كم مرة اضطررت لإلغاء مواعيد عمل أو لقاءات اجتماعية بسبب تعرضك لآلام الصداع الشديدة؟.. لا أعتقد أن أحد منا لم يلجأ لذلك، فآلام الصداع أحد أنواع الألم المزعجة والتي تختلف أنواعها فمنها ما قد يصيب عينيك ومنها ما يصيب المنطقة الخلفية للرأس ومنها ما يصيب الرأس بأكمله ويتسبب في آلام الوجه، فما هي أسباب الصداع المستمر، ومتى يصبح الأمر خطير يستوجب متابعة طبيبك.
فإليك كل ما ما يجب معرفته عن أسباب الصداع المستمر، والطرق الطبيعية التي تساعدك في تقليل حدته والتخلص منه.
ما هو الصداع المستمر؟
نشعر جميعا بصداع الرأس من وقت لآخر وفي أوقات متفرقة ولأسباب مختلفة أيضا، ولكن متى يُمكن أن نقول أننا مُصابون بالصداع المستمر؟ الصداع المستمر هو الذي تشعر به لمدة 15 يوم إلى شهر بشكل متواصل ويومي، ويُمكن أن يُصيب هذا النوع من الصداع الكبار والأطفال أيضا. وهو ينعكس على حياتنا بشكل عام وقد يمنعنا من ممارسة أنشطتنا اليومية بنفس التركيز والطاقة.
أنواع الصداع المستمر
مصطلح الصداع المستمر هو مصطلح شامل وعام لاستمراريته لمدة طويلة، ولكن تحت مظلة الصداع المستمر هناك أنواع من هذا الصداع والتي تُشير أحيانا لسبب الصداع في الأساس وتتمثل في:
صداع التوتر: حيث تشعر بألم خفيف وكأن شيئا يضغط على الجمجمة وخاصةً في الجبهة أو خلف الرأس أو الرقبة.
الصداع النصفي: ألم أشبه بالخفقان أو النبضات المتكررة في أحد جانبي الرأس وعادةً ما يكون مؤلم ويؤثر على الحالة الجسدية والنفسية للشخص.
الصداع العنقودي: يحدث الصداع العنقودي على فترات حيث يأتي ويذهب لفترة تمتد من أسابيع لشهور، وعادةً ما يُصيب جهة واحدة من الرأس.
الصداع النصفي المستمر: وهو أحد أنواع الصداع النصفي ولكنه يُصيب نصف واحد فقط من الرأس دون التحول للنصف الآخر ويستمر لفترة طويلة.
أنواع الصداع
للصداع الكثير من الآثار السلبية التي تبدأ بالآلام المزعجة، وتنتهي بالتغيرات المزاجية، فيتلف الصداع في أسبابه وفي حدته أيضًا، ومن أهم أنواع الصداع:
صداع الجيوب الأنفية، والذي يرتبط بألم جيوب الأنفية ويظهر في شكل آلام في مقدمة الرأس والعينين والأنف والخدين، وتتزايد آلامه مع الحركة مهما كانت بسيطة، وهو أحد أكثر أنواع الصداع شيوعًا خاصة في المواسم والتقلبات الجوية.
الصداع النصفي، فمن المؤكد أنك مررت به أكثر من مرة لتشعرين بأن الألم يرتكز على نصف واحد من الوجه، ويطول العينين، في كثير من الأوقات، وهو أحد أشهر أنواع الصداع.
الصداع الضاغط أو صداع التوتر: هو الصداع الناتج عن التوتر والقلق ويظهر الشعور بالألم نتيجة هذا الصداع في الجزء الخلفي من الرأس وحوله حيث الرقبة.
الصداع العنقودي، وهو أحد أسوأ أنواع الصداع وأكثرها شدة ويوجد في جزء واحد من الرأس ويتسبب في آلام شديدة.
أسباب الصداع المستمر
في بعض الأوقات قد تشعرين بصداع في الرأس يختلف مكانه فقد يتركز في منطقة العينين، أو الجبهة أو خلف الرأس، إلا أن بعض الحالات تعاني من الصداع المستمر، والذي يطول معها لأيام طويلة، فما هي أسباب الصداع المستمر الذي يعاني منه كثيرين؟:
1- الشعور بالتوتر والضغط العصبي
لا شك أن الحالة النفسية للشخص تؤثر على حالته الجسدية، وخاصةً العلاقة بين التوتر والإصابة بالصداع. فإذا كنت شخص يتوتر سريعا وبشكل دائم فهذا يُعتبر أهم أسباب الصداع المستمر. فعندما نتوتر تتشنج عضلات الجسم عامةً وخاصةً عضلات الرأس والرقبة، لذلك نشعر بالصداع.
2- جسمك يُعاني من الجفاف
يؤثر شُرب الماء على صحة الجسم وأداء الأعضاء، وبالرغم من أن العلاقة بين قلة شرب الماء والشعور بالصداع ربما لا تكون واضحة قليلا، إلا أن الكثير من التفسيرات العلمية تقول أن قلة شُرب الماء تؤدي لانخفاض ضغط الدم وعدم وصول كمية كافية من الدم للمخ وبالتالي عدم وصول أكسجين كافي أيضا والذي ينتج عنه الصداع المستمر، لذلك فاحرصي على تناول كميات كافية من الماء يوميًا، خاصة عند شعورك بالصداع.
3- الإصابة بالأنيميا
الأنيميا هى قلة إنتاج كرات الدم الحمراء، والتي بدورها تُساعد على توصيل الأكسجين لخلايا الجسم. ويُعتبر الصداع المستمر أحد أعراض الأنيميا وقد يُصاحبه الشعور بالتعب والإجهاد العام وضيق التنفس.
4- الأمراض المزمنة
قد يكون الصداع المستمر أحد الأعراض التي تُشير لوجود مرض مزمن مثل ضغط الدم أو أمراض الكبد والكلى والسكر أيضا. وهذه الأمراض تكون مصاحبة بصداع مستمر يستمر لعدة أيام وتختلف حدته من شخص لآخر وعلى حسب شدة المرض.
5- التغيرات الهرمونية
هذا السبب خاص بالنساء، فالتغيرات الهرمونية التي تتعرض لها الكثير من السيدات في فترات مختلفة من حياتها تتسبب في الشعور بالصداع المستمر. وخاصةً في فترات الحيض وما قبلها والتي تُعرف بالـ PMS، وحتى بعد انقطاع الطمث، حيث تنخفض نسبة هرمون الإستروجين وهو هرمون الأنوثة في الجسم، وبالتالي يتسبب تغير الهرمونات هذا في الشعور بالصداع وتغير الحالة المزاجية.
6- التهابات الجيوب الأنفية
الأشخاص الذين يُعانون من مشاكل والتهابات الجيوب الأنفية هم الأكثر عُرضة لنوبات الصداع المستمر، وخاصةً الصداع النصفي وصداع التوتر. وقد يُصاحب جيوب الأنفية بعض الأعراض الأخرى مثل طبقة بلغم على الصدر وارتفاع درجة حرارة الجسم.
7- خلل في الساعة البيولوجية
الساعة البيولوجية هى الساعة الداخلية في الجسم المسئول عنها المخ 24 ساعة وتتحكم في دورة النوم والاستيقاظ يوميا. لذلك فإذا استيقظت لعدد ساعات أطول من اللازم أو استغرقت في النوم لعدد ساعات طويلة في الحالتين ستشعر بالصداع.
8- تناول الكثير من الكافيين
كثيرا ما نتناول المشروبات التي تحتوي على الكافيين اعتقادا منا أنها ستُساعدنا على التخلص من آلام الصداع، والحقيقة أن هذا صحيح، فالكافيين يُساعد على تضييق الأوعية الدموية وتخفيف آلام الصداع. ولكن عندما يتعود الجسم على تناول الكافيين ثُم يُحرم منه يوم واحد سيشعر بالصداع مرة أخرى. لذلك من الأفضل عدم الاعتياد على الكافيين بشكل مبالغ فيه.
9- تناول الكثير من المسكنات
تناول المسكنات أو أدوية الصداع بهدف التخلص من الألم قد يأتي بنتيجة عكسية ويُصبح من أسباب زيادة صداع الرأس المستمر.
10- أسباب أخرى للصداع المستمر
تسمم الحمل، فقد يكون الصداع المستمر مؤشر على تسمم الحمل.
التهاب الأذن الوسطى.
نزلات البرد والإنفلونزا الشديدة.
الإصابة بفيروس كورونا، ففي الفترة الحالية من الضروري الاهتمام عند الشعور بصداع يصحبه أعراض أخرى مثل الكحة وارتفاع درجات الحرارة، فمن الممكن أن يكون سبب من أباب الصداع هو التعرض للإصابة بفيروس كورونا.
الإصابة بورم في الدماغ.
اضطرابات النوم سواء الأرق الشديد أو النوم لساعات طويلة.
عادة ما تشعرين بأن هناك آلام خلف الرأس، وأن نوبة الصداع ترتكز في هذا المكان فقط دون بقية الرأس، وهذا النوع من الصداع هو الصداع الخلفي، يصحبه العديد من الأعراض الأخرى في أغلب الأحوال.
والصداع الخلفي نوع من أنواع صداع التوتر أو الصداع الضاغط، والذي ينتج عن الضغط أو التفكير الزائد، فيبدأ الألم في منطقة خلف الرأس، أو الرقبة ثم يتحرك حتى مقدمة الرأس، وقد يصاحب هذا الصاع في بعض الأوقات شعور بتنميل في منطقة الوجه.
ولا توجد فترة محددة لهذا النوع من الصداع، فقد يستمر لساعات وقد يصل لأيام، ولكن من الضروري الذهاب للطبيب المختص للاستشارة عند تزايد الأمر عن حده الطبيعي.
النساء أكثر عرضة للصداع المستمر وذلك لأمور تتعلق بفترات الحيض واضطراب الهرمونات، فخلال فترة ما قبل الدورة الشهرية قد تصابين بصداع عادة ما يكون صداع نصفي، وقد يصحبه في كثير من الأوقات رغبة في القئ.
كما أنه في حالة الحمل، فمن الضروري الانتباه للصداع فقد يكون مؤشر في بعض الحالات على حدوث تسمم الحمل، إلا أنه ليس بالضروري أن يكون الأمر هكذا بالطبع ولكن من المهم أخذ الأمر بعين الاعتبار.
وإذا كنت لا ترغبين في تناول المسكنات للتخلص من آلام الصداع، فإليك بعض الطرق التي تساعدك في التخلص منه.
علاج الصداع بالطرق الطبيعية
بالطبع المسكنات ضرورية في كثير من الأوقات، وقد تلجئين إليها في كثير من الأوقات، ولكن الاعتماد الدائم على المسكنات له أضراره على المدى البعيد وتأثيراته السلبية على صحتك، لذلك فإليك بعض الطرق التي يمكنك عن طريقها التخلص من الصداع دون التعرض لأي أضرار جانبية.
1- خل التفاح
فعند استيقاظك النوم والشعور بصداع شديد تناولي تفاحة فورا أو استخدمي خل التفاح من خلال إضافته لوعاء من الماء الساخن واستنشاق البخار الناتج من غليان المياه.
2- بخار الماء والنعناع
عادة ما يكون الصداع ناتج عن آلام الجيوب الأنفية، وامتلاء التجاويف بالمخاط وانسدادها مما يتسبب في آلام الصداع وانتفاخ مناطق العينين والجبهة والأنف، فاستخدمي بخار لماء الممزوج بأوراق النعناع، وغطي رأسك بمنشفة قطنية لتركيز البخار على الوجه، فيساعدك ذلك في إذابة المخاط الذي ينتج عنه انسداد القنوات التجاويف وهو ما يتسبب عنه الصداع الشديد
3- الكمادات
فاستخدمي كمادات الماء الدافئ على منطقة الأنف إذا شعرت أن الصداع يتركز في منطقة البهة والعينين، فعادة ما سيكون ناتجًا عن التهابات الجيوب الأنفية، لذلك فستعمل الكمادات على تهدئته والتخلص من المخاط الناتج عنه انسداد القنوات.
4- التدليك
فبإصبعي الإبهامة يمكنك تدليك المنطقة بين الحاجبين برفق، واستخدام السبابة والوسطى في تدليك منطقة خلف الرأس فيعمل ذلك على تهدئة آلام الصداع
5- شُرب الكثير من الماء
ترطيب الجسم من الداخل يُساعد على تخفيف آلام الصداع المستمر ويحمي الجسم من الإصابة به.
6- تناول الماغنسيوم
الماغنسيوم من المعادن التي تؤدي العديد من الوظائف للجسم. وخاصةً لعلاج ألم الصداع. ولكن يُفضل استشارة الطبيب قبل تناوله لأن زيادة نسبة الماغنسيوم في الجسم قد يُسبب الإسهال وأعراض جانبية للمعدة.
7- الحصول على قسط كافي من النوم
النوم في ميعاد مُحدد والاستيقاظ في ميعاد مُحدد لعدد ساعات كافي كل يوم يحمي كثيرا من الإصابة بالصداع المستمر ويؤثر بالإيجاب على نشاط المخ.
8- تناول شاي الزنجبيل
شاي الزنجبيل مليىء بمضادات الأكسدة ومضادات الالتهابات، وهو علاج طبيعي مُمتاز للقضاء على آلام الصداع.
9- ممارسة اليوجا
قد يكون علاج غير شائع، ولكن ممارسة رياضة اليوجا من أفضل الطرق الطبيعية لراحة الجسم وصحة المخ بالإضافة لأنها تُقلل من الشعور بألم الصداع.
10- تجنب التعرض للروائح القوية
عند الشعور بالصداع يُفضل تجنب التعرض لاستنشاق روائح قوية مثل العطور ومواد التنظيف لأنها تتسبب في زيادة ألم الصداع.
ولكن، مثلما توجد الكثير من المسكنات والتي تخلصك من أسباب الصداع المستمر المختلفة، وعلى الرغم من توافر الطرق الطبيعية لعلاج هذا الصداع، إلا أنه لا يجب تجاهل الأمر عند تكراره أو زيادة حدته، ومن الضروري استشارة طبيبك الخاص للتأكد من الأسباب، فمن الممكن أن يكون الصداع عرض لمشكلة صحية تنبغي متابعتها بشكل دوري ومستمر.
اترك تعليقا