سحر نصر وزيرة سابقة ما زالت إنجازاتها تخبر عنها
الأكثر مشاهدة
في وقت صعب، شهدت مصر خلاله كثير من التحديات، وأعقب فترة طويلة من الركود، كان على الدكتورة سحر نصر أن تعيد الأمر إلى ما يجب ان يكون عليه، وتقود دفة الاستثمار على أرض المحروسة نحو الاتجاه الصحيح، محاولة أن تستعيد مكانة بلدها، فقبولها لمنصبها كوزيرة للتعاون الدولي في سبتمبر 2015، كان تحديا، أثبتت جدارتها على مواجهته والتعامل معه، لتصير "دينامو" الحكومة المصرية، ومثال لقدرة النساء على الإدارة والنجاح.
تعرفي على: فاطمة الفهرية التونسية مؤسسة اول جامعة في العالم
السيرة الذاتية لسحر نصر
ولدت سحر أحمد عبد المنعم نصر في عام 1964، كان يبدو ميولها نحو دراسة المال والتجارة، فتخصصت في الاقتصاد ودرسته في الجامعة الأمريكية في القاهرة، ونالت البكالوريوس عام 1985، ثم ألحقتها بالحصول على درجة الماجيستير من الجامعة الأمريكية في عام 1990، حتى نالت الدكتوراة من كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة في عام 2002.
من البداية، اجتهدت الدكتورة سحر نصر في أن تبني سيرتها الذاتية بنجاح، وخلقت لنفسها مسارات مهنية ناجحة، سواء على الصعيد العملي أو الأكاديمي، فبعد نيلها للدكتوراة وحصولها على الأستاذية من المجلس الأعلى للجامعات، وبدأت عملها كأستاذة جامعية في الجامعة الأمريكية، وظلت على مدى 13 عاما، تعمل خلالهم في البحث الأكاديمي والتدريس الجامعي.
وحملت شهادة في التمويل الدولي من كلية وارتون في جامعة بنسلفانيا عام 2006، وشهادة برنامج التنمية والتطوير من كلية كينيدي في جامعة هارفارد عام 2008، وحصلت من كلية هارفارد للأعمال في الولايات المتحدة الأمريكية على شهادة القيادة الاستراتيجية في التمويل الشامل عام 2014.
وتدرس حاليا لطلابها مواد الاقتصاد الكلي والمالية العامة والبنوك، وتسعى أن تدمج خبرتها العلمية والواقع العملي، مع الدراسة الأكاديمية "أسعى إلى إطلاع طلابي على الخبرة العلمية والتجارب التي مررت بها، والمعرفة الدولية التي اكتسبتها من العمل في الميدان والتفاعل مع المواطنين"، فهي تحمل خبرة أكاديمية واسعة عبرت عنها من خلال نشر أكثر من 60 ورقة بحثية وتقارير وكتب تم نشرها في دوريات علمية تابعة لجامعات كامبريدج وأوكسفورد في المملكة المتحدة وبيركلي في الولايات المتحدة الأمريكية، والبنك الدولي.
بخبرتها في مجالات المالية الدولية والنمو الاقتصادي والقطاع الخاص والشركات صغيرة ومتوسطة الحجم، وتمكين المراة في سوق العمل، بدأت سحر نصر مسيرتها المهنية كباحث اقتصادي في غرفة التجارة الأمريكية في مصر بين عامي 1993 و1995، وتولت بعدها منصب كبير الاقتصاديين في شركة "آرثر إندرسون" بين عامي 1995 إلى عام 1996.
انتقلت بعدها لتعمل في مجموعة البنك الدولي، وتولت بداخله عدد من المناصب والمهان، فكانت خبير اقتصادي إقليمي في الفترة من 1996 إلى 2004، وكبير الاقتصاديين الماليين من عام 2004 إلى 2008، وعملت كخبير اقتصادي مالي في الفترة من 2008 إلى 2012، وتولت منصب المنسق القطري لتنمية قطاع المالي والقطاع الخاص بين عامي 2011 و2014، وأصبحت مدير المؤسسة الإقليمية للمشاريع الصغيرة والمتوسطة بين عامي 2012 و2014، ويكون آخر المناصب التي تولتها القيام مؤقتا بأعمال وزير قطاع الأعمال في خلال عام 2017.
الاسم الذي صنعته سحر نصر باجتهادها وخبرتها الاقتصادية والمالية الواسعة، كان دوما يجعلها مرجحة لنيل المناصب والثقة في قدرتها على الإدارة، فكان أول منصب رسمي، شعرت معه الدكتورة بالفخر هو اختيارها لعضوية المجلس التخصصي الاقتصادي التابع لرئاسة الجمهورية، والذي اعتبرته نقطة تحول واضحة في مشوارها المهني.
في سبتمبر 2015، بدأ مشوار سحر نصر مع العمل الوزاري، وفي وقت شديد الحساسية، وحينما كانت مصر تواجه خطر عدم التمكن من استعادة قدرتها على جذب الاستثمار مرة أخرى، في ظل أوضاع اقتصادية وسياسية حرجة، قبلت منصبها كوزيرة للتعاون الدولي في حكومة شريف إسماعيل، لتتولى مهام منصبها الجديد خلفا للدكتورة نجلاء الأهواني، ومن قبلها فايزة أبو النجا، وتتعلق الآمال على خبرتها الواسعة.
ظلت سحر نصر في منصبها الجديد، توقع البروتوكلات، وتساهم في انفتاح مصر على الاقتصاد العالمي، وتحاول جاهدة من اجل تعميق العلاقات الإفريقية والآسيوية، مؤمنة أن "هدفي كوزير للتعاون الدولي هو العمل على تواصل مصر مع العالم.. منأجل تنشيط اقتصادنا وتقوية وترسيخ الأعمال التجارية المصرية.. وأسعى غلى إقامة مزيد من الشراكات وحشد المصادر بهدف تحقيق نمو شامل ومستدام للاقتصاد المصري"، فكانت أهم اللبنود على جدول أعمالها، خلق فرص عمل، ودعم المناطق المتباطئة اقتصاديا.
استمرت في منصبها حتى 16 فبراير 2017، تضاف لها بعد ذلك مهام وزارة الاستثمار، فأصبحت سحر نصر وزيرة الاستثمار والتعاون الدولي، مما يعني مزيد من الصعوبات والتحديات، التي تعاملت معها بمهارة وخبرة واسعة، للدرجة التي جعلت كثيرون يصفونها بـ "المرأة القوية"، و"دينامو" الحكومة المصرية.
إنجازات سحر نصر
كان رحيلها عن الوزارة في 22 ديسمبر 2019 مفاجئا، كونها حققت تقدما كبيرا في مجال الاستثمار وتجديد تعاونات دولية وإقليمية، والعمل على تحقيق إصلاحات تشريعية تشمل قوانين الاستثمار والإفلاس والشركات، والحرص على تفعيلها بشكل فعلي، وأصدرت قرار بتحقيق 50% تخفيضات ضريبية للاستثمارات في المناطق الأكثر احتياجا، وجعلت من مصر سوق جاذبة للاستثمار الأجنبي، لتكون من بين أكثر 10 اقتصادات جاذبة للاستثمار الأجنبي، والسوق الأول في إفريقيا.
وتمكنت سحر نصر من قيادة حملة لدعم اقتصاد مصر في وقت حرج وصعب، وعملت على التعامل مع القروض الأجنبية وضبط تعاملاتها، اتخاذ قرارات من شأنها العمل على تنفيذ برنامج إصلاح اقتصادي، تحسين بيئة الاستثمار وتشجيع عمل القطاع الخاص في المجالات الاستراتيجية، مما ساعد على زيادة عدد الشركات الجديدة.
تم تصنيف سحر نصر من بين سيدات الوطن العربي الأكثر تأثيرا، ولذلك تنصح دوما المرأة العربية بأن تكون أكثر إيمانا بقدراتها، مقدرة للدعم الذي تلقته من عائلتها وزوجها المهندس المعماري مجدي طلبة، الذي أثمر زواجهما عن ابنهما أحمد وابنتهما سارة والحفيدة لينا، التي تعتبر سحر نصر التواجد معه هو أكثر الأوقات المفضلة لها.
من المرجح، خلال الشهور القادمة، أن تتولى منصب جديد في واحدة من المؤسسات التنموية الأوروبية، وبعيدا عن العمل الوزاري ومسيرتها المهنية تفخر سحر نصر بميولها كمشجعة للنادي الأهلي، كما أنها تحب الطبخ، وتعشق تناول الكوارع والمسقعة، ويسعدها مشاهدة الأفلام السينمائية القديمة، وتحرص دوما على اختيار ملابسها وحضورها المميز بنفسها.
اقرئي أيضا:
الأميرة فاطمة إسماعيل صاحبة الفضل المؤمنة بالتعليم
الكاتب
هدير حسن
الجمعة ٠٦ مارس ٢٠٢٠
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا