الأميرة نورة بنت فيصل آل سعود وجه الموضة السعودية
الأكثر مشاهدة
أرادت أن يكون لها دورا يبرز الإبداع في المملكة، ويعمل على رفعتها بيد ابنائها لمستويات أرقى وأكثر قيمة في المستقبل، دون أن تفقد السعودية تقاليدها وتراثها الثقافية، فحرصت الأميرة نورة بنت فيصل آل سعود على أن تفتح بابا جديدا، برعايتها للموضة والأزياء والفاشون، وقدرتها على أن تُطلق أول أسبوع للموضة في الرياض.
تعرفي على: عائشة الشنا المغربية التي ناصرت قضايا المرأة العربية
الأميرة نورة فيصل آل سعود
في بيت العائلة المالكة نشأت الأميرة نورة كابنة لأحد أحفاد مؤسس المملكة العربية السعودية، ولدت في عام 1988، وهي بعمر العامين اعتادت السفر مع والدها وأسرتها إلى فرنسا، وذلك أتقنت الفرنسية إلى جانب لغتها العربية الأم، التحقت بعد دراستها الثانوية بجامعة عفت، وهي جامعة خاصة للتعليم العالي للنساء في المملكة، وتخرجت منها عام 2010.
عملت الأميرة نورة بنت فيصل في البداية خلال عامي 2009 و2010 كمتدربة في العلاقات العامة بشركةThe Saudi Fast Growth Awards التي تعمل على تصنيف الشركات السعودية بحسب الأسرع نموا في المملكة العربية السعودية، وسافرت بعدها لليابان، حيث شهدت نقطة تحول في مسارها المهني ورؤيتها لكثير من الفرص التي يمكنها ان تعمل عليها.
خلال عامي 2013 و2015، درست الأميرة نورة في جامعة ريكيو في اليابان، وحصلت منها على شهادة الدراسات العليا في إدارة الأعمال الدولية بوجهة نظر يابانية، وبعيدا عن ما تعلمته من الدراسة الأكاديمية، وما تعرفت عليه من خلال التعامل مع المجتمع الياباني، فاكتسبت الكثير من المعرفة حول عالم المال والأعمال، أبهرها أيضا الدقة والانضباط اللذين يتميز بهما اليابانيون، وأرادت أن تنقل طريقة التفكير اليابانية إلى المجتمع السعودي.
لم يقف الأمر عند هذا الحد، ولكن جذبت الأزياء والموضة والفاشون في اليابان انتباه الأميرة نورة بنت فيصل "من هناك بدأ حب الموضة"، فعرفت أن ما يحتاجه القطاع الاقتصادي في المملكة العربية السعودية، في هذا التوقيت، هو الاهتمام بالأزياء كصناعة يمكنها أن تفتح بابا للمبدعين، وأن تكون وسيلة أخرى لتنشيط السياحة والسفر، وإنعاش اقتصاد السعودية.
نظرا لسفرها المتكرر، واطلاعها الدائم على ثقافات مختلفة، ترى الأميرة نورة أنها تملك قدرة على التقبل ومراعاة الاختلاف والتنوع "تعرضي للغات والثقافات لعب دورا في بناء شخصيتي.. وتوسيع نطاق التعرض لطرق عيش متباينة، فأصبحت أقدر الحوار وأتبادل الآراء رغم تضاربها"، فهي تتقن العربية وإلى جانببها الإنجليزية والفرنسية واليابانية، وبهذا بدأت تتبنى فكرة البدء في الترويج لمجال الأزياء في المملكة العربية السعودية، بروح قادرة على أن تتناول الأشياء من منظور اجتماعي مختلف.
اقرئي أيضا: الأميرة فاطمة إسماعيل صاحبة الفضل المؤمنة بالتعليم
في سبتمبر 2015، ترأست الأميرة نورة بعد عودتها من اليابان شركة Arah Concierge، والتي كانت متخصصة في تقديم خدمات السفر وتصميم الأزياء ووالعناية بالجمال، وهو ما كان على ما يبدو لبنة أولى في اتخاذها خطوات نحو التركيز على قطاع الموضة والفاشون من اجل منح الفرص لمزيد من الإبداع، وكذلك تحسين الاقتصاد وتوسيع نطاقاته.
لدى الأميرة نورة اهتمام واسع بأن يكون للملكة العربية السعودية مستقبل أفضل، ولذلك تتبنى وجهة النظر التي ترى ضرورة التوقف عن الاعتماد على البترول كمصدر وحيد للدخل القومي، والبدء في اقتحام قطاعات أخرى كالسياحة والتسويق والضيافة، وكذلك الموضة، التي تعتبر من المجالات الجاذبة، وقد تخلق ازدهارا اقتصاديا في السنوات المقبلة.
"نسويها بطريقة تحترم تقاليدنا وديننا" مع بداية عام 2018، وكخطوة أولى نحو البدء باحترافية في مجال الأزياء، أنشات الأميرة نورة شركة "دار الأزياء العالمية Global Fashion House"، وكانت المؤسس والمدير التنفيذي لها، وسعت من خلالها إلى التعاون مع وزارة الثقافة السعودية وهيئة الترفيه من أجل إطلاق أول أسبوع للموضة في المملكة العربية السعودية، على أن يتم إطلاقه مرتين كل عام.
من أجل أن تضع السعودية على الخريطة العالمية للازياء، وتقدم الفرص لكثير من المصممين والفنانين السعوديين الموهوبين، عملت الأميرة نورة على أن تتطلق مجتمع الأزياء السعودي، لتثبت قدرة المجتمع السعودي على أن يواكب التطور ويجاري الانفتاح بتنظيم أسبوع للموضة كما في لندن وباريس ونيويورك، ولكن دون أن يتخلى عن ثقافته وتقاليده.
وفي أبريل 2018 نظمت شركة دار الأزياء العالمية أول اسبوع للموضة في الرياض، بحضور عدد كبير من المصممين العرب والعالميين والسعوديين كذلك، مثل أروى البنوي ويحيى البشري، وكان الحضور للجمهور من النساء فقط، دون تواجد لكاميرات التلفزيون والصحافة، وتقول الأميرة نورة أن الحدث استطاع أن يجذب، رغم ذلك، كثير من الانتباه المحلي والدولي، واستطاع أن يشمل مصممين من فرنسا وغيطاليا ولبنان ومصر، وضم 70 متطوعة من جامعات المملكة المختلفة من أجل تنظيمه.
وتكرر الحدث مرة أخرى في أكتوبر 2018، واعتبرت الأميرة نورة بنت فيصل أن "أسبوع الموضة" هو مجرد بداية تفتح لأبواب في قطاعات أخرى كبيرة، وكذلك تعد مجالا لمزيد من فرص العمل، وخاصة، للنساء، اللاتي تشهدن فرصة أن يكن جزء من حدث تاريخي، وأن يشاركن في تغيرات كبيرة تمر بها المملكة، كون الأميرة تعتبر أن الحدث "مشروع ثقافي واقتصادي" يدعم المواهب الشابة ويمنحها الفرصة، ويمد جسور تعاون بين المملكة وباقي الدول العربية.
"كامرأة سعودية أحترم ثقافتي وأحترم ديني" موضحة أن البدء في تنظيم هذا النوع من الفعاليات لن يغير من طبيعة التعامل قيم مجتمعها ومراعاتها لها، معتبرة أن الحدث يعزز من دور المرأة، ولكنه يحترم أن يقدم صورة المرأة السعودية بما يناسبها، والتركيز على أن لكل امرأة جمالها وقوتها وحضورها المميز، فتحرص الأميرة نورة أن تظهر في الفعاليات المحلية والعالمية مرتدية العباءة، معتبرة أن الأناقة نابعة من الإحساس الشخصي، وتقول "تعتمد اختياراتي دوما على النمط الكلاسيكي، ولكن أحب الإلمام بأنماط الموضة الأخرى".
اختار مجلس الأزياء العربي الأميرة نورة بين فيصل آل سعود لتكون رئيسة شرفية للمجلس في ديسمبر 2018، وتم تعيينها في يونيو 2019 كمستشارة بوزارة الثقافة السعودية، وتمكنت من افتتاح معرض "مستقبل الأزياء في نوفمبر 2019، وعرضت خلاله قطع نادرة من حفلات الزفاف السعودية التقليدية وقطع الأزياءالمعاصرة الراقية، وفي فبراير عام 2020 كانت من بين المتحدثين في قمة قادة التجزئة التي تناقش مستقبل القطاع الاستثماري في السعودية، وتناولت في كلمتها كيف يمكن أن يكون مستقبل الموضة في المملكة، ومساهمته الفعلية في تحسين الأوضاع الاقتصادية.
اقرئي أيضا:
لمى السليمان كيميائية أصبحت رائدة أعمال ناجحة
الكاتب
هدير حسن
الثلاثاء ١٤ أبريل ٢٠٢٠
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا