شغف هبة العفيفي بالكتابة الساخرة يأخذها إلى ”ونسني”
الأكثر مشاهدة
يقولون أنه من السهل أن تجعل إنسانًا يبكي لكن المهمة الأصعب دائمًا هي أن تجعله يضحك أو حتى يبتسم، والكاتبة هبة العفيفي واحدة من أولئك الذين وُهبوا القدرة على الإبهاج وهي تكتب عن حياتنا اليومية ومتاعبها، تمنحنا الابتسامة والتفكير في أنِ واحد، وهذا بالتحديد ما يميز الكتابة الساخرة، فهي ليست عرضَا كوميديًا هدفه أن يبكي الحضور من الضحك، لكنه فنًا يسير على حد السيف حاملًا في يده النقد الاجتماعي وروح الدعابة والخفة، ولهذا أسر هبة منذ بداياتها المبكرة في عدد من التجارب والمجلات الشبابية وحتى مشاركتها في كتابة السيناريو لأعمال تلفزيونية.
الكاتبة هبة العفيفي
كانت هبة العفيفي طفلة تهوى الكتابة وتترك مذاكرتها من أجل موضوع تعبير تجد فيه متعتها عندما تُعبر عما يجول بأفكارها. واظبت هبة على قراءة كل ما تقع عليه يديها من كتب أو مجلات، وكانت تراسل صفحات بريد القراء أو رسائل المعجبين في عدد كبير من المجلات والجرائد داخل وخارج مصر، واستمر هذا الشغف يرافق خطواتها حتى جاءت مرحلة الثانوية العامة وقررت أن تدرس شيء فنيًا مختلفًا عن السائد، فاختارت دراسة الآداب وتحديدًا المسرح وفنون النقد والدراما.
اقرئي أيضا: الشيف منى الصباحي والشغف بلمسات الابتكار في الطهي
"من وأنا في مرحلة إعدادي وثانوي وأنا بحب الكتابة الساخرة وبشارك في تجارب ومجلات كتير بمقالات اجتماعية عن حاجات وأحداث في حياتنا" تقول هبة التي شاركت أفكارها مع قراء مجلات مثلت تجارب مهمة في" وقتها مثل مجلة إحنا. واستمرت تكتب وتصيغ أفكارها التي تشعر أنها مهمة للآخرين بطريقتها الساخرة المحببة، وفي مرحلة الجامعة بدأت نشارك في صحف مهمة مثل اليوم السابع والمصري اليوم، إلى أن جاءتها فرصة للعمل كمدير تحرير مجلة "أهل كايرو" في 2010، واستمرت لفترة وحققت انتشارًا جيدًا، لكن لم يكتب لها الاكتمال بسبب الأحداث السياسية ما بعد يناير 2011.
مع الوقت كانت المقالات الساخرة التي تكتبها هبة تحقق صدى واسع لدى القراء، و"في مرة كلمتني السيناريست أماني التونسي وكان عندها دار نشر، قالتلي إنها معجبة بكتاباتي وعايزة تعملي كتاب"، حينها لم يكن إصدار كتاب شيء يشغل بال هبة على الإطلاق بل كانت تحسبها خطوة مستقبلية ولا مجال لها بالنسبة لشابة في بدايات العشرين من عمرها، لكنها تعاونت مع دار النشر بالفعل وصدر كتابها "الجاد" الوحيد بعنوان "بالنيابة عن جسدي"، وتحدثت فيه عن مشاكل تمر بها النساء في المجتمع، و"كنت محظوظة جدًا لأن اللي كتب مقدمة الكتاب ناس مهمين زي سحر الجعارة وحنان مفيد فوزي ومروة رخا.. واكتشفت إن بيقرالي ناس كبار في المجال."
اقرئي أيضا: عزة فهمي مصممة حلي وصلت للعالمية بالتراث المحلي
في حياتها ما بعد 2010، اكتشفت هبة حبها للعمل في التسويق (Marketing) وعدم ابتعاده كثيرًا عن شغفها الكبير بالكتابة، فوجدت أنه نوع آخر من الإبداع تحب أن تعمل فيه وتستمر في عرض أفكارها المختلفة للتسويق والإقناع، وهو ما يشبه الكتابة بشكل ما، "في الحالتين بتعرضي فكرتك وبتقنعي الناس بيها بطريقتك"، فبدأت في مجال التسويق منذ يومها وحتى الآن وشغلت أماكن مهمة بأقسام التسويق في اثنين من أكبر مولات مصر.
بالطبع لم تهجرالكتابة بل ذهبت لمناطق جديدة فجربت كتابة السيناريو ضمن ورشة كتابة، وكان العمل الأول الذي شاركت به هو مسلسل "شاش في قطن" قد عرض في رمضان 2017، وكان من بطولة بيومي فؤاد وهشام إسماعيل ومحمود الليثي وكريم قاسم وآخرون.. تلك التجربة قادتها إلى أخرى متمثلة في مسلسل "ونسني" الذي يُعرض في الموسم الرمضاني الحالي، ويحظى بمشاهدة جيدة وردود فعل إيجابية. تدور أحداث ونسني حول مجموعة شباب يقومون بعمل تطبيق إلكتروني لمساعدة من يشعرون بالوحدة، وقد اشتركت في الكتابة مع الممثل والكاتب تامر فرج، وورشة الكتابة التي تضم كلًا من أحمد خيري وعمر أيمن وعمر كنتاكي وعبد الرحمن جاويش.
اقرئي أيضا: زها حديد ملكة المنحنى وسيدة المعمار في العالم
"موسم رمضان السنة دي استثنائي علشان الأوضاع، لكن للأسف الكتابة اتظلمت فيه وهي أضعف سنة في الكوميديا"، تقول هبة عن رأيها في موسم مسلسلات رمضان هذا العام، وإن كانت ترى أن هناك تجارب "تُدرس" مثل مسلسل بـ100 وش الذي يقدم كوميديا خفيفة ومسلية بدون أن يكون صناعه أسماءً كوميدية كبيرة سواء أمام الكاميرا أو خلفها. وعن رغبتها في التعاون مع فنانين آخرين قالت: "نفسي اشتغل مع أي حد دمه خفيف."
وترغب هبة العفيفي دائمًا أن تقدم أعمال "دمها خفيف" ولا تهدف إلى الانهيار من الضحك لكن أن يرى الجمهور شيئًا جديدًا يجعله يبتسم بسعادة.
اقرئي أيضا:
فوز الفهد خبيرة تجميل صنعت نجوميتها من إنستجرام
الكاتب
احكي
الثلاثاء ١٢ مايو ٢٠٢٠
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا