نشرة الأمم المتحدة للمرأة: 2020 عام جيل المساواة
الأكثر مشاهدة
شعار "أنا جيل المساواة: إدراك حقوق المرأة"، ويتزامن ذلك مع الذكرى السنوية الـ 25 من "إعلان ومنهاج بيجين"، الذي يعتبر من أكثر الخطط التي شملت حقوق السيدات حول العالم، ومرور 10 سنوات على تأسيس هيئة الأمم المتحدة للمرأة.
وأوضحت نشرة الأمم المتحدة للمرأة (27 فبراير) أن يوم المرأة العالمي يعمل هذا العام من خلال حملة المساواة بين الجنسين أن يتم الجمع بين الجيل الجديد من النساء والفتيات قائدات المستقبل لقضايا المرأة مع النشطاء والدعاة الرواد الذين عملوا على مدار أكثر من 25 سنة ماضية، بهدف العمل على إنهاء العنف ضد المرأة، وتحقيق العدالة الاقتصادية، وتحسين الأوضاع المناخية.
حقوق المرأة بعد "بيجين"
وفي تقرير "مراجعة حقوق المرأة في 25 عام بعد بيجين" لهيئة الأمم المتحدة للمرأة، المقرر إطلاقه في مؤتمر بنيويورك في الخامس من مارس المقبل، تبين وجود تقدم في مجالات الصحة والتعليم، رغم بطء تغيير وتحسن أوضاع النساء حول العالم إلى الأفضل، مع شهود ركود وانتكاس في مجالات اخرى، بينما يواجه حدوث أي تقدم في حقوق المرأة صعوبات تغير المناخ وعدم المساواة بين الجنسين.
بيان اليوم الدولي للمرأة
أشارت فومزيل ملامبو- نجوكا، المديرة التنفيذية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة، في بيانها الخاص باليوم الدولي للمرأة لهذا العام (2020)، إلى الرغبة في التركيز خلال هذه السنة على قضايا المساواة بين الجنسين، مطلقة عليه شعار عام "جيل المساواة"، فرغم وجود مؤشرات إيجابية حول أوضاع المرأة وحقوقها حول العالم، ما زال هناك قضايا تواجه كثير من الصعوبات.
أوضحت فومزيل أن هناك انخفاضا في معدل وفيات الأمهات منذ عام 2000 بنسبة 38%، مع قيام 131 دولة حول العالم بإصلاحات قانونية لدعم المساواة بين الجنسين والتصدي للتمييز، ورغم ذلك هناك أمور ما زالت في حاجة إلى التغيير، فلا تزال واحدة من كل 10 فتيات غير قادرة على القراءة والكتابة، كما أن 75% من البرلمانيين حول العالم من الرجال، وتعتبر نسبة النساء في المناصب الإدارية بشكل عام 27%.
واعتبرت المديرة التنفيذية للأمم المتحدة للمرأة أن معاناة المرأة من عدم المساواة الاقتصادية هو "أعظم صبر"، كون النساء والفتيات يحتاجن إلى 3 أضعاف الوقت والطاقة من أجل رعاية أسرهن، مما يؤثر على فرص التعليم، ويقلل من فرصهن في سوق العمل، مما يعني دائرة متكررة من الفقر، ورغم ذلك، تؤمن هيئة الأمم المتحدة للمرأة بوجود إرادة من قيادات الحلفاء والشركاء للعمل على معالجة حواجز المساواة بين الجنسين.
وتحت شعار "أنا جيل المساواة: إدراك حقوق المرأة"، من المفترض أن تعمل هيئة الأمم المتحدة للمرأة على الاحتفال باليوم الدولي للمرأة 2020 في السادس من مارس المقبل في مقر الأمانة العامة للأم المتحدة في نيويورك، ومن خلال الاحتفال سيتم التركيز على جعل عام 2020 محوريا للمساواة بين الجنسين.
قوة الرياضة: الرجبي من أجل المساواة في البرازيل
تمكنت هنجريد مارسيل لايت دي خسيوس، الفتاة البرازيلية التي تبلغ من العمر 20 عاما، من الالتحاق برنامج "فوز يقود إلى الآخر"، الذي توفره هيئة الأمم المتحدة للمرأة بالاشتراك اللجنة الأولمبية الدولية، وهو البرنامج الذي منح هنجريد الثقة في قدرتها كفتاة على أن تحقق أحلامها، وأن يخلق لها ولغيرها مساحة آمنة لمشاركة اهتماماتها مع أخريات.
نشأت هنجريد في بيئة فقيرة، تعول والدتها المنزل بعد أن تخلى الأب عن مهامه، ورغم حصرها في العمل بمهن معينة، رأت هنجريد أن والدتها قدوة قوية لها، وعندما أرادت أن تلعب لعبة الرجبي وجدت والدها يعارضها على اعتبار أنها لعبة ذكورية لا ينبغي لها أن تشترك بها.
أصرت هنجريد على رغبتها ولعبت الرجبي "جعلني ذلك أعتقد أن اشتراكي في لعبة الرجبي، سيغير رأى المجتمع حول ما يجب على المرأة القيام به"، وتعلمت من خلال الرياضة أن تعمل على القيام باختياراتها بنفسها، التعبير عن نفسه بصرة أفضل، ثم كان اشتراكها في برنامج "فوز يقود إلى الآخر One Wins Leads to Another"، الذي جعلها تجد مساحة آمنة تعبر من خلالها عن المشكلات التي تواجهها، وتناقش مع فتيات آخريات القضايا التي تعبر عنهن.
أصبحت الفتاة البرازيلية ميسرة بالبرنامج، وعملت على الخضوع لتدريب المدربين، وتعتبر تواجدها فرصة حتى تكونة مثالا لفتيات أخريات في مجتمعها، وترى في ممارسة الرياضة مساحة مختلفة للنساء والفتيات من أجل تحقيق المساواة، بخلاف الفوائد الجسدية والنفسية كما أنها أداة للتمكين الذاتي.
إحصائيات وأرقام
أعدت هيئة الأمم المتحدة للمرأة مجموعة من الإنفوجراف التي توضح معلومات وأرقام عن وضع المرأة في العالم في أكثر من مجال بعد "إعلان ومنهاج بيجين"، ففي السياسة، تضاعف التمثيل الياسي للمرأة بعد مرور 25 عاما، لكنه لم يصل بعد حتى إلى مقعد من كل اربع مقاعد برلمانية تشغلها سيدات، ويعد تمثيلها في أعلى المناصب السياسية ضعيفا، ففي أكتوبر 2019، كان هناك 10 سيدات فقط تتولين منصب رئيس دولة، و13 امرأة رئيسة حكومة، مقارنة بـ 4 رئيسات و8 رؤساء وزراء في2 دولة في عام 1995.
وعلى صعيد العمل والمسار المهني، نسبة النساء 7% فقط من بين 500 مدير تنفيذي هم الأفضل في إدارة شركات عالية النمو، ولم يحسن تعليم النساء من فرصهن العملية، فظلت الفجوة ين الجنسين قائمة في المشاركة في القوى العاملة على مدار العشرين عاما الماضية، كون النساء ما زلن ملزمات بتقديم الرعاية غير المدفوعة والعمل المنزلي.
بات تواجد المرأة ومشاركتها فيكثير من الألعاب الرياضية أمرا معتادا، وأصبح دورها أكثر وضوحا خلال السنوات الـ 5 الماضية، ومن المتوقع أن يكون هناك تمثيل قريب من التساوي بين الرجال والنساء في أولمبياد طوكيو 2020، كما أن هناك تنافس بينهما في جميع العاب الأولمبية ما عدا: الجمبار الإيقاعي والسباحة الفنية الخاصين بالفتيات، والمصارعة الرومانية التي تخص الرجال، ولكن ما زالت مسألة الأجور والفجوة بين الرجال والنساء قائمة.
وعلى مستوى السينما والأعمال الترفيهية، يُذكر أنه على مدار 92 عاما لجائزة الأوسكار، على سبيل المثال، تم ترشيح خمس نساء فقط لنيل جائزة أفضل مخرج، ونالتها المخرجة الوحيدة كاثرين بيجيلو، كما تعتبر المخرجة جين كامبيون هي الوحيدة التي نالت جائزة مهرجان كان السينمائي في تاريخها الذي دام لـ 72 سنة، وبعد تحليل للأفلام الشعبية في 11 دولة، تبين أن 31% من الشخصيات الناطقة كانت من النساء، بينما شاركت 23% فقط في بطولة العمل الدرامي أو الرواية.
اقرئي أيضا:
الكاتب
هدير حسن
الأحد ٠١ مارس ٢٠٢٠
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا