10 طرق للتغلب على الأوفر ثينكنج والعيش في سلام
الأكثر مشاهدة
عيوننا معلقة في الفراغ، جالسين أو نائمين في ثبات، ووجوهنا توحي بالهدوء، نبدو للرائي كأننا نعيش سلاما داخليا أو لحظة تأمل متفردة، بينما ما يحدث داخل أدمغتنا قادر على أن يودي بها إلى الانفجار، ويهوي برؤسنا محطمة على الأرض، وكأننا كنّا نخوض حربا، وهي كذلك بالفعل، فعندما نبدأ رحلة تفكير أكثر من اللازم (الأوفر ثينكنج)، لا ندري كيف ستنتهي بنّا؟
تعرفي على: تمارين التنفس وفوائدها في الحد من التوتر والقلق
التفكير الزائد Overthinking
الأمر لا يعني أن يستغرقك التفكير في أمر ما، موقف أو مشكلة تسعى أن تتوصل إلى حل لها، وفور أن يحدث ذلك يعود لك صفاء ذهنك، ولكن الأوفرثينكنج هو أن تحاوطك الأفكار عن كل ما يدور حولك، ما يحدث وما لا يحدث أيضا، تسألين "لماذا قام هذا الشخص بمعاملتي بهذه الطريق؟" و "لماذا قمت بالرد بهذه الطريق؟"، "هل يحبني أصدقائي؟"، "ماذا يقصد مديري عندما قال كذا.."، وغيرها كثير من الأسئلة التي لا يمكن أن تصل بالشخص لأي شيء سوى القلق والإجهاد النفسي والروحي.
ما تفعلينه بنفسك بهذا التفكير الزائد عن الحد، من الممكن أن يؤدي غلى كثير من الاضطرابات والمشكلات النفسية، فالأوفرثينكنج يجعلك تدورين في فلك التساؤلات والأفكار والتوفعات، وتذهبين منها لتعودين إليها، ويبدو الأمر كأنك مربوطة في حبل متصل بعمود وتدورين حوله دون توقف.
يستهلك الأوفرثينكنج من روحك وطاقتك، وإذا تركتِ نفسك له يجعلك تتوقفين عن أخذ القرار بالفعل، وتسبحين في بحر عميق تحللين كل كلمة وفعل يصدر منكِ او من غيرك، تتسائلين عن أهميتك ومعنى حياتك؟ تدورين في حلقة مفرغة لن تنتهي بكِ إلى شيء.
ما يسببه الأوفر ثينكنج؟
لن يتوقف الأمر عند مجرد أفكار وتساؤلات، لكنه سينتهي بكِ إلى فقدان الثقة بفنسك، عندما تبدأين في تحليل كل ما تتعرضين له على مدار اليوم، لا من أجل البحث عن حل لمشكلة ما، ولكن سييحول الأمر وكأنك تبحثين عن سبب لتشعرين نفسك بالتعاسة، وتضعين أسوأ السيناريوهات لكل شيء، وتفقدين بذلك طاقة الأمل في أن يأتي غدا بأمر جديد وجيد.
من الممكن أن يجعلك التفكير الزائد تنزلقين نحو الفكار السلبية عن نفسك، فتشعرين دوما بالذنب والدونية، وتقللين من تعاملك مع الآخرين، ويؤدي إلى الأرق وعدم القدرة على النوم براحة ودون كوابيس مزعجة، وبسببه يحدث القلق المرضي، ومنه إلى الاكتئاب، كما يشير كثير من علماء النفس، وهو ما يؤثر على حياتك بشكل عام، ويجعلك تفقدين الرغبة في التعامل مع الآخرين، ويسلبك السلام الداخلي والراحة والهدوء.
اقرئي أيضا: 20 شيئا يجب أن تمتني لوجودهم مهما بدت الحياة صعبة
التعامل مع الأوفر ثينكنج
لا تعتبرين أنكِ وقعتِ في فخ لا يمكنك التخلص من تبعاته، فكل ما نمر به يمكننا أن نعيده لوضعه الجيد مرة أخرى، ونتخلص من سلبياته، وحتى تستطيعين أن تملكين فرصة العودة للهدوء وامتلاك أدوات التفكير دون أن ترهقين نفسك في دوامات لا مفر منها، تلك مجموعة من الأمور التي يمكنك اتباعها حتى تتخلصين من الأوفر ثينكنج.
1. الوعي بالمشكلة
بداية التغيير، والقدرة على تحديد المشكلة، هو أن تعي وقت حدوثها بتتبع عادتك في التفكير، ومتى يبدأ الأمر، وكيف يتطور إلى التوتر والقلق؟ وهل هو متعلق بفكرة معينة أم مجموعة مختلفة من الأفكار، ومع هذا الوعي تبدأين في التعرف على ما يجب عليك القيام به للتخلص من التفكير المبالغ فيه.
2. ملاحظة العواقب
من الممكن أن تعتقدين أن التفكير المستمر والزائد عن الحد في مشكلة ما أو أمر مررتِ به، من الممكن أن يجعلك تصلين للحل، بينما هو يمنعك عن أن تعيشين حياتك بصورة طبيعية، فالأوفر ثينكنج يستنزف الطاقة، وهو ما يجب عليك استيعابه فتكلفة التفكير الزائد تؤثر على ساعات النوم، والقدرة على الإبداع والتفكير السليم خلال ساعات اليوم، وقد يؤدي إلى فقدان القدرة على اتخاذ القرارات، وإفساد القدرة على التعامل مع الآخرين، وزيادة الرغبة في الانعزال، وهو ما يجب عليك ملاحظنه والاحتياط منه.
3. تغيير بوصلة التفكير نحو الإيجابية
التفكير الزائد في الغالب يكون ناتج عن الخوف من أن تسير الأمور بطريقة لا تناسبنا، وأن تحدث عواقب لا نتمناها، في حين من الممكن أن تغيرين طريقة تفكيرك، ومحاولة البعد عن السلبية، ووضع السيناريوهات السيئة، والعمل على توجيه أفكارك نحو ما يمكن أن يحدث بشكل صحيح لا ما يمكن أن يحدث بطريقة خاطئة، لأن السلبية والخوف سيكونا حائط صد أمام الرغبة في اتخاذ أي موقف أو قرار.
4. أنشطة للإلهاء
من المهم البحث عن بدائل تمعنك عن الاستغراق في التفكير بصورة زائدة عن الحد، فيمكنك القيام بأشياء مختلفة تجدد نشاطك، وتبعث داخلك روح مختلفة بعيدا عن الفكرة التي تسيطر عليكِ، فيمكنك التحدث إلى أحد الأصدقاء، ليس بالضرورة عن نفس الفكرة ولكن حول أي موضوع، وقد تلجأين للرسم، أو تعلم نشاط جديد، ومن الممكن أن يفيد قراءة كتاب جديد، أو أداء تمارين رياضية بسيطة.
وكذلك اليوجا والتأمل وتمارين التنفس، وأنشطة أخرى يمكنها أن تمنحك الهدوء وراحة البال، والبعض يلجأون إلى الترتيب وتنظيم غرفتهم أو التنظيف بشكل عام كوسيلة تساعد على الحد من التوتر والقلق الذي يتسبب به الأوفر ثينكنج، وتنجح هذه الطريقة في بعض الأحيان في أن تجعل تفكيرهم منظم، ويهديهم لاتخاذ قرار بعينه.
5. وضع الأمور في حجمها
من السهل أن تخدعنا عقولنا، وننجرف وراء التوهم ونرى المشكلة أو الوضع أكبر من حجمه الطبيعي، فيتضاعف لدينا الشعور بأهميتها، وتتضخم مشاعرنا السلبية نحوها، وعند حدوث ذلك يجب أن تتوقفين، وتتنفسين بعمق، قبل ان تتحول النقطة إلى جبل، وتعملين على رؤية الأمر في وضعه الصحيح دون مزيد من الهواجس.
6. الكمال فكرة خيالية
السعي إلى الكمال، هو سبب نكبتنا في كثير من الأوقات، ولذلك يجب أن ندرك أن الكمال فكرة خيالية لا يمكن لها أن تتحقق، وإلا لما كنا بشر وأصبحنا ملائكة أو كائنات لا مكان لها على الأرض، فالإنسان كائن بطبعه فطرته الخطأ والتجربة والتعلم منهما، ولذلك توقفي عن التفكير الزائد حول أخطائك وتضخيمها والاعتقاد بأنه ما كان يجب عليك أن تفعلي كذا أو كذا، فهذا أمر غير واقعي ولن يحدث أن تسير كل الأمور كما تتخيليها، أو كما ينبغي لها.
7. الكتابة
تعتبر الكتابة واحدة من طرق العلاج الفعالة القادرة على أن تخلصك من المشاعر السلبية، والأفكار التي تدور وتذهب وتأتي دون أن تملكين القدرة على الإمساك بها، فالفكرة التي تسيطر عليك وتسبب لكِ الذعر، عندما تجدينها مكتوبة أمامك على الورق أو على شاشة الكمبيوتر، قد تتغير نظرتك لها، ولذك احرصي على أن تعبري بالكتابة عن مخاوفك والأفكار التي تقلقك، ستجدين أن البوح بها مريح، ويمكنك الإلقاء بها، وكأنك تخلصتِ منها، كما يدلك على أساس المشكلة.
8. المستقبل لا يمكن التنبؤ به
هل تعتقدين أن التفكير المستمر في أمر ما يمكن أن يثطلعك على المستقبل؟ بالتأكيد، لن يحدث، فلا يملك أي منّا معرفة مصيره بعد دقيقة واحدة من الآن، فنحن لا نملك سوى أن نعيش أيامنا مجاهدين أن تمر بسلام، فالأفراط في التفكير حول المستقبل، يسرق منكِ الوقت الذي تعيشيه الآن، ويسلبك الاستمتاع باللحظة الحالية.
9. التقبل
أهم ما يجب أن تتوقفين عنه، محاولات طمس شخصيتك والتقليل منها، وأن تؤذي نفسك بالأوفر ثينكنج حول أنك لستِ جيدة بما يكفي، ولست ذكية أو أنك شخص فاشل، يجب أن تتوقفين عن وضع توقعات لشخصيتك وما الشكل الذي يجب أن تبدو عليه؟ على العكس، يجب أن تقبلي نفسك كما هي، اسعي بالتأكيد أن تكونين شخصا أفضل، لكن دون توفعات وخيالات غير منطقية عن نفسك، وانظري للجوانب التي تتمكنين من فعلها وتجيدين القيام بها.
10. الامتنان
تعتبر تلك طريقة دفاعية واستباقية للتعامل مع الأوفر ثينكنج، فأن تقومين بوضع قائمة يومية في الصباح والمساء، بالأمور التي تشعرين بالامتنان لحدوثها لكِ، والأشخاص الموجودين في حياتك، قادر على أن يقلل من مشاعرك بالخوف والقلق من الوحدة، ويدرك عقلك الجوانب الإيجابية في حياتك بالفعل.
لا تتركي نفسك للأوفر ثينكنج يستهلك من روحك وطاقتك.. اغلبيه بهذه الطرق، أو يمكن أن يكون لك طريقة خاصة في التعلم معه، المهم ألا تجعلين سنوات عمرك تنساب في ظل العيش في خوف وقلق لا ينتهي.
اقرئي أيضا:
5 تأثيرات سلبية للتباعد الاجتماعي وكيفية الحد منها
الكاتب
هدير حسن
الأربعاء ٠٣ يونيو ٢٠٢٠
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا