5 تأثيرات سلبية للتباعد الاجتماعي وكيفية الحد منها
الأكثر مشاهدة
العزلة، والحظر، والتباعد الاجتماعي، والعزل المنزلي كلها مصطلحات أصبحنا ندور في فلكها ليلًا نهارً بعد تفشي جائحة كوفيد-19 المعروف بفيروس كورونا في العالم كله، وزيادة التنبيه على أهمية التزام المنزل وعدم الخروج إلا للضرورة والاهتمام بالتعليمات الصحية التي تلزمنا بغسل الأيدي لفترة لا تقل عن 20 ثانية والحفاظ على مسافة حوالي متر ونصف بيننا وبين الأشخاص الآخرين.. وكل هذه الإجراءات لا يوجد مفر منا ويجب الالتزام بها بشدة للمرور من تلك الأزمة بأقل الخسائر وهي مهمة جدًا لسلامتنا الشخصية وسلامة المجتمع ككل. لكن العزلة والتباعد الاجتماعي بهذا الشكل يمكن أن يكونا ضد طبيعتنا الاجتماعية كبشر والتي ترغب في التجمع والتواجد مع الآخرين بأشكال مختلفة، ولهذا فإنه إذا لم ننتبه لتصرفاتنا وعاداتنا خلال فترة العزل الصحي، سيكون هناك آثار جانبية على صحتنا النفسية والجسدية وحتى علاقاتنا الاجتماعية.
التأثيرات السلبية للعزلة
في هذا الموضوع سنتحدث عما يمكن أن يسببه التباعد الاجتماعي في ظل ظروف تفشي جائحة عالمية ووجود تغييرات كبيرة في نمط الحياة مع الضغوط النفسية والاقتصادية.. وكيف يمكننا السيطرة على تلك التأثيرات السلبية والخروج من الأزمة بصحة جيدة.
1-القلق والتوتر المتزايد
مع استمرار الأخبار عن ارتفاع أعداد المصابين والضحايا في العالم كله، والقلق على أنفسنا وأحبتنا، وكذلك الخوف من التداعيات الاقتصادية التي يمكن أن تطالنا، كل هذا يجعلنا فريسة سهلة بين يدي القلق المتزايد الذي قد يصل إلى الهلع أحيانًا.. وهنا يجب أن نفرق بين القلق العادي كشعور صحي ومطلوب من أجل وقاية أنفسنا واتخاذ التدابير والاحتياطات، وبين القلق الزائد الذي يمكن أن يعيق استمرار الحياة بشكل طبيعي.
اقرئي أيضًا: نصائح للحد من التوتر والقلق الناجم عن فيروس كورونا
2-مزيدًا من العزلة
العزلة والابتعاد عن الأنشطة المعتادة وطريقة الحياة التي يعرفها عقلنا يمكن أن تدخلنا في دوامة أكبر من العزلة نفقد فيها الشغف والاهتمام بالأشياء والأشخاص تباعًا، وكلما زادت مدة العزلة ولم يكن هناك تعامل جيد معها للتخفيف من حدة آثارها كلما زاد الشعور بالانعزال والوحدة قد يصل إلى ما هو أكبر مثل فقدان الدافع والهدف من الأساس وهو باب خلفه مشاكل نفسية أكثر تعقيدًا.
مصدر الصورة
3-علاقات اجتماعية معقدة
التباعد الاجتماعي يمكن أن يخلق علاقات اجتماعية معقدة لأنك لا تقابل الأشخاص المقربين منك بشكل دوري ولا تتعامل معهم بنفس الطريقة التي كنتم معتادون عليها من الأنشطة المشتركة وغيرها. وكذلك يمكن أن تتأثر علاقاتك الاجتماعية بوضعك النفسي فتختار الابتعاد عن الناس أكثر.. وعلى الجانب الآخر فإن التواجد طوال الوقت مع الشريك أو الأسرة أو أيا كان من تشاركهم المنزل، يمكن أن يخلق الكثير من المشكلات والخلافات بسبب طول الوقت ووجود مساحات كبيرة للفراغ وكذلك شحنات التوتر التي يمكن أن تفرغها في الأشخاص.
اقرئي أيضًا: نصائح للحفاظ على علاقتك العاطفية في وقت العزل الصحي
4-خطر الإدمان أو السلوكيات الإدمانية
أظهرت دراسة جديدة من كلية كينجز كوليدج في لندن أن الحياة في الحجر الصحي يمكن أن تؤثر سلبًا على الصحة النفسية، وجاء في الدراسة المعنونة بـ "الأثر النفسي للحجر الصحي وكيفية الحد منه: مراجعة سريعة للأدلة" والنشورة في مجلة لانسيت الطبية في فبراير الماضي، أنه ضمن هذه الآثار يزيد خطر الإدمان أو اتباع سلوكيات إدمانية من أجل التخفيف من حدة التوتر وكمحاولة للترفيه عن النفس، فيغرق الشخص في شرب الكحول أو السجائر أو حتى إدمان الألعاب الإلكترونية أو الأفلام أو الأكل وهذا ما سنتحدث عنه في النقطة التالية.
5-تغييرات كبيرة في الوزن
السخرية المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي حاليًا من كمية الكيك والمخبوزات التي نعدها في منازلنا والإقبال على دخول المطبخ والتجربة، ليس أمرًا محليًا فقط، ففي أمريكا حاليًا أزمة في إنتاج البيض بسبب الإقبال على عمل الكيك.. القيام بنشاط مثل الطهي يساعد في التفريغ عن الضغوط، وكذلك تناول طعام نحبه، لكن لا يجب أن يكون تفريغ الطاقة ومحاربة التوتر معتمدة كليًا على الأكل فقط، لأن ذلك يزيد الوزن ويؤثر سلبًا على الصحة العامة والمزاج والمناعة.. وعلى الجانب الآخر هناك أشخاص يمنعهم التوتر والخوف من تناول الطعام من الأساس وهذا أيضًا خطر كبير على صحتهم النفسية والجسدية.
اقرئي أيضًا: إزاي تتجنبي الخلافات الزوجية في فترة العزل الصحي
كيف نحد من الآثار السلبية للعزلة؟
التزم بهذه النصائح:
- تجنب الهوس بتغطيات وأخبار فيروس كورونا، واختر توقيتًا محددًا في اليوم للاطلاع على المستجدات ثم اعزل نفسك تمامًا عن هذه الأخبار الموترة حتى يمكنك التركيز على نفسك في فترة العزل الصحي.
- فكر بشكل مختلف فبدلًا من الشعور أنك عالق في المنزل، اعتبرها فترة للهدوء ورؤية حياتك عن كثب والاهتمام بنفسك وعائلتك.
- اخلق روتين أقرب لحياتك العادية، كأن تنام وتستيقظ في مواعيد محددة وكذلك تناول الطعام.. سيساعدك ذلك في ألا تغرق في نمط حياة خامل يؤثر سلبًا على صحتك النفسية والجسدية.
- التزم بالرياضة وتناول الطاعم الصحي المتوازن قدر الإمكان.. لا تمنع نفسك تمامًا عن كل شيء حتى لا يأتي بنتائج عكسية لكن التزم بالتوازن في كل شيء.
- اخلق طقوسًا جديدة وجرب التدوين أو الرسم أو الرقص.. كذلك يمكنك البدء في أي نوع من الأعمال اليدوية التي ستشعرك بالإنجاز واليوتيوب كفيل بمهمة تعليمك.
- تحدث مع أصدقائك وأحبائك عبر الفيديو كول بشكل دوري، تشاركوا أخباركم معًا ويمكنكم الاستمتاع ببتجربة الألعاب الأونلاين معًا أو أن تشاهدوا فيلمًا وتتناقشوا فيه وهكذا.
وفي النهاية يجب التشديد على الالتزام بالمنازل قدر الإمكان، وفي حالة الخروج اهتموا بتنفيذ الاجراءات الوقائية للحفاظ على صحتكم وصحة من حولكم، ولا تنسوا الاعتناء بأنفسكم وأن تكونوا ألطف مع المحيطين حتى تمر الأزمة بأقل الخسائر.. ابقوا آمنين.
اقرئي أيضًا:
ألعاب جماعية منزلية يمكنك الاستمتاع بها مع أحبائك
الكاتب
ندى بديوي
الخميس ٠٩ أبريل ٢٠٢٠
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا