”ناريا & أهارا” مشروع نورهان وهَنا لمساعدة الغارمات
الأكثر مشاهدة
"مش عاوزين يكون في السجون المصرية ولا سجينة فقر، لأنه ده مش مكانها" تمكن الحلم من نورها وهنا، وقررتا معا أن يتحول إلى حقيقة، ويجتهدن في السعي نحو أولى خطواته، حتى وإن كانت البداية تحتاج إلى المثابرة والخبرة، واحتاج تحقيق الحلم إلى خبرة لم يمتلكنها كاملة بعد، أصرتا على أن تكون قضية الغارمات في السجون هي نواة مشروع يجمع صداقتهن
لم تكن نورهان نبيل تتوقع أن تتحول هوايتها في تنفيذ الحلي والإكسسوارات لصديقاتها إلى مشروع، وكذلك لم تتخيل هنا معتز أن يصبح تصميمها للملابس وسيلة لمساعدة أسرة على أن تحيا بكرامة، فالاثنتان صديقتان منذ سنوات الدراسة الأولى بكلية الإعلام في جامعة القاهرة، تسكن نورهان في العاصمة، بينما هَنا فتاة سكندرية، واعتادتا مشاركة الكثير فيما بينهن، وجمعهما "Narya &Ahara" للمساهمة في تحسين حياة الغارمات.
تعرف على: الشيف منى الصباحي والشغف بلمسات الابتكار في الطهي
مساعدة الغارمات
بدأت الفكرة منذ عام، عندما قررت الفتاتان، 20 عاما، أن يجمعا بين تنفيذ نورهان للإكسسوارات وتصميم هنا للملابس في مشروع واحد، "لكن كنا بنفكر أنه ناس كتير بتعمل كده، لكن كام مكان بيقدر يساعد ويغير المجتمع" ونتيجة اهتمام هنا بقضايا الغارمات كان القرار بالتركيز عليهن كفئة مهمشة لم تنل ما تستحق من الدعم.
اجتمعت نورهان وهنا مع كثير من السيدات اللاتي أجبرتهن الظروف على أن يدخلن السجن ويقضبن سنوات داخله، بعيدا عن أطفالهن وعائلاتهن، بسبب وصل أمانة قد لا تتعدى قيمته الخمسة آلاف جنيه "قصصهم كانت صعبة، وبيتاخدوا من وسط أولادهم، رغم أنه الفلوس بيحتاجوها عشان يساعدوا أزواجهم، وبتكون كلها مبالغ بسيطة لكن بتدمر بيوت"، خاصة عندما يكون الأب غائب وغير مهتم ولا يعمل.
كانت القصص سبب في شعور هناونورهان بكثير من المسئولية تجاههن، بعد أن علمن بمهارات هؤلاء السيدات وقدراتهن على العمل وتنفيذ التصميمات من الحلي والملابس، ولكن يواجهن الرفض من أماكن عمل مختلفة، بسبب قضائهن سنوات في السجن بجريمة "الفقر".
بعد أن امتلكن الفكرة، وعرفن الطريقة المناسبة لتنفيذها، بقي التمويل كعائق أمام بدء المشروع واستمراريتهن فاشتركتا في مجموعة من برامج نتمويل المشروعات الصغيرة ورواد العمال الشباب، فالتحقتا بمسابقة أشوكا Young Changemakers، وبالتزامن معه التحقتا بمسابقة Teens club، وعلى مدى المراحل والاختبارات، كانت الفكرة تنال لجان التحكيم بصورة أكبر، حتى أثبتت نور وهنا قدرة السيدات على التصميم بالفعل، من خلال الحضور في واحدة من المراحل بملابس وحلي من صنع سيدتين غارمتين، الأمر الذي كان سببا في إبهار لجنة التحكيم.
تمكنتا من الفوز بالمركز الأول في مسابقة أشوكا، بعد أن خضعن لتدريبات متعلقة بإدارة المشروعات وريادة الأعمال، وأنسحبتا من المسابقة الثانية، رغم تفوقهن، حتى يمنحن أفكار أخرى الفرصة للفوز، وبدأ المشروع يتخذ خطواته الجدية، التي لم تتوقعها أي منهن، فدراسة الإعلام جعلت خبرتهن في التدريب بالبرامج والعمل كمساعدين للإخراج أو التسويق وإدارة منصات التواصل الاجتماعين بينما كان البيزنس عالم مجهول.
من خلال التدريب في أشوكا والفوز بجائزة، تعرفت نور وهنا على نوال مصطفى، رئيس جمعية رعاية أطفال السجينات، ونشا تعاون بينهن جميعا، قامت من خلاله الجمعية بالعمل كنقطة وصل بين المشروع والسيدات الغارمات، خاصة اللاتي تقوم الجمعية بتدريبهن على التفصيل والحياكة وتنفيذ تصميمات الملابس.
يوفر "Narya & Ahara" دخل شهري ثابت لـ 20 سيدة غارمة، استطعن أن يجدن فرصة عمل كريمة لا تعتبر دخولهن السجن بسبب قلة الحيلة وعدم القدرة على السداد جريمة، ولذلك لاقت فكرة المشروع على صفحات فيسبوك وإنستجرام متابعين ومهتمين، ليتمكن Narya المشتق من كلمة فرعونية تعني المرأة الذكية المتحمسة وAhara الذي يعني المرأة الجميلة، من أن يلقى صدى ورد فعل إيجابي، ويصبح مشروع مصري أصيل بداية من اسمه، وحتى الخامات والأيدي العاملة.
أول مجموعة (كوليكشن) للعلامة التجارية صدرت في يعد الأم 2020، وحظيت برد فعل ومبيعات جيدة، وكانت نور وهنا حريصتان على أن تكون الأسعار معقولة غير مبالغ بها، وأن يتركن داخل كل طلب يتم توصيله لأحد العملاء رسالة من سيدة غارمة "عشان الناس تحس أنها مشاركة في تغيير حياة الستات دول"، واستطعن أن يحصلن على دعم كثيرين من المشاهير من بينهم الممثلة حلا شيحة وياسمين الخطيب، ومن المنتظر صدرو كوليكشن جديد مع الأيام الأولى لشهر رمضان.
تحلم نورهان بشكل شخصي أن تعمل في مجال التسويق، وتسعى هنا غلى أن تكون ممثلة وتشترك في عروض مسرحية مختلفة، ولكن جمعهن "ناريا وأهارا" الذي يرونه المشروع الذي يحقق حلما لسيدات كثيرات في أن يتمكن من العيش بكرامة وتربية أطفالهن، مع الإيمان بحلم أكبر "مش عاوزين في السجون المصرية، ولا سجينة فقر، لأنه ده مش مكانها".
اقرئي أيضا:
ياسمين طارق أم مستقلة تدعم النساء بالرياضة المنزلية
الكاتب
هدير حسن
الجمعة ٢٤ أبريل ٢٠٢٠
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا