ناهد طاهر وردة الصحراء وسيدة الاقتصاد الأكثر نفوذا
الأكثر مشاهدة
لم يكن سهلا عليها أن تدخل مجالا عُرف عنه سيطرة الرجال، لكن ناهد طاهر اقتحمت عالم الاقتصاد بخطى واثقة قادرة على أن تتفوق فيه، وتكون واحدة من الأوائل، محطمة القالب الذي يضع المجتمع المرأة فيه، ومتخلية عن الاهتمام بوجهات نظر الآخرين بها، لتكون واحدة من ضمن أكثر نساء العالم نفوذا.
تعرفي على: عائشة بن بشر الإماراتية الأكثر تأثيرا في العرب
قصة نجاح ناهد طاهر
"عالم المال في دمي وقلبي ومشاعري" لم يكن اقتحامها لمجال الاقتصاد وإدارة البنوك أمرا أتت به الصدفة، ولكنها صنعته باجتهادها وشغفها به، ورغبتها في أن تكون دوما متميزة، وكانت البداية من الوالد محمد طاهر، الذي كان بوابتها نحو هذا العالم، المعروف عنه صعوبته، فكان دوما يحكي عن الاقتصاد السعودي والبترول، فنشأت وفي ذهنها منذ الطفولة رغبة في أن يكون اقتصاد المملكة أقوى دون الاعتماد على النفط.
تشير درجاتها العلمية على مدى سنوات دراستها إلى اجتهاد حقيقي، وحب للعلم ورغبة في الاستزادة الدائمة منه، والبداية كانت من ولاية تكساس في أمريكا، حيث تلقت ناهد طاهر تعليمها الابتدائي، عندما كان والدها يحصل على درجة الماجيستير في مجال المال، وبعدها العودة لمدة عام للرياض لظروف عمل والدها في وزارة البترول، ولكن سرعان ما تنتقل الأسرة إلى الكويت، بعد أن تم تعيين الأب رئيسا لمنظمة الأوابك، وبها حصلت على الشهادة المتوسطة.
ومع حلول موعد العودة إلى اللملكة، حيث الموطن الرئيسي، تمكنت من أن تختم شهادتها الثانوية بتفوق جعلها من أوائل دفعتها على مستوى المملكة، ولأنها تعرف المجال الذي تريد أن تعمل به، اختارت ناهد أن تدرس الاقتصاد في جامعة الملك عبد العزيز، وفي أثناء إعدادها لرسالة الماجيستير، تم تعيينها كمعيدة بالجامعة.
في عام 1998، كانت ضمن أوائل السيدات المبتعثات للدراسة بالخارج، بعد دعم أساتذتها في الجامعة "قبل ما يفتح الملك عبد الله باب البعثات، كنت أفكر قبلها بعام أطلع على حسابي"، وقتها كانت متزوجة ومعها أطفالها الثلاثة، فاصحبتهم وحيدة معها إلى بريطانيا، حيث واحدة من أقوى الجامعات عالميا في مجال الاقتصاد، وهي جامعة لانكستر، التي تمكنت من خلال التواجد بها أن تتعلم من تجربة تغيير العملة ودخول بريطانيا للاتحاد الأوروبي، فكانت تحضر المؤتمرات والنقاشات المتعلقة بالأمر، والتي أكسبتها خبرة معرفية كبيرة.
في الجامعة، حصلت على درجة الماجيستير الثانية، ثم نالت الدكتوراة في الاقتصاد الدولي، وتكون الأولى على مستوى المملكة البريطانية، وتحصل على جائزة تثبت تفوقها، وتم تكريمها، وعرضص عليها أن تعمل في صندوق النقد الدولي، ولكنها رفضت هذه الوظيفة، متوجهة نحو المملكة العربية السعودية، وواثقة أنها ستحدث بالعلم الذي نالته فرقا كبيرا.
"من خلال دراستي، كنت أعرف أن المملكة تحتاج إلى قوة نموذجية في عالم المال، وسأكون منها إن شاء الله" هكذا كانت تُحدث كل من يخبرها عن ضرورة العودة إلى السعودية، وترك فرصة يبدو أنها لا تعوض، ولكنها كانت تحمل داخلها غيمان أن مشروعها للدكتوراة عن "كيفية تأثير الارتفاع أو الانخفاض المفاجيء في سعر البترول على الاقتصاد السعودي وموازين الريال".
عادت ناهد طاهر إلى السعودية، لتكون وظيفتها الأولى في المقر الرئيسي بالبنك الأهلي بجدة، وتخوض تجربة دخول عالم الاقتصاد وسط احتكار الرجال، الذين قُدر عددهم حينها بـ 4000 آلاف رجل، هي السيدة الوحيدة بينهم، ولكنها لم تهتم "كنت أطلع يقولوا استغفر الله العظيم" واثقة في ما تقوم به وتوليها كسيدة سعودية منصب أول مستشارة في البنوك السعودية، ومتسلحة بالعلم الذي تملكه ودعم إدارة البنك، مما مكنها من التعامل والتصدي لكثير من التحديات، التي أكسبتها خبرة مختلفة.
وبسبب وجهة النظر، التي كونتها بعد العمل لثلاث سنوات في البنك الأهلي، قررت أن تغير ناهد طاهر وجهة العمل البنكي في السعودية، والتوقف عن كونه مجال مصرفي خاص بالقروض والتسهيلات المتعلقة بالاستهلاك إلى أن يكون للبنك دوراستثماري وقادر على أن يساهم في تحسين البنية التحتية، وكذلك العمل على تطوير الصناعة واستخدامات الطاقة الجديدة.
في عام 2005، أنشأت ناهد طاهر بنك "جلف وان Gulf One" في مملكة البحرين، ليكون بمثابة نقلة نوعية في التمويل البنكي، كونه يعمل على تمويل مشروعات البنية التحتية الاستثمارية، وتحقق ذلك من خلال مجموعة من الشراكات والصفقات، ليكون البنك الأول من نوعه في هذا المجال، حينها، في الشرق الأوسط، ويتوسع نشاطه في السعودية والكويت وألمانيا.
اقرئي أيضا: لبنى العليان السعودية التي كسرت الحواجز وأثبتت نفسها
المستشارة الاقتصادية ناهد طاهر
كانت ناهد طاهر أول سعودية تتولى منصب رئاسة بنك استثماري في المملكة العربية السعودية، لتكون- كعادتها- الأولى والسباقة دوما نحو عوالم أخرى، غير التي فرضها عليها المجتمع، واعتادت أن تخوض التجربة لا تنتظر استحسانا من أحد، فقط تؤدي عملها واثقة من خبرتها وعلمها، متطلعة إلى تحقيق الأفضل.
الآن، هي كبير اقتصادي مؤسسة ناشيونال ستاندرد، ورئيسالمجموعة ومدير التمويللا الإسلامي، وتتولى ناهد طاهر رئاسة شركة بذور للاستثمارات التي أسستها، وكانت من قبلها قد ساهمت مع عائلتها في إنشاء عدد من الشركات، كما كانت عضوة في المجلس الأعلى للبيئة بالسعودية، وشغلت عضوية المجموعة المالية لمجلس التعاون والتنمية الاقتصادية، وعضو مجلس الأعمال السعودي الألماني، وعضو مجموعة التمويل الدولية في المملكة المتحدة.
صنفتها مجلة فوربس في المرتبة 72 ضمن أقوى سيدات العالم نفوذا، وعلى مدى 3 سنوات على التوالي ضمتها مجلة الفاينانشال تايمز في قائمة أفضل 50 سيدة أعمال على مستوى العالم.
اقرئي أيضا:
نورة الكعبي وزيرة الثقافة الإماراتية التي تسعى للتنوير
الكاتب
هدير حسن
السبت ٢٨ مارس ٢٠٢٠
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا