ياسمين طارق أم مستقلة تدعم النساء بالرياضة المنزلية
الأكثر مشاهدة
في الوقت الذي تم فيه إغلاق كل الصالات الرياضية بسبب تفشي فيروس كورونا، كانت فكرة ياسمين طارق في أن تكون مدربة رياضية أونلاين (Online personal trainer) تجد طريقًا أفضل وتضع قدمًا ثابتة على الأرض، لكن اختيار مجال العمل هذا وطريقته تلك لم يكن بسبب الأحداث الجارية، فياسمين تعمل كمدربة شخصية منذ سنوات طويلة، وقد اختارت طريقة التدريب عن بُعد قبل حوالي سنتين، وتحديدًا بعد فترة من انتقالها مع أبنائها للعيش في الغردقة بعيدًا عن صخب القاهرة.
Personal Trainerياسمين طارق والعمل كـ
الحكاية بدأت بفتاة صغيرة تهوى الحركة وتجد في الرياضة ما يسرها، يحركها الشغف وحب التجربة بين لعبة رياضية وأخرى، فمن السباحة إلى ألعاب القوى وقليل من ممارسة التنس، تنقلت ياسمين بين الرياضات لكنها لم تحترف أيًا منها بشكل كامل وإن ظل الاهتمام موجود بالطبع. أخذتها الدراسة حتى أصبحت طالبة بكلية الإعلام، وفي العام الجامعي الثالث لها، عملت ياسمين في مجال الرسم كـCartoonist، وهو الأمر الذي يتطلب ساعات طويلة من التركيز والانحناء على الأدوات، مما أصابها ببعض المشاكل الصحية وقررت إثر ذلك الذهاب للجيم والعودة لممارسة الرياضة من جديد.
اقرئي أيضًا: عزة فهمي مصممة حلي وصلت بالتراث المحلي إلى العالمية
لم تكن ياسمين على علم أن أول خطوة وضعتها داخل الصالة الرياضية في تلك اللحظة، سترسم ملامح مستقبلها لسنوات بعد ذلك. الرياضة التي لعبتها بعرض الصحة أصبحت جزء من حياتها بعد فترة، ووجدت كورس عن التدريب الشخصي (Personal Training) فحصلت عليه واجتازت اختباراته وهي الأولى على زملائها، مما شجع إدارة واحد من أشهر الصالات الرياضية على التعاقد مها، ومن هنا كانت ياسمين على وشك الانطلاق بشكل محترف.
اقرئي أيضًا: سارة بهاء مصممة أزياء تخطط لمنهج تطوف به العالم
"اشتغلت Full-time بعدها واتجوزت وخلفت.. وانفصلت بعد كده"، ظلت تعمل في المجال لسنوات ومع الوقت أصبحت أكثر خبرة واكتسبت مزيدًا من المعرفة عن طريق التعلم واهتمت بدراسة التغذية أيضًا لتكون مؤهلة أكثر، وحصلت في هذا التخصص على شهادة أونلاين من إحدى مدارس التغذية المرموقة في كندا.. "في 2013 اشتريت Center من ناس أعرفهم واشتغلت فيه لغاية 2016 لما ابني الصغير اتولدت وكان الموازنة بين الاتنين ضغط شديد أوي فسيبته".
الضغط كان أكثر ما يؤرقها طوال الوقت، فهي أم لثلاثة أطفال وعملها يتطلب الكثير من المجهود البدني والذهني، ورغبتها في صقل خبرتها بالدراسة تطلبت وقتًا أيضًا، و"مسئولية كبيرة لما يكون عندك إيجار وناس لازم تدفعي مرتباتهم كل آخر شهر"، كما أن الحياة في القاهرة أصبحت عبئًا شديدًا عليها في السنوات الأخيرة، فقررت أن تتخلص من كل ذلك وتذهب إلى الغردقة وتعيش هناك مع أبنائها.
اقرئي أيضًا: فريدة عثمان فراشة فرعونية حطمت الأرقام القياسية
"لما نقلت الغردقة كنت مقررة عايزة أقلل كل حاجة فيها ضغط وتوتر"، اختارت الغردقة لأنها كانت دائمًا جزءًا من ذكرياتها العائلية الهادئة والسعيدة، ولأنها بيئة طبيعية وصحية لنشأة أولادها. وبكل تأكيد البداية لم تكن سهلة على الإطلاق والطريق لم يكن ممهدًا، فهي مسئولة عن أولادها ماديًا وليس لديها عمل ثابت ولا ترغب في حدوث تغيير درامي في مستوى المعيشة الذي اعتادته وأبنائها.. عملت ياسمين كبداية في أحد فروع الصالة الرياضية الشهيرة التي شهدت بدايتها، وبدأت في تطوير عملها لتصبح مدربة شخصية أونلاين بجانب كونها أخصائية تغذية.
"افتكرت لما كنت لسه والدة ومش عارفة أنزل الجيم أو أخد بالي من نفسي، وكمان محدش بيعتبر الأم إنسان مستقل له احتياجاته ولازم يهتم بنفسه، فقررت يبقى التدريب أونلاين علشان كده وبالفعل 90% من اللي بشتغل معاهم أمهات وده بيفرق معاهم جدًا"، وقد كان الأمر يختلط على الناس في البداية ويتسألون ما المميز في أن يكون مدربي الشخصي بعيدًا عني، لكن ياسمين عملت دائمًا على تقريب المسافات والمتابعة من خلال جروب على فيسبوك، وإعطاء عملائها مهمات وتدريبات ليقوموا بها خلال الأسبوع، بالإضافة إلى الـVideo Calls مع كل شخص على حدة. ومع الوقت حققت ببطء لكن بثبات، "أول ما بدأت كان بيجيلي واحد أو اتنين كل شهر، دلوقتي ممكن يبقى عندي 10 في الشهر ومابحبش أزود عن كده علشان أقدر أعمل شغلي كويس."
اقرئي أيضًا: هاجر عرابي بطلة إفريقيا في التجديف التي كانت تخاف النيل
تحلم الأم المستقلة أن يكون لها تأثير إيجابي على حياة أبنائها، وأن يمكنها المساعدة في تغيير حياة أمهات ونساء أكثر من خلال عملها، "نفسي أبقى Role model لولادي ولما يكبروا يعرفوا إن مامتهم عرفت تعمل حاجة"، وتتمنى لبناتها بشكل خاص أن يكن قويات ولا يقبلن أي وضع غير مريح لمجرد كونهن نساء.
وفي هذه الأوقات الصعبة والاستثنائية التي نمر بها ومع التواجد في البيت لفترات طويلة، تنصح ياسمين الجميع بالتركيز على عادات وهوايات جديدة لتمنحهم الشعور بالراحة والهدوء، وتقول إن الخروج من هذه المرحلة بصحة نفسية جيدة هي الأولوية فلا يجب تحميل النفس مزيدًا من الضغط، "الأكل وسيلة للهدوء ده أكيد لكن ماينفعش يبقى الوسيلة الوحيدة برضه ولازم أسأل نفسي دايمًا أنا باكل ليه؟"، وتؤكد أن قليلًا من ممارسة الرياضة سيكون مكافئة جيدة لأجسامنا في تلك المرحلة لتخفيف الضغط ومنحنا شعورًا أفضل.
اقرئي أيضًا:
هنا وأسماء أصحاب ديمبا صديقة البيئة ومعيلة السيدات
الكاتب
ندى بديوي
الأربعاء ٠٨ أبريل ٢٠٢٠
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا