لمى السليمان من كيميائية لرائدة أعمال ناجحة
الأكثر مشاهدة
بالرغم من التقدم والتكنولوجيا التي وصلنا لها إلا أن بعض الممارسات العنصرية مازالت موجودة ضد عمل المرأة في مجالات مُعينة. ولكن تأبى المرأة إلا أن تثبت أنها تستطيع أن تُفكر وتبدع وتبتكر مثل الرجال تماما. أما في عالمنا العربي فقد استطاعت المرأة السعودية أن تصل للكثير من النجاحات وتثبت نفسها في مجالات صعبة وتتميز أيضا. ومن هؤلاء النساء كانت الدكتورة لمى السليمان، سيدة الأعمال السعودية التي شغلت الكثير من المناصبة وتركت بصمتها في مجالات الاقتصاد والسياسة والعلوم أيضا. فمن هى لمى السليمان وما هى أبرز نجاحاتها؟ لنتعرف عليها سويا عن قُرب...
لمى السليمان السيرة الذاتية
هى لمى عبدالعزيز عبدالله السليمان التي وُلدت في المملكة العربية السعودية عام 1966 وتحديدا في جدة. والدتها لبنانية وأبيها سعودي من منطقة القصيم في المملكة. درست لمى في مدرسة دار الحنان وعندما وصلت لمرحلة الثانوية العامة اختارت القسم العلمي واستكملت دراستها الجامعية في جامعة الملك عبدالعزيز في قسم الكيمياء الحيوية.
اقرئي أيضا: نورة الكعبي وزيرة الثقافة الإمارتية التي تسعى للتنوير
حياة لمى السليمان المهنية
تخرجت لمى من جامعة الملك عبدالعزيز وحصلت على بكالوريوس في كيمياء حيوية عام 1989. وبدأت تبحث عن وظيفة في نفس مجالها، وتقول إن المجالات في هذا الوقت والوظائف المناسبة للسيدات في تخصصها محدودة للغاية، فإما في المستشفيات وإما في المدارس والجامعات.
ولكن لمى رفضت العمل في هذه الوظائف، وعملت كفني مُختبرات في "مركز الملك فهد للأبحاث الطبية"، وكانت وظيفة مناسبة لمؤهلها ولظروفة الاجتماعية والأسرية أيضا، فبالرغم من أن الوظيفة كانت بدوام كامل، إلا أنها كانت تعتمد على عملها في رسالة بحثية مُعينة مع أحد الأساتذة، وما إن تنتهي الرسالة يُمكنها أن تأخذ استراحة لتستكمل العمل في رسالة أخرى وهكذا.
تقول لمى السليمان أنها تعلّمت الكثير خلال سنوات عملها في هذا المركز البحثي لمدة 14 عاما، واكتسبت الكثير من الخبرات بدايةً من الإلتزام الشديد، وكل التفاصيل الخاصة بالمجال العملي.
ساعدتها الدكتورة سهاد أستاذتها في العمل في المركز البحثي على استكمال الماجستير والدكتوراة، ودعمتها كثيرا إلى أن حصلت على الماجستير من كلية كينجز بجامعة لندن وفي عام 2003 حصلتعلى دكتوراة من نفس الجامعة. كما أنها حاصلة على بكالوريوس لغة فرنسية.
تفتخر منى السليمان كثيرا بعائلتها وجدها الذي بنى نفسه من الصفر، ولكنها ترغب أيضا في أن يكون لها شخصية مستقلة، وتُحاول أن تنجح فيما تُحب وتؤسس لها كيان خاص لا أن تكون فقط فخورة بما حققه أهلها. وبالفعل نجحت لمى في ذلك.
حياتها الشخصية
ترى لمى السليمان أن تربيتها بين أبوين من جنسيتين مختلفتين كانت أمر إيجابي شجعها أن تكون مُتقبلة لجميع الجنسيات واختلاف الثقافات. فوالدتها لبنانية وأبيها سعودي وهذا الأمر جعلها مُنفتحة على ثقافات مختلفة. لمى هى أخت لثلاث بنات وأخ ولد، وتقول أن أبيها لم يُفرق في التربية بينهم واستطاع أن يُنشأهم على الاعتماد على الذات والثقة بالنفس. وتقول أن عائلتها كثيرا ما تُدعمها في قراراتها وتكون سند ودافع لها لتُكمل في طريق النجاح.
أما عن أسرتها الصغيرة فلمى السليمان زوجة وأم لأربعة أطفال، وتقول إنها محظوظة بوجود زوجها كثيرا لأنه يُدعمها ويُشجعها ويقف بجانبها في أوقات الفشل والنجاح. وهو أحد أهم الأسباب في استمرارها في العمل والوصول للأفضل.
تُفضل لمى أن تضع لنفسها أهداف قريبة المدى، لأنها لا تُحب الفشل ولا ترغب في وضع طموحات بعيدة وصعبة المنال. ولكنها ترى أن الكثير من الخبرات والدروس التي تعلمتها كانت بسبب مواقف الفشل في حياتها وليس النجاح. فتروي قصة في بداية حياتها المهنية وهى افتتاحها لمحل تجاري لبيع الملابس، ولكنه فشل بعد فترة واضطرت لغلقه. وعن هذه التجربة تقول لمى أنها تعلمت منها الكثير وأصبحت واقعية في وضع أهدافها في الحياة.
اقرئي أيضا: عائشة الشنا المغربية التي ناصرت قضايا المرأة العربية
دور المرأة في المجتمع من وجهة نظر لمى السليمان
ترى لمى السليمان أن المرأة تحتاج لدعم الرجل في كل المجالات، والرجل يحتاج لمشاركة المرأة أيضا، فالمجتمع مُكون من عنصرين الرجال والنساء معا وعلاقتهما تكاملية. ومن وجهة نظرها أن المرأة العاملة يكون لديها أفكار متفتحة وتستطيع التعامل مع المواقف بشكل أفضل لأنها اختبرت الكثير من التجارب في مجال العمل.
ولكنها لا تستطيع أن تُرغم جميع النساء على العمل، ولكنها تعني المُشاركة المُجتمعية، فحتى إذا لم تعمل المرأة مقابل أجر، عليها أن تكون مشاركة في العمل المُجتمعي.
كما تُشيد لمى بجهود القيادات في السعودية لدعم المرأة، وكانت البداية من الملك عبدالعزيز، الذي كان دائما يقول "أنا أخو نورة" وهى أخته الكبرى التي دعمته كثيرا في رحلته لتأسيس المملكة. ثُم الملك سعود والملك فيصل الذين أسسوا مدارس لتعليم البنات.
واستمر الدعم أيضا في عهد الملك فهد الذي سمح باستكمال النساء للدراسات العُليا. وأشادت لمى بجهود الملك عبدالله الذي أحدث نقلة نوعية بإصداره لقوانين جديدة دعمت سرعة مشاركة المرأة في المجتمع. والسماح بالمشاركة النسائية في مجلس الشورى، ودعم المرأة في دخول انتخابات الغرف التجارية، وكان هذا قرار ثوري حينها.
ومازال الدعم مستمر حتى في عهد الملك سلمان لمشاركة أعداد أكبر من النساء في العمل العام في مختلف المجالات.
وتبذل لمى السليمان جهود كبيرة في دعم المرأة في المجتمع السعودي وتوفير الكثير من الفُرص للنساء للعمل في مختلف المجالات والوظائف وتُحاول توفير الظروف المناسبة لهن للعمل. حيث تعمل على وجود مزايا للعمل تُساعدهن على الاستمرار، وتخصيص أماكن لهم في مختلف المؤسسات بدون الحاجة لأن يبقين بعيدا في أماكن منفصلة.
اقرئي أيضا: سحر نصر وزيرة سابقة مازالت إنجازاتها تخبر عنها
إنجازات لمى السليمان
استطاعت لمى من خلال مشاورها في أكثر من مجال وتخصص أن تُحقق نجاحات مُضيئة ومُشرفة. فهى تشغل أكثر من منصب هام ومرموق، فهى عضو مجلس إدارة في الهيئة العامة للترفيه في السعودية. وهى عضوة أساسية في الوفد السعودي حيث تُمثل القطاع الخاص في منظمة العمل الدولية، وعضوة في اللجنة التنفيذية في مجلس الأعمال السعودي الفرنسي. كما أنها تشغل عضوية المجلس الاستشاري للشرق الأوسط في بنك كوتس في إنجلترا منذ عام 2014.
لمى السليمان أيضا هى نائبة رئيس مجلس إدارة جمعية ماجد للتنمية في الفترة من 2014 لـ 2019. ونائبة رئيس مجلس إدارة مجموعة رولاكوـ وشريكة ومالكة لنادي ومنتجع "شامل بلازا" منذ عام 2001. كما أنها عضوة في مجلس إدارة المؤسسة الخيرية "إخاء" لرعاية الأيتام وجمعية سعفة القدوة الحسنة.
وشغلت لمى عضوية مجلس إدارة شركة كلوب ميد في فرنسا من 2013 لـ 2015. وعضوية مجلس إدارة شركى "فرص للاستثمار" في السعودية من 2012 لـ 2019.
كل هذه الإنجازات والمناصب إلى جانب كونها أول امرأة يتم انتخابها في الغرفة التجارية السعودية. حيث استطاعت لمى أن تنجح مرتين في هذه الانتخابات وتصل لمنصب نائب رئيس الغرفة التجارية الصناعية في جدة، وهو منصب كان يصعب الوصول له في ظل أوضاع المرأة في السعودية في هذا الوقت. وشغلت لمى هذا المنصب من عام 2009 إلى عام 2016. واستطاعت من خلاله ومن خلال عضويتها في مجلس إدارة "مركز خديجة بنت خويلد" لسيدات الأعمال في الفترة من 2005 لـ 2019، أن تُحاول دعم السيدات وتوفير فُرص عمل تناسبهن، وفتح الكثير من الملفات التي تخص أوضاع النساء وسوق العمل في المملكة العربية السعودية.
وعن هذه التجربة تقول لمى أنها وجدت الدعم من كل من حولها سواء أسرتها أو الرجال والنساء الذين عملت معهم،ولذلك استطاعت أن تنجح في هذا المناخ الصحي المليء بالدعم والتشجيع.
اقرئي أيضا: سارة السحيمي أو سعودية تقود اقتصاد المملكة
الكاتب
دينا خليل
الجمعة ١٠ أبريل ٢٠٢٠
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا