغيرها. فمن هى شميشة الشافعي التي لمع نجمها في المغرب وذاع صيتها في الوطن العربي؟ إليكِ حكايتها...
شميشة الشافعي السيرة الذاتية
وُلدت شميشة الشافعي عام 1969 في إقليم سيدي حجاج ثُم انتقلت للعيش في منطقة درب السلطان بالدار البيضاء في المغرب. وهى مغربية الأصل والنشأة والمولد. دراسة شميشة كانت في مجال بعيدا عن الطهي وهو الكيمياء، وحصلت على درجة البكالورويس في هذا المجال. بعد ذلك التحقت للعمل مع شركة "كوروم" وهى شركة إنتاج شهيرة كانت مسئولة عن إنتاج أشهر برامج الطهي في المغرب. عملت شميشة في الإنتاج واستواها هذا المجال، فبدأت التحضير لدراسة التسويق والإعلام وحصلت بالفعل على الدبلومة في هذا المجال. شاركت أيضا كعارضة أزياء في بعض العروض، وشاركت الإعلامي والمنتج محمد رمزي في برنامج "الكلمة الصحية" الذي كان يُعرض باللغة الفرنسية على القناة الثانية المغربية. وعملت أيضا في تصميم وابتكار الملابس الخاصة بالأفلام السينمائية. وفي الدبلجة الصوتية في الإعلانات. وأخيرا كمُمثلة في مسلسل ست كوم يُسمى " سفيان" أمام الممثل المغربي رشيد الوالي.
اقرئي أيضا: بسنت ماكسيموس مصممة أزياء تؤمن أن الاختلاف في البساطة
نشأة شميشة الشافعي
نشأت شميشة في عائلة مُحبة لفن الطهي وخاصةً الأكلات المغربية التقليدية، حيث تصف شميشة عائلتها بأن كل فرد فيهم له تخصص في الطهي وتُحب تناول أكلات مُعينة من صنع والدتها وأبيها وجدتها. وقد صرحت في أكثر من لقاء عن أن جدها هو الذي اختار لها اسم "شميشة" لأنه أعجبه وكان نادرا، وهو تصغير لكلمة شمس. وحتى الآن تعرف شميشة أن هناك ثلاث نساء مغربيات فقط بهذا الاسم. أما شغف الطهي وإعداد الطعام فقد ورثته عن جدتها، حيث كانت طباخة ماهرة على حد قولها، والجميع كان يشهد لها ببراعتها في الطهي. كما أن تعلم فنون التدبير المنزلي بما يشمل الطهي كان من أساسيات التعليم في البيت في هذا الوقت. وقد تأثرت شميشة بجدتها كثيرا وبوصفاتها وكانت تُتابع معها أشهر برامج الطهي المغربية في وقتها. ولكنها لم تكن تفكر أن الطهي سيُصبح مهنتها بعد ذلك، والدليل أنها درست مجالات علميا بعيدا عن المطبخ تماما. ولكن تأثرها بجدتها ظهر بعد وقت وجعلها تُدرك شغفها وحبها للطبخ.
برنامج شهيوات شميشة
بدأت شميشة الشافعي مسيرتها الحقيقية في عالم الطهي والتقديم التليفزيوني من خلال برنامجها "شهيوات شميشة" والذي كان يُذاع يوميا وتُقدم فيه وصفات مغربية مختلفة، حيث تصل مدة الحلقة لـ 13 دقيقة فقط. واستمر البرنامج سنة تقريبا وحقق لها شهرة واسعة بين الجمهور المغربي، وبعد ذلك توقف لمدة سنتين ليعود مرة أخرى مع شركة إنتاج مختلفة. ومع عودة البرنامج، قدمت شميشة أيضا فكرة برنامج "شهيوات بلادي" حيث كانت تعمل على الفكرة مع التليفزيون الفرنسي، ولكنها بعد ذلك قدمتها على التليفزيون المغربي.
تقوم فكرة برنامج شهيوات بلادي على التجوال في أنحاء المغرب والقرى والمناطق التي ربما لا يعرفها الكثيرون من أهل المغرب، واستعراض الأكلات المغربية التقليدية الأصيلة التي تحمل الكثير من تراث البلد. وكان البرنامج أسبوعيا وتُقدمه شميشة بالتزامن مع تقدميها لبرنامجها الأصلي اليومي "شهيوات شميشة". وقد حقق برنامج شهيوات بلادي نجاحا كبيرا في المغرب، وتقول شميشة أنها تعتبر هذا البرنامج بمثابة مدرسة حقيقية لم تتعلم فيها فقط الكثير عن المطبخ المغربي ووصفاته التقليدية التراثية، ولكنها تعلّمت الكثير من دروس الحياة أيضا، من السيدات اللاتي كانت تُقابلهن لمعرفة أسرار الأطباق المغربية.
فكل سيدة شاركت في هذا البرنامج كانت مثل سفيرة للمطبخ المغربي وذاكرة جيدة لحفظ تراث هذا المطبخ. وتعتبر شميشة هذا البرنامج من أهم وأجمل تجارب حياتها، حيث استفادت وتعلّمت الكثير، حيث استمرت في تقديمه لمدة 15 عاما. وكان من إنتاجها بالاشتراك مع القناة الثانية المغربية.
اقرئي أيضا: أميرة الطويل سيدة أعمال سعودية آمنت بحقوق المرأة
وبالرغم من تأثرها بالصحفي الراحل ومقدم البرامج الشهير عبدالرحيم بركاش الذي اشتهر بتقديم برامج الطهي في المغرب، إلا أنها لم تخف من احتمالية المقارنة بينها وبين طريقته وأسلوبه في التقديم، لأنها مقتنعة بأن الشخص الذي يمتلك الكثير من الأفكار والأشياء التي تنبع من القلب، سيكون له أسلوبه وبصمته ومن الصعب أن يُقلد أحدا. وبالفعل كان لشميشة بصمتها الخاصة وحضورها الفريد في عالم تقديم البرامج لا يُشبه أحد.
لم يقتصر نشاط شميشة على تقديم برامج الطهي في المغرب فقط، ولكنها نقلت ثقافة الأطباق المغربية للكثير من الدول الأوروبية مثل بلجيكا وإيطاليا وحتى الولايات المتحدة الأمريكية. وكانت أولى تجاربها مع التليفزيون الفرنسي على قناة "كوزين تي في" حيث قدمت برنامج طهي يُقدم الوصفات المغربية وتعلّمت الكثير من هذه التجربة. كما ظهرت في برنامج ماستر شيف فرنسا، وتُعتبر الشيف الوحيدة التي ظهرت في هذا البرنامج بدون أن تكون حاصلة على نجمة ميشلان.
شميشة الشافعي سفيرة المطبخ المغربي
ربما يُطلق على شميشة لقب سفيرة المطبخ المغربي، لأنها دائما ما تسعى لإبراز وتقديم الأطباق المغربية بأفضل طريقة، كما أنها تعمل على تغيير مفهوم العالم عن الأطباق المغربية بأنها دسمة وغنية بالدهون والمكونات الدسمة. حيث ترى شميشة أن هذه الأكلات الدسمة هى المعروفة فقط في الأعراس والمناسبات وتُقدم في المطاعم والفنادق، أما المطبخ المغربي فيعتمد بالأساس على مكونات خفيفة ومغذية مثل الخضروات والسمك واللحوم البيضاء. وهذه هى المكونات التي يستخدمها أهل المغرب في إعداد أطباقهم ووجباتهم اليومية. أما الوجبات الدسمة المعروفة فهى للمناسبات الكبيرة أكثر.
لم يتوقف شغف شميشة عند تقديم برامج الطهي فقط، ولكن عقليتها التي ترغب دائما في التطور وتعلم المزيد جعلها تُطلق علامة تُجارية مُميزة تُسمى "دار شميشة" أطلقت من خلالها مُركبات توابل مُتقنة ومُميزة. وذلك إيمانا منها بأهمية التوابل والنكهات في الأكل عموما والأكلات المغربية بشكل خاص. كما تُقدم أيضا من خلال هذه العلامة التجارية تركيبات مختلفة للشاي بنكهات متنوعة مستوحاة من مدن المغرب.
وتحرص شميشة كل الحرص على أن تكون المواد المستخدمة في علاماتها التجارية عضوية بالكامل للحفاظ على الطعم، ولذلك شاركت في حركة Slow Food وهى منظمة عالمية تُدعم الطبخ التقليدي والأكلات المحلية. وتم تأسيسها في إيطاليةا عام 1986.
كما افتتحت شميشة مكان خاص بها متخصص في إعداد الولائم وإقامة المناسبات وذلك في المدينة المغربية أزمور.
اقرئي أيضا: ياسمين طايع من الطبخ كهواية إلى شيف محترفة
تأسيس مطعم باب المنصور في دبي
ومازالت شميشة تواصل نجاحتها ونقلها للأطباق المغربية عبر دول العالم العربي والعالمي، حيث تعمل كمستشارة إبداعية لمطعم باب المنصور وهو يُعتبر من أشهر مطاعم دبي بطابعه المغربي الفريد. وقد أشرفت شميشة ليش فقط على تصميم الأطباق ومكوناتها، ولكن على التصميم والديكور الداخلي للمطعم أيضا. فالمطعم يتميز بموقعه في دبي، وجمهوره الذي ينشده خصيصا لتناول الأطباق المغربية المختلفة مثل الكسكس والالرفيسة والطنجية. كما أنه مُريح وتصميمه به طابع مغربي ساحر. وتشرف شميشة على وصفة كل طبق وإعداده، وتهتم كثيرا باختيار مكونات عالية الجودة ليُقدم المطعم الأفضل دائما لزواره.
هذه كانت قصة بطلتنا اليوم شميشة الشافعي التي استطاعت أن تكون واحدة من رواد المطبخ المغربي، وقادها شغفها بالأكلات التقليدية المغربية والوصفات الأصيلة، لأن تُصبح ضمن أفضل الشيفات ليس فقط في العالم العربي ولكن عالميا.
اقرئي أيضا: هدى قطان إمبراطورية تجميل بدأت العالمية من الإنترنت
عزة فهمي مصممة حلي وصلت للعالمية بالتراث المحلي
فاطمة الجابر امرأة أعمال الأكثر نفوذا في الإمارات
الكاتب
دينا خليل
الخميس ٢٧ فبراير ٢٠٢٠
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا